في مشهد يعكس احتدام الأزمة وتزايد الإحباط لدى صفوف المحتجين، وصلت احتجاجات الممرضين في إيران، إلى العاصمة طهران، بعد أكثر من أسبوعين من التظاهر؛ تنديدًا بالأوضاع الوظيفية الصعبة وعدم تلبية المطالب. واستنادًا للصور التي جرى نشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي، فقد أقام ممرضو طهران وقفةً احتجاجية الأربعاء 21 أغسطس أمام مبنى وزارة الصحة الإيرانية.
وفي شأن سياسي، قال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف في الجلسة البرلمانية العامة، الأربعاء 21 أغسطس، بعد الانتهاء من مناقشة خطط ومؤهلات الوزراء المرشحين لحكومة بزشكيان وإعلان التصويت بالثقة من قبل البرلمان على كافة الوزراء المرشحين: «إن شاء الله بالتعاون والتوافق والتلاحم والاتفاق بين الحكومة والبرلمان، ستُحل مشاكل الشعب في كافة المجالات، ويستفيد الشعب وإيران العزيزة من ثمار هذا التعاون».
وفي شأن دبلوماسي، بعثَ رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني برقية تهنئة للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بمناسبة تشكيل الحكومة وبداية مهامهما، مشددًا على أهمية العلاقات الثنائية بين إيران والعراق.
وعلى صعيد الافتتاحيات، استعرضت افتتاحية صحيفة «جهان صنعت»، ما اعتبرتها «إستراتيجية بزشكيان الناجعة»، والقائمة على التفاهم بين جميع مؤسسات الدولة.
فيما، اعتبرت افتتاحية صحيفة «شروع»، أن أمريكا تقوم بالسعي للاستفادة سياسيًا من وقف إطلاق النار في غزة.
«جهان صنعت»: إستراتيجية بزشكيان الناجعة
اعتبر الناشط الإيراني الإعلامي محمد صادق جنان صفت، في افتتاحية صحيفة «جهان صنعت»، أن الرئيس الإيراني يتبع «إستراتيجية ناجعة» للتفاهم بين جميع مؤسسات الدولة. وأوضح صفت، أن تلك الإستراتيجية التي اعتمدها بزشكيان منذ حملاته الانتخابية، هي التي أوصلته لكرسي الحكم، لذا فإنه يجب عليه المضي قدمًا، لتحقيق رؤيته وبرنامجه وتنفيذ وعوده التي أطلقها على أرض الواقع.
ورد في الافتتاحية: «الإستراتيجية التي اختارها بزشكيان بالتعاون مع مجموعة من السياسيين من أجل الوصول إلى مبنى الرئاسة أثبتت حتى اليوم -وهو أول يوم عمل للحكومة-أنها ناجعة، وأنه تمكن من الحصول على الثقة لجميع وزراءه من البرلمان دون أي مشكلة. وعلى هذا الأساس، ونظرًا للخطاب الذي أورده في البرلمان بالأمس، وكذلك جميع التصريحات التي صدرت عنه منذ اليوم الأول لترشّحه حتى اليوم، يجب اعتباره رئيس جمهورية جديد يختلف بشكل أساسي عن جميع الرؤساء الخمسة الذين سبقوه من بعد نهاية الحرب. لقد وضع بزشكيان محور إستراتيجيته لرئاسة الجمهورية على أساس التفاهم والتقارب مع المؤسسات الأعلى من مؤسسة الرئاسة، والتزم بوعده هذا. وخلال هذه الفترة التي تمكن فيها بزشكيان من الحديث عن منصب رئاسة الجمهورية ومن ثم عن واجبات وفاعلية مؤسسة الحكومة، صرح مراراً وتكراراً بأن ما يهمّه في أفراد حكومته وكوادره هو الالتزام فقط وفقط بالوفاق الوطنيّ، وليس مهما في هذه الحالة من أي تيار أو حزب سياسي يكونون. لقد أصبح قول بزشكيان وفعله متطابقين، وتمكن من خلال امتلاك هذه الورقة من التغلب على المنتقدين المتشددين في البرلمان وخارجه. وبالأمس رضخت كثير من القوى المتشددة في البرلمان بالتصويت لكامل أعضاء الحكومة، ليُنجَزَ بذلك العمل، وتبدأ الحكومة الرابعة عشر عملها بشكل مبكّر. والآن فإن بزشكيان منذ اليوم تحت مراقبة جميع القوى السياسية الداخلية، وجميع الفئات الاجتماعية والسياسية الداخلية، وكذلك محور اهتمام مختلف دول العالم.
الجدير بالاهتمام هنا هو أنه في حال كان أداء الإستراتيجية التي اختارها بزشكيان مثل السابق، فلن يقيم علاقات تُذكر بالسياسة الخارجية. بالطبع إن بزشكيان لن يواجه أياماً سهلة على صعيد السياسة الداخلية. ولكن يجب عليه منذ اليوم أن يكون صريحاً مع فئتين من المجتمع؛ الشباب والنساء، وأن ينفذ وبسرعة الوعود التي قطعها بخصوص لباس النساء وإزالة الحجب. وكل يوم تأخير في تنفيذ هذه المطالب يمكن أن يُفقده شعبيّته. والإستراتيجية التي وصل بها بزشكيان إلى هذا الحد، وتمكّن من خلالها من العبور بحكومته من سدّ البرلمان دون أي ضرر، يجب أن يستفيد منها بزشكيان لتنفيذ مطالب النساء والشباب. وبعد أن جهّز بزشكيان جناحي التنمية واستعدّ من أجل الإقلاع، عليه عندئذ العودة إلى قصة الاقتصاد الإيراني؛ الاقتصاد الإيراني يواجه أضراراً كبيرة على المستوى العام، وهناك حاجة لمليارات الدولارات، وتريليونات التومانات من رؤوس الأموال، وجميعها لا تتوفر في الداخل، ويجب على بزشكيان أن يفتح الطريق أمامها للدخول من الخارج. إن الوضع الاقتصادي للشركات الإيرانية وخاصة في قطاع الصناعة والإنتاج مرعبة، ومن الأفضل أن يعقد رئيس الجمهورية اجتماعاً مع رؤساء الهيئات وخاصة الغرفة التجارية. إن كانت إستراتيجية بزشكيان ناجعة -وقد ثبت حتى الآن هذا الأمر من خلال إزالتها السدود والعوائق-فإن عليه إدارة مسألة FATF والعقوبات».
«شروع»: أمريكا تسعى لاستغلال وقف إطلاق النار في غزة سياسيًا
تناول الخبير السياسي علي أصغر زرجر، في افتتاحية صحيفة «شروع»، الدور الأمريكي في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. واعتبر أصغر، أن الموقف الأمريكي «استغلالي» فقط، وما تسعى إليه أمريكا في المفاوضات الأخيرة بشكل خاص، هو موقف «سياسي» لأن أمريكا بالأساس هي التي تغذي الكيان الإسرائيلي بالأسلحة والذخيرة بكافة أشكالها، ولولا تلك الذخيرة لما «استشهد» ما يقارب 40 ألف فلسطيني بدم بارد.
تذكر الافتتاحية: «تعلن أمريكا من جهة أنها تسعى لوقف إطلاق نارٍ في غزة، ومن جهة أخرى نراها مستمرة في بيع إسرائيل الأسلحة بمليارات الدولارات. وقد كان لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة أبعادًا مختلفة. والآن دخلت في مرحلة معقدة جديدة. ويجب في هذه الأثناء ان ننتبه إلى أن إسرائيل تطرح في كل يوم شرطًا جديدًا، وأعلنت مؤخرًا في ردها على الاقتراح الجديد من الولايات المتحدة أن على حماس إطلاق سراح جميع الأسرى، وإذا لم يحدث ذلك فإن إسرائيل -وبحسب تقديرات الجيش-ستستأنف هجومها على غزة. وهذا الطلب الإسرائيلي ناقضٌ للمفاوضات مع حماس عمليًا، وحماس لا تقبل بهذه المقترحات، والآن القضية تدور حول أن جميع شروط إسرائيل على نحوٍ ما ضدّ التوصل لوقف دائم لإطلاق النار، لأنه كان من المقرر أن يكون وقف إطلاق النار المشار إليه في الاتفاق دائمًا، وأن يؤدي إلى عدم بدء المواجهات من جديد، ولا يبدو أن هذا ما حدث حتى الآن. القضية الأخرى هي عودة الفلسطينيين المشردين، وتقسيم غزة إلى قطاعين: شمالي وجنوبي، وهذا إجراء الواضح منه تحديدًا فرض رقابة إسرائيل على غزة. وما تعلنه إسرائيل من أنها يجب أن تشرف بشكل مباشر على عودة المشردين الفلسطينيين، ما هو إلا تدخّل واضح في العملية المذكورة. والآن تريد تل أبيب من جديد استغلال الأجواء الحالية لصالحها ومن أجل إضعاف غزة. بالتزامن مع هذه العملية يجب الانتباه إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل تقومان بتنفيذ عمليات نفسية محددة لصالحهما؛ تسعى إسرائيل والولايات المتحدة من خلال إيجاد تعقيدات في الأخبار وتوجيه الرأي العام -بالتركيز على وقف إطلاق النار في غزة-إلى شراء الوقت لتأجيل الردّ الإيراني الذي سببه اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية. وبالطبع فإن موقف طهران بهذا الخصوص شفاف وواضح للغاية. في هذه الأثناء أثبتت أمريكا مواقفها المزدوجة؛ تعلن من جانب أنها تسعى لوقف إطلاق النار في غزة، ومن جانب آخر نراها مستمرة ببيع الأسلحة بمليارات الدولارات لإسرائيل، حتى توفر في نهاية المطاف مصالحها السياسية والاقتصادية. ويسعى الكثيرون من السياسيين الأمريكيين إلى توفير الدعم الحزبي والسياسي لأنفسهم من خلال دعم إسرائيل، كما ان هناك البعض في واشنطن يستهدفون نتنياهو للسيطرة على الانتقادات التي يواجهونها، لكن بشكل عام يمكن مشاهدة دعم إسرائيل في جميع المستويات السياسية في أمريكا، سواء من الديمقراطيين أو الجمهوريين. وجميع البيادق الأساسية للحزبين -وخاصة مرشحي الانتخابات الرئاسية-يسعون إلى تحقيق مصالحهم الحزبية في هذه العملية السياسية من خلال دعمهم لإسرائيل. لهذا أعتقد أن أمريكا وإسرائيل لم تكونا جادّتين في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وفي هذه الأثناء لا يعتبر مقترح وقف إطلاق النار من جانب إسرائيل -الذي أعلن عنه وزير الخارجية الأمريكي-بالأمر الجديد، لأن جميع البنود المقترحة من أمريكا تصب في صالح إسرائيل، ولا شك أن حماس لن توافق عليها. هذا في حين أن نتنياهو يسعى إلى إدراج مطالبه ومحاوره الأمنية التي يريدها في الاتفاق، وأن يضغط الوسطاء سواء مصر او قطر أو الولايات المتحدة على حماس للموافقة عليه».
قاليباف: آمل أن تحل مشاكل الناس بالتوافق والتلاحم بين الحكومة والبرلمان
قال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، في الجلسة البرلمانية العامة الأربعاء 21 أغسطس، بعد الانتهاء من مناقشة خطط ومؤهلات الوزراء المرشحين لحكومة بزشكيان وإعلان التصويت بالثقة من قبل البرلمان على كافة الوزراء المرشحين: «أقدم التهنئة للحكومة والرئيس والوزراء قبل أسبوع الحكومة والمسؤولية التي أخذت على عاتقها»؛ وأضاف قاليباف: «إن البرلمان قام بواجبه، وكما أثار الرئيس بعض النقاط في دفاعه الأخير، إن شاء الله بالتعاون والتوافق والتلاحم والاتفاق بين الحكومة والبرلمان، ستحل مشاكل الشعب في كافة المجالات، ويستفيد الشعب وإيران العزيزة من ثمار هذا التعاون».
المصدر: وكالة «مهر»
«احتجاجات الممرضين» في إيران تصل إلى العاصمة طهران
وصلت الاحتجاجات الشاملة للممرضين على أوضاع العمل القاسية، وعدم تنفيذ مطالبهم رغم مرور أكثر من أسبوعين، إلى العاصمة طهران. واستنادًا للصور التي جرى نشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي، فقد أقام ممرضو طهران وقفةً احتجاجية الأربعاء 21 أغسطس أمام مبنى وزارة الصحة الإيرانية. ورفع الممرضون في هذه الوقفة الاحتجاجية شعارات مثل (يجب أن تشعروا بالخجل من الإضافيّ البالغ 20 تومانًا)، و(الوعود كاذبة والممرض المسكين)، و(لولا الممرضين لانهار النظام). وتزامنًا مع هذا التجمع، فقد أُقيمت وقفات احتجاجية أخرى في مدن أصفهان، تبريز، رشت، الأحواز، مريوان، دهدشت وكرمانشاه أيضًا. يُذكر أن إضرابات الممرضين والوقفات الاحتجاجية في إيران متواصلة منذ عدة أشهر في الكثير من المدن.
المصدر: موقع «راديو فردا»
رئيس وزراء العراق يهنئ بزشكيان بمناسبة تشكيل الوزارة
بعثَ رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني برقية تهنئة للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بمناسبة تشكيل الحكومة وبداية مهامهما، مشددًا على أهمية العلاقات الثنائية بين إيران والعراق. وتمنى أيضًا النجاح لحكومة بزشكيان، لافتًا إلى أهمية مواصلة العلاقات العراقية-الإيرانية المشتركة لمصلحة الشعبين الصديقين.
المصدر: وكالة «إيرنا»