وَفْق ملفّ عرضه موقع “صوت أمريكا”، فإن عددًا من الحكام الإداريين في المحافظات الجنوبية والغربية من أفغانستان اتهموا إيران باستغلال علاقاتها الوطيدة مع “طالبان” لاستهداف مشاريع الطاقة والمياه نيابة عن طهران.
وقال حياة الله حياة حاكم ولاية هلمند الجنوبية، لطاقم الموقع في أفغانستان، إن إيران تريد من “طالبان” تعطيل بعض السدود في البلاد بحيث يمكن لطهران الحصول على حصة أكبر من المياه من نهر هلمند، وأشار إلى تقارير المخابرات الأفغانية السرّية التي أحيلت إلى القصر الأفغاني ومجلس الأمن القومي.
وأضاف حياة الله أن إيران تسعى لتقويض مشاريع التنمية على طول نهر هلمند لتتمكن من سحب مزيد من المياه، كما اتهم حاكم إقليم هلمند عناصر الحرس الثوري الإيراني بتزويد حركة طالبان بأسلحة متطورة لمهاجمة المنشآت الحكومية والبنية التحتية، وقال أيضًا إن “طالبان” استخدمت صواريخ “هاون” تحمل علامة شركة إيرانية مصنِّعة للأسلحة أُطلِقَت في عاصمة المقاطعة.
وأضاف المحافظ أن ممثلين من الاستخبارات الإيرانية التقوا مؤخرًا قادة “طالبان” المحليين في منطقة غارسمر المضطربة في هلمند.
» قضية ندرة المياه
أفاد موقع “صوت أمريكا” بأن السفارة الإيرانية في كابول رفضت التعليق عندما اتصل بها الموقع، كما نفت طهران أي علاقات أو ارتباطات مع حركة طالبان، وأكّدت علاقاتها الوثيقة مع حكومة أفغانستان.
تُعَدّ ندرة المياه في أجزاء من آسيا قضية رئيسية، لذلك تسعى السلطات الإيرانية للحصول على أكبر حصة من إمدادات المياه من أفغانستان، التي بنت السدود لتلبية احتياجاتها في عمليات الرّيّ والطاقة. وكانت الجارتان (إيران وأفغانستان) قد وقَّعَتا معاهدة تقاسم المياه في عام 1973 التي تتضمَّن أن حصة إيران ثابتة من نهر هلمند لا تتجاوز الكمية المتفَق عليها في المعاهدة، وإن زادت الكميات المتاحة من المياه في النهر في المستقبل.
وقد أعربت إيران مؤخَّرًا عن مخاوفها من عدة مشاريع يجري تطويرها حاليًّا في غرب وجنوب أفغانستان، بما في ذلك مشروع سد “سلمى” في محافظة هيرات الذي يُنشأ حديثًا بتمويل هندي لتوليد الطاقة الكهرومائية لاستخدامه في مشاريع الريّ، والذي من الممكن أن يقلل من تدفُّق المياه إلى إيران.
كبحت الحكومة الأفغانية المخاوف الإيرانية وقالت إن هذه المشاريع لن تؤثّر على كمّية المياه المتدفقة إلى إيران، وأضاف الرئيس الأفغاني أشرف غاني أن إيران لا تزال تتلقى حصّتها من مياه نهر هلمند، ولا يمكن أن تطالب بحِصَّة أكبر من المتفَق عليها في المعاهدة.
ويقول بعض الخبراء الأفغان إنه إذا أرادت إيران أن تزيد حصتها من المياه فيجب أن تعقد اتفاقًا مع الحكومة الأفغانية، وقال فادير صافي أستاذ القانون والعلوم السياسية في جامعة كابول لموقع “صوت أمريكا”، إن الأفغان يعلمون أن إيران تريد حصة أكبر من المنصوص عليها في المعاهدة، وإذا كانت إيران تريد ذلك فينبغي أن تنظر في شراء كميات إضافية من أفغانستان.
إن مزاعم تورط “طالبان” في أزمة المياه تأتي في الوقت التي تتزايد فيه مخاوف كابول من التدخُّل الإيراني في أقاليم أفغانية على الحدود الإيرانية، كما أصدر مجلس الشيوخ الأفغاني أمرًا في وقت سابق بإجراء تحقيق بخصوص ارتباط الحكومة الإيرانية بحركة طالبان.
» الحصول على الأسلحة.. مصدر للقلق
يذكر الموقع أن المسؤولين الإقليميين الأفغان قالوا إن “طالبان” زادت نشاطاتها الإرهابية في مختلف محافظات أفغانستان، فقال آصف نانج، حاكم محافظة فراه الغربي، في حديثه للموقع، إن وفرة الأسلحة والذخائر في يد حركة طالبان تثير الشكوك، وإن “طالبان” تستطيع تلقِّي الأسلحة من إيران في غضون ساعة واحدة نظرًا إلى قرب المحافظة من الحدود الإيرانية.
وكان نانج خلال لقائه مع إذاعة “ليبرتي” في وقت سابق، اتّهم إيران بإيواء عائلات أفراد “طالبان” في أراضيها، إذ قال إن عائلات كبار القادة في “طالبان” تؤويهم إيران، وإنهم يعيشون في مدن مثل يزد وكرمان ومشهد، ويعودون إلى أفغانستان لتنفيذ أعمال تخريبية.
يقول موقع “صوت أمريكا” إن زعيم “طالبان” السابق أختر منصور كان قد قُتل في غارة جوية أمريكية في باكستان، وورد أنه كان عائدًا من طهران بعد عقده عدة اجتماعات في إيران.