في ظلّ استمرار الاحتجاجات بقرابة 57 مدينة بسبب هبوط قيمة العُملة وارتفاع سعر الصرف، احتشدت مساء أمس أُسر المعتقلين أمام سجن «إيفين» للمطالبة بإطلاق سراح ذويهم الذين اعتُقلوا أثناء تظاهرات سوق طهران في الأيام الماضية، وهو ما كان نتيجة مباشرة لتهديد رئيس السُّلْطة القضائيَّة ومطالبته بإعدامهم، لأنهم «مفسدون في الأرض ويهددون استقرار البلاد» وَفْقًا لوصفه، وفي مفارقة متناقضة مع هذا الإجراء الغارق في القمعيّة حسب تعبير نازيلا غلستان العضو بمجلس «إيران نحو انتخابات حرَّة»، طالب برلمانيون بضرورة تغيير الفريق الاقتصادي، لافتقاره إلى بديهيات المعالجة الاقتصادية، وضعفهم في إدارة الأزمات المتعلقة بتخصصهم، مؤكّدين في الوقت نفسه احترام رغبات الشعب وحقه في العيش بكرامة. وفي السياق الخبري ذاته هذا اليوم قال اللواء يحيى رحيم صفوي المساعد والمستشار العسكري للمرشد، إن ما يحدث حاليًّا ليس سوى مؤامرة تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد، موضحًا أن المؤسَّسة العسكرية ستقف مع الحكومة للدفاع عن شرعيتها وإفشال مخططات الأعداء، وهو أيضًا ما يتعارض صراحةً مع تصريحه التهكُّمي أول أمس تجاه روحاني وحكومته، الذي قال فيه «إن البلاد ستُدار بشكل أفضل لو كانت بلا رئيس»!
وعن الافتتاحيَّات وما تناولته اليوم من موضوعات، فقد ناقشت «اعتماد» مطالبة نواب البرلمان الإيرانيّ باستجواب وزير الشؤون الاقتصادية والمالية مسعود كرباسيان، بجانب إجراء تعديلات في الوزارات ذات العلاقة، أما «شرق» فتَحدَّثَت أيضًا عن الخطوات التي على الحكومة اتخاذها لحلّ الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد وكسب رضا الشعب في أسرع وقتٍ ممكن.
«اعتماد»: استمعوا إلى صوت الشعب
تناقش صحيفة «اعتماد» في افتتاحيتها اليوم موضوع مطالبة نواب البرلمان الإيرانيّ باستجواب وزير الشؤون الاقتصادية والمالية مسعود كرباسيان، بجانب إجراء تعديلات في الوزارات المعنية بالشأن الاقتصادي.
تقول الافتتاحيَّة: «يبدو أن موضوع استجواب وزير الشؤون الاقتصادية والمالية مسعود كرباسيان أمر جادّ، بعد أن وصل عدد النواب الموقعين على طلب الاستجواب إلى 72 نائبًا»، كما بعث أعضاء البرلمان برسالة إلى الرئيس حسن روحاني مطالبين فيها بضرورة إجراء بعض التعديلات في الوزارات المسؤولة عن القطاع الاقتصادي في حكومته، وهي وزارة الشؤون الاقتصادية والمالية، الصناعة والمناجم والتجارة والزراعة والعمل والرعاية الاجتماعية». وتُكمل: «ففي معرض ردّه على موقف رئيس الجمهورية حول مطالبات نواب البرلمان، قال حسن واعظي رئيس مكتب روحاني إن الرئيس لا يرفض فكرة إجراء تعديل على الوزارات المعنية بالشأن الاقتصادي».
الافتتاحيَّة في ختامها أوضحت أنه قبل الإقدام على خطوة استجواب وزير الشؤون الاقتصادية والمالية، وإجراء تعديل في وزارات القطاع الاقتصادي، يجب تأكيد النقطتين التاليتين:
1– من حقّ المواطنين الحصول على إجابات واضحة من الرئيس حسن روحاني حول أسباب تردِّي الوضع الاقتصادي، كما يجب على الرئيس وأعضاء حكومته التعبير كذلك عن عدم رضاهم عن الظروف الاقتصادية التي تمرّ بها البلاد وأنهم عاكفون على إيجاد حلول عاجلة لحل كل الأزمات، حتى يشعر الناس بأن رسائلهم وشكاواهم قد سُمعت وأن الرئيس سيعمل على تلبية مطالبهم.
٢ –يجب أن نضع في الحسبان الدور الذي يجب أن تضطلع به منظَّمة الإدارة والتخطيط الاقتصادي، في إدارة الأمور الاقتصادية بالبلاد، لأن هذه المنظَّمة هي المسؤولة عن تخصيص الأموال وإدارتها، لذا ينبغي عدم إهمال الدور الذي لعبته هذه المنظَّمة في بروز المشكلات الاقتصادية بالبلاد.
«شــرق»: الأمل الحقيقي لا المزيَّف
تتحدث صحيفة «شرق» في افتتاحيتها اليوم عن الخطوات التي على الحكومة اتخاذها لحلّ الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد وكسب رضا الشعب.
الافتتاحيَّة تقول: «بعض المسؤولين يُخطِئون في حساباتهم ونظرتهم إلى الشعب، ويعتقدون أن بإمكانهم كسب رضا الجميع دون اهتمام بإعمار البلاد وإعلاء مكانتها والحفاظ على عزتها». وتضيف: «لقد رأينا كيف خرج المواطنون إلى الشوارع في مختلف المدن الإيرانيَّة للتعبير عن سعادتهم بالأداء الجيد للفريق القومي الإيرانيّ في منافسات كأس العالَم التي تحتضنها روسيا هذه الأيام، على الرغم من أن الرياضة لا تمثل إلا جزءًا قليلًا من الاهتمامات الرئيسية للمواطنين». وتعتقد الافتتاحيَّة أنه ليس للرياضة أي دور في استمرار حياة الدول والأمم، لكن في المقابل تعتمد الأمم والشعوب على عديد من القضايا الأخرى، وتردف: «إن المواطنين الذين خرجوا للتعبير عن سعادتهم بأداء المنتخب الوطني، يعانون بنسب متفاوتة من البطالة والفقر، والركود الاقتصادي، والتهديدات الناتجة عن نقص المياه، وغيرها من القضايا، ويخرجون كذلك من وقت إلى آخر للتعبير عن سخطهم وعدم رضاهم عن هذه الأوضاع، وبدلًا من إيجاد حلّ حقيقي للأزمات التي تعاني منها البلاد، يقوم المسؤولون بمعالجتها جزئيًّا لكسب رضا المعترضين، لكن بعد فترة وجيزة تتجدد الاحتجاجات والسخط الشعبي»، وتتابع: «في خطبة عيد الفطر دعا المرشد علي خامنئي المسؤولين إلى اتخاذ قرارات حاسمة لتحسين الوضع الاقتصادي، لكن بدلًا من الاهتمام بهذا النوع من المقترحات كان من الأفضل أن يجلس رؤساء السلطات الثلاث ويتخذوا قرارات حاسمة في ما يتعلق بمواجهة التجار المحتكرين، ومحاكمة الفساد والفاسدين، وإدخال السلع الضرورية للبلاد، ومنح المصانع قروضًا قليلة الفائدة، والتحكم في أسعار الصرف».
الافتتاحيَّة في نهايتها تعتقد أن بثّ روح الأمل في نفوس المواطنين وطمأنتهم على مستقبل البلاد، من أهمّ الخطوات التي على الحكومة أن تتخذها خلال الوقت الراهن، إلا أن تلك الطمأنة لا تأتي عبر الخطب والتصريحات، بل عبر خطوات عملية وملموسة.
برلمانيون يطالبون بتغيير الفريق الاقتصادي
وجه قُرابة 185 نائبًا برلمانيًّا رسالةً إلى الرئيس حسن روحاني، وَفْقًا لِمَا صرّح به محمد رضا بور إبراهيمي رئيس اللجنة الاقتصادية بالبرلمان لوكالة «أنباء مهر». الرسالة أكَّدت أن الفريق الاقتصادي للحكومة يعاني افتقارًا إلى المهارات والاختصاص والسرعة والدراية في معالجة القضايا الاقتصادية. إبراهيمي قال أيضًا إن «الهيكل التنفيذي بداخل المجال الاقتصادي يحتاج إلى عناية لتحقيق المطالب الشعبية، وهو ما حاولت الرسالة التطرُّق إليه».
رئيس اللجنة الاقتصادية طالب في نهاية حديثه بـــ «إجراء تغيرات جادَّة في فريق الحكومة الاقتصادي كحل سريع لأزمات البلاد». يأتي ذلك بعد أن صرَّح رئيس اللجنة البرلمانية لمكافحة الفساد أول أمس بأن اللجنة ستناقش سحب الثقة من وزير الاقتصاد، بجانب مناقشة عدم كفاءة الرئيس، مؤكّدًا أن سحب الثقة لن يتمّ لأهداف سياسية، بل بسبب العجز الموجود في المجال الاقتصادي.
(وكالة «مهر»)
أُسر المعتقلين يحتشدون أمام «إيفين»
احتشدت أُسر المعتقلين مساء أمس الأربعاء أمام سجن «إيفين» للمطالبة بإطلاق سراح ذويهم الذين اعتقلتهم وحدة مكافحة الشغب الخاصَّة أثناء احتجاجات سوق طهران، بعد تهديد رئيس القضائيَّة صادق لاريجاني الذي وصفهم بـ«الأعداء ومزعزعي الاستقرا»، وطالب بإعدامهم. كما وصف لاريجاني السُّلْطة القضائيَّة بأن لديها معرفة شاسعة بالأعمال التخريبية، وهو ما يحدث حاليًّا في تلك الأسواق، حسب تعبيره. مؤكّدًا أن التعامل معهم سيكون صارمًا وقاسيًّا.
(موقع «سيماي آزادي»
اللواء صفوي: نعمل بجانب الحكومة لإحباط المؤامرات
أكَّد اللواء يحيى رحيم صفوي، المساعد والمستشار العسكري للمرشد، أن «المؤسَّسة العسكرية في إيران لا تتوقف عن دعم الحكومة، وتحاول معها جاهدةً إحباط ما سمَّاه مؤامرات العدو»، وأضاف صفوي في تصريح بثَّته وكالة «إيسنا»: «إن مسؤوليتنا جميعًا تتمركز حول سعينا المتواصل لإفشال العمليات النفسية والحروب الاقتصادية التي يشنّها بعض الدول».
المستشار العسكري للمرشد أوضح كذلك أن ما يحدث في البلاد من ظروف اقتصاديَّة لا يصبّ في مصلحة إيران القوميَّة وطموحاتها المستقبليَّة. يأتي ذلك بعد أن سخر يحيى رحيم صفوي، من روحاني وأداء حكومته في الأيام الفائتة، إذ قال متهكمًا: «يبدو أن الحكومة دون رئيس ستُدار بشكلٍ أفضل»، وهو ما جعل المتحدث باسم الحكومة محمد باقر نوبخت يوضح أمس أن ما قاله صفوي مجرَّد رأي شخصي لا يعكس توجُّهات الجيش والحرس الثوري الإيرانيّ، مطالبًا نوبخت بأن لا تتدخل المؤسَّسة العسكرية في الشؤون السياسية انطلاقًا من توجيهات المرشد.
(وكالة «إيسنا»)
إضراب أصحاب الأسواق استمرار لتظاهرات ديسمبر
اعتبرت نازيلا غلستان، عضو المكتب السياسي لمجلس «إيران نحو انتخابات حرَّة»، أن الإضرابات التي تشهدها أسواق إيران في الوقت الحالي ليست سوى «استمرار لتظاهرات ديسمبر العام الماضي»، منتقدةً التعاطي القمعي الذي تقوم به الأجهزة الأمنية والقضائيَّة في البلاد، وهو ما أسهم في زيادة تعقيد الأوضاع، وأكَّدَت في تصريحها أن إيران تُعاني منذ سنواتٍ طويلة مشكلات اقتصادية واجتماعيَّة وسياسيةً، وأن الاعتراضات الحالية في الأسواق سببها سياسات النِّظام التي تقود إيران نحو الانهيار. وتشهد قُرابة 57 مدينة وبلدة إيرانيَّة احتجاجاتٍ واسعة النطاق خلال الأيام الماضية بسبب هبوط سعر العُملة وارتفاع سِعر الصرف، إذ هتف المتظاهرون بشعاراتٍ من قَبِيل «الموت للديكتاتور» و«اتركوا سوريا والتفتوا لنا»، وهو ما جعل المؤسَّسات الصلبة بإيران تطالب بإجراءات يصفها محللون بالمتناقضة، إذ دعا رئيس السُّلْطة القضائيَّة إلى إعدام المحتجين كافة، بعكس لجنة مكافحة الفساد البرلمانية وعسكريين رفيعي المستوى الذين طالبوا بسحب الثقة من وزير الاقتصاد ومناقشة عدم كفاءة روحاني وحكومته.
(موقع «صوت أمريكا فارسيّ»)
برلماني: المجتمع ينهار بسبب الجفاف
حذّر عبد الحميد خدري، نائب بوشهر وجناوه وديلم في البرلمان، من حالة الجفاف المتفشية هناك، إذ أشار إلى أن هذه المحافظات تعاني أزمة مياه مخيفة، كما أن الأوضاع في مدن وقرى الجنوب سيئة، فالناس لم يعُد لديهم ماء للشرب، وَفْقًا لقوله، مضيفًا أنه في السابق كان يسمع عمَّا يسمى «حرب المياه»، إلا أنهُ حاليًّا أصبح يراها بعينيه. وردًّا على سؤال وُجّه إليه تضمن (لماذا لا يستخدم الناس أجهزة تحلية المياه لتوفير احتياجاتهم منها؟) أوضح خدري أن «المحطات المتخصصة في تحلية المياه قيد الإنشاء، وفي أفضل الحالات ستكون جاهزة خلال العام المُقبل، ولقد حذَّرْنا المسؤولين بالفعل من أن الوضع المائي يتدهور في مناطق مختلفة من بوشهر، ويجب أن يعملوا على استخدام مياه التحلية بأسرع ما يمكن، ولكن هذا لم يحدث».
وتعاني إيران منذ سنوات أزمة مائية، مِمَّا جعل معصومة ابتكار نائبة الرئيس لشؤون البيئة تذكر أن معدَّل الاستهلاك الإيرانيّ للمياه يبلغ ضعف معدَّل الاستهلاك العالَميّ، وأن إيران فعليًّا استهلكت 70% من احتياطي المياه لديها. وكان رئيس المركز القومي للجفاف شاهرخ فاتح صرّح في وقتٍ سابق بأن 94% من تربة إيران سوف تعاني جفافًا على المدى البعيد، مؤكّدًا أن إقليم الأحواز وخراسان الشمالي من أكثر الأقاليم التي تمر بأوضاع حرجة.
(موقع «ميكرفون نيوز»)
محافظ طهران: علينا الحذر من استغلال الاحتجاجات
حذّر محمد حسين مقيمي، محافظ طهران، من مطالب أصحاب المحال التجارية وتظاهراتهم، لإمكانيَّة استغلال الأعداء لها، وأردف: «لا بد من اليقظة في الوقت الحاليّ، فمن الممكن أن تستغل بعض الجهات تلك الاحتجاجات لنشر الفوضى ومعاداة النِّظام»، وهو ما نفاه مسؤولو السوق والتجار إذ أكَّدوا أن الذين سعوا لإحداث تلك الفوضى والاضطرابات ليسوا من أصحاب المحالّ التجارية، لأن التجار يتابعون مطالبهم وفق الطرق القانونية والمحددة.
محافظ طهران أوضح أيضًا أن الدولة استمعت في جلسات متعددة إلى مطالب المحتجِّين وتحاول تنفيذيها، إلا أن المظاهرات مستمرة، وهو ما يثير كثيرًا من الريبة، حسب تعبيره.
وأغلق أصحاب المحلات بسوق طهران محالَّهم منذ أيام تعبيرًا عن مطالبهم بعد أن احتشدوا أمام البرلمان، وهو ما جعل نوري همداني، أبرز مراجع التقليد، يصرح أول أمس بأن «انتشار الفساد والأزمات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد يجب حلّها سريعًا، فقد عانى الشعب منها طويلًا».
(صحيفة «همشهري»)
حلّ 40 من مؤسَّسات إيفاد الطلاب.. وبنوك فرنسا ترفض فتح حسابات لهم
كشف مجتبى صديقي، مساعد وزير التعليم العالي للشؤون الطلابية، عن «حلّ 40 مؤسَّسة مختصَّة بإيفاد طلاب إلى الخارج بسبب مخالفات ارتكبتها»، مشيرًا إلى وجود 200 مؤسَّسة حاليًّا تختصّ بهذا الأمر وتحمل ترخيصًا، وتوفد الطلاب من خلال التوجيه والمتابعة وأخذ الموافقة. وفي السياق ذاته قالت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية إن «الطلاب الإيرانيّين في فرنسان يواجهون مشكلات عِدَّة بشأن فتح حساباتٍ بنكية لهم، لأن غالبية البنوك هناك تمتنع عن ذلك امتثالًا للعقوبات الأمريكيَّة التي وعد بها ترامب»، وهو ما تسبب في أن يطلب وزير التعليم العالي الإيرانيّ منصور غلامي، من رئيس جمهورية فرنسا إيمانويل ماكرون، حّل هذه المشكلة في أسرع وقت.
(صحيفة «آرمان أمروز»، وموقع «يورو نيوز فارسي»)