وجّه 60 ناشطًا مدنيًّا وسياسيًّا كرديًّا في إيران رسالة إلى رئيس الجمهورية حسن روحاني ونواب مجلس الشورى، مطالبين بمعالجة أوضاع العتَّالين الذين يعملون في المناطق الحدودية في إيران.
جاء في الرسالة التي نشرت مؤخَّرًا: “ليست مهنة العتالة خيارًا، بل الناس مُجبَرون على اللجوء إليها. ولو كان في كردستان فرص أخرى للعمل لما لجأ معظم العتالين بلا شكّ إلى هذه المهنة الشاقة”.
وادّعَت تقارير إيرانية أن معدَّل النموّ الاقتصادي الإيراني خلال هذا العام قد سجَّل ارتفاعا بنسبة 7.2%، و5.2% من هذا الارتفاع جاء عن طريق نموّ القطاع النِّفْطي، بينما انتقد مراقبون مزاعم تَحَسُّن الاقتصاد الإيراني، مشيرين إلى أن ذلك لم يساعد قَطّ في توفير فرص العمل للشباب الإيراني، ولم يعُد بأي نفع على المجالات الصناعية والزراعية.
جاءت هذه الرسالة بعد أن طُمِرَ 16 عتالًا تحت الثلوج إثر انهيار ثلجي بالقرب من مدينة سردشت يوم السبت الماضي، ممَّا أدَّى إلى مصرع 4 منهم.
وأشار النشطاء الأكراد في الرسالة التي انتشرت في موقع “موكريان” الإخباري إلى هذه الحادثة، مطالبين الرئيس ونواب البرلمان بـ”الاطلاع على الأخبار الخاصة بالمناطق الحدودية وأسلوب التعامل مع العتالين هناك”.
وطالبت الرسالة بتقديم “الدعم والمواساة” للمصابين إثر الحادثة في الأيام القادمة، وبوضع خطة لزيادة فرص العمل في المناطق الكردية على المدى البعيد.
وأكّد الموقّعون على الرسالة أن معظم الشعب الكردي لديه معايير للمهن التي يتولاها تقوم على أساس “هل كانت السلع التي تُباع وتُشترى حرام أم حلال”، وأنهم لا يعيرون حجم الربح أو الخسارة الذي يتحمله النظام الاقتصادي جراء ذلك اهتمامًا”، وبناء على ذلك فإن الأكراد لا يعتبرون مهنة العتالة حرامًا.
ويتولى السكان الأصليون مهنة العتالة، وينقلون الحمولات الثقيلة على أكتافهم عبر المناطق الحدودية التي يصعب الوصول إليها بين إيران والدول الأخرى، العراق غالبًا.
وتُعَد السلع التي ينقلها العتَّالون تهريبًا لكونها تقع خارج نطاق المقرَّرات الرسمية للاستيرادن ويمنع حرس الحدود في إيران نقل هذه السلع، وتصادر السلطات الإيرانية سنويًّا شحنات كبيرة ينقلها العتالون. ويلقى عديد من العتَّالين حتفهم أو يُصابون بالإعاقة إثر إطلاق قوات حرس الحدود النار، أو بالألغام المتبقية من فترة الحرب مع العراق.
ويتعقب حرس الحدود المجرمين، إذ أُعلِن خلال هذا الأسبوع الحكم على 7 متهمين بما بين الإعدام والسجن 10-15 سنة، وذلك في أعقاب الاشتباكات المسلَّحة التي وقعت بين الحزب الديمقراطي لكردستان إيران وقاعدة حمزة التابعة للحرس الثوري الإيراني في قرية قرهسقز بأشنوية، التي راح ضحيتها عدد من القتلى من الجانبين.
وقّع على الرسالة عديد من الشخصيات الكردية البارزة في إيران، منهم عدد من المسؤولين السابقين.