كشف تقرير نشره موقع راديو فردا الناطق باللغة الفارسية عن وضع السجناء في إيران، أن أجهزة الدعاية الإيرانية تسعى إلى إظهار السجون الإيرانية كأنها فنادق 5 نجوم.
” سجين سجن طهران الكبير: كان الحراس يكيلون لنا الشتائم… أمروني بخلع جميع ملابسي ومزقوها ورموها في سلة النفايات… أطلقوا سراحي ليلاً وتركوني أمام السجن الذي يبعد عن الطريق الرئيسي 5 كيلومترات، وسط الصحراء الحارة المظلمة دون مال”
وفي مقدمة التقرير، تمت الإشارة إلى تصريحٍ ورد على لسان علي أصغر جهانجير رئيس مصلحة السجون في إيران، على هامش المؤتمر الـ 31 لمجلس حقوق الإنسان الذي انعقد في جنيف في 2 مارس، 2016 ونقلته وكالة أنباء إيرنا الإيرانية الرسمية، إلى أن السجون الإيرانية اليوم تتمتع بمستوى عالٍ في مراعاة حقوق الإنسان، ولا مثيل لها ليس فقط في الشرق الأوسط وحسب، بل على مستوى العالم.
“محمد سيف زاده: عندما اقتادوني إلى الجناح 350 أصبت بجلطة دماغية، فقد تخدرت أطرافي، وضعف سمعي وبصري، وكنت أفقد الوعي، لكنهم لم يسمحوا لي حتى بالذهاب إلى المركز الصحي في السجن”
العجيب أنّ إيران هي المكان الوحيد في العالم الذي يفضل السجناء فيه السجونَ العامة والمنزلية على الحريّة، ففي تصريح له لوكالة إيسنا الرسمية في 2011، ذكر مهدي طائب رئيس مقر “عمار” الاستراتيجي للحروب الناعمة، والذي يعتبر بمثابة غرفة تخطيط للحرس الثوري، أن فرض الإقامة الجبرية على مير حسين موسوي ومهدي كروبي جاء بناء على طلب منهما! ومن أجل تفنيد هذه الادعاءات والكشف عما يتعرض له السجناء الإيرانيون من تحقير وتعذيب في السجون الإيرانية، قدم التقرير 5 روايات اقتبسها من شهادات بعض السجناء الذين نزلوا في سجون إيران خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، وتمّ اختيار خمسة مساجين من خمسة سجون مختلفة لهذا الغرض، كما ركّز التقرير على أن يكون هؤلاء السجناء من طبقات اجتماعية وثقافية مختلفة أيضاً.
“هنجامه شهيدي: كنت شبه واعية، استدعى المحققون حارسات السجن، لم أتمكن من الوقوف على قدمي، فقمن بجرّي على أدراج السجن… أتذكر صوت طبيب السجن وهو يتحدث إلى رئيسه قائلاً: سيدي! لقد أحضروا إليّ جنازة، وأنا لا أتحمّل المسؤولية”
فسجين سجن “طهران الكبير” الذي لم تتجاوز مدة اعتقاله 24 ساعة، تعرض لأشد أنواع الإهانة والشتم والضرب، وهنا يكشف النظام عن وجهه القبيح في قمع حرية الرأي عندما قامت صحيفة “قانون” في 12 يونيو 2016 بنشر تقرير يتحدث عن هذا السجين، فكانت النتيجة أن تمت ملاحقة رئيس تحريرها قانونياً، وبعد عدة أيام تم إيقاف الصحيفة بأمر من النيابة العامة.وتتوالى بعد ذلك الروايات في هذا التقرير، ففي سجن “رجايي” في مدينة “كرج” ينزف السجناء الذين تعرضوا للضرب والطعن بالسكاكين والسواطير حتى الموت، ولا يهرع لإسعافهم أحد، فجميع الحراس في عطلة عيد “النيروز”، وفي سجن “إيفين” الشهير في العاصمة طهران، أصيب السجين محمد سيف زاده، الذي لم يخش الكشف عن اسمه، بجلطة دماغية، ولم يحاول السجانون حتى إسعافه، أما هنجامة شهيدي، نزيلة سجن إيفين في جناح النساء، فتروي كيف كان المحققون يستمتعون بمعاملة زملائهم لها بالضرب والشتم وتوجيه الكلمات النابية، وكيف تمّ سحبها على أدراج السجن بعد أن فقدت وعيها من شدة الضرب.أما سجين “ديزل آباد”، فيذكر كيف أن السجناء يعاملون كالحيوانات، فخلال عودتهم إلى السجن من الإجازة يتم تفتيشهم جسدياً بشكل مخزٍ يخجل الإنسان أن يصفه، بينما يُجبر الأهالي على دفع الرشاوى لمسؤولي السجن، لكي يحصل أبناؤهم على أبسط الحقوق التي لا يمنعهم قانون السجون من الحصول عليها.
” سجين سجن رجائي: من الطبيعي ألا يلقى من طعن بسكين أي عناية، فقد كانوا يلقونه جانباً ويذهبون، وكان هذا الإهمال يؤدي إلى الموت أحياناً”
يُذكر أنّ عدد السجناء في إيران بلغ ما يقارب 250 ألف سجين حسب إحصائيات المركز الدولي لدراسات السجون، وفي تقاريرها المتوالية تكشف منظمات حقوق الإنسان الدولية عن الانتهاكات المتواصلة لحقوق السجناء في إيران، فقوانينها تسمح حتى بإعدام الأطفال.وقد جاء في تقرير منظمة العفو الدولية أن إيران أعدمت 73 من الجانحين الأحداث ما بين 2005 و2015، بينما ينتظر ما يزيد على 160 منهم إجراء حكم الإعدام بحقهم، كما نُشرت تقارير كثيرة في سنوات سابقة تؤكد تعرض النساء للاغتصاب في سجون إيران، ومنها ما جاء في تقرير السيد أحمد شهيد، المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إيران، وجاء في بعضه أن إيران تنتهج التعذيب الجسدي والنفسي ضد السجناء.
المصدر: موقع راديو فردا