اتفق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، على هامش القمة المشتركة لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية، على إجراء حوارات ثنائية مفصَّلة قريبًا، فيما جدَّد رئيسي دعوة ولي العهد إلى زيارة إيران.
وفي شأن سياسي آخر، تقدَّم الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني للترشُّح لانتخابات الدورة السادسة لمجلس خبراء القيادة، من خلال حضوره في هيئة الانتخابات، وعقِبَ تصريحات متناقضة في هذا الصدد.
وفي ملمح اقتصادي، أكد وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي، خلال حديث في مجلس الحوار الحكومي والقطاع الخاص في محافظة تشهارمحال وبختياري، «أنَّ الأمريكيين يعملون على انهيار الاقتصاد الإيراني وشلِّه»، مشيرًا إلى أنَّ اقتصاد بلاده في المرتبة رقم 19 عالميًّا.
وعلى صعيد الافتتاحيات، وصفت افتتاحية صحيفة «اعتماد»، السياسة بمسرحية، وترى ذلك في سلوك عدد من نوّاب البرلمان الإيراني، الذي استعرضوا رغبتهم خطابيًّا بالذهاب إلى غزَّة. وشرحت افتتاحية صحيفة «تجارت»، السبب الحقيقي لارتفاع التضخم وعجز الموازنة بنسبة 30%، في إطار زيادة السيولة والنفقات غير المهمة داخليًّا وخارجيًّا.
«اعتماد»: السياسة مثل مسرحية
تصِف افتتاحية صحيفة «اعتماد»، عبر كاتبها الصحفي عباس عبدي، السياسة بمسرحية، وترى ذلك في سلوك عدد من نوّاب البرلمان الإيراني، الذي استعرضوا رغبتهم خطابيًّا بالذهاب إلى غزَّة.
ورد في الافتتاحية: «دفعت العملية، التي حدثت على الصعيد الدولي في العقود القليلة الماضية، وإلى حدٍّ كبير تحت تأثير شبكات التواصل الاجتماعي، السياسة تدريجيًّا نحو الاستعراض. فبدلًا من أن يكون للخطابات والسلوكيات السياسية محتوى حقيقي، تبدو وكأنَّها فارغة وخالية من المضمون، وتُقدَّم باعتبارها مشهدًا استعراضيًّا، مثل مشهد مسرحي تنكشِف فيه بعد انتهاء العرض وإسدال الستائر العلاقات الحقيقية بين الأفراد. يلعب كل شخص على المسرح الدور المحدَّد له، ويؤدِّي أيضًا الكلمات، وفقًا للسيناريوهات المكتوبة. يُدفع لهم مقابل لعِب دور، ولا يعملون متطوِّعين، حتى لو كانوا في موقع الكومبارس.
هذا توجه عام، لكنّه تفاقم في إيران، وصاحبه حتى نوع من الابتذال. وكأنَّ الأمر هكذا منذ الأزل، وكأنَّ لعِب هذا الدور المسرحي أمرٌ طبيعي تمامًا. تمكن رؤية نموذج لذلك في استعراضات مؤيِّدي الوضع الراهن دعمًا لغزة.
عندما توجد حرب مدمِّرة مندلعة في المنطقة، ينخفض فجأة مستوى الأعمال الاستعراضية إلى حدّ تسجيل الأسماء عبر الإنترنت للمشاركة في الحرب. ويُعلَن عن رقمٍ مرتفع أيضًا، وعن 8 ملايين متطوِّع. بينما لا أحد يسأل: إذا وُجد 8 ملايين شخص مستعِدُّون للمشاركة في هذه الحرب، فمن المؤكد وجود 16 مليون شخص على استعداد للاحتجاج والمشاركة في مسيرة ضد هذه الجرائم.. فلماذا ليس لدى هؤلاء الأشخاص وجود واضح وعملي؟
في غضون ذلك، كان تصرُّف نوّاب البرلمان أكثر استعراضية من الجميع، إذ أعلن 160 منهم استعدادهم للذهاب إلى غزة! قال أحدهم قرَّرت بيع طفلي. فقيل له: هل يوجد إنسان مستعد لبيع ولده؟ قال لا تقلقوا! سأحدِّد سعرًا بحيث لا يشتريه أحد! وهذا الأمر ينطبق الآن على مسرحية النوّاب، ولا يوجد من يسألهم: هل توجد طريقة للذهاب إلى هناك؟ فلماذا لا تذهبون إذًا؟ كانت الإجابة نعم، وإذا لم يكُن الأمر كذلك، فما الذي يعنيه إعلان الاستعداد للذهاب بينما يستحيل فعل ذلك؟ بالإضافة إلى ذلك، لنفترض وجود طريق مفتوح إلى غزة، فما فائدتكم في حرب غزة؟ تحتاج الحرب إلى عناصر مقاتلة، وأنتم متقاعدون تمامًا من وجهة النظر هذه. ومن ناحية أخرى، لا يتّسِق سلوككم مع هذا الادّعاء، فلا يزال الناس في حالة صدمة من قضية سيارات الدفع الرباعي، وكيف قلبتم القصة ولم يتّضِح بعد كيف حدث هذا الفساد، وما هو مصيره.. إلّا رفْض طلب ترشُّح من كَشَف عن هذه القضية!
الموضوع مختلف تمامًا.. فهل طلب أحد منكم الذهاب إلى غزة واستجبتم له؟ إذا قدّمتم أداء جيِّدًا باعتباركم أعضاء في البرلمان، فسيكون ذلك كافيًا للشعب الإيراني، وحتى لأهالي غزة. أنتم لا تؤدون عملكم الطبيعي، بينما ترغبون بعدها في الذهاب إلى غزة للتعويض عن ذلك. ما زلتم تتركون قضية السيارات دون إجابة، كما أنكم لستُم مستعِدّين -باعتباركم مشرِّعين- لتحمُّل المسؤولية تجاه قانون الإنجاب، وتصحيح هذا القانون المكلف والضار، الذي تسبَّب في انخفاض عدد السُكّان.. لماذا ما زلتم تلتزمون الصمت إزاء قانون الموازنة والزيادة الطفيفة في رواتب العاملين والمتقاعدين؟ لماذا لا تجيبون إن كانت قرارات البرلمان لم تتسبَّب في هذا الحجم من التضخم وارتفاع الأسعار؟ ما السبب في ذلك؟ لماذا يجب أن يتوقَّع الناس معدل التضخم عند 40% للعام السادس على التوالي؟ ما زلتم لا تملكون الشجاعة لتشرحوا سبب وضعكم قانون الحماية على جدول الأعمال، ولا تستطيعون الدفاع عن تفاصيله، خصوصًا أنكم صدقتم عليه وفقًا للمادة 85، بينما كان من حقِّ الشعب أن يعرف ما الذي ستجري الموافقة عليه وبأيّ مبرِّر.
هل تريدون الذهاب إلى غزة والدفاع عن الناس هناك بينما تتصرَّفون مع الشعب، الذي يجب أن تكونوا مسؤولين أمامه، برعونة وتكبُّر، وتأكلون الزبيب والمكسَّرات وتتمدَّدون على ظهوركم بدلًا من الاستماع إليهم؟
صحيح إنَّها حقبة عرْض المسرحيات، لكن ليس بهذا الشكل السطحي والصارخ!».
«تجارت»: ارتفاع التضخم مع عجز في الموازنة يصل إلى 30%
يشرح الخبير الاقتصادي أحمد حاتمي يزدي، من خلال افتتاحية صحيفة «تجارت»، السبب الحقيقي لارتفاع التضخم وعجز الموازنة بنسبة 30%، في إطار زيادة السيولة، والنفقات غير المهمة داخليًّا وخارجيًّا.
تقول الافتتاحية: «الشيء الوحيد الذي تعرفه الحكومة عادةً هو أن تزيد السيولة، أن تطبع النقود دون دعْم، ودون ضوابط اقتصادية، وهذا ما سيجعلنا نشهد تضخمًا رهيبًا. لذلك، أستغرب حين يقولون إنَّ سبب عجز الموازنة هو عدم تحقُّق عائدات النفط، وذلك لأنَّهم يزعمون من جهة أخرى أن بيْع النفط قد زاد، وسعر النفط قد ارتفع بسبب الحرب في أوكرانيا والحرب في غزة.
إذًا، ما السبب وراء عدم تحقُّق توقُّعاتهم من عائدات النقد الأجنبي والإيرادات النفطية؟ إنَّ تصريحاتهم تناقِض بعضها، أي إنَّه تمكن رؤية التناقضات في التقارير المُقدَّمة من مختلف الأجهزة الحكومية. وهذا يدُلُّ على وجود نفقات في البلاد، أي إنَّهم ينفقون أموالًا كثيرة في الخارج، وأنَّ بعض النفقات في الداخل غير ضرورية.
في الواقع، إنَّهم لا يفكِّرون في رفاهية الناس، واحتواء التضخم. ومع هذا العجز في الموازنة، ستكون لدينا زيادة في السيولة، وتضخم رهيب، ولن يحدث شيء آخر.. فماذا يعني عجز الموازنة؟ يعني وجود نفقات، بينما لم تتحقَّق الإيرادات. وفي هذه الحالة، إمّا أن يقترضوا من البنوك، وإما من البنك المركزي.
وفي نهاية المطاف، ستُدفَعُ الأموال، التي تأخذها الحكومة من البنك المركزي بشكل مباشر أو غير مباشر، للمتقاعدين والموظفين على شكل إعانات أو رواتب. وتُضخّ هذه الأموال في اقتصاد البلاد، في حين أنَّ النمو الاقتصادي ليس كبيرًا بالقدر الذي يجعله في حاجة إلى زيادة السيولة. يجري تسليم الأموال إلى المستحقّين، بينما لا يُوجَد مُنتَج في البلد يمكنهم شراؤه مقابل هذه الأموال. في المحصلة، تؤدِّي هذه الزيادة في السيولة إلى ارتفاع أسعار جميع السلع، خصوصًا المواد الغذائية والأدوية، كما حدث في العامين الأخيرين من عهد الحكومة الحالية، إذ تضاعفت أسعار الحليب ثلاث مرات في العامين الماضيين، ووصل كيلو اللحم إلى 500 ألف تومان. التضخم يعني أخْذ الضرائب من الشرائح الفقيرة وإعطاء الشرائح الغنية إياها، لأنَّه في ظل ظروف التضخم، فإنَّ أصحاب المنازل والأسهم والسيارات ستزداد ثرواتهم، دون بذل أي جهد. وذلك خلافًا للمستأجرين، الذين تنخفض القيمة الحقيقية لأجورهم. وهذه كارثة يسببها التضخم، فالتضخم يتأتَّى من زيادة السيولة، كما أنَّ زيادة السيولة ضرورية لتغطية العجز في ميزانية الحكومة. وما دامت الحكومة لم تتمكَّن من إنشاء ميزانية متوازنة، فإنَّ الحلقة المُفرَغة سوف تستمِرّ».
اتفاق ولي العهد ورئيسي على حوارات ثنائية.. وتجديد دعوة بن سلمان إلى زيارة إيران
اتفق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، على هامش القمة المشتركة لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية، على إجراء حوارات ثنائية مفصَّلة قريبًا، فيما جدَّد رئيسي دعوة ولي العهد إلى زيارة إيران.
وجرى خلال اللقاء بين ولي العهد والرئيس الإيراني بحث تطوير العلاقات الثنائية والتعاون الإقليمي، واتفق الجانبان على مناقشة المواضيع الثنائية والقضايا الإقليمية بتفصيل أكثر في المستقبل القريب.
من جانب آخر، أعلن السفير الإيراني في الرياض علي رضا عنايتي في تغريدة له عن اللقاء الذي جرى بين رئيسي وولي العهد، أنَّ رئيسي جدَّد في هذا اللقاء دعوته الأمير محمد بن سلمان إلى زيارة إيران.
وكالة «إيسنا»
روحاني يترشح لانتخابات مجلس خبراء القيادة بعد تصريحات متناقضة
تقدَّم الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني للترشُّح لانتخابات الدورة السادسة لمجلس خبراء القيادة، من خلال حضوره في هيئة الانتخابات، وعقِبَ تصريحات متناقضة في هذا الصدد.
ويأتي ترشُّح بعد نشر تصريحات في وسائل الإعلام المنسوبة لـ«الإصلاحيين»، عن شرْط لروحاني للترشُّح لانتخابات الخبراء، مرهونٌ بتسلُّمه إشاراتٍ إيجابية لتأييد صلاحيته.
كما يأتي خبر حضور روحاني في المجلس القادم للخبراء، وهو عضو حالي بنفس المجلس، خلافًا لتصريحاته قبل عدَّة أيام بشأن شعور الناس باليأس، وكان قد ذكر قبل ترشُّحه، الذي يُشير إلى ثقته بالآلية الانتخابية، أنَّ «بوادر اليأس والإحباط قد ظهرت لدى الناس بعد انتخابات 2019 و2021م».
وكالة «إيرنا»
وزير الداخلية الإيراني: الأمريكيون يعملون على انهيار الاقتصاد الإيراني وشلِّه
أكد وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي، خلال حديث في مجلس الحوار الحكومي والقطاع الخاص في محافظة تشهارمحال وبختياري، «أنَّ الأمريكيين يعملون على انهيار الاقتصاد الإيراني وشلِّه»، مشيرًا إلى أنَّ اقتصاد بلاده في المرتبة رقم 19 عالميًّا.
ومن أبرز ما تحدَّث عنه وحيدي في مجلس الحوار:
ـ التجاوز السريع للاختناقات الاقتصادية ضمن جدول الأعمال، لكن العدو نفَّذ عقوبات ظالمة ضد إيران، ومنها العقوبات في المجال الاقتصادي.
ـ يريد الأمريكيون تدمير اقتصادنا وشلَّه، يجب أن نُعِدَّ العزم لكي نتجاوز هذا المجال برؤوس مرفوعة، وأن نتصدَّى لضغوطات العدو الاقتصادية.
ـ إطلاق المرشد للتسمِّيات الاقتصادية لشعارات العام يؤكد أنَّنا قد تجاوزنا كثيرًا من المراحل.
ـ لقد تجاوزت أمريكا الآن فكرة مهاجمة إيران، لأنَّه ليست لديها القوة الدفاعية، التي تمتلكها إيران.
ـ تحتلّ إيران المرتبة رقم 19 في اقتصادات العالم، وبمقدورنا الوصول إلى نقطة مطمئنة للغاية من الناحية الاقتصادية.
ـ يجب الاهتمام بإمكانيات القطاع الخاص للاستثمار بمختلف المجالات وضرورة التركيز عليها.
صحيفة «اعتماد»