أكَّدت وزارة الخارجية الألمانية ردًّا على موقع «راديو فردا»، أمس الجمعة، اعتقال الحكومة الإيرانية لمواطن ألماني في العقد السابع من العمر.
وفي شأن حقوقي آخر، أعلنت الناشطة المدنية الإيرانية نرجس محمدي عن إصابة أربع سجينات يقبعن داخل سجن إيفين في العاصمة بـ«أزمات قلبية»، خلال أقل من شهر.
وعلى صعيد الافتتاحيات، استقرأت افتتاحية صحيفة «آرمان ملي» آخر تطوّرات الملف النووي الإيراني، من خلال ما سمته «القضية المعقَّدة» للوكالة الدولية للطاقة الذرية، من خلال تدخُّلات إسرائيل في المسائل الفنية. وأعادت افتتاحية صحيفة «ابتكار» فتح ملف أزمة المياه مجددًا، وترى أنه على الرغم من الأزمة فإنّ إرادة الحلول تأتي بأساليب ساذجة.
«آرمان ملي»: قضية الوكالة الدولية المعقدة
يستقرئ الأستاذ الجامعي علي بيغدلي، من خلال افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، آخر تطوّرات الملف النووي الإيراني، من خلال ما سماه «القضية المعقَّدة» للوكالة الدولية للطاقة الذرية، من خلال تدخُّلات إسرائيل في المسائل الفنية.
تذكر الافتتاحية: ما حدث الآن كان نتيجة لتدخُّلات إسرائيل الموسعة في عملية التفاوض، وجرت زيارة مستشار الأمن الإسرائيلي لأمريكا دون أن يتفاوض مع بايدن، وإنما بمحادثات مباشرة مع أعضاء في الكونغرس مؤيدين لإسرائيل، التي زادت بدورها الضغط على البيت الأبيض بدعم من «أيباك» (لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية). تنقسم قضية الاتفاق النووي الآن إلى قسمين، جزء منها سياسي، وهو ما قدمت فيه إيران مطالبها إلى حدٍّ كبير، مثل بيع النفط، وتحرير الأنشطة التجارية مع الدول الأجنبية، حتى الشركات التابعة للحرس الثوري، وإخراج أموال إيران من حالة التجميد في الدول الأجنبية، لكن ما زاد الأمر تعقيدًا الآن هو قضية الوكالة الدولية والإجراءات التي يقوم بها غروسي.
تناور إسرائيل حول قضية وجوب أن يحظى جميع أنشطة إيران النووية بتأييد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما صرح غروسي أيضًا بأنه يجب على الخبراء تقديم تقرير كامل عن وضع المواقع الإيرانية. ويأتي سفر مستشار الأمن الإسرائيلي، وكذلك سفر وزير الخارجية الإسرائيلي إلى أمريكا، في هذا السياق أيضًا، من أجل أن تتفاقم القضية أكثر، حتى توافق إيران على فحص خبراء الوكالة الدولية للمواقع الإيرانية. في الواقع، لن يجري توقيع الاتفاق النووي حتى تعلن الوكالة الدولية تقريرًا مُرضيًا عن أنشطة إيران النووية. لذلك، إذا قسَّمنا المفاوضات إلى قسمين، سياسي وفني، فقد جرى الحصول على رضا إيران إلى حدٍّ كبير على الصعيد السياسي، لكن في الجانب الفني يوجد كثير من الضغوط على إيران كي تفتح أبواب المواقع للوكالة الدولية، كي تقدم الوكالة تقريرًا مفصلًا عن أنشطة إيران إلى مجلس المحافظين، حتى يتضح في سبتمبر أي قرار سيتخذه مجلس المحافظين بشأن إيران.
لم يعلِّق أيٌّ من المسؤولين الإيرانيين، وحدثت حالة استثنائية، والقرار مع إيران للسماح لخبراء الوكالة الدولية ببدء أنشطتهم وتقديم تقرير مفصل إلى مجلس المحافظين حول أنشطة إيران النووية، سواء في ما يخص أجهزة الطرد المركزي أو حول المواقع الثلاثة التي تزعم الوكالة أن بها آثار يورانيوم من أصل بشريّ، حتى يقدم مجلس المحافظين تقريرًا إلى مجلس الأمن -بناءً على قرار مجلس الأمن رقم 2231- حول: هل يحظى هذا الأمر بتأييدها أم لا؟ في الحقيقة زادت ضغوط أمريكا على إيران، بجانب أن أمريكا المؤيدة لإسرائيل كانت قد زادت هذا الضغط على إيران. يعود سبب تأجيل تعليق الأمريكيين حتى الآن إلى أن الجماعات المعارضة لبايدن تمارس ضغوطًا أكبر على البيت الأبيض من أجل وضع إيران في مأزق أكبر.
«ابتكار»: عندما يتفاقم الأمر!
تُعيد افتتاحية صحيفة «ابتكار»، عبر كاتبها رئيس التحرير محمد علي وكيلي، فتح ملف أزمة المياه مجددًا، وترى أنه على الرغم من الأزمة فإن إرادة الحلول تأتي بأساليب ساذجة.
وردَ في الافتتاحية: لقد كتبتُ سابقًا عدة مرات حول التحديات الكبرى بإيران، التحديات العظمى التي تقضي على الموارد وتدمرها بشكل غير معقول. أزمة المياه هي واحد من هذه التحديات الكبرى التي تسببت في مشكلات. واجهنا تحديًا أساسيًّا في هذا المجال لفترة طويلة، نتيجة للجفاف والإدارة غير السليمة لموارد المياه. وتتصاعد أصوات الاحتجاج منذ فترة طويلة على نقص المياه، من كل ركن من أركان البلاد بشكل متتالٍ. نزل الأحوازيون في البداية إلى الشوارع، ثم الأصفهانيون، ثم أهالي يزد في اليوم التالي، ثم أهالي همدان مؤخرًا. حتى إنّ مدينة شهر كرد -التي تُعَدّ منبع الماء لإيران- عانت أيضًا من مشكلة نقص المياه، وارتفعت فيها أصوات الناس واحتجاجاتهم. جميع المدن عُرضة لمشكلة نقص المياه، وفي كل يوم ننتظر ارتفاع أصوت الاحتجاجات في أجزاء جديدة من البلاد.
هذا يدل على أننا على الرغم من الجفاف وآثار تغير المناخ في العالم، فإننا لم نتمكن حتى من إدارة مياه الشرب في إيران. ما زلنا لم نتحرك نحو مجال التنمية المستدامة والنظيفة. ما زلنا نريد إدارة الأزمات بشكل مرحليّ. ليس لدينا أي خطة شاملة ومفصلة لمشكلة الجفاف، وما زلنا نرفع أعيننا إلى السماء حتى تسقط الأمطار علينا ونتخطى هذا العام، أملًا في أن يأتي الفرج العام المقبل. ما التغيير النوعي أو ما الحل الأساسي الذي حققناه تجاه هذا التحدي الضخم الذي له بُعد أمني وسياسي؟ تحتاج هذه الأزمات الضخمة إلى حل شامل. الحلول المستعجلة لا تحقق أي تأثير. يجب تغيير أسلوب إدارة البلد.
يتلخص نوع الحوكمة في إيران في حرق الموارد، وهذا النوع من الحوكمة في قطاع المياه هو ما خلق أزمة. يجب أن تكون في حوكمة المياه ثورة. لن يحدث هذا دون تغيير في نظرتنا تجاه التنمية. تحولت السدود إلى تهديد بسبب عدم وجود «التعلُّق الاجتماعي»، ونظرًا إلى إهمال موقعها الصحيح، وتشكل النزاعات الإقليمية حول سدود تنغ سرخ، وخرسون، وماون 2، وغيرها، دليلًا على عدم الاهتمام بالتعلُّقات الاجتماعية لهذه السدود، كما أن حظر إقامة صناعات تستهلك الماء في المناطق الصحراوية والقاحلة ينتهي بأقل حدّ من الضغوط. بعبارة أخرى، على الرغم من أزمة المياه فإننا لا نزال نريد حل المشكلة بأساليب ساذجة.
«الخارجية» الألمانية لـ«راديو فردا»: اعتقال ألمانيّ سبعينيّ في إيران
أكَّدت وزارة الخارجية الألمانية ردًّا على موقع «راديو فردا»، أمس الجمعة (26 أغسطس)، اعتقال الحكومة الإيرانية لمواطن ألماني في العقد السابع من العمر.
واطلع «راديو فردا» على سجن ألماني يُدعى آرويد غرنه (66 عامًا) لأكثر من شهر في إيران، ويبدو أنه متهم بـ«التقاط صور لمناطق محظورة». وتشير المعلومات الواردة إلى تنقُّل غرنه خلال سفره إلى إيران إلى المدن المختلفة، لا سيما طهران وتبريز، عبر الدراجة البخارية.
كما اطلع «راديو فردا» على أن غرنه معتقل منذ أكثر من 40 يومًا، قضى نصفها في حبس انفراديّ، وهو الآن محتجز في العنبر العامّ لسجن «آران وبيدغل» بالقرب من كاشان. كما اطلع المسؤولون الألمان بعد اعتقاله على أن تواصله مع عائلته عبر وسائل التواصل الاجتماعي انقطع، وبعد متابعات عائلته عبر السفارة الألمانية تحدّد أنه معتقل في «آران وبيدغل».
يُذكر أنه لم يُشَر في ردّ وزارة الخارجية الألمانية على «راديو فردا» إلى هوية السجين الألماني، وسبب زيارته لإيران أو التوقيت الدقيق لاعتقاله، كما أكد متحدث الخارجية الألمانية عدم مقدرته على البوح بتفاصيل أكثر في هذا الشأن، إلا أن «راديو فردا» تمكَّن من معرفة هويته واسمه.
ويُشار أيضًا إلى أن المسؤولين القضائيين والأمنيين الإيرانيين لم يعلنوا شيئًا حول اعتقال هذا المواطن الألماني.
جدير بالذكر أن إيران تحتجز حاليًّا كلًّا من جمشيد شارمهد وناهيد تقوي، المواطنين مزدوجي الجنسية الألمانية-الإيرانية. كما كشفت عضو البرلمان الألماني الإيرانية الأصل أميد نوري بور، لـ«راديو فردا»، في نوفمبر 2020م، عن اعتقال ألمانيين آخرين إضافة إلى السالف ذكرهما في إيران لأسباب سياسية، لكنها لا تعرف تفاصيل أكثر حول هويتهما. ولم تصل مساعي «راديو فردا» للوصول إلى معلومات أخرى عن هذين المواطنين الألمانيين المسجونين في إيران حتى الآن إلى نتيجة.
كذلك ذكرت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية في مارس 2021م أن ألمانيًّا آخر اعتُقِل في إيران في يناير من العام ذاته، لكن المعلومات التي حصل عليها «راديو فردا» تشير إلى أن هذا المواطن الألماني أُفرجِ عنه بعد ذلك، وعاد إلى بلاده.
موقع «راديو فردا»
الناشطة محمدي: إصابة 4 سجينات في «إيفين» بأزمات قلبية خلال أقل من شهر
أعلنت الناشطة المدنية الإيرانية نرجس محمدي عن إصابة أربع سجينات يقبعن داخل سجن إيفين في العاصمة بـ«أزمات قلبية»، خلال أقل من شهر.
وذكرت محمدي في منشور قصير لها على «إنستغرام»، أول من أمس (الخميس 25 أغسطس)، أسماء ثلاث من السجينات، هُنَّ: فريبا أسدي وزهرا صفائي وفرنغيس مظلوم، وأكدت أنه جرى نقل السجينات الأربع إلى المستشفى، وجرى حجزهن هناك.
وكتبت محمدي بوصفها ناشطة في مجال حقوق الإنسان أن «ما حدث مقلق للغاية»، وطالبت بإرسال فريق طبي متخصص إلى عنبر النساء لبحث سبب هذا الأمر.
وقبل عدة أيام، كانت محمدي و15 سجينة أخرى قد أعربن عن قلقهن من أوضاع السجون في رسالة لهن، إذ حذَّرن من «تفشي فيروس كورونا في عنبر النساء بسجن إيفين، بالتزامن مع الزيادة المفاجئة وغير الممنهجة في عدد السجينات».
وأشارت محمدي مُسبَقًا في رسالة لها من داخل سجن إيفين إلى التزاحم غير المسبوق في عدد السجينات السياسيات وسجينات الرأي، وذكرت أن هذا الوضع يشير إلى «تزايد قمع النظام الإيراني الذي استهدف جميع فئات المجتمع».
موقع «راديو فردا»