اعتقلت الجهات الأمنية 11 شخصًا، في أعقاب تجمُّعٍ غير قانوني حول ضريح «المعصومة» في قُم، الليلة الماضية، وتمّ تسليمهم للسلطة القضائية.
وأعلن زوج السجينة البريطانية الإيرانية (مزدوجة الجنسية) نازنين زاغري، البريطاني ريتشارد راتكليف، أمسٍ الثلاثاء، أنّها «حصلت على تصريح خروجٍ مؤقَّت لمدّة أسبوعين، في أعقاب تفشِّي فيروس كورونا».
وعلى صعيد الافتتاحيات، رصدت افتتاحية صحيفة «آفتاب يزد»، ملامح التدبير في السياسة الخارجية الإيرانية، من خلال مساعي روحاني وظريف ولاريجاني لإلغاء العقوبات مع تفشِّي «كورونا».
كما اهتمَّت افتتاحية صحيفة «ستاره صبح»، بتناول العام الإيراني الذي يكاد ينتهي، وتراه عامًا مليئًا بمغامرات غابت فيه الإدارة الذكية.
«آفتاب يزد»: التدبير في السياسة الخارجية
يرصد الصحافي محسن جليلوند، من خلال افتتاحية صحيفة «آفتاب يزد»، ملامح التدبير في السياسة الخارجية الإيرانية، من خلال مساعي روحاني وظريف ولاريجاني لإلغاء العقوبات مع تفشِّي «كورونا».
تذكر الافتتاحية: «كُتِبت العديد من الرسائل من قِبَل الرئيس وظريف ورئيس البرلمان علي لاريجاني إلى الأمم المتحدة والمراكز الدولية والدول المختلفة، تقوم على وجوب إلغاء العقوبات ضد إيران بسبب تفشِّي كورونا. بينما تشير أحدث الآراء إلى أنّ إيران يمكنها التقدُّم بطلبٍ للحصول على قرارٍ طارئ من الأمم المتحدة لرفع العقوبات بسبب تفشِّي كورونا في إيران، لكن هل يمكن رفع العقوبات بقرارٍ طارئ من الأمم المتحدة؟
ردًّا على ذلك، يجب أن نتذكَّر، أوّلًا وقبل كلّ شيء، أنّ الأمم المتحدة كم مرة أصدرت قرارًا طارئًا للحرب بحيث تصدر الآن لكورونا؟! ثانيًا، ما هي العقوبات التي سيتمّ رفعها؟ يمكن للأمم المتحدة رفع العقوبات الخاصّة بها، لكن القرار 2231 علَّق عقوبات الأمم المتحدة ضد إيران، وإنّ عقوبات الأمم المتحدة لا يتمّ تنفيذها ضد إيران كي تُرفَع، لكن هل يمكن أن تكون منفذًا لرفع العقوبات الأمريكية؟ الجواب أنّه من الناحية القانونية لا يمكن، لكن أن يستطيع القرار تشويه صورة أمريكا من الناحية السياسية فقط فهذا موضوع آخر.
في هذه الأثناء، مهمّ جدًّا مَن هو الشخص الذي يريد تقديم مثل هذا القرار الطارئ إلى الأمم المتحدة؟ ينبغي صياغة مشروع القرار، وحصوله على 9 أصوات موافقة؛ كي يتم طرحه للمصادقة عليه، وأن يعمل خبراء مجلس الأمن على هذا المشروع. ليس الأمر مجرَّد أن نُثير موضوع القرار دفعة واحدة. إنّ مجلس الأمن لديه آلية خاصّة، والتقريب بين الدول للمصادقة على أي قرار أيضًا له آلية خاصّة.
يبدو أنّ هدف إيران في هذه المرحلة من إثارة قرار طارئ لرفع العقوبات في الأمم المتحدة، هو تعزيز الدبلوماسية العامّة في ظروف تفشِّي كورونا، وإثارة قضايا مثل رفع العقوبات بحجّة أزمة كورونا لاستغلال الظروف الموجودة، ومعرفة ما إذا كانت هذه الاقتراحات الأفضل من لا شيء ستحقِّق نتيجةً أم لا؟».
«ستاره صبح»: نهاية عام مليء بمغامرات غياب الإدارة الذكية
تهتمّ افتتاحية صحيفة «ستاره صبح»، عبر كاتبها ورئيس تحريرها علي صالح آبادي، بتناول العام الإيراني الذي يكاد ينتهي، وتراه عامًا مليئًا بمغامرات غابت فيها الإدارة الذكية.
ورد في الافتتاحية: «يتذكَّر كبار السن السنوات السِّيئة في تاريخ إيران، لكن يبدو أنّ ما حدث في عام 2019، إن لم يكُن غير مسبوق، فقد كان على الأقل نادر الحدوث. بدأ هذا العام بسيول ضخمة وتشرُّد مواطنون إيرانيون في محافظات جلستان ولرستان وفارس والأحواز، وعلى الرغم من مسارعة الناس لمساعدة المتضرِّرين من السيول في إجراء متعاطف ويرمز للوحدة إلى جانب إجراءات الحكومة، إلّا أنّ آثار الدمار كانت كبيرة للغاية، لدرجة أنّها لم تنتهِ بعد. لو تخطَّينا مسألة السيول، فقد كان الوضع الاقتصادي أسوأ من أي وقتٍ مضى، بسبب العقوبات الأمريكية ولافتقار إيران إلى المرونة.
قامت الحكومة الحادية عشرة في خطوة محسوبة عام 2019م بإخراج إيران من القائمة السوداء لـ FATF، وفتحت نافذة إيران على البنوك العالمية، وأعدَّت ووافقت على لائحةٍ بشأن الالتزام بقوانين وإجراءات FATF، وقدّمته إلى البرلمان، ووافق البرلمان أيضًا على اللوائح الأربع، لكن هذه اللوائح واجهت معارضة مجلس صيانة الدستور ومجمع تشخيص مصلحة النظام. كما حدَّدت FATF لإيران عددًا من المواعيد النهائية للامتثال لوجهات نظر هذه المؤسَّسة حالها حال الدول الأخرى كالصين وروسيا الحليفتان الإستراتيجيتان لإيران، وانتهى الموعد النهائي، ولم يقرِّر المجمع بشأن هذه اللوائح، فأعادت FATF إيران إلى القائمة السوداء إلى جانب كوريا الشمالية يوم إجراء الانتخابات البرلمانية، وحينها أعلن رئيس الجمهورية أنّه لا يمكن فعل شيء آخر في هذا الصدد؛ لأنّ الأمر خرج عن نطاق سلطة الحكومة.
كانت الأحداث المريرة الأخرى، مثل أحداث احتجاجات نوفمبر بسبب القرار غير الحكيم حول طرح سعرين للبنزين، وكذلك مقتل قاسم سليماني، وسقوط الطائرة الأوكرانية عن طريق المنظومة الصاروخية للحرس الثوري الإيراني، من بين القضايا التي أحبطت وأزعجت الإيرانيين. كانت السماء تمطر بغزارة في الشتاء، وفقد بعض مواطنينا في جيلان أرواحهم. والأهمّ من ذلك أنّ فيروس كورونا انتشر في الصين في يناير، وهاجم الفيروس الشعب الصيني، وقتل عددًا من الصينيين وأصاب الآلاف. لكن الحكومة الصينية فرضت الحجر الصحِّي على مدينة ووهان لعدَّة أسابيع بعزمٍ قوي وباستخدام القوة القسرية. في غضون ذلك، واصلت الخطوط الجوِّية لشركة ماهان رحلاتها إلى الصين، وكانت تنقل الرُكّاب.
في 19 فبراير، نُشِر خبر حول وفاة شخصين بمرض كورونا في قُم. وفي ذلك الوقت لم تأخذ الحكومة الأمر على محمل الجد، وأعلنت أنّها تعارض الحجر الصحِّي، بدلاً من أن تقوم بإغلاق بعض المواقع الدينية وبفرض الحجر الصحِّي. لكن بطريقة أو بأخرى توجَّهت الحكومة تدريجيًّا نحو ما يشبه الحجر الصحِّي، حيث أغلقت الهيئة الوطنية لمكافحة كورونا في إجراء محسوب ضريح الإمام الرضا في مشهد، وضريح معصومة في قُم، وضريح عبد العظيم في الري، وضريح شاهتشراغ في شيراز ومسجد جمكران. لكن البعض في مشهد كانوا يردِّدون شعارات ثورية، وفي حين نصح جميع المسؤولين في البلاد باتّباع قرارات الهيئة الوطنية، قاموا بعصيان مدني وكسروا أبواب الضريح بإجراءٍ غير قانوني ودخلوا الضريح.
السؤال هو لماذا لم تتعامل وزارة المخابرات والقضاء واستخبارات الحرس الثوري بشكلٍ قاطعٍ مع الأشخاص، الذين سيؤدي سلوكهم وأفعالهم إلى انتشار فيروس كورونا ووفاة مواطنيهم؟ الحوكمة المعتدلة والذكية تقتضي الذهاب إلى حيث تكون الفائدة، والتوقُّف إن كان الأمر ضارًّا. على الأصوليين الذين كانوا مسؤولين عن ظهور أزمات مختلفة أن يجيبوا الآن: أين وكيف أنفقوا حوالي 700 مليار دولار من عائدات البلاد في السنوات بين 2005م إلى 2013م، بحيث يضطر رئيس البنك المركزي الآن إلى مدّ يده إلى صندوق النقد الدولي؟
في رأيي، الدبلوماسية والحكم الذكي يقتضيان خلال الأوضاع المتأزِّمة الحالية على إيران أن تمُدّ يدها إلى جميع البلدان لاحتواء ومكافحة فيروس كورونا، وبرأيي لم يكُن الرفض الحادّ لاقتراح أمريكا بتقديم مساعدات صحِّية وعلاجية من مصلحة الشعب، حيث يبدو أنّ فيروس كورونا قد أزاح كلّ النزاعات الدولية جانبًا، وقد حان الوقت لإيران للموافقة على الآلية التي سمحت بها وزارة الخزانة الأمريكية لسويسرا لجلب الطعام والأدوية والإمدادات الطبية إلى إيران، ينبغي التوجُّه إلى طاولة المفاوضات مرّة أخرى، ومن الممكن أن تستطيع دبلوماسية كورونا تمهيد الطريق لرفع العقوبات الأمريكية على إيران. إذا كان الأمر كذلك، فإنّ العام المقبل سيكون أفضل من العام المرير السابق. يتطلَّب الوضع المعقَّد الحالي الامتثال للحكم الذكي في العام المقبل، مع الاستفادة من جميع التوجُّهات الموجودة في المجتمع».
اعتقال 11 شخصًا إثر تجمُّعٍ غير قانوني حول ضريح «المعصومة» في قُم
اعتقلت الجهات الأمنية 11 شخصًا، في أعقاب تجمُّعٍ غير قانوني حول ضريح «المعصومة» في قُم، الليلة الماضية، وتمّ تسليمهم للسلطة القضائية.
وذكر المدّعي العام في مدينة قُم في هذا الشأن، أنّه «تمّ القبض على 11 شخصًا هاجموا العاملين في ضريح المعصومة، وانتهكوا حُرمة ضريح آل البيت»، على حدّ وصفه، وأنّهم ما زالوا رهن الاعتقال.
موقع «أفكار نيوز»
تصريح خروجٍ لمدّة أسبوعين لسجينةٍ بريطانيةٍ في إيران بسبب «كورونا»
أعلن زوج السجينة البريطانية الإيرانية (مزدوجة الجنسية) نازنين زاغري، البريطاني ريتشارد راتكليف، أمسٍ الثلاثاء (17 مارس)، أنّها «حصلت على تصريح خروجٍ مؤقَّتٍ لمدّة أسبوعين، في أعقاب تفشِّي فيروس كورونا».
وفي سياقٍ متصل، كتب وزير الخارجية البريطاني دومينيك روب تغريدةً، لفت فيها إلى الإفراج المؤقَّت عن زاغري، وأنّه كان قد أكِّد خلال اتصالٍ هاتفي أمس مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، على «الإفراج الفوري عن جميع السجناء مزدوجي الجنسية البريطانيين في إيران».
وكالة «فارس»