نشر الأستاذ الجامعي الاقتصادي محسن رناني مقالة (الخميس 16 فبراير)، أعلن خلالها أن «نظام الجمهورية الإسلامية مر بثلاث مراحل من السقوط، وأنه دخل المرحلة الرابعة والأخيرة من سقوطه مع الاحتجاجات الشعبية الجارية».
وفي شأن حقوقي، قال الناشط السياسي «الإصلاحي» فاضل ميبدي (السبت 18 فبراير): «دخل فرض الإقامة الجبرية على السيد كروبي وموسوي والسيدة رهنورد عامه الـ13. لا يليق بالنظام أن يظل اثنان من كبار مسؤولي النظام خاضعين للإقامة الجبرية لسنوات. دعوهم يعودوا إلى المجتمع».
وفي شأن اقتصادي، قال الناشط السياسي عبد الرضا داوري: «سلّمت حكومة روحاني السلطة إلى حكومة رئيسي وكان متوسط سعر لحم الضأن يبلغ 120 ألف تومان لكل كيلوغرام. وأوصلت حكومة رئيسي بعد 18 شهرًا في السلطة متوسط سعر اللحوم إلى 500 ألف تومان».
وعلى صعيد الافتتاحيات، استعرضت افتتاحية صحيفة «آرمان أمروز» دور الحكومة في السيطرة على التضخم وتدهور الأوضاع المعيشية، فيما تساءلت افتتاحية صحيفة «جهان صنعت» عن إصرار النظام على تصريحاته بأنه في «حرب مع أمريكا».
«آرمان أمروز»: وعد السيطرة على التضخم بالتعويل على تحمُّل الناس
ناقش الصحفي الاقتصادي شهريار خديوفرد، في افتتاحية صحيفة «آرمان أمروز»، تعامُل الحكومة الإيرانية بقيادة إبراهيم رئيسي مع ارتفاع معدلات التضخم وتدهور الأوضاع المعيشية بالنسبة للإيرانيين. وتساءلت الافتتاحية: «أين ذهبت وعود إبراهيم رئيسي في السيطرة على التضخم قبل الانتخابات؟».
وردَ في الافتتاحية: كانت التصريحات الأخيرة لرئيس الجمهورية بمثابة وعد من أجل السيطرة على التضخم، إذ صرح رئيسي في كلامه بأنه سيسيطر على الظروف التضخمية من خلال مشاركة الناس والمسؤولين، حتى إنه سيعكس أوضاع التضخم. وتطرح هذه التصريحات في حين أن قيمة العملة الوطنية تتراجع باستمرار في مواجهة الدولار خلال الأسابيع الأخيرة، وحسب التجارب فإنّ ارتفاع سعر الدولار سيؤثر بعد فترة قصيرة في سعر جميع السلع. وهذا التأثير يظهر جيدًا في أسعار سلع مثل السيارات والمسكوكات الذهبية والذهب وسوق الإسكان، كما أن السلع المعيشية والضرورية للحياة، كما شاهدنا من قبل، ستصعد سُلَّم الغلاء مع ارتفاع سعر الدولار.
من الجيد أيضًا في مثل هذه الظروف أن يشير رئيس الجمهورية إلى برنامجه من أجل السيطرة على التضخم. إنّ وجود برنامج علميّ ومتخصص مكتوب هو ما يمكنه بث الهدوء بين الناس وإيجاد الاستقرار في الأسواق. في غير هذه الحالة فإنّ الوعد بالسيطرة على الغلاء لن يؤدي إلى نتيجة سوى كونه وعدًا لا يمكن تحقيقه ولا قيمة له، ولا يؤدي إلا إلى التشكيك في سمعة ومكانة مَن قطع هذا الوعد أكثر ذي من قبل.
يجب على رئيس الجمهورية أن يقول في الوعد الذي قطعه ما الأدوات التي سيسيطر من خلالها على التضخم؟ هل لديه هو وفريقه الاقتصادي خطة يمكن الدفاع عنها من أجل تعويض عجز الميزانية البالغ في هذا العام 400 ألف مليار تومان، ولن يكون أقل من ذلك في ميزانية العام الجديد نظرًا إلى الميزانية التي قدمها إلى البرلمان؟ كما يجب على رئيسي حل لغز كيفية الحيلولة دون السقوط المستمر في قيمة العملة الوطنية، حتى يمكننا الثقة بوعده بخفض التضخم. خلاصة الكلام هي: هل رئيس الجمهورية وفريقه الاقتصادي يعولون على برنامج آخر سوى مشاركة الناس وتحمُّل الطبقات الفقيرة في مواجهة الغلاء القاصم، أم لا؟
«جهان صنعت»: نوع الحرب
تساءلت افتتاحية صحيفة «جهان صنعت» عن أسباب إصرار النظام الإيراني على وضع نفسه بمواجهة أمريكا، واعتبرت الافتتاحية أن إيران تواجه «حربًا» مع الولايات المتحدة، وأن مفهوم الحرب حاليًّا ليس عسكريًّا، وعلى إيران التعامل مع التطورات الحالية ببعض الانضباط.
جاء في الافتتاحية: لا يتردد النظام الإيراني بل يُصِرّ على المفهوم المهم الذي يقول إنه يريد محاربة أمريكا بصفتها قائد العالم الحر، وإنه يريد هزيمة هذه القوة العظمى حتى يمهد الطريق أمام تنمية إيران. وفي المقابل نجد أن النظام الأمريكي أيضًا يصرح بأنه يسعى لإيجاد تغييرات جذرية في سلوك النظام الإيراني تجاهه وتجاه حلفائه، حتى يتمكن من الانشغال بقضايا أكثر أهمية من قبيل الملف الصيني. وهذان النظامان مستمران وبشدة في هذه الإستراتيجية منذ أكثر من أربعة عقود، ويستغلّان أي أدوات وأسلحة وحلول يمتلكانها لإضعاف مكانة الآخر.
تُظهِر تجربة هذه الحرب أن أمريكا -ومع تغيير جذري في الفكر والعمل- تجتنب الدخول في حرب شاملة، خصوصًا البرية منها، ضد الدول التي تهدد مصالحها، وإنما تستفيد من الحرب التركيبية التي يلعب فيها الإعلام والاقتصاد دورًا كبيرًا. ومنذ أكثر من عقد وضعت هذه الدولة على جدول أعمالها في مواجهة إيران أداة فرض العقوبات الاقتصادية بصفتها الأداة الأنجع في مواجهة النظام الإيراني. نفذت هذه الإستراتيجية في عهد باراك أوباما بشكل تدريجي، ولهذا لم يتعرض الاقتصاد الإيراني بمجمله للخطر بشكل مفاجئ لا يمكن السيطرة عليه، لكن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أكد منذ بدايات عام 2019م أن الحد الأقصى من الضغوط سيكون إستراتيجية جديدة في فرض العقوبات على الاقتصاد الإيراني.
في هذه المرحلة التي انتهت بهزيمة ترامب في الانتخابات الأمريكية، واجهت إيران مشكلة في استعادة العملة الصعبة من مبيعات النفط، وترسخت فيها أُسُس عجز الموازنة والتضخم والنمو الاقتصادي السالب. والآن مضى عامان منذ تسلّم الديمقراطيون السلطة، وحسب الإستراتيجية التي وعد بها جو بايدن فقد انخفضت حدة العقوبات على إيران على أمل أن يجري الوصول إلى نتيجة في الاتفاق النووي. ومع ذلك نجد في المرحلة الجديدة من العلاقات بين النظامين السياسيين أن شدة النزاعات لم تنخفض فحسب، بل يبدو أن أزمة أخرى قادمة.
ما يجري تجاهله في هذه الأثناء هو فهم النظامين للأدوات المستخدمة في الحرب. فالنظام في أمريكا يستفيد من أداة الاقتصاد في مواجهة النظام الإيراني، لكنّ المسؤولين السياسيين في إيران يريدون الرد على أمريكا من خلال التصعيد في بناء وتطوير العتاد العسكري، ويؤكدون تطوير صناعة مختلف أنواع الأسلحة. والحقيقة المرة هي أن إيران للأسف لا يمكنها في هذا المجال مسايرة الدول التي تخالفها، بسبب ضعفها الاقتصادي، فهُم لا يتخلفون عن إيران في هذا المجال من خلال شراء مختلف أنواع العتاد العسكري. إن لم تتمكن إيران من الاستفادة من أداة الاقتصاد في الحرب مع النظام الأمريكي وحلفائه الإقليميين، فإنّ نصيبها سيكون مزيدًا من الإخفاقات. حرب اليوم حرب اقتصادية، ويجب الاستفادة من هذه الأداة.
محسن رناني: الجمهورية الإسلامية في المرحلة الرابعة والأخيرة من السقوط
نشر الأستاذ الجامعي محسن رناني مقالة (الخميس 16 فبراير)، أعلن خلالها أن «نظام الجمهورية الإسلامية مر بثلاث مراحل من السقوط، وأنه دخل المرحلة الرابعة والأخيرة من سقوطه مع الاحتجاجات الشعبية الجارية». وكانت مقالة هذا الاقتصادي في الأساس رسالة كتبها إلى علي خامنئي، وبعد أن فشل في إيصالها إلى المرشد الإيراني نشر نصها على موقعه الشخصي على الإنترنت.
وكتب في هذه الرسالة: «لسقوط أي نظام اجتماعي بُعدان بأربع مراحل، تحدُث بالتتابع وبالتتالي. البُعد الأول هو السقوط الذهني، الذي يتكون من مرحلتين: انهيار الكفاءة وانهيار الجدارة. والبعد الثاني هو السقوط الموضوعي، الذي يشمل أيضًا مرحلتين: سقوط الرموز وسقوط الهياكل».
وأكد أن «الجمهورية الإسلامية مرّت حاليًّا بالمراحل الثلاث الأولى من السقوط، وهي تقف على أعتاب المرحلة الرابعة». ووصف الاحتجاجات الأخيرة التي صاحبها شعار «المرأة، الحياة، الحرية» بـ«حركة مهسا»، وأن أهم إنجازاتها «إدخال النظام في مرحلة سقوط الرموز».
وذكر أن «من بين 15 إنجازًا تاريخيًّا لحركة مهسا، سقوط الرموز باعتباره الإنجاز الأكثر شمولية وسرعة»، وكتب أن «السخرية من جميع رموز النظام دليل على دخول المجتمع مرحلة إسقاط الرموز».
ووفقًا له فإن «حرق اللافتات أو تماثيل النظام، ورفض الحجاب الإلزامي عبر مجموعة واسعة من النساء، وعرض نساء بارزات ومشهورات صورًا لهن دون غطاء رأس، وسعادة الناس بهزيمة المنتخب الإيراني لكرة القدم، وعدم ترديد النشيد الوطني في بعض المراسم الرسمية، ورمي العمامات، ومقاطعة مهرجانات النظام، وقلة المشاركة بشدة في المسيرات الحكومية بطريقة تجبرهم على التجمع في ميادين صغيرة وغيرها، كلها إشارات لتحقق مرحلة سقوط الرموز». وأضاف: «النظام الآن على أعتاب المرحلة الرابعة والأخيرة من السقوط، أي سقوط الهياكل. في الثورة الإسلامية، بدأ سقوط هيكل نظام الشاه عندما وافقت الحكومات الغربية الكبرى على انتهاء حكم الشاه. في الواقع، بينما كانت الثورة مستعرة في الداخل، أدرك الغرب في الخارج أنه لم يعُد من الممكن ولا من المفيد الاستمرار في دعم نظام الشاه ولا الحفاظ عليه. لذلك بدؤوا التفاوض مع قادة الثورة مثل آية الله بهشتي وقادة الجيش من أجل الانتقال السلمي للسلطة».
وأكد أن «فرصة الإصلاح من الأعلى قد انتهت، بينما لا تزال هناك إمكانية لوقوع ثورة من الأعلى». وأوضح أن «سبب ضياع فرصة الإصلاح من الأعلى، على النحو التالي: الشرط المسبق لنجاح الإصلاح من الأعلى هو مصداقية النظام السياسي، هذا بينما فقدَ النظام السياسي حاليًّا مصداقيته لدى جزء كبير من المجتمع».
وحذّر النظام قائلًا: «يجب أن يعرف أن عليه ألا يغترّ ويتفاخر باستقرار الوضع الحالي، لأن فرصته أقل مما يتصور، يجب أن يعلم أنه حتى لو أُصيب هذا الجيل باليأس نتيجة أساليب القمع العنيفة فقد وصل هذا الجيل إلى مرحلة الأمل الوجودي، ويمكنه أن يخلق أفقًا واعدًا جديدًا في أي لحظة». وأكد أنه «لا يعرف متى سيقع السقوط الأخير للجمهورية الإسلامية، لأن هذا الأمر رهن بأحداث كثيرة». ووفقًا لقوله فإن «مصير الحرب في أوكرانيا، وحجم الدعم الدولي للاحتجاجات، واستئناف الاحتجاجات مجددًا، وتأثير الضغوط الاقتصادية على الشعب، من بين العوامل الحاسمة في وقت سقوط الجمهورية الإسلامية».
وكان محسن رناني قد حذّر في وقت سابق مسؤولي الجمهورية الإسلامية مع نشره كتابًا بعنوان «الاقتصاد السياسي للصراع النووي» من أن إصرارهم على التخصيب سيدفع إيران نحو الفقر والبؤس في العلم والاقتصاد. وحسب «راديو فردا»، يقول رناني في هذا المقال الذي نشره على موقعه على الإنترنت (الخميس 16 فبراير) إنه تردد في البداية في نشر هذا النص الذي كتبه قبل شهرين، وأنه أرسله إلى محمد جواد ظريف وزير الخارجية السابق كي يوصله إلى علي خامنئي، ولكن بعد إخفاق ظريف في تسليم هذا النص إلى خامنئي، قرر نشره على الملأ.
وقد قوبلت مقالة رناني بردود فعل واسعة في الفضاء الافتراضي باللغة الفارسية، وأُجريَت مناقشات وحوارات حولها لساعات في «كلوب هاوس» باللغة الفارسية.
موقع «إيران واير» + موقع «راديو فردا»
ناشط «إصلاحي» يطالب النظام بإلغاء الإقامة الجبرية عن كروبي وموسوي
طالب الناشط السياسي الإصلاحي فاضل ميبدي (السبت 18 فبراير) النظام الإيراني بإطلاق سراح مهدي كروبي وحسين موسوي من الإقامة الجبرية التي ظلت لسنوات. وقال ميبدي: «دخل فرض الإقامة الجبرية على السيد كروبي وموسوي والسيدة رهنورد عامه الـ13. لا يليق بالنظام أن يظل اثنان من كبار مسؤولي النظام خاضعين للإقامة الجبرية لسنوات. دعوهم يعودوا إلى المجتمع. أطلب من كبار المسؤولين في البلاد إلغاء الإقامة الجبرية المفروضة على السادة، والآن وبعد أن اعتزمتم التآلف، دعوهم يعودوا إلى المجتمع».
موقع «رويداد 24»
عبد الرضا داوري: سعر اللحوم ارتفع 317% في عهد رئيسي
قال الناشط السياسي عبد الرضا داوري في تغريدة له: «سلّمت حكومة روحاني السلطة إلى حكومة رئيسي وكان متوسط سعر لحم الضأن يبلغ 120 ألف تومان لكل كيلوغرام. وأوصلت حكومة رئيسي بعد 18 شهرَا في السلطة متوسط سعر اللحوم إلى 500 ألف تومان لكل كيلوغرام للمواطن. وهذا يعني ارتفاع السعر بنسبة 317%! إذا لم يكُن هذا تقدمًا، فما هو إذًا؟».
موقع «رويداد 24»