احتجاجات إيران تتواصل.. وزيادة عدد القتلى في زهدان.. ورجال الحوزات: خامنئي مخلوع

https://rasanah-iiis.org/?p=29092
الموجز - رصانة

تواصلت أمس الجمعة (30 سبتمبر) الانتفاضة الشعبية المستمرة في إيران منذ نحو أسبوعين بعد مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني على أيدي ما تسمى «قوّات الإرشاد»، وانتشر القلق والخوف من الاحتجاجات في جميع أنحاء إيران، ليشمل كل مناحي الحياة، حتى المسابقات الرياضية. وأعلن محافظ سيستان وبلوشستان أن عدد قتلى إطلاق النار الجمعة في زاهدان وصل إلى 19 شخصًا، فيما تقول مصادر محلية إنّ عدد القتلى ما بين 36 و80 شخصًا. وفي طهران، زادت رقعة انتشار الاحتجاجات مع العنف المقابل من النظام الإيراني في كرمان، وقُم، وقزوين، وسنندج، ورشت، ومشهد.

وفي إطار استمرار أعمال الشغب التي اندلعت في زاهدان، الجمعة 30 سبتمبر، قُتل قائد استخبارات الحرس الثوري في محافظة سيستان وبلوشستان سيد علي موسوي بعيار ناري في الصدر. وفي زنجان اعتقلت استخبارات الحرس الثوري واحدة من أهم المتسببات بأعمال الشغب، التي كانت قد نزعت حجابها وأشعلت النار به. كما اعتقلت عناصر أمنية اللاعب السابق في المنتخب الإيراني لكرة القدم حسين ماهيني. وفي تداعيات الاحتجاجات أعلنت مجموعة من رجال الدين ومدرسي الحوزات العلمية في قم ومشهد وطهران في بيان نُشر على موقع «زيتون» أن «خامنئي مخلوع». وقالت منظمة العفو الدولية إنها حصلت على وثيقة رسمية مسربة توضح أن هيئة الأركان العامة للقوّات المسلحة أصدرت أمرًا لقيادة القوّات المسلحة في جميع المحافظات بالمواجهة الشديدة ضد المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشوارع عقب وفاة مهسا أميني.

وعلى صعيد الافتتاحيات قرأت افتتاحية صحيفة «آرمان ملي» تطوّرات الاتفاق النووي الإيراني، فيما استعرضت افتتاحية صحيفة «شرق» تداعيات الاحتجاجات الإيرانية على الوضع الاقتصادي المعيشي بالنسبة إلى الإيرانيين.

أبرز الافتتاحيات - رصانة

«آرمان ملي»: إحياء الاتفاق النووي والخطأ في الحسابات

تناول الخبير في القضايا الدولية يوسف مولائي، في افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، ما آلت إليه تطوّرات مفاوضات الاتفاق النووي، والأخطاء التي قامت بها إيران من وجهة نظره في التعامل مع المفاوضات بحيث لم يُتوصَّل إلى نتيجة حتى الآن.

تقول الافتتاحية: مع أن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي كانت تسير بشكل جيّد إلى ما قبل بضعة أسابيع، وكان هناك توقّع بأن الطرفين سيصلان إلى اتفاق في المستقبل القريب، وسيقومان بإحياء الاتفاق النووي، لكن سير الأمور كان بحيث لم يعُد يشاهد اليوم لدى الطرف الآخر أي رغبة في إحياء الاتفاق النووي واستئناف المفاوضات. إيران أخطأت في حساباتها وظنت أنه كلما أبدت مزيدًا من المقاومة وقليلًا من المرونة فإنها ستحصل على امتيازات أكثر، وبعبارة أخرى لم تأخذ عامل الزمن بعين الاعتبار. لذا فقد ظهرت حساباتها على أنها خاطئة، ونظرًا إلى ما حدث حتى الآن فإنه يبدو أن الأمريكيين لم يعودوا يرغبون في إحياء الاتفاق النووي، وقد يتوجهون نحو خيارات أخرى يمكنهم من خلالها مواجهة إيران. نظرًا إلى الأجواء الإعلامية التي بدأتها وسائل الإعلام في أمريكا فإن أيًّا من الحكومة الأمريكية والكونغرس لن يتوجه إلى طاولة المفاوضات. بالطبع يجب عدم استبعاد أنه كان من الواضح إلى ما قبل الأحداث الأخيرة أنه لن يحدث أي مفاوضات قبل انتخابات الكونغرس في نوفمبر القادم، وبعد ذلك سيتحدّد مسار المفاوضات تحت تأثير هذه النتيجة. بالطبع الانتخابات لها ظروفها الخاصة قبل وبعد الانتخابات، ويجب عدم توقّع أن تبدأ المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها قبل الانتخابات الأمريكية. والسبب هو أن المرحلة هي التي تحدّد ظروفها وضوابطها. لذا فإنّ ظروف إيران والمفاوضات ستتغير بعد انتخابات 17 نوفمبر، ولا يمكن بدء المفاوضات من حيث تتوقع إيران. إنّ الخطأ في الحسابات يؤدي إلى ضياع الفرصة، وإن لم يجرِ إحياء الاتفاق النووي فإنهم -كما قالوا من قبل- من المحتمل أن يتوجهوا نحو إيجاد إجماع عالمي ومزيد من الضغوط على إيران.

«شرق»: لندَع الناس يعيشوا حياتهم

يستعرض الصحفي مهرداد أحمد شيخاني، في افتتاحية صحيفة «شرق»، انعكاسات الاحتجاجات الإيرانية الأخيرة على الحياة الاقتصادية اليومية بالنسبة إلى الإيرانيين ومدى زيادة سوء الأوضاع.

تذكر الافتتاحية: تحديدًا قبل أسبوع من المظاهرات والاحتجاجات الأخيرة كان لي مقال في هذا العمود بعنوان «الحياة في مواجهة المخاوف المُصطنعة»، وقلت في نهايتها إنّ من يهاجرون «لديهم مخاوف ناجمة عن انتهاك الحرمات والكرامة الإنسانية أكثر من أي شيء آخر. على سبيل المثال، فلْتُلقوا نظرة إلى قضية دوريات الإرشاد، أو إلى قضية حضور النساء إلى ملاعب كرة القدم، التي لم تُحَلّ إلى أن تدخَّل الفيفا ومارس ضغوطه، فضلًا عن قضية مباراة فريقنا الوطني مع الفريق اللبناني في مشهد خلال العام الماضي. هذه الأمور جميعًا في نهاية المطاف ستترك أثرها». هذا التحذير كان بحاجة إلى أسبوع واحد فقط كي يتحقق. لم يُسمع، شأنه في ذلك شأن بقية التحذيرات التي أطلقها الحريصون خلال كل هذه السنوات، ولم تجد آذانًا مصغية.

منذ ما يقرب من أربعين عامًا وأنا أتردد على حديقة «ساعي» العامة، حيث يقع إلى جوارها مقرّ دوريات الإرشاد. في ثمانينيات القرن الماضي كنت أحيانًا أترجّل من الحافلة وأنا عائد من عملي وأتجول في الحديقة ساعة من الزمن، بعد ذلك انتقلت للسكن في شارع «وزراء» [حيث يقع مقر الدوريات] وأصبحت أذهب إلى الحديقة كلّ يوم تقريبًا. في ذلك الوقت كان مقر دوريات الإرشاد تحت تصرّف «لجان الثورة»، وكان يُعرف آنذاك بـ«لجنة وزراء»، وكان هذا المقرّ مزدحمًا في جميع الأيام. أحيانًا وبينما كنت أجلس على مقاعد الحديقة خلف مبنى المقرّ، كنت أسمع أصوات صراخ، إذ كانت النساء المعتقلات وعناصر المقرّ يتبادلون الشتائم، وكانت أصوات النساء ترتفع احتجاجًا على سلوك عناصر المقرّ.

انقضت تلك السنوات، وبالتدريج أصبحت الأفعال وردود الأفعال أكثر هدوءًا، حتى إنه بدا خلال الفترة الأخيرة أن الطرفين تقبّل كلاهما وجود الآخر نوعًا ما، وكأن هناك معاهدة حسن جوار غير مدوّنة، وكأن النساء اقتنعن بأن ما يقوم به هؤلاء المأمورون هو عملهم، وعناصر الدوريات بدورهم اقتنعوا بأن هناك تحوّلات طرأت على المجتمع، وكان الطرفان يتحمّل كلاهما الآخر. كانت دوريات الإرشاد تنشط في يوم وتتوقف في كثير من الأيام، وبالطبع كان نشاطها يصل إلى أوجِهِ في شهر رمضان، ويخبُتُ في شهر محرّم. في هذه الأثناء كان كثير من أنصار النظام والمخلصين له يطالبون بالتعامل بشدّة مع النساء، حتى مثل ذلك التعامل الذي كان سائدًا في الثمانينيات، وكانوا يعتقدون أن أجواء مجتمع الثمانينيات المناسب ناجمة عن تلك الصرامة في التعامل، وبالطبع لم يكونوا ينتبهون إلى أن ذلك المجتمع كان وليد الثورة ويواجه الحرب ويتأثر بهذا وذاك بشدّة. مع وصول الحكومة الجديدة [حكومة رئيسي] وانحصار السلطات في يد تيار واحد، وصل بعض هؤلاء الأشخاص إلى المستويات العليا من مراكز اتخاذ القرار، إذ يمكن مشاهدة انعكاس ذلك في لوحات الإعلانات في المُدُن وفي بداية اجتماعات إدارة مدينة طهران التي تنتشر تسجيلاتها المصوّرة.

من المحتمل أن تكون المستويات العليا قد اتّخذت قرارًا، بتأثير من نفوذ هؤلاء الأفراد في مراكز اتخاذ القرار وأيضًا من أجل كسب رضا الأنصار والمخلصين، بالعودة إلى أساليب ثمانينيات القرن الماضي. قبل أي شيء جددوا حافلات دوريات الإرشاد، وتحوّل الوجود المتقطّع على مستوى المدن إلى وجود يوميّ، وتحوّل أسلوبها إلى الشدّة التي نشاهدها في بعض التسجيلات التي تُنشر في هذه الأيام. لكن يبدو أن الحكومة الجديدة لم تدرك من الأساس أن المجتمع حدثت فيه تغييرات جذرية، وكانت تعتقد أنه يمكن السيطرة على الاحتجاجات الأخيرة بنفس أسلوب السيطرة على احتجاجات عام 2009م، وهو ما لم يحدث. قد يكون السبب في ذلك هو الاختلاف في المطالب، مطالب مظاهرات 2009 م كانت سياسية، ونوعًا من المطالبة بحصة من السلطة، وفي نهاية المطاف كان لدى أحد الأطراف اليد العليا في الاستفادة من القوة، كما أنه كان هناك مهلة أربع سنوات حتى الانتخابات التالية. لكن القصة اليوم -كما كتبت في مقالي قبل أسبوع من الأحداث الأخيرة- مختلفة، فالمطالب من أجل الحياة، والحياة مستمرة في كلّ لحظة.

قد يمكن اتخاذ سياسة بحيث تصبح الرغبة في الهجرة كبيرة، ولكن لا يمكن للجميع أن يهاجروا، فأغلب الناس يبقون ويعيشون حياتهم. إن كان بالإمكان تسيير مظاهرات مضادة في عام 2009 لإنهاء الاحتجاجات الشعبية، والقول إنّ كلّ شيء قد انتهى، فإنه لا يمكن القول إنّ الحياة قد توقّفت، فالحياة لا تتوقف، وهي سارية في كل شارع وزقاق، والمطالب بالحياة مستمرة، وسواء شئنا أم أبينا فإنّ استمرار بعض الأعمال من قبيل دوريات الإرشاد لن يؤدي إلى شيء سوى استمرار المواجهات، وهذه المواجهات بكلّ تأكيد لن تعود بالنفع على أحد، خصوصًا على النظام. بناء على هذا لا حل سوى توجيه وتفهيم المخلصين والأنصار بالظروف الجديدة. انظروا كيف أننا لم نعُد نشاهد دوريات الإرشاد منذ أكثر من أسبوع في الشوارع، ومع ذلك لم يحدث أي تغيير على لباس الناس. أليس من الأفضل أن نترك الناس يعيشون حياتهم؟

أبرز الأخبار - رصانة

الإيرانيون يواصلون احتجاجاتهم.. و«رجال الحوزات»: خامنئي مخلوع

في تداعيات الاحتجاجات الإيرانية المستمرة منذ أسبوعين، أعلنت مجموعة من رجال الدين ومدرسي الحوزات العلمية في قُم ومشهد وطهران، في بيان نُشر على موقع «زيتون»، أن «خامنئي مخلوع». ويضيف هذا البيان الذي نُشر يوم الجمعة 30 سبتمبر أن الأشخاص الذين شاركوا في قمع الاحتجاجات وجرح وقتل الناس مدانون بأحكام القصاص والدية وفق الشريعة الإسلامية. وأكد هذا البيان شديد اللهجة أنه «لا أحد من المسؤولين المؤثرين ولا الأشخاص أصحاب المنابر [في النظام الإيراني] مجتهدون، ولم يتلقوا التعليم الحوزوي كما ينبغي»، مضيفًا: «لا يُعتبر الشخص الأول في النظام، أي علي خامنئي، مجتهدًا بأي شكل من الأشكال، ناهيك بأن يكون مرجع تقليد. لم ولن يعتبره مراجع التقليد وعلماء الحوزة، لا في شبابه ولا الآن، شخصًا فاضلًا ومميزًا في العلوم الحوزوية». كما قال الموقعون: «على افتراض قبول ولاية الفقيه في الشأن العام، لم يكن لدى خامنئي ولاية منذ البداية، وعلى افتراض قبول ولايته الابتدائية، فبالنظر إلى الجرائم والخطايا العديدة التي جرى توثيقها ضده خلال سلطته، والتكبر والغطرسة والاستبداد بالرأي والطغيان الذي يتمثل فيه، والواضح للجميع، فهو مخلوع من الولاية، والأحكام الصادرة عنه وعن الأشخاص الذي عيَّنَهم -بمن فيهم رئيس السلطة القضائية وقضاة المحاكم- غير شرعية ولا تأثير لها، والعودة إليه تمثل الرجوع إلى الطاغوت». وفي الختام، نصح هذا البيان المسؤولين الإيرانيين بأنه «إذا كنتم تثقون بشرعيتكم وشعبيتكم، فعليكم السماح بالتجمعات الاحتجاجية وتمهيد الطريق لإجراء استفتاء، وإلا فإنكم تعترفون بدونيتكم وجُبنكم وعدم شرعيتكم وانعدام شعبيتكم».

من جهتها، ذكرت تقارير محلية يوم الخميس 29 سبتمبر أنه جرى اعتقال دنيا راد، الفتاة التي نشرت صورة لها دون غطاء رأس في أثناء تناولها الطعام مع صديقتها في أحد المقاهي بجنوب طهران. وكتبت شقيقتها دينا راد، على «إنستغرام» الخميس: «اتصلت الأجهزة الأمنية أمس بأختي دنيا راد واستدعتها لتقديم بعض التوضيحات بعد نشرها الصورة المرفقة، واعتقلوها بعد توجهها إلى المكان المحدّد. بعد بضع ساعات من عدم وجود أخبار عنها، أخبرتني خلال اتصال هاتفي قصير أنه جرى نقلها إلى العنبر 209 في سجن إيفين. تشعر عائلتنا بقلق بالغ إزاء صحتها وسلامتها».

وفي إطار استمرار أعمال الشغب التي اندلعت يوم الجمعة 30 سبتمبر في زاهدان، تجمعت مجموعة من العناصر المناوئة للنظام بالقرب من مسجد مكي في زاهدان وبدأت بإطلاق النار، إذ وصلت القوّات الأمنية على الفور إلى المنطقة. وأُصيب قائد استخبارات الحرس الثوري في محافظة سيستان وبلوشستان سيد علي موسوي بعيار ناري في الصدر ونُقل على الفور إلى المستشفى، وتُوفي في المستشفى بسبب شدة إصابته. وحسب التقرير، هاجم مسلحون 3 مراكز للشرطة في زاهدان وبثوا الرعب في نفوس الناس وبدؤوا في إطلاق النار على مركز الشرطة 16 في زاهدان.

وحسب التقرير، أضرم مثيرو الشغب هؤلاء في بعض مناطق المدينة النار في بعض الإطارات وصناديق القمامة، وتعرَّض مخبز في منطقة أخرى لهجوم مسلحين.

واستمرارًا لأعمال الشغب التي قام بها الإرهابيون في مدينة زاهدان، أضرموا النار في سيارة إطفاء ومحطة طوارئ وبعض الأماكن الأخرى، وقد فشلت محاولاتهم لمواصلة أعمال الشغب بوجود قوّات الأمن، والآن الوضع مستقر في المدينة.

وتُظهِر الفيديوهات التي حصل عليها موقع «بي بي سي» من بندر عباس تجمُّع بعض المتظاهرين في سوق هذه المدينة وترديدهم شعار «المرأة، الحياة، الحرية»، وجرى الإعلان في مقطع فيديو آخر جرى تصويره في ميدان برق ببندر عباس عن حضور مكثف لقوّات الأمن. وعلى الصعيد الرياضي، سيجري عقب عودة المنتخب الإيراني لكرة القدم من المعسكر التحضيري في النمسا استئناف مباريات الدوري الممتاز في إيران السبت 01 أكتوبر، وسيواجه فريق استقلال الإيراني في أهمّ المباريات فريق جول جوهر في سيرجان بكرمان، وبناءً على قرار الخلية الأمنية في محافظة كرمان سوف تقام هذه المباراة دون جماهير، إذ أثار استمرار الاحتجاجات الإيرانية على مقتل مهسا أميني مخاوف السلطات من وصول الاحتجاجات إلى مدرجات الملاعب. وظهرت هذه المخاوف حتى خلال المباريات التحضيرية للمنتخب الإيراني في النمسا، حتى إنّ التليفزيون الإيراني بث المباريات بتأخير عدة ثوانٍ، وخفض الصوت المحيط بالملعب إلى مستوى لا يمكن التعرف عليه.

وعلى صعيد آخر، حذّرَت منظمة العفو الدولية، الجمعة 30 سبتمبر، من أن السلطات العسكرية بالنظام الإيراني قد أصدرت أمرًا بالقمع الوحشي للاحتجاجات العامة في إيران، وطالبت هذه المؤسسة الحقوقية بتحرك المجتمع الدولي في هذا الصدد. كما قالت منظمة العفو الدولية إنها حصلت على وثيقة رسمية مسربة توضح أن هيئة الأركان العامة للقوّات المسلحة أصدرت أمرًا لقيادة القوّات المسلحة في جميع المحافظات بالمواجهة الشديدة ضد المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشوارع عقب وفاة مهسا أميني. ووفقًا لهذه المنظمة الحقوقية فإنّ العبارات الواردة في الوثيقة المسربة من القيادة العامة للقوّات المسلحة هي «التعامل الحازم والجاد»، وكانت عبارة القيادة العسكرية بمازندران هي بالضبط «التعامل بلا رحمة وإلى حدّ الموت». وأكدت هذه المنظمة الحقوقية الدولية أنه «يمكن للوثيقة المسربة أن توضح أسباب الاستخدام الموسع للذخيرة الحية من قبل قوّات الأمن الإيرانية ضد المتظاهرين في جميع أنحاء البلاد ولماذا قُتل عشرات الأشخاص مساء 22 سبتمبر فقط».

من جهته، أعلن محافظ سيستان وبلوشستان أن عدد قتلى إطلاق النار يوم الجمعة في زاهدان وصل إلى 19 شخصًا، فيما تقول مصادر محلية إنّ عدد القتلى ما بين 36 و80 شخصًا، فيما أعلنت وكالة «حال وش» -التي تنشر أخبارًا تتعلق بسيستان وبلوشستان- أن أكثر من 36 شخصًا قتلوا، فيما أُصيب 50 آخرون خلال عمليات إطلاق النار يوم الجمعة، إلا أن موقع «راديو فردا» غير قادر على تأكيد والتحقق من عدد القتلى والجرحى في الاحتجاجات في زاهدان. وجرى نشر مقاطع فيديو لاحتجاجات مساء الجمعة 30 سبتمبر يقال إنها في طهران، ويردد المتظاهرون في هذه الاحتجاجات شعار «الموت لخامنئي». بدورها أعلنت وكالة «إيرنا» عودة مهران مديري إلى إيران ومصادرة جواز سفره. ووفقًا لهذا التقرير فإن السيد مديري الذي كان قد غادر البلاد في 24 سبتمبر وصل مطار الخميني بإيران صباح الجمعة على متن رحلة طيران الإمارات، وجرت مصادرة جواز سفره بعد وصوله.

وتعرض موقع وكالة «فارس» التابعة للحرس الثوري لهجوم إلكتروني يوم الجمعة، ونُشرت عليه رسالة داعمة للاحتجاجات. وفي أعقاب هذا الهجوم نُشرت رسالة على موقع «فارس» على الإنترنت لفترة وجيزة جاء محتواها على النحو التالي: «نحن موظفو وكالة (فارس) ننضم إلى أبناء وطننا ونعلن دعمنا الراسخ لمطالبهم المشروعة». وأضافت هذه الرسالة: «يجب إنهاء هذه الدورة الدموية والعبثية في أسرع وقت ممكن. لم يبقَ مكان في المعتقلات والسجون، وجرى انتهاك حرمة كل نساء الوطن». ثم رددت هذه الرسالة شعار «المرأة، والحياة، والحرية» مع تقديم دعوة للجيش بالانضمام إلى المحتجين (كان موقع وكالة «فارس» غير متاح حتى وقت كتابة هذا التقرير).

«راديو فردا» + وكالة «تسنيم» + «قناة بي بي سي-فارسي»

نسرين ستوده: من المحتمل «تغيير النظام» بالكامل

أكدت الناشطة في مجال حقوق الإنسان نسرين ستوده، في مقابلة مع مجلة «تايم» بأن الاحتجاجات ما زالت مستمرة رغم محاولات النظام الإيراني قمعها، وأن هذا الطريق لا عودة منه.

وقالت ستوده التي خرجت من السجن في إجازة علاجية: «حتى إذا لم تتحقق مطالب الشعب فالواقع سيتغير للأبد، فالنساء المحتجات لن يخضعن للحجاب الإجباري مرة أخرى». وأضافت: «[الجمهورية الإيرانية] نظام شمولي يشعر به الناس بلحمهم وجلدهم وعظامهم في حياتهم اليومية. إنه نظام لا يضمن أي حرية ولا يلتزم رغبات شعبه مطلقًا. وما يتضح كل يوم هو أن الناس بكل وضوح يطالبون بتغيير النظام». وأردفت: «ما يريده الشعب هو تغيير النظام، ولم يعُد هناك سبيل للعودة إلى الماضي، فما نفهمه من الاحتجاجات والإضرابات أن هناك احتمالًا لتغيير النظام بالكامل».

موقع «راديو فردا»

اعتقال حسين ماهيني اللاعب السابق في المنتخب الوطني لكرة القدم

داهمت العناصر الأمنية منزل اللاعب السابق في المنتخب الإيراني لكرة القدم حسين ماهيني واعتقلته يوم الخميس 29 سبتمبر، وذلك عقب دعمه للاحتجاجات الشعبية التي اندلعت عقب وفاة مهسا أميني. وحسب وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية فإن هذا اللاعب السابق في فريق بيرسيبوليس والمنتخب الوطني كان من الشخصيات الشهيرة التي دافعت عن احتجاجات الشعب بعد وفاة مهسا أميني تحت توقيف قيادة الشرطة.

موقع «صوت أمريكا-فارسي»

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
إدارة التحرير