أعلنت الرابطة الدولية للجامعيين الإيرانيين، خلال رسالة مفتوحة إلى رؤساء الجامعات، عن اختطاف القوات الأمنية والاستخباراتية لأكثر من 650 طالبًا، خلال الـ 100 يوم الفائتة من الاحتجاجات العامة.
وفي شأن أمني آخر، تسبَّب انفجار وقع، أمس الأحد، في غرفة استراحة عُمال منجم للفلوريت بقرية توية بدامغان، في مقتل عاملين وجرح 5 آخرين.
وفي شأن اقتصادي ذي أبعاد اجتماعية، نشرت صحيفة «شرق» تقريرًا يؤكد ازدهار سوق بيع الملابس الشخصية القديمة (المستعملة والمسروقة)، من قِبَل قطاع واسع من الإيرانيين؛ لتغطية نفقات معيشتهم.
وعلى صعيد الافتتاحيات، ترى افتتاحية صحيفة «شرق»، أنَّ السياسيين الإيرانيين في الحكومة والبرلمان يعيشون في عالم، وأنَّ المواطنين الإيرانيين يعيشون في عالمٍ آخر، بعيدين عن بعضهم جدًا.
وتساءلت افتتاحية صحيفة «مردم سالاري»، عن سبب غضب عدد من السياسيين والإعلاميين الإيرانيين، من الرئيس الأوكراني، بعد مرور 10 أشهر من الحرب، التي لم تخسرها بلاده أمام روسيا.
«شرق»: الحكومة من المريخ والشعب من الزّهرة
ترى افتتاحية صحيفة «شرق»، عبر كاتبها الخبير الاقتصادي حجت ميرزائي، أنَّ السياسيين الإيرانيين في الحكومة والبرلمان يعيشون في عالم، وأنَّ المواطنين الإيرانيين يعيشون في عالمٍ آخر، بعيدين عن بعضهم جدًا.
تذكر الافتتاحية: «الفجوة بين تقارير ووعود وتصوُّرات الحكومة من جهة، وبين ما يشعُر به الناس، وما تقوله التقارير الرسمية والدراسات المُعتبرَة، التي يقوم بها النُّخبة والخبراء من جهة أخرى، تزداد يومًا بعد يوم، ويتراجع فهمهم وإدراكهم للغة وذهنية أحدهم الآخر. تقارير الوزراء ورجال الحكومة رفيعي المستوى وأنصارهم في البرلمان والمؤسسات العسكرية، بخصوص النجاحات والتقدُّم الحاصل في عهد حكومة رئيسي، تتكرَّر كل يوم بعبارات عامة وغامضة، وبلغة جديدة وأكثر غرابة من السابق. يتحدث محافظ البنك المركزي ووزير الاقتصاد عن انخفاض في التضخم بنسبة 20%، ويُخبر وزير الداخلية عن تنفيذ ناجح للإصلاحات الاقتصادية. بينما نقص الأدوية ذات التكنولوجيا البدائية وارتفاع أسعارها (وهو أمر غير مسبوق حتى في زمن الحرب مع العراق)، لا يزال مستمرًا، لكن وزير الصحة يقول إنّنا وصلنا إلى الإنتاج بكميات كبيرة، وإلى تنظيم سوق الدواء. وفي خِضَمّ هذه الفوضى العارمة في سوق المركبات يكرِّر وزير الصناعة نفس هذه العبارات، ويتحدث عن الوصول إلى رقم قياسي تاريخي في إنتاج المركبات. في حين أنَّ التقارير الرسمية لمركز الإحصاء تشير إلى انخفاض مستمر في المشاركة في السوق، وإيجاد 270 ألف فرصة عمل كحدٍّ أقصى خلال فصل الصيف (فصل ازدهار الأعمال الخدمية والزراعية). لم يمضِ فصلٌ واحد على وجود وزير العمل في هذه الوزارة، وإذا به يتحدث عن إيجاد ما يقرُب من 800 ألف فرصة عمل جديدة، خلال الفترة من إبريل حتى سبتمبر من العام الحالي.
في حين كانت حصة إيران من الاقتصاد العالمي إبّان الحرب مع العراق تبلغ 1.1%، لكن هذه النسبة سقطت إلى 0.25%. أحد القادة العسكريين في آخر أرقامه التي وصل إليها، يرى أنَّ مرتبة إيران على سُلَّم الاقتصاد العالمي هي 18. بينما يكرِّر وزير النفط في كل يوم عبارته التي يقول فيها: «إّننا نبيع من النفط ضعفي ما كانت تبيعه حكومة روحاني، وجميع دولاراته تعود إلينا»، لكن سعر الدولار لا يزال يرتفع يوميًا، وعجز الموازنة وصل إلى 25% (واقرأوا هذه النسبة على شكل 400 ألف مليار تومان)، بينما يجري صرف النفقات الحالية والضرورية قطرةً قطرة.
في طهران، وصل سعر المتر المربع الواحد السكني إلى ثمانية أضعاف الحد الأدنى من أجور العُمّال ورواتب جزء كبير من المتقاعدين، وهناك أكثر من أربعة ملايين مواطن من الذين لا يجدون مسكنًا، ولا يملكون الدفعة الأولى من قرض الإسكان، وتمَّ شطبهم من قائمة المتقدمين للحصول على الإسكان الوطني، ليتراجع بذلك عدد المتقدِّمين إلى 55 ألف شخص. لكننا نجد أنَّ وزير الطُرُق وإعمار المدن الجديد والشاب يتحدث باشتياق، بعد أسبوع من تولِّيه منصبه، عن نهاية السكن في «العُبوّات» السكنية، وعن انفتاح جديد نحو بناء الفلل والمنازل الفارهة، ولا يزال يكرِّر وعدَ بناء 4 ملايين وحدة سكنية. المواطنون يختنقون في أكثر أيام التاريخ سميّةً في حياة المُدُن، لكن رئيس بلدية العاصمة يسمِّي هذه المدينة بمدينة العالم الإسلامي النموذجية. في حين لا يزال رئيس البلاد يتحدث عن الحركة السريعة لقطار التقدُّم، وتحقيق ظروف معدلِ بطالة يصل إلى صفر % في المحافظات التي يزورها.
لكن على الجهة الأخرى، فقد أصبحت هذه النجاحات وهذا التقدُّم وهذه الإنجازات الكبرى عصيةً على الفهم، وأكثر غموضًا في كل يوم، لدى الناس والنُّخبة. التقارير الرسمية للمؤسسات الإحصائية، وما يشعر به الناس في حياتهم اليومية في إيران، تتحدث عن تضخمٍ بنسبة 50%، وتضخم غير مسبوق في المواد الغذائية خلال الـ 80 عامًا الماضية، ونمو غير مسبوق بنسبة 60% في سعر الدولار، خلال الأشهر الـ 15 الأولى من عُمر حكومة رئيسي، واعتماد 75% من الناس على الدعم الحكومي، وقلقهم واضطرابهم وشعورهم بالضعف المالي والسياسي، في مواجهة الابتعاد بشكل يومي عن العالم وعن تطلُّعاتهم، واضمحلال آمالهم بالتحسين. ربما أكثر التقارير الملموسة والقابلة للفهم، هو ذلك الذي قدَّمته وزارة التعليم العالي من أنَّنا وصلنا من التبادل العلمي مع النظام العالمي إلى تبادُل الطلاب مع كوريا الشمالية.
صحيح أنَّني أؤمن بشدّة أنَّ توجيه الأسئلة والاستجواب وعزل أو تغيير المسؤولين الحكوميين، لن يُوجِد لدى الناس أيّ أمل أو يغيِّر من اعتقادهم، ولن يساعد في تحسين الأداء الاقتصادي، لكن الطرفة المريرة هي أنَّه بدلًا من توجيه سؤال أو تنبيه لوزير الاقتصاد أو محافظ البنك المركزي، فإنَّ ما يجري حاليًا هو مشروع استجواب وزير الرياضة. وبخصوص احتمالية، فقط احتمالية، طرح استجواب وزير الاقتصاد، يقول أحد النوّاب إنَّ تفاعُل الوزير مع البرلمان ممتاز، وليس هناك أيّ أخبار بخصوص استجواب الوزير! الناس يفهمون جيِّدًا معنى هذا التفاعل وهذا التغافل، في مواجهة الصعوبات والمخاوف والقلق في حياتهم اليومية.
لقد أصبح الناس يعتقدون أنَّ السياسيين جاؤوا من كوكبٍ آخر، لكنهم بمشاهدتهم ومقارنتهم لوضعهم مع أوضاع الدول الأخرى، مثل السعودية وقطر وتركيا وحتى العراق، فإنَّهم يشعرون أنَّهم لم يعودوا أيضًا يسكنون على كوكب الأرض، وكأنه قد أُلقِيَ بهم إلى عالمٍ آخر، ولم يعُد اسم هذه العوالم المختلفة «أزمة التمثيل»، أو الفجوة بين «ما تتصوَّره أذهان الناس» وبين «الحقائق المنقولة». إنَّ معنى ما قاله ذلك النائب وتلك التقارير، التي لا أساس لها، هو شيء واحد، وهو أنَّ السياسيين الإيرانيين في الحكومة والبرلمان يعيشون في عالم، وأنَّ الناس والمواطنين الإيرانيين يعيشون في عالمٍ آخر، بعيدين عن بعضهم جدًا، ولا تربطهم لغة وتفكير واحد».
«مردم سالاري»: لماذا هُم غاضبون من زيلينسكي؟
يتساءل الأكاديمي محمد جواد بهلوان، من خلال افتتاحية صحيفة «مردم سالاري»، عن سبب غضب عدد من السياسيين والإعلاميين الإيرانيين، من الرئيس الأوكراني، بعد مرور 10 أشهر من الحرب، التي لم تخسرها بلاده أمام روسيا.
وردَ في الافتتاحية: «إنَّ قصة أنصار بوتين وروسيا في إيران ومقاومة زيلينسكي في الحرب الأوكرانية، جديرةٌ بالاهتمام. بدايةً، وخلال الأيام الأولى من الحرب، أخَذَ أنصار روسيا في إيران يستهزئون بزيلينسكي، وأطلقوا عليه لقب المهرِّج (من حيث أنّه كان ممثلًا ولعب دورًا في الأفلام الكوميدية)، ثمّ كانوا يتوقعون أنَّ الجيش الروسي سيجتاح كييف، خلال أقل من أسبوع. حتى في تلك الأيام، التي ردَّ فيها الرئيس الأوكراني على بعض المقترحات بخصوص هروبه من كييف، وقال إنَّه لا يحتاج وسيلةً للهروب بل يحتاج إلى معدات عسكرية للمقاومة، حلَّل البعض داخل إيران هذا الكلام بقولهم إنَّ زيلينسكي يمثِّل، وليس لديه القدرة على مواجهة بوتين وسياساته.
الآن، وبينما أكتب هذه السطور، مرّت عشرة أشهر على مقاومة الرئيس والشعب الأوكراني أمام روسيا، ولا تُشاهَد أيُّ علاماتٍ على هزيمة هذا البلد فحسب، لا بل تمكَّنت كييف من تحرير أجزاء من هذه البلاد كانت روسيا قد احتلّتها. لذا؛ فإنَّ أوضاع وأحوال أنصار روسيا الوطنيين في إيران في هذه الأيام ليست جيِّدة؛ لأنَّ جميع تحليلاتهم كانت خاطئة، وعمليًا ثبَتَ أنَّ المعدات العسكرية الروسية ليس لديها ما تقوله في مواجهة المعدات العسكرية الغربية، سواءً الأوروبية أو الأمريكية. ربما يكون أنصار بوتين وروسيا في إيران أشدّ استياءً واكتئابًا من الشعب الروسي نفسه؛ بسبب عدم تقدُّم روسيا في الحرب.
سردتُ هذه المقدمة؛ لأقول إنَّ تحليلات هذه الفئة اليوم بخصوص تواجُد زيلينسكي في البيت الأبيض ومحادثاته مع بايدن، هي من جنس ما قيل أعلاه بحقِّها. لقد خسرت روسيا وأنصارها الحرب والميدان الحقيقي، والآن ينوون الانتصار في الحرب الإعلامية، لكنهم سيفشلون فيها أيضًا؛ لأنَّه من أيّ زاوية نظرتم منها إلى القضية، ستجدون أنَّ الرّوس متّهمون وملومون. والآن عندما تتحدث الصحيفة الإيرانية الفلانية عن دموع زيلينسكي في البيت الأبيض وأمام بايدن، والتي جرى حذفها، فلتتأكدوا من أنَّ دموع مدير تلك الصحيفة قد انهمرت أيضًا؛ بسبب هزيمة بوتين، وهو يكتب على نحوٍ ما عن تجربته الشخصية!
القول إنَّ الرئيس الأوكراني خائن؛ لأنه يحصل على المساعدات من أمريكا، لا محلّ له من الإعراب عندي؛ لأنه على سبيل المثال لو حصل زيلينسكي على المساعدة من الصين بدلًا من أمريكا، لما كان في ذلك أيّ إشكال من وجهة نظر هذه الجماعة. نفس هؤلاء المسؤولين الإيرانيين، ألا يحصلون على المساعدة من روسيا والصين؛ من أجل الالتفاف على العقوبات؟ إن لم يكُن الأمر على هذا النحو، فإن التقارب الصيني-السعودي ما كان ليستفِزّ البعض في الداخل بهذا الشكل. من حيث علم السياسة، لم يقُم زيلينسكي بأيّ فعلٍ خاطئ؛ إنَّه يحصل على المساعدة؛ للحفاظ على سيادة أراضي بلاده. هل كان أنصار روسيا من الإيرانيين سيُلقِّبونه بالمهرِّج لو ضمّ بعض أراضي بلاده إلى روسيا منذ البداية؟ حاشا وكلّا».
اختطاف أكثر من 650 طالبًا خلال 100 يوم من الاحتجاجات
أعلنت الرابطة الدولية للجامعيين الإيرانيين، خلال رسالة مفتوحة إلى رؤساء الجامعات، عن اختطاف القوات الأمنية والاستخباراتية لأكثر من 650 طالبًا، خلال الـ 100 يوم الفائتة من الاحتجاجات العامة.
وطالبت الرابطة برسالتها تحديدَ المتسبِّبين بقتل الطلاب، ومتابعة أوضاع الطلاب المسجونين.
وكتبت الرابطة أنَّ «21 طالبًا أُدينوا بالسجن حتى 5 سنوات بجريمة الاحتجاج السلمي، فيما صدرت أحكام بالسجن على عدد منهم حتى خمس سنوات، كما حُكِم على بعضهم بالجلد»، واعتبرت ذلك مصدر عار لوزارة العلوم.
وورَدَ في الرسالة: «إذا كان رؤساء الجامعات غير قادرين على دعم طلاب الجامعات، التي يديرونها، فمن المأمول أن يستقيلوا من مناصبهم، في أقرب وقت ممكن. إنَّ الإصرار على استمرار العملية الحالية في إدارة الجامعة يعني المسؤولية، التي لا يمكن إنكارها لكلٍ من هؤلاء، بخصوص مصير الطلاب المسجونين والمقتولين. إنَّ المسؤولين الذين لا يؤدُّون واجباتهم بشكل صحيح اليوم، سيخضعون قريبًا للمساءلة أمام القانون العادل وذاكرة المجتمع».
موقع «راديو فردا»
قتيلان و5 جرحى في انفجار بغرفة استراحة عُمَّال منجم دامغان
تسبَّب انفجار وقع، أمس الأحد (25 ديسمبر)، في غرفة استراحة عُمال منجم للفلوريت بقرية توية بدامغان، في مقتل عاملين وجرح 5 آخرين.
وأوضح رئيس مركز إدارة الحوادث والطوارئ بجامعة محافظة سمنان للعلوم الطبية، محمد علي طاهري، أنَّ مكان حادث الانفجار هو منجم الفلوريت في قرية توية بدامغان، الذي وقع أمس الأحد بغرفة استراحة عمال منجم دامغان، حيث خلَّف قتيلين وخمسة جرحى».
وكالة «إيرنا»
ازدهار بيع الملابس المستخرجة من حاويات القمامة في إيران
نشرت صحيفة «شرق» تقريرًا يؤكد ازدهارَ سوق بيع الملابس الشخصية القديمة (المستعملة والمسروقة)، من قِبَل قطاع واسع من الإيرانيين؛ لتغطية نفقات معيشتهم.
وأعدّت الصحيفة تقريرها الميداني، ونشرته أمس الأول (الأحد 24 ديسمبر)، عن الأسواق الرئيسية لبيع الملابس القديمة في شارع مولوي بالعاصمة طهران.
وذكرت «شرق» في تقريرها: «نظرًا لارتفاع سعر الدولار، فقد واجَه الكثير من المواطنين مشكلةً في شراء الملابس الأجنبية المستعملة المعروفة في إيران باسم “تاناكورا”.
لهذا السبب؛ لجأ بعض المواطنين إلى بيع وشراء الملابس المستعملة، ويمكن مشاهدة باعة مثل هذه الملابس هذه الأيام على الأرصفة وعلى السيارات وخطوط المترو».
واستنادًا إلى التقرير، فإن هذه الملابس «إمّا يتم شراؤها من الفقراء بأسعار رخيصة، أو يتم استخراجها من حاويات القمامة، ويتم جمع بعضها من «جدار المحبة» (مكان تُوضَع فيه الملابس المستعملة للمحتاجين)، والبعض الآخر جرى سرقتها من حبال نشر الغسيل».
كما تحدَّثت صحيفة «شرق» في تقريرها، عن تزايُد الطلب على تبديل الأدوات المستعملة، ومنها الملابس والأحذية والمكانس الكهربائية بالدجاج والزيوت والأرز عبر المواقع الإلكترونية.
موقع «راديو فردا»