أكَّد إمامُ الجُمعة المؤقَّت بطهران موحدى كرماني في خطبة الجمعة (13 ديسمبر)، أنّ عدم كفاءة حكومة حسن روحاني تسبَّب في مقتل المحتجين. وفي نفس السياق، اعترف المدّعي العام الإيراني، أمس الأوّل (الخميس 12 ديسمبر)، أنّه «ربّما تمّ اعتقال أبرياء» في احتجاجات نوفمبر. كما أوضح آخر ولي عهد لإيران رضا بهلوي، أمس الأوّل، لمجلة «نيوزويك» الأمريكية، أنّه «يركِّز على رفع الضغوط القصوى التي يمارسها النظام الإيراني على الشعب». وانتقدت المحامية الإيرانية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي، أمس الأوّل في مؤتمر ببروكسل، تقصير الدول الأوروبية إزاء الاحتجاجات الإيرانية. وعلى صعيد الافتتاحيات، تساءلت افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، عن أسباب الغضبِ السريعِ للناسِ في إيران، وعدم تحمُّلهم لشؤونِهم اليومية. كما رصدت افتتاحية صحيفة «مستقل»، العواقب المنظورة في المجتمع الإيراني من جرّاء «عدم المساواة الاجتماعية»، الذي يتجلَّى في استخفاف المسؤولين بالاحتجاجات.
«آرمان ملي»: لماذا يغضبُ الناسُ سريعًا؟
تساءل رئيس الجمعية العلمية الإيرانية للمساعدين الاجتماعيين مصطفى إقليما، من خلال افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، عن أسباب الغضب السريعِ للناس في إيران، وعدم تحمُّلهم لشؤونهم اليوميّة.
تذكرُ الافتتاحية: «لقد تراجع معدَّل تحمُّل الناس وصبرهم في الشؤون اليومية بشكل ملموس، ويمكن أن يكون لمشاكلهم الروحية والنفسية المتزايدة عواقب وخيمة في المستقبل. سوف يخلِّف ارتفاع معدَّلات التضخُّم والبطالة في أيّ مجتمع مزيدًا من الأضرار الاجتماعية، وعندما يتلاشى الأمل في المستقبل بين الناس ولا يتوقَّعُ المواطنون مستقبلًا مشرقًا لهم ولأبنائهم، فإنّ المشكلات الروحية والنفسية في هذا المجتمع تصل إلى أعلى مستوياتها. في هذه الأيام، قلَّلت أخبار الاختلاس وانعدام الثقة بصانعي القرار، من قدرة الناس على التحمُّل والصبر. عندما لا يمكن للموظف أو العامل أن يأمل بالبقاء في عمله في ظلّ هذه المشكلات، فلا يمكنه أن يكون حينها زوجًا وأبًا جيِّدًا لعائلته، ولا زميلًا هادئاً في مكان العمل، ولا مواطنًا ملتزمًا بالقانون في الشارع.
ماذا نتوقَّع أن يفعل الناس؟ عندما يتمّ زيادة راتب أحدهم 15% في العام المقبل، وبالنظر إلى معدَّل التضخُّم البالغ 40%، سيصبح هذا الشخص في هذه الحالة أفقر من العام الماضي بــ 25%. كيف يمكن لهذا الشخص أن يكون سعيدًا ومتفائلًا في المجتمع. هذا التراجع في التحمُّل والصبر في مواجهة المشكلات ليس خاصًّا فقط بالطبقة العاملة أو الموظَّفة، ولكن أيضًا بالنسبة لأساتذة الجامعات، فهم اليوم يغضبون بسرعة ويصرخون على طلّابهم؛ لأنّ عليهم التدريس في العديد من الجامعات والمعاهد، حتى لا يواجهوا المشكلات في حياتهم.
من ناحية أخرى، عندما تتقاعس الجهات الرقابية عن البتّ في بلطجة بعض الأشخاص في البلاد، فإنّ ذلك سيؤدِّي إلى أن يصرخَ الناس على بعضهم البعض. على سبيل المثال، تمّ فصل أحد أصدقائنا مؤخَّرًا من عمله دون سبب واضح، وعندما راجع محكمة العدل الإدارية، أعطوه دورًا للبتّ في شكواه بعد خمس سنوات؛ ما يعني أنّ عليه العيش لخمس سنوات من دون أجر، وأمّا هل يمكنه العودة إلى مكان عمله بعد خمس سنوات أم لا؟ فتِلكَ قضية أخرى.
عندما يتخرَّج خرِّيجو الجامعات الحكومية ويعملون كباعة متجوِّلين في قطار الأنفاق، ماذا تتوقَّعون حينها أن يكون حال بقية فئات المجتمع. 80% من الخرِّيجين عاطلون عن العمل، في حين أنّ العمل يمنح للشخص شخصيته، والشخص العاطل ليس له شخصية في المجتمع، وهو يشبه مخزن البارود الذي ينفجر بأيّ شرارة. يخجل الكثير من الرجال من زوجاتهم وأطفالهم، لعدم تمكُّنهم من تحمُّل تكاليف إعالتهم، وعدم القدرة على توفير الاحتياجات المعيشية تزيد من الغضب، ويؤدِّي إلى زيادة الطلاق.
إنّ المشاجرات والصدامات المتصاعدة التي نراها اليوم في الشوارع، وفي العمل تثير القلق؛ لأنّ هذه النزاعات تنتقل إلى العائلة. من ناحية أخرى، لقد زاد معدَّل تعاطي المخدَّرات في المجتمع بسبب الضغط النفسي على الناس، والحبوب المهدِّئة التي يصفها الأطباء تُعَد نوعَاً من المخدَّرات. لذلك، ما لم تُحَل مشكلات المجتمع وما لم تُعالَج أسباب الضغوط العصبية على الناس، فإنّ قدرة الناس على التحمُّل والصبر تتناقص كل يوم. وعلى المستوى الفردي، فهي تؤدِّي إلى اشتباكات في الشوارع ومشاجرات في العمل، وعلى مستوى المجتمع تظهر في شكل احتجاجات من شأنها أن تؤدِّي إلى حرائق البنوك، ومثال ذلك ما جرى من أحداث في الاحتجاجات الأخيرة. لذا فإنّ انخفاض تحمُّل الناس وصبرهم في المجتمع هو نتيجة للعلل الموجودة، وما لم تُزَل هذه العلل، فإنّ معلولاتها ستبقى في المجتمع، وقد يكون هذا أكبر تهديد لمجتمعنا الشاب».
«مستقل»: عواقبُ عدمِ المساواةِ الاجتماعية
ترصد افتتاحية صحيفة «مستقل»، عبر كاتبها الباحث حسن أمیدوار، العواقب المنظورة في المجتمع الإيراني من جرّاء «عدم المساواة الاجتماعية»، الذي يتجلَّى في استخفاف المسؤولين باحتجاجات الشعب.
ورَدَ في الافتتاحية: «بشكل عام يتوقَّعُ الناس من الحكومات أن تردّ بشيء سوى سفك الدماءِ والعنفِ ضد الاحتجاجات المدنية. كما يعتبر المحتجُّون أنّ الاحتجاج الجماعي، هو وسيلة ضغط اجتماعية وطريقة مدنية وبعيدة عن العنف، من أجل إسماعِ أصواتهم، في محاولة للتأثير على الرأي العام أو على سياسات الحكومات. في أدبيات الحركات الاجتماعية يعتبرُ الاعتصامُ والاحتجاجُ أيضًا أداةً لإجبارِ الجماعاتِ القويةِ الحاكمةِ على الاستجابةِ لمطالِبِها، على الرغم من أنّه في الأدبيات المتعلِّقة بالعنف السياسي، يتمّ التأكيد بشكل أساسيٍ على قدرة النظام على فرض سلطةِ القانونِ وإيجادِ الاحتكار باستخدام العنف عن طريق السلطة، لكن تجارب الشعوب الأخرى، تُظهِر أنّه لا يوجد أدلّة موثَّقةٌ تبيِّن أنّ استخدام الآليات القوية والعنيفةِ يكون عاملًا مؤثِّرًا في القضاء على الاحتجاجات.
في ظلّ الظروف التي لا يرى فيها الشعبُ الإيراني وخاصّةً الشباب أفقًا واضحًا لحلّ قضاياهم ومشاكلهم، لم يقدِّم المسؤولون الخدمات المناسبة التي كان الشعب يتوقَّعها. من الحكمةِ معالجةُ الأسبابِ الهامّة للسخطِ الاجتماعي، وأيضًا مراعاة المطالبِ العادلةِ لجميع الفئات الاجتماعية، وتوفيرُ الأجواءِ والقنوات المناسبةِ للحوارِ من خلال المبادرة والتفاعل.
من الغريب أنّ المسؤولين لا يتحمَّلون أدنى قدر من الاحتجاجات التي يقوم بها هذا الشعب النبيل والفقير، ومن المذهل أنّهم يستخفُّون بهذا الشعب المحتجِ الجائعِ.
من أجل إقرارِ السلامِ والصلحِ الاجتماعي، يجب أن يكون هناك حالة من التوازن في جميع المجالات. تعكسُ الاحتجاجاتُ والمظاهراتُ الجماعيةُ في الدولةِ جهودَ مجموعاتٍ من الشعب، من أجل العدالة وتوازن القوى. بمعنى أن تكون الجهات الفاعلة من بين جميع المجموعات.
من الواضح أنّه بالنظر إلى عدمِ وعي قادة المجتمع، إذا لم يتم تعديل الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية من أجل تحقيق الرفاه الاجتماعي، وإنهاء مخاوف الفئات المحرومة في المجتمع، فسوف تتكرَّر دائرة الصراع في نهاية الأمر.
يجب الانتباه إلى أنّ عواقب انعدام المساواة في المجال الاجتماعي، تشكِّل عائقًا أمام توسيع العلاقات بين المجموعات، وبالتالي تؤدِّي إلى زعزعة الوفاق الاجتماعي، وهو ما يزيد تدريجيًا من استعداد الأغلبية لمواجهة الأقلِّية التي تمتلك السلطةَ والثروةَ. تُظهرُ العديدُ من الأدلّة الميدانية أنّ المدنَ الإيرانية، خاصّة مناطق (ضواحي المدن والمدن الصغيرة) قد فاضت بالفقر والمشكلات الاجتماعية، ويبدو أنّها حُبلى بكلّ أنواع الأزمات.
لقد تسبَّب صوت الفقر في استحالة إخفاء الفقر والفقراء ثانيةً، ومن ناحية أخرى، أثبتت ما تُسمَّى بالرأسمالية المُسيطَرِ عليها – بحسب المصطلح الاقتصادي في إيران – أنّها أكثر قسوة من الرأسمالية المُسيطرِ عليها نسبيًا في الغرب؛ لأنّ الفقر وعدم المساواة قد انتشرا بشكل غير مسبوق.
وفي النهاية، يمكن القول عند تحليل الأوضاع: إنّ أهمّ تأثير حتمي لانعدام المساواة والفقر، والذي تطرحه معظم نظريات علم الاجتماع، هو انعدام الأمن الاجتماعي والعنف والشغب. من الواضح أنّه كلَّما اتّسعت الفجوات، كلَّما ازداد مستوى التوتُّرات، وكلما كانتِ الاشتباكاتُ أشدُّ عُنفًا، ومن الممكن توقُّع أن يؤدِّي عدم المساواة إلى زعزعة السيطرة الاجتماعية، وإلى إضعاف العلاقات بين الجماعات، وهو ما يؤدِّي في النهاية إلى العنف المتزايد، وإلى إمكانية وقوع أعاصير اجتماعية».
إمام جمعة طهران: عدمُ كفاءةِ الحكومة تسبَّب في مقتل المحتجِّين
أكَّد إمام الجمعة المؤقَّت في طهران موحدى كرماني في خطبة الجمعة (13 ديسمبر)، أنّ عدم كفاءة حكومة حسن روحاني تسبَّب في مقتل المحتجِّين، في إشارة إلى أدائها في تنفيذ خطّة زيادة أسعار البنزين، وقال: «وقع حادث بسبب إجراءٍ خاطئ أفضى إلى مقتل وإصابة العديد من الأشخاص ودمَّر جزءًا من البلاد. لقد أهملت الحكومةُ السببَ، وفشلت في العمل بشكل صحيح لمنع حدوثِ ذلك».
وقال كرماني: «يجبُ أن يكون سعر البنزين حقيقيًا، ولكن وفقًا لحسابٍ وخطّةٍ معيَّنة، لا مثل ذلك السيِّد [يقصد روحاني] الذي قال نمتُ ليلًا، واستيقظتُ صباحًا، ووجدتُ أنّ أسعار البنزين قد ارتفعت؛ عجبًا! ألم تكُن تعلم؟ أليس لديك علمٌ بحال البلاد؟»، وأضاف: «إن شاء الله تكون هذه العبارة كاذبة (أني لم أكُن أعرف). إنّ هذا شيء غريب. هل رأيتم الكارثة التي حدثت بسبب عدم معرفة شيء واحد، وكمِّ الدماء التي أُريقت. وحجم الدمار الذي حدث؛ فقط بسبب الإهمال، هل هذا الأمر صحيح؟».
وأوضح خطيب الجمعة: «يجب اتّخاذ القرارات تدريجيًا. وكان يجب تنفيذه بعد الإقناع الوطني وإبلاغ الناس، ولا يجب القيام بهذا الأمر مرَّةً واحدةً، لقد تمّ اتخاذ هذا القرار فجأة، وأغضب الشعب الذي كان قد تعبَ من الغلاءِ، إنّ هذا ليس من فنون تدبُّر أمور الدولة. كونوا يقظين».
وأردفَ: «يقول بعض المسؤولين أنا لا أحدِّد موعدًا، ولا أجيب على الهاتف، ولا أقرأ تلك الرسالة، هل فقدت نفسك؟ هل تعتقد أنّك أصبحت شيئاً مهمّاً لأنّك مسؤول؟ آه على أيّ شخص يعتقد أنه أصبح شيئاً ما»، وأضاف: «أيُّها المسؤولون إنّ الله لا يريد منكم أداء الحجّ والعمرة وزيارة كربلاء ومشهد، لكنّه يريد منكم لأنّكم مسؤولون أن تكونوا مخلصين وأن تتواصلوا مع الناس».
وقال كرماني: «ما مدى اقتناع الناس قبل ارتفاع أسعار البنزين؟ ما مدى إقامة الأدلّة. أنا لا أقول أن شيئاً لم يُنجَز، لكنّه كان متدنِّيًا للغاية! ولم يُنفَّذ هذا القرار تدريجيًا أيضًا. وحين يواجه الشعب الذي لا يمكنه شراء وصفاته الطبية غلاء البنزين من 1000 تومان إلى 3000 تومان، فإنّه يثورُ، وقد استغل العدوُ هذا الأمر وركب على الموجة».
وكالة «مهر»
المدّعي العام الإيراني يعترف باعتقال أبرياءٍ في احتجاجاتِ نوفمبر
اعترفَ المدّعي العام الإيراني، أمس الأوّل (الخميس 12 ديسمبر)، أنّه «ربّما تمّ اعتقال أبرياء» في احتجاجات نوفمبر، وذلك في نفس يوم إشارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني إلى أنّ «أكثر من 85% ممّن ماتوا في الأحداث الأخيرة في طهران، لم يكونوا حاضرين في أيٍّ من التجمُّعات».
ووفقًا لتقرير وكالة «إيسنا»، صرَّح محمد جعفر منتظري الذي وصف الاحتجاجات بالاضطرابات: «ربّما تمّ اعتقال أبرياء في ميدان الاضطرابات. كنّا نسعى للفصل سريعًا بين الأبرياء والمجرمين».
ووفقًا للمدّعي العام الذي زار أُسر عدد من ضحايا القمع، الخميس، «كان القتلى منفصلين تمامًا عن مجموعة المتظاهرين، وقتلهم بعض الأشخاص بشكل مريب». على العكس من ذلك خاصّةً في الأيام التي تلت عودة الإنترنت، تم نشر العديد من مقاطع الفيديو عن إطلاق قوّات الأمن النار مباشرة على الناس، في مدن مختلفة.
كما تطرّق منتظري خلال حديثه إلى قرار السلطات الثلاث رفعَ البنزين، وقال: «هذا الأمر لا علاقة له على الإطلاق بالقضاء. لقد تمّ طرح هذه القضية ثلاث مرّات، وقال رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي مرّتين: إنّ هذا من سلطات الحكومة».
وتأتي تصريحات منتظري بعد يوم من تصريح الرئيس روحاني في اجتماع لمجلس الوزراء حول قرار البنزين قال فيه: «لو تمّ اتخاذ قرار وقبلته جميع القوى الثلاث، يجب القول صراحةً إنّ الجميع كانوا متّفقين في هذا القرار».
وكان المرشد علي خامنئي قد قال في أوّل ردّ فعل له على الاحتجاجات ضد ارتفاع سعر البنزين يوم الأحد 17 نوفمبر، إنّه على الرغم من أنّه «ليس له دور» في هذا الصدد، لكنه «يؤيِّد قرار رؤساء القوى، ويجب تنفيذه».
موقع «راديو فردا»
بهلوي: أُركِّزُ على رَفعِ الضغوطِ القصوى عن الشعب الإيراني
أوضح آخر ولي عهد لإيران رضا بهلوي، أمس الأول، (الخميس 12 ديسمبر)، لمجلة «نيوزويك» الأمريكية، أنّه «يركِّز على رفع الضغوط القصوى التي يمارسها النظام الإيراني على الشعب». وذكر أنّه من سوءِ حظِ الشعبِ الإيراني، أنّ «النظام قد تسبَّب بسلوكياته الشرّيرة والمزعزعة للاستقرار والعدائية، في غضب الكثير من دول الجوار والعالم الحُرّ من إيران».
وقال بهلوي: «إنّ ما يؤرِّقني والشعب الإيراني هو التخلُّص من شرّ هذا النظام»، مبيِّنًا أنّ الشعب لا يهتف في الشوارع ضد العقوبات، لكنه يهتف ضد هذا النظام في مئات المدن الإيرانية.
وفي ردّه على سؤال حول ما إذا كان قرار الرئيس الأمريكي ترامب بشأن الانسحاب من الاتفاق النووي صحيحًا أم لا، قال: «أعتقد أنّ أيّ اتفاق وتفاوض مع هذه الحكومة التي تتجاهل الشعب الإيراني ومطالبه، أمر غير مشروع». وأضاف أنّ جميع الأشخاص الذين ما زالوا يرغبون في إيجاد حلّ عبر التفاوض مع هذا النظام، «يثبتون كم هم غرباء عن مطالب الشعب الإيراني وآماله».
يُشار إلى أنّ الاحتجاجات الأخيرة التي اندلعت في 15 نوفمبر ردًّا على رفع أسعار البنزين، هي أسوأ اضطرابات حدثت على مرّ الأربعين عاماً الماضية من عمر الجمهورية الإيرانية. وقُتِل في هذه الاحتجاجات التي شملت أكثر من مائة مدينة إيرانية، مئات الأشخاص برصاص القوّات الأمنية والعسكرية، وقد رجَّح المبعوث الأمريكي في الشؤون الإيرانية برايان هوك، أنّه ربما قُتِل أكثر من ألف شخص.
وبحسب تصريحاته، ذكر بهلوي أنّ «المحتجِّين لا يهتفون من أجل الإصلاح أو من أجل أسعار البنزين، وإنما يهتفون ويرددون (لا نريد جمهورية إسلامية)، (ارحل يا خامنئي)، ويضحُّون بأرواحهم في سبيل الحرية»، وأوضح أنّ القوات الأمنية تنفصل حاليًا عن النظام الإيراني، لهذا «اضطّر إلى استخدام عناصر خارجية للسيطرة على المحتجِّين».
موقع «راديو فردا»
عبادي تنتَقِدُ تقصيرَ الاتحادِ الأوروبي بشأنِ احتجاجاتِ إيران
انتقدت المحامية الإيرانيةُ الحاصلةُ على جائزةِ نوبل للسلام شيرين عبادي، خلال كلمتِها أمسٍ الأوّل (الخميس الموافق 12 ديسمبر) في مؤتمرٍ ببروكسل، تقصيرَ الدول الأوروبية إزاء الاحتجاجات الإيرانية الأخيرة، وقتل محتجِّين على يد النظامِ الإيراني، وحثّتهم على استدعاءِ سفرائهم في طهران كنوعٍ من الاحتجاجِ.
وقالت عبادي في المؤتمرِ الذي يتناول العرقيات في إيران: إنّ «أوروبا تتخذُ إجراءً فقط في حال وجودِ خطرٍ على أمنِها»، مطالبةً الحكوماتِ الأوروبية بالإصغاءِ إلى المطالبِ «المنطقيةِ والبسيطةِ» للشعبِ الإيراني، وأضافت: «كلّ ما هو جيِّد لكم، جيِّدٌ لنا أيضًا، فنحن نُريد الديموقراطية وحقوقَ الإنسانِ».
كما توقَّعت الناشطةُ في مجالِ حقوقِ الإنسان، أنّ الأوضاعَ الإيرانية ستزداد سوءًا في المستقبل، وأنّها «ستنفجِرُ مرَّةً أخرى كالبركانِ».
موقع «راديو زمانه»