المواجهة العسكرية الإسرائيلية للخطر الإيراني في سوريا.. دوافع واحتمالات

https://rasanah-iiis.org/?p=15589

في ثاني أعنف هجوم عسكري إسرائيلي بعد هجوم مايو 2018 ضد الميليشيات الإيرانية المنتشرة في سوريا، بغية إجبارها على الخروج من سوريا، شن جيش الدفاع الإسرائيلي يوم 21 يناير 2019 غارات جوية مكثفة من محاور مختلفة ضد التمركزات الإيرانية في سوريا، على خلفية تصاعد الحرب الكلامية والعسكرية، بعد تسليم الروس منظومة S-300 المتطورة للسوريين، وقرار الانسحاب العسكري الأمريكي من سوريا، وفشل المباحثات الروسية-الإسرائيلية للضغط على إيران؛ لإخراج ميليشياتها من سوريا التي استمرت لمدة أكثر من عام ونصف العام تقريبًا برفض الإيرانيين مطلب إسرائيل إخراج ميليشياتهم من سوريا، وهو ما يجعلنا نتساءل حول احتمالات المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران ومدى استعداد إيران خوض حرب مفتوحة مع إسرائيل.

أولًا: أبعاد الهجوم العسكري الإسرائيلي
أطلق سلاح الجو الإسرائيلي، يوم 21 يناير 2019، أكثر من 30 صاروخًا مجنحًا وقنبلة موجهة ضد المقرات الإيرانية في الجنوب السوري، توزعت بين محيط العاصمة دمشق وريفها وريف القنيطرة والسويداء، وذلك من ثلاثة محاور مختلفة من الغرب وجنوب الغرب والجنوب السوري -من فوق الجولان والأراضي الفلسطينية المحتلة وبحيرة طبريا- أكدت سوريا أن دفاعاتها الجوية أسقطت بعض الغارات الإسرائيلية، وهو ما أسفر في النهاية عن مقتل أربعة جنود سوريين، وإصابة ستة آخرين، حسب وزارة الدفاع الروسية، وعدهم المرصد السوري لحقوق الانسان بأحد عشر قتيلًا بينهم سوريان، بينما أكدت المنظمة السورية لحقوق الانسان 12 من الحرس الثوري الإيراني.
برَّر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في كلمة له، نُشرت على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) غارات سلاح الجو ضد المقرات الإيرانية في سوريا لاستهداف الميليشيات الإيرانية أمن إسرائيل والجولان قائلًا: «ضرب سلاح الجو بقوة أهدافا إيرانية في سوريا، بعد أن قامت إيران بإطلاق صاروخ على أراضينا» مضيفًا: «نعمل ضد إيران وضد القوات السورية التي تدعم العدوان الإيراني… ونحن نضرب كل مَن يحاول المساس بنا، ومن يهدد بتدميرنا سيتحمل كامل المسؤولية».
وفي السياق ذاته، اتهم الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، افيخاي ادرعي، إيرانا بإطلاق صاروخ باتجاه الجولان، قائلًا على (تويتر): «الاعتداء الإيراني على إسرائيل من داخل الأراضي السورية، والذي تم التخطيط له مسبقا من قِبَل إيران، هو سبب الضربات الليلية الواسعة في سوريا».
ومن بين الأهداف الإيرانية التي قصفتها إسرائيل حسب أدرعي:
• مواقع تخزين وسائل قتالية.
• موقع تخزين في مطار دمشق الدولي.
• موقع استخبارات إيرانية.
• معسكر تدريب إيراني.
وأوضح موقع تيك ديبكا الإسرائيلي أن الصاروخ الذي أطلقه الإيرانيون على الجولان هو صاروخ «فاتح 110» المعدل، ومداه 300 كيلو متر، ويحمل رأسًا متفجرًا يزن ربع طن، وأطلق بأمر من قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، لاختبار ردة فعل إسرائيل بعد قرار الانسحاب العسكري الأمريكي، ونشر سوريا منظومة S-300.

ثانيًا: دوافع القصف العسكري الإسرائيلي للمقرات الإيرانية
تكرّرت الاستفزازات الإيرانية للإسرائيليين لاختبار ردود أفعالهم في الجنوب السوري في توقيتات متباينة، رغم استبعاد المراقبين رغبة إيران الدخول في حرب مفتوحة مع إسرائيل، فمن ناحية تستفيد إيران بمعرفة مدى جاهزية الإسرائيليين لأية حرب محتملة، ومن ناحية ثانية تستطيع التعرف على نوعية الأسلحة الإسرائيلية المتطورة في مجال الجو وأساليب الحرب وفنونها في الساحة السورية مع إسرائيل إذا ما اندلعت الحرب، وحتى تقرر إيران دخولها أو عدم دخولها في الحرب مع إسرائيل، وتكرر أيضًا تحميل إسرائيل للإيرانيين المسؤولية في غاراتها الجوية، فما هي الدوافع الإسرائيلية الحقيقية لقصفها المقرات الإيرانية:

1- تجاوز الإيرانيين الخطوط الحمراء الإسرائيلية:
التي تتمثّل حسب الرواية الإسرائيلية في اللاءات الأربع:
• لا لزيادة عدد المقاتلين الإيرانيين في سوريا.
• لا لاستغلال إيران الصراع الدائر في سوريا لتهريب ونقل السلاح لحزب الله؛ لدعم ترسانة الحزب العسكرية وتغيير قواعد اللعبة.
• لا لتدشين إيران وحزب الله بنية تحتيَّة هجوميَّة في الجنوب السوري، تُستغل ضد الأمن الإسرائيلي.
• لا لإطلاق النار على الأراضي والبلدات الإسرائيلية، بغض الطرف عن هوية مطلق النار أو هدفه؛ لأن هذا سينجم عنه ترسيخ إيران لنفوذها في سوريا، ويقرب الخطر الإيراني من إسرائيل بتمددها في الجنوب السوري.

زاد عدد المقاتلين الإيرانيين في سوريا من 10 آلاف إلى 20 ألف مقاتل، حسب إحصائية للجيش الإسرائيلي، نُشرت في أبريل 2018، من بينهم نحو 2000 مقاتل عسكري ومستشار، و7500 من حزب الله، والباقون من المقاتلين الذين جلبتهم إيران من دول غير المستقرة كأفغانستان وباكستان، وبتقديمها الدعم المالي للميليشيات الشيعيّة في سوريا، إذ أفاد التقرير الذي أصدرته الخارجية الأمريكيَّة في أكتوبر 2018 بأن إيران أنفقت 16 مليار دولار على قواتها ووكلائها في سوريا والعراق واليمن.
وكشفت الاستخبارات الأمريكية خلال العام 2018 عن رحلات جوية من إيران إلى سوريا، يُشتبه في نقلها أسلحة إلى نظام الأسد والمقاتلين الإيرانيين، ومساعي إيران لتدشين قواعد عسكرية، وجيش كامل في سوريا ليكون موازنًا للقوة أمام إسرائيل، ومصدر تهديد دائمًا لتل أبيب، وبتحريك الحرس الثوري قوافل عسكرية لنقل المقاتلين والسلاح عبر الحدود العراقية – السورية، وبما كشفته تقارير استخباراتية حسب وسائل إعلام إسرائيلية، من انتشار وحدات عسكرية إيرانية على طول الحدود الإسرائيلية -السورية.
ولذلك ذكر نتنياهو خلال مناسبات عديدة خلال العام 2018: «إسرائيل لن تسمح للنظام بلفّ حبل الإرهاب حول عنقها، وإننا سنتحرك إذا لزم الأمر ضد إيران نفسها».
وأوضح وزير الطاقة المُستقيل، يوفال شتاينس في مايو 2018: «لا يمكن للأسد أن يجلس بهدوء في قصره، ويحافظ على نظامه في الوقت الذي يسمح فيه بتحويل سوريا إلى قاعدة لمهاجمة إسرائيل» مبررًا ذلك بأن «ما حدث في لبنان وتقوية حزب الله نموذج، وإذا لم نمنع إيران من تثبيت وجودها في سوريا، فسنحصل على حزب الله آخر في سوريا».

2- فشل المفاوضات الروسية – الإسرائيلية تجاه إخراج الميليشيات الإيرانية:
بنهاية العام 2018، وصلت التفاهمات الإسرائيلية – الإيرانية التي جرت خلال العام 2018 تجاه المطلب الإسرائيلي إخراج كافة الميليشيات الإيرانية من سوريا إلى طريق مسدود، وذلك بعدم قدرة الروس على إقناع الإيرانيين الالتزام بالتفاهمات بين الروس والإيرانيين في مايو 2018 بأن يكون الحضور العسكري المسموح به على الحدود الجنوبية لسوريا هو حضور القوّات السورية فقط، وعدم التزام الإيرانيين بالعرض الروسي في أغسطس 2018، بإبعاد الميليشيات مسافة 85 كيلو مترًا مربَّعًا من مرتفعات الجولان الحدودية مع إسرائيل، وأن تؤول مسؤولية السيطرة وحفظ الأمن في المناطق التي تخرج منها الميليشيات الإيرانية إلى قوات الأسد.
فما أن سيطر الأسد المدعوم روسيًّا وإيرانيًا على كافة المناطق السورية المستردة من أيادي فصائل المعارضة والتنظيمات الإرهابية سارعت الميليشيات الإيرانية نحو التموضع في الجنوب السوري والجولان، ضاربة التفاهمات الروسية – الإسرائيلية عرض الحائط.
وقد أرجع مراقبون غض الروس نظرهم عن انتهاك الإيرانيين للتفاهمات إلى الاحتياج الإستراتيجي الروسي لإيران في سوريا؛ لتثبيت أركان النظام السوري وحماية القواعد والمصالح الروسية في سوريا، فضلًا عن أن التواجد البري الروسي في سوريا مكلِّف ماديًّا وبشريًّا لروسيا، وبالتالي تعتمد موسكو في الحفاظ على مناطق نفوذها في سوريا على الميليشيات الإيرانية.

3- الانزعاج الإسرائيلي من قرار الانسحاب العسكري الأمريكي من سوريا:
يتخوّف الإسرائيليين من استغلال الإيرانيين للفراغ الذي سيتركه الانسحاب الأمريكي في ترسيخ نفوذها الذي تسعى واشنطن وتل أبيب لتقليصه، فقد أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت قبل نهاية 2018 «عندما يكتمل الانسحاب الأمريكي من سوريا سنرى قاسم سليماني، وهو يفرك يديه فرحًا، وسيبلغ .. خامنئي بأنه تمت إزالة عقبة أخرى أمام إيران..وتم فتح جبهة ثانية ضد إسرائيل».
وينزعج الإسرائيليون من إمكانية تكرار سيناريو الانسحاب الأمريكي من العراق 2011، من حيث إطلاق يد الإيرانيين في سوريا بعد إجلاء القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في سوريا، واستغلال الفراغ الذي ستتركه القوات الأمريكية في تحقيق مكتسبات تتمثل في سهولة تنفيذ مخططات التموضع الإيراني في سوريا، وتوسيع نطاق النفوذ، والسيطرة على إدارة مفاصل الدولة ومؤسساتها وصنع قرارها، خاصة في الوقت الذي تدخل فيه سوريا مرحلة جديدة تعيد فيها بناء مؤسساتها، وفتح الباب على مصراعيه أمام عمليات تهريب ونقل الأسلحة إلى حزب الله، نتيجة سيطرة ميليشياته على الحدود العراقية – السورية، وهو ما يزيد من قدرات الحزب العسكرية بما قد يغيّر قواعد اللعبة، فضلًا عن إمكانية الدخول في صراع مع إسرائيل، يزجّ بالمنطقة المضطربة في آتون حرب شاملة، وتسهيل مهمة تنفيذ الممر الأرضي الذي يربط طهران بالبحر بالمتوسط.

4- تصاعد المواجهة بين الطرفين قبل الهجمات الإسرائيلية:
حيث اعترف نتنياهو بشكلٍ مفاجئٍ في 13 يناير 2018 بشن سلاح الجو العديد من الصواريخ على التمركزات الإيرانية في سوريا خلال العام 2018، قدّرها رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي المنتهية ولايته غادي إيزنكوت في 15 يناير 2019 بنحو 2000 صاروخ وقنبلة موجهة على سوريا خلال عام 2018، ضمن إطار حملتها لمنع تموضع إيران في سوريا.
وفي منتصف يناير 2019، طالب نتنياهو الإيرانيين بالخروج الفوري من سوريا قائلًا: «أخرجوا من سوريا بسرعة، فنحن لن نوقف هجماتنا.. ولن نتوقف عن سياستنا الهجومية».
وفي المقابل، توعّد القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، في 16 يناير 2019 نتنياهو بـ«سقوط صواريخ إيران على رأسه» قائلًا: «على إسرائيل أن تخشى اليوم الذي ستنهال فيه صواريخ إيران الدقيقة فوق رؤوس الإسرائيليين» مخاطبًا نتنياهو: «احذر من اللعب بذيل الأسد».
وقد ربط الكاتب الإيراني رضا صدر الحسيني الموقف الإيراني بالاعتقاد السائد لدى الإيرانيين، بأن ضعف الخطوط الإيرانية الأمامية في دول مثل: سوريا، والعراق، ولبنان، الذين يحيطون بإسرائيل، يُمكِّن تل أبيب بسهولة من استهداف الأمن الإيراني الداخلي؛ حيث إن إضعاف حلفاء إيران المحيطين بإسرائيل يعني حضور إسرائيل بجوار الحدود الإيرانية.

ثالثًا: ردود الأفعال الإيرانية على الضربات الإسرائيلية:
في إطار سياسة التهديدات اللفظية التي عوَّدتنا عليها إيران في الآونة الأخيرة، علّق قائد القوات الجوية الإيرانية، عزيز نصير زادة، يوم 21 يناير 2019، معلنًا استعداد بلاده الكامل لخوض الحرب ضد إسرائيل، وإزالتها من الوجود، قائلًا: «إيران مستعدة لحرب ساحقة مع إسرائيل» مضيفًا: أن بلاده «جاهزة تمامًا، وتنتظر بفارغ الصبر مواجهة النظام الصهيوني ومحوه من على وجه الأرض».
هذا التعليق لم يكن الأول من نوعه، بل سبقه العديد من التصريحات عقب كل غارة إسرائيلية تقصف المقرات الإيرانية في سوريا، لا تخرج عن شعارات صناع القرار في إيران الذين لطالما يتغنون بقدراتهم العسكرية والصاروخية المتوسطة والبعيدة المدى وقدرتهم على محو إسرائيل، ولذلك تبدو مجرد تصريحات شعبويَّة يرفعها النظام؛ للحفاظ على ظهيره الشعبي، والمواليين له في الداخل دون أن تحول لواقعٍ فعليٍّ، وذلك بدليل عدم إبداء إيران أية ردة فعل على تأكيد إيزنكوت بأن إسرائيل ألقت 2000 صاروخ وقنبلة ضد المقرات الإيرانية في سوريا 2018.
وربط المحللون الإيرانيون بين الضربات الإسرائيلية ومساعي نتنياهو السياسية للتغطية على إخفاقاته العسكرية، بعد تلقي إسرائيل ضربات صاروخية غير متوقعه من قطاع غزة كرد فعل على العملية العسكرية الإسرائيلية ضد القطاع المحاصر في نوفمبر 2018، التي تسبَّبت في تقديم وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، استقالته لعدم قدرته وفريقة العسكري في تقدير القدرات الصاروخية للمقاومة الفلسطينية بشكلٍ دقيقٍ، ومساعيه لتحقيق مكاسب سياسية ضد خصومه قبيل إجراء الانتخابات البرلمانية في أبريل 2019 ليتمكن من تشكيل الحكومة الجديدة، ومساعيه للتغطية على قضايا الفساد المالي التي يواجهها وزوجته، والحيلولة دون صدور لوائح اتهام بالفساد ضده، تتسبب في محاكمته أو ترك المنصب على حد الرواية الإيرانية.

رابعًا: احتمالات المواجهة الإسرائيلية – الإيرانية:
تظل احتمالات المواجهة ومدى استعدادية إيران للدخول في حرب مفتوحة مع إسرائيل مرهونة بحجم المقدرات الإيرانية الاقتصادية والعسكرية، ومدى جاهزية حلفائها الإقليميين والدوليين لمساندتها في أي حربة محتملة مع إسرائيل، ومدى قبول الفواعل الإقليمية والدولية في الأزمة السورية باندلاع الحرب التي ستكون كارثيّة على الجميع بكل المقاييس في سوريا والمنطقة برمتها.
وإذا ما نظرنا إلى تلك العناصر الرئيسة لتقليص مخاطر الحرب على أقل تقدير، نصل إلى نتيجة مفادها أن إيران غير راغبة في خوض معركة مفتوحة لا يمكن السيطرة عليها إذا ما اندلعت ولا يًحمد عقباها، وذلك لأسباب تتعلق بأوضاعها الاقتصادية المتردية، وبحجم مقدراتها العسكرية التي لا تضاهي نظيرتها الإسرائيلية والأمريكية، وفقدانها للغطاء الجوي في سوريا، كما أن الإيرانيين منشغلون أكثر بتنفيذ الممر الذي يربط إيران بالبحر المتوسط، ولا يريدون تعطيله، ولا يمكن الانشغال بسيناريو الحرب وفق منطق ومقتضيات الحرب أثناء الجهود المكثفة لسرعة تنفيذه على أرض الواقع.
زِدْ على ذلك أن تغيير قواعد اللعبة والاشتباك واندلاع الحرب مرتبط بشكل كبير بالروس بوصفهم الفاعل الرئيس في المعادلة السورية، فروسيا لن ترغب في اندلاع أيّة حروب في سوريا لأسباب تتعلق بمصالحها في سوريا، وعلاقاتها المعقدة مع الإيرانيين والإسرائيليين، ومخاوفهما من تدخل الولايات المتحدة لصالح إسرائيل في الحرب، ولذلك يتعيّن على الروس القيام بدورهم في تعديل سلوك ومواقف طهران وتل أبيب بالابتعاد عن حرب حامية الوطيس في سوريا والشرق الأوسط بفرض تفاهمات ملزمة للطرفين.
فضلًا عن إدراك الإيرانيين بأن الإسرائيليين ليسوا وحدهم مَن يكنون العداء لإيران في المنطقة، ويريدون لَيَّ ذراعها بل وكسره، والروس يريدون تخفيض الطموحات الإيرانية، ووضع حد للشهية الإيرانية المفتوحة لاقتضام مزيد من مناطق النفوذ في سوريا.
أما الأمريكان فيسعون بدورهم لكسر يد إيران بمحاصرتها إقليميًّا ودوليًّا من خلال العقوبات الاقتصادية، والأدهى أن دول الجوار الخليجي سيكونون متأهِّبين لأية إجراءات تحدّ من الطموحات الإيرانية، وتجعل من إيران منكفئة على الداخل، ولذلك من الصعوبة بمكان أن يخاطر الإيرانيون بالدخول في حرب مفتوحة مع إسرائيل من المتوقع حال اندلاعها أن تكون حرب مصيريَّة كارثيًّة على كافة أطرافها.

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
إدارة التحرير