كشف تقرير موسع لمجلة “بوليتيكو” أن إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك اوباما سمحت لتنظيم “حزب الله” بتجارة وتهريب المخدرات -حتى داخل الولايات المتحدة- خوفًا من أن تعرقل ملاحقة أنشطة هذا التنظيم المفاوضات النووية التي كانت جارية مع إيران إبان تلك الفترة. وكانت الولايات المتحدة قد أطلقت حملة اسمها “مشروع كاسندرا” تقودها إدارة فرض القانون (DEA) لمراقبة وملاحقة الأنشطة الاجرامية لـ”حزب الله”، إلا أن مسؤولين كبارًا في إدارة اوباما عرقلوا عمل هذا المشروع عبر وضع العراقيل الوهمية في طريقه، مساهمين بذلك في تحوّل “حزب الله” إلى تهديد أمنيّ عالميّ.
من جانب آخر قال دافيد آشر، وهو محلل متخصص في التمويل غير المشروع بوزارة الدفاع الأميركية والمساهم في إنشاء مشروع “كاسندرا”: “لقد كان هذا قرارًا سياسيًّا ومنهجيًّا”، وأضاف: “لقد بدّدت هذه العرقلة كل الجهود التي كانت مدعومة بشكل جيّد وتوفرت لها الموارد اللازمة”. وعن الشخص المسؤول عن تأخير هذا المشروع ذكر آشر: “لقد تمت العرقلة من الأعلى إلى الأسفل”.
التقرير أكّد أيضًا أن مسؤولين كبارًا في مشروع “كاسندرا” كانوا قد طلبوا الإذن للقيام بالتحقيقات، والمطالبات، وتنفيذ اعتقالات، غير أن طلبهم هذا رُفض من قِبل مسؤولين رفيعين في وزارتَي الخزانة والعدل الأميركيتين.
وأشار تقرير “بوليتيكو” إلى أن إجراءات الإدارة الأميركية السابقة تسببت في إفشال الجهود لتقليص أنشطة وتحركات عناصر “حزب الله”، ومنها واحدة من أكبر عمليات تهريب الكوكايين في العالم، والتي ذهب جزء من أرباحها لشراء أسلحة كيماوية وغير تقليدية لصالح رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وفي السياق ذاته، قال مسؤولون سابقون في إدارة اوباما: “إنهم سعَوا إلى تحسين العلاقات مع إيران بهدف تحقيق استراتيجية أوسع لمنع طهران من الحصول على ترسانة نووية، لكنهم وفي نفس الوقت لم يحاولوا إعاقة مشروع (كاسندرا) لدوافع سياسية”.
هذا، وزعم مسؤول أمنيّ سابق في إدارة اوباما أن “العالم أكثر تعقيدًا مما يُنظر إليه من خلال العدسة الضيّقة لتهريب المخدرات”. وأضاف: “لن نسمح لوكالة المخابرات المركزية بالتحكم في زمام الأمور، ولكن بكل تأكيد أيضًا لن نسمح لإدارة مكافحة المخدرات بذلك”. وأردف: “إنّ نهج التعامل مع أمور معقدة مثل (حزب الله) يجب أن يتضمن عملية مشتركة بين المؤسسات، لأن لوزارة الخارجية جزءًا في ذلك، وكذلك لأجهزة الاستخبارات وخزانة الدولة ووزارة الدفاع”.