حدَّد مكتب الدراسات التربوية والثقافية بمركز بحوث البرلمان الإيراني، في تقريرٍ نشرهُ مؤخَّرًا، أهمَّ تحدِّيات الأسرة الإيرانية في مواجهة فيروس كورونا. وفي السياق نفسه، أظهرت إحصائياتٌ تركية رسمية، أنَّ شراء المنازل من قِبل الإيرانيين في تركيا آخذٌ في الارتفاع، حتّى خلال فترة تفشِّي فيروس كورونا. فيما أكَّد مدير التربية والتعليم في محافظة سيستان وبلوشستان حميد رضا رخشاني، أنّ «ما يقربُ من 30 إلى 40% من طلاب المحافظة، ليس لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت منذ الأيام الأولى لتفشِّي كورونا». وأكَّد رئيس مركز العلاقات العامة والإعلام بوزارة الصحة كيانوش جهانبور، أنّه «على الرغم من ملاحظة الهبوط التدريجي لحالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا في البلاد، لكن لا تزال التحذيرات قائمة». وعلى صعيد الافتتاحيات، اهتمَّت افتتاحية صحيفة «آفتاب يزد»، بتناول إشكالية عدم مبالاة المديرين الحاليين في إيران بالشعب، بسبب عدم اعترافهم بأخطائهم، فيما استنكرت افتتاحية صحيفة «همدلي»، استمرار الأسئلة الموجَّهة لأداء الرئيس حسن روحاني بخصوص «كورونا»، واستمرار عدم الإجابة على أيٍّ منها.
«آفتاب يزد»: عدم المبالاة بالشعب
يهتمُّ البرلماني السابق جلال جلالي زاده، من خلال افتتاحية صحيفة «آفتاب يزد»، بتناول إشكالية عدم مبالاة المديرين الحاليين في إيران بالشعب، بسبب عدم اعترافهم بأخطائهم.
تقول الافتتاحية: «في بلادنا وفي ظلّ وجود مديرينا هؤلاء، نواجه مشكلتين رئيسيتين، الأولى هي نُدرة المديرين الذين يعترفون بأخطائهم ومستعدُّون للاستقالة من مناصبهم بسببها، أو على الأقلّ تقديم اعتذارٍ للشعب، والثانية هي نُدرة المديرين المستعدِّين للتقاعد وترك السلطة.
بشكلٍ أساسي في إيران، يتنقَّل المديرون ومناصبهم من مكانٍ إلى آخر، بغضّ النظر عن أدائهم في إداراتهم السابقة، سواءٌ كان جيِّدًا أم سيئًا؛ وخير دليلٍ على ذلك، هو التعيينات الأخيرة التي شهدناها في البلديات.
لدينا في إيران العديدُ من الأشخاص المهرة والمديرين المتخصِّصين، لكن حالة الانسداد السياسي المهيمنة في الوقت الحالي، قد أدّت إلى أن يكون المعمولُ به في جميع القطاعات والإدارات والمواقع الحكومية، هو توظيف أفرادٍ موصيٌ بهم، حتّى ولو كان أولئك الأفراد يفتقرون للأداء الجيِّد.
لا شك أنّ مثل هذه التعيينات وتوظيف مديرين غير أكفّاء، يزيد من العزوف عن المشاركة السياسية وروح الانتقاد لدى الشعب لبنية الدولة بأكملها، كما أنّ الشعب يعتبر ذلك نوعًا من الاستهزاء والمكايدة من قِبل الإدارة العليا للدولة له.
إنّني أعتقد أنّه إذا لم ينجح شخصٌ ما في تولِّي إحدى المسؤوليات، فهذا لا يعني أن يتمّ عزلُه وتنحيته من كافّة المجالات على الدوام، وأن يتمّ منعه من ممارسة عمله، لكن حينما تُظهر إدارته للأمور عدَّة مرات أنّه غير ناجح في تحمُّل المسؤولية، فلا ينبغي منحه منصبًا أفضل بسبب التوصيات والعلاقات الشخصية.
إنّ أحد أسباب فشل الإصلاحيين وضعفهم خلال تولِّيهم للسلطة، هو أنّهم أوّلًا: ركَّزوا على تعيين بعض الأشخاص بعينهم لإدارة شؤون البلاد، وفي أغلب الحالات، كان اعتمادهم على هؤلاء الأشخاص فقط، هو ما جعل هؤلاء الأشخاص بعد فترة يعانون نوعًا من القصور والضعف والتحفُّظ، ومن ثمَّ عجزوا عن النجاح في عملهم. ثانيًا أنّهم رضخوا لضغوط بقيّة التيّارات وأفرادٍ آخرين، وقاموا بتعيين مجموعةٍ أخرى من الأفراد في إدارة الدولة.
بشكلٍ عام، فأنا أتعجَّب ممن يعتقدون أنّ عليهم توظيف أشخاصٍ بعينهم في المناصب والمسؤوليات المختلفة، بينما تعيينهم يثير استياءً كبيرًا في المجتمع، ولدى الرأي العام».
«همدلي»: سؤالٌ بعد آخر.. ولا إجابة
تستنكر افتتاحية صحيفة «همدلي»، عبر كاتبها ورئيس تحريرها فضل الله ياري، استمرار الأسئلة الموجَّهة لأداء الرئيس روحاني بخصوص «كورونا»، واستمرار عدم الإجابة على أيٍّ منها.
ورد في الافتتاحية: «يقول الرئيس إنّ الحكومة غيَّرت قرارها، بناءً على طلب مدير الحوزات العلمية، وقدَّمتْ تاريخ إعادة فتح الأماكن الدينية 15 يومًا. ممّا لا شكّ فيه أنّ تصريح الرئيس هذا دلالة سيِّئة على التردّد في قرارات الحكومة، التي حصلت على أصوات الناس مرَّتين، لكنّها تفضِّل رغبات السلطات الأخرى على مطالب الشعب. إلى هُنا كان هذا بالطبع نهج الرئيس روحاني، ويبدو أنّ انتقاد الناس ووسائل الإعلام والتذكير بتصويت الناس لم يكُن مفيدًا. لكن الحقيقة في هذه الحالة، لم يعُد تصويت الناس على وجه الخصوص مهمًّا، بل حياة الناس التي تتعرَّض للتهديد. هل يضمن روحاني هذه المرة تقديم موعد انتهاء أزمة كورونا 15 يومًا؟ هل تلقّى أيّ إشاراتٍ من السلطات الرسمية، التي تشدِّد كلّ يوم على ضرورة اتِّباعها في أزمة كورونا، وأنّه في هذا التاريخ لن تشكِّل التجمُّعات مشكلةً لصحّة الناس؟ هل سيقف مدير الحوزات العلمية بجانب روحاني في نتائج هذا القرار؟ لكن ماذا يعني الإعلان العام عن هذا الموضوع؟ هل يريد روحاني أن يلقي العواقب المحتملة على عاتق مدير الحوزات العلمية؟ وإذا كان ينوي القيام بذلك، فهل سيقبل الرأي العام هذا التبرير من الرئيس، الذي صوَّت له الشعب ووعد بالعمل ضمن إطار الدستور؟ يواجه أداء الرئيس في أزمة كورونا أسئلةً جديدةً يومًا بعد يوم، وبالطبع لم تتمّ الإجابة على السؤال السابق بعد حتّى يُثار سؤالٌ جديد. يبدو الأمر كما لو أنّ أسئلة الناس لن يتمّ الردّ عليها، بل سيتمّ ربطها بالسؤال التالي».
ارتفاع وتيرة شراء الإيرانيين للمنازل في تركيا رغم تفشِّي «كورونا»
أظهرت إحصائياتٌ تركية رسمية، أنّ شراء المنازل من قِبل الإيرانيين في تركيا آخذٌ في الارتفاع، حتّى خلال فترة تفشِّي فيروس كورونا. وأصدر مركز الإحصاء التركي الجمعة 17 أبريل 2020 تقريرًا عن الربع الأول من العام الجاري، وذكر أنّ الإيرانيين اشتروا 465 شقّةً في تركيا في مارس الماضي، وتصدَّروا قائمة الأجانب في شراء المنازل هناك. وبحسب التقرير، اشترى الإيرانيون 1864 شقّةً في تركيا في الربع الأول من هذا العام، وخلال هذه الفترة تصدَّروا قائمة الأجانب في شراء المنازل.
وكان العراقيون في المركز الأول سابقًا من حيث شراء المنازل في تركيا، لكن في فبراير ومارس، تجاوز الإيرانيون العراقيين.
وبدأ تفشِّي كورونا في تركيا الشهر الماضي، حيث أظهرت إحصائياتٌ رسمية أنّ إجمالي مبيعات المنازل للأجانب انخفض بشكلٍ طفيف في مارس 2020، مقارنةً بشهر مارس من العام الماضي، بسبب ارتفاع شراء الإيرانيين للمنازل.
ومع ذلك، تشير الإحصاءات إلى أنّ شراء المنازل من قِبل الإيرانيين في مارس 2020 مقارنةً بمارس من العام الماضي هو حوالي 40%، ومقارنةً مع مارس 2018 قد تضاعف ثلاث مرّات تقريبًا.
وباعت تركيا أكثر من 11000 منزل للأجانب في الربع الأول من هذا العام، وبالتالي كانت حصَّة الإيرانيين 17% من كلّ المنازل التي بيعت للأجانب في تركيا. وفي العام الماضي، اشترى الإيرانيون 5423 شقّةً في تركيا، وشكَّلوا أقل من 12% من سوق شراء المنازل التركي للأجانب.
موقع «راديو فردا»
%40 من طلّاب سيستان وبلوشستان بلا إنترنت ويعانون تعليميًّا بسبب «كورونا»
أكَّد مدير التربية والتعليم في محافظة سيستان وبلوشستان حميد رضا رخشاني، أنّ «ما يقرب من 30 إلى 40% من طلاب المحافظة، ليس لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت، ومنذ الأيام الأولى لتفشِّي كورونا حاولنا إيصال الحزم التعليمية لهم على شكل أقراصٍ مدمجة ومكتوبة عبر المشرفين التربويين».
من جانبه، قال النائب عن فريدن وفريدون شهر في البرلمان الحادي عشر، حسين محمد صالحي، معلِّقًا على إطلاق القناة التعليمية «شاد» للطلّاب بسبب تفشِّي كورونا: «العديد من المناطق المحرومة، مثل تشادغان وفريدن وفريدون شهر وبوئين ومياندشت، ليس لديها طرقاتٌ مناسبة، فما بالك بهاتفٍ محمولٍ متقدِّمٍ وإنترنت، تسبَّب تعليم الطلّاب من خلال الفضاء الإلكتروني في قلقٍ كبيرٍ في أوساطهم»، وأضاف: «للأسف، إنّ العديد من القرى محرومةٌ من قنوات الإذاعة والتلفزيون الرقمية والقنوات التعليمية المختلفة، لذلك، ينبغي على وزارة التربية والتعليم اتّخاذ التدابير في أقرب وقتٍ ممكن؛ حتّى لا يُحرَم الطلاب من التعليم».
وقال صالحي: «نظرًا للظروف المذكورة أعلاه ونقص الإمكانات في المناطق المحرومة، من الضروري أن تُقيم وزارة التربية والتعليم دروسًا، من خلال مراعاة بروتوكولات اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا ووزارة الصحّة، حتّى لا يتخلَّف الطلاب في هذه المناطق عن الدراسة».
صحيفة «آفتاب يزد»
«الصِّحة»: لا تزال التحذيرات قائمةً رغم الهبوط التدريجي لإصابات «كورونا»
أكَّد رئيس مركز العلاقات العامة والإعلام بوزارة الصحة كيانوش جهانبور، أنّه «على الرغم من ملاحظة الهبوط التدريجي لحالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا في البلاد، لكن لا تزال التحذيرات قائمة». وأعلن جهانبور أنّه «منذ السبت 18 أبريل وحتّى الأحد 19 أبريل، سُجِّلت 1343 حالة إصابة جديدة بكورونا، ليرتفع إجمالي المصابين إلى 82211 حالة»، وتابع: «تُوفِّي خلال الـ 24 ساعة الماضية 87 حالة مصابة بالمرض، ليصل إجمالي المُتوفّين إلى 5118 حالة. فيما تحسَّنت حالة 57023 مريضًا حتى الأحد، وسُمِح لهم بمغادرة المستشفيات، ويخضع حاليًا 3456 مصابًا بالفيروس للرعاية الفائقة بسبب حالتهم الحرجة».
وقال المتحدِّث باسم الهيئة الوطنية لمكافحة كورونا بوزارة الصحّة: «أُجريت تحاليل كورونا على 341662 شخصًا في البلاد».
وقال جهانبور: «هناك إمكانيةٌ أن يزداد رفع القيود في ظلّ التباعد الذكي وعودة الأعمال الضرورية، ونتيجةً لذلك فمن الضروري مراعاة التباعد الاجتماعي، ومن الممكن أن تساعد الأقنعة الطبية يدوية الصنع، ونأمل أن يساعد الشعب في السيطرة على كورونا، عبر مراعاة التوجيهات الطبِّية، والتخلِّي عن المعاملات والخروج غير الضروري».
وكالة «إيرنا»
مركز بحوث البرلمان يُفصِّل تحدِّيات الأسرة الإيرانية في مواجهة «كورونا»
حدَّد مكتب الدراسات التربوية والثقافية بمركز بحوث البرلمان الإيراني، في تقريرٍ نشره مؤخَّرًا، أهمّ تحدِّيات الأسرة الإيرانية في مواجهة فيروس كورونا.
وفصَّل التقرير «تحدِّيات الإشراف على الأُسر التي لديها عدة أشخاصٍ مصابين ومتوفَّين، ومشاكل المعيشة الأسرية، والإصابة الصحية والنفسية لأفراد الأسرة، وإمكانية تزايد الخلافات العائلية، وتعطيل عملية تسجيل الزواج والطلاق، وتحدِّيات الإشراف على الأداء الإعلامي في المجال الأُسري».
ويُبيِّن التقرير استعراض القرارات المُتَّخذة في اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا، وقرارات الحكومة، وذكر أنّه «في غضون ذلك، لم تتمّ معالجة تأثير الوضع على أهمّ مؤسَّسة في المجتمع الإيراني، أيّ الأسرة والتحدَّيات التي تواجهها بسبب الأزمة (بغضّ النظر عمّا إذا كانت متأثِّرةً بالعوامل الاقتصادية أم لا؟)، كما يجب».
وأوضح التقرير: «مؤسَّسة الأسرة، كمؤسَّسةٍ قوية يمكن الاعتماد عليها، تتمتَّع بالقدرة على لعب دورٍ في حلّ هذه الأزمة، إلى جانب النظام الصحِّي مع الإدارة السليمة للسلوكيات. ومع ذلك، فإنّ نجاح مؤسَّسة الأسرة، وخاصّةً بالنظر إلى إمكانية إطالة عملية المواجهة مع فيروس كورونا، واستنزاف النصائح المتمحورة حول المنزل، يتطلَّب تمكينها في المجالات النفسية والاجتماعية، إلى جانب تعزيز الرعاية التي تركِّز على الصحّة والدعم الاقتصادي».
وأشار مركز البحوث البرلمانية إلى مقترحاتٍ مثل «صياغة بروتوكول للاستشارة النفسية للأُسر التي لديها متوفَّين ومصابين بفيروس كورونا، بالتعاون مع وزارة الصحّة ومنظمة الرعاية الاجتماعية والحوزات العلمية، وإعطاء الأولوية في دفع المساعدة المعيشية لمجموعاتٍ محدَّدة مثل النساء المعيلات، والأُسر التي لديها شخصٌ مُعاق أو ذو مرض مزمن، والنساء الحوامل، والأُسر ذات الأعمال الموسمية واليومية التي تفتقر إلى الغطاء التأميني، والمسنِّون الذين ليس لديهم دخلٌ ثابت». وطالب التقرير بـ «تركيز الإعلام الوطني على بناء الثقافة من أجل توسيع المبادرات الشعبية لمساعدة المجموعات المذكورة، واستخدام قدرات ثقافة الإطعام خلال رمضان، وتخصيص جزءٍ من برنامج الإعلام الوطني، خصوصًا الشبكات الأعلى مشاهدة، لتعليم الطريقة الصحيحة للمهارات الحياتية، وتعزيز الصحّة النفسية في الأسرة، وتعزيز البنية التحتية لتوفير خدمات الاستشارة الهاتفية والافتراضية من قِبل منظمة الرعاية الاجتماعية بالدولة».
وكالة «فارس»