استدعى مدير إدارة دول غرب أوروبا بوزارة الخارجية الإيرانية السفير النرويجي في طهران، أمس الإثنين، للاحتجاج على تصريحات لرئيس برلمان النرويج ضد إيران، فيما أكدت صحيفة «جوان» استدعاء دبلوماسي أوروبي آخَر وتحذيره بسبب مشاركته في الاحتجاجات.
وفي سياق الاحتجاجات أيضًا، أكد رئيس مجلس إدارة نقابة المرشدين السياحيين الإيرانيين، أمس الإثنين، اعتقال سياح أجانب بسبب تصويرهم للاحتجاجات، فيما انتقد حزب «إصلاحي» بيان وزارة الاستخبارات واستخبارات الحرس الثوري، ووصفه بـ«المكرَّر». كما طالب الأستاذ في حوزة قم العلمية أصغر ناظم زاده قمي، في رسالة وجَّهها إلى نواب البرلمان الإيراني، أمس الإثنين، بضرورة «وضع خطة لإجراء حوار مع الشعب المحتج، وتهدئة غضبه، في أسرع وقت ممكن».
وعلى صعيد الافتتاحيات، طالبت افتتاحية صحيفة «آرمان أمروز» بضرورة «إصلاح وضع السياسات» في إيران مع الأوضاع الاقتصادية الراهنة وواقع العقوبات، عبر وجود أحزاب منتقدة لتجميع «المتشدِّدين» في كل إدارات الدولة. وقرأت افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، من بين ثنايا الاحتجاجات، عددًا من الأزمات المتوالية على المجتمع الإيراني، التي ترتبط بأزمة الثقة مع الحكومة.
«آرمان أمروز»: ضرورة إصلاح وضع السياسات
يطالب الناشط السياسي حسين كاشفي، من خلال افتتاحية صحيفة «آرمان أمروز»، بضرورة «إصلاح وضع السياسات» في إيران مع الأوضاع الاقتصادية الراهنة وواقع العقوبات، عبر وجود أحزاب منتقدة لتجميع «المتشدِّدين» في كل إدارات الدولة.
ورد في الافتتاحية: «أحوال الناس وأوضاعهم غير جيِّدة، ومشكلاتهم تزداد يومًا بعد يوم. وهم ينسبون تردِّي الأوضاع هذا إلى الوعود الفارغة التي يطلقها المسؤولون. لا شيء أسوأ من ألا يتمكَّن المجتمع من التعويل على وعود المسؤولين، خصوصًا في المجال الاقتصادي، إذ إنّ استمرار الفوضى في هذا المجال وضَع حياة الناس في ضائقة شديدة، بما تحمله الكلمة من معنى.
موائد الناس تتقلَّص يومًا بعد يوم، في حين كان بالإمكان الحيلولة دون حدوث مثل هذه الأوضاع. الظروف السيئة الحالية تعود جذورها إلى فترة اعتبر فيها متخذو القرار العقوبات وقرارات مجلس الأمن مجرَّد «قصاصات من الورق»، وأصرُّوا على جهلهم، إذ حدث ما لم يكُن يجب حدوثه. حتى السادة أنفسهم لا يعلمون كيف أنهم لم يعرفوا بأن الأمور لن تستقيم، ولن يحدث أي تقدُّم بعيدًا عن العَلاقات مع الدول الأخرى.
عندما تُفرَض العقوبات على أي بلد، فبالتأكيد ستترك آثارها السيئة، وسيعاني الناس من ضغوط ساحقة. للأسف، لقد فُرِضت على إيران منذ سنوات أكثر العقوبات المدمِّرة وأوسعها في العالم، وبينما ثبُتَت ضرورة التعامل مع العالم، يجب أن نأمل بأن يكون هناك تدبير للأمور، إذ تتوفَّر الأرضية لتجاوز المرحلة المتأزمة الحالية من خلال إصلاح التوجُّهات التي تسبَّبت بهذه القضايا.
في الحقيقة، إنّ مَن بذلوا جهدهم لتجميع الإدارة في يد تيارٍ واحد، إما أنهم لا يعلمون ما الأوضاع المُكلِفة التي تسبَّبوا بها للناس، وإما أن لهم مصالح منفصلة عن المصالح الوطنية ومصالح الناس. «المتشدِّدون» لا يعلمون أن أي نظام بحاجة إلى وجود أحزاب منتقدة، تتعرَّف على السياسات غير المتخصصة، والقرارات العبثية، وتطلق جرس الإنذار. إذا انتقدت الأحزاب والمنافسون الأمور بصدق وإنصاف وقدَّموا التنبيهات الضرورية، فإن مشكلات نظام اتّخاذ القرار ومشكلات الجهاز التنفيذي في البلد ستصل إلى الحد الأدنى. إذن يجب على المسؤولين فهم «ضرورة إصلاح وضع السياسات» حتى تنحسر المشكلات، ويزداد معدَّل رضا الناس من خلال ذلك».
«آرمان ملي»: المجتمع وتعدُّد الأزمات
تقرأ افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، عبر كاتبها الناشط السياسي مصطفى هاشمي طبا، من بين ثنايا الاحتجاجات عددًا من الأزمات المتوالية على المجتمع الإيراني، التي ترتبط بأزمة الثقة مع الحكومة.
تقول الافتتاحية: «جزء من المحتجين هم المحتجون الصامتون. وكل شخص لديه أسلوبه الخاص في إظهار احتجاجه، البعض من خلال الصراخ، والبعض من خلال كتم الاحتجاج، والبعض من خلال كتابة آرائه. لكن الأمور التي تسيطر على أجواء بلدنا مجتمعة تسبَّبت في حدوث أزمات متعدّدة. إيران تواجه مشكلات وقضايا على الأصعدة الجيوسياسية والحدودية والدولية، وكذلك على الصعيد الداخلي، وهو ما يتسبَّب بحالات استياء متعدّدة. وهذا الاستياء، سواء كان اقتصاديًّا أو ثقافيًّا أو غيره، هو ما يتسبَّب بظهور حساسيات أكثر من الحد اللازم. أي إنّ بعض التيارات يُصدِر الخطابات المتشدِّدة الحادة ضد التيار الآخر، حتى في القضايا الصغيرة.
من بين أهمّ القضايا التي تهدِّد إيران الآن قضية المستقبل البيئي. إنّ أكثر مناطق بلدنا -حسب ما يقوله المختصُّون- لن تعود قابلة للسكن إلى ما بعد عشرين عامًا. هذه أزمة عجيبة تحدث في إيران، وللأسف فإن المسؤولين يلتزمون الصمت بهذا الخصوص، في حين يجب تأكيد هذه القضية في خطّة التنمية السابعة، وبعد ذلك الحيلولة دون تعزيز التوتُّرات الموجودة في البلد. للأسف هناك بعض الجماعات والأفراد يُلقُون الخطابات، ويوجِّهون الإهانات، ويتسبَّبون بالاضطرابات داخل المجتمع. بالطبع قد يمكن إدارة هذه الاضطرابات على المدى القصير، لكنها في النهاية أمر موجود، ولا يمكن نسيانه.
المشكلات الاقتصادية قضية أخرى لا يمكن حلها بسهولة، ونحن الآن في بعض القضايا، مثل الغاز والبنزين، بدأنا بالتحوُّل إلى مستوردين. لذا فإن أول شيء يجب حدوثه هو كسب ثقة الناس بالحكومة. حتى كثير من الناس الذين يشاركون في المناسبات بدعوة من مؤسسات السلطة، عندما يتحدثون يشتكون بشدّة من القضايا والمشكلات الحالية في المجتمع، حتى إنّ هذا الأمر مشهود بوضوح بين المسؤولين أنفسهم. الناس لا يثقون بالبرامج الاقتصادية للحكومة، وهذا بالطبع لا يخُصّ هذه الحكومة فقط، وإنما قُدِّمت وعود للناس في مختلف الحكومات، لكنها حتى لم تقترب من الحقيقة. اليوم لا يصدِّق المجتمع أي إحصائيات، وأهمّ خطوة هي أن تُصنَع الثقة حتى يصدِّق الناس ما تقوله الحكومة. على السلطة كسب ثقة الناس، إذ يجب أن يكون الحد الأدنى للنائب الذي يحصل على أعلى الأصوات 4 ملايين صوت، لا مليون صوت، وأن يشارك الناس في الانتخابات.
استدعاء السفير النرويجي.. وتحذيرُ دبلوماسيٍّ أوروبيٍّ آخَر شارك في الاحتجاجات
استدعى مدير إدارة دول غرب أوروبا بوزارة الخارجية الإيرانية السفير النرويجي في طهران، أمس الإثنين (07 نوفمبر)، للاحتجاج على تصريحات لرئيس برلمان النرويج ضد إيران، فيما أكدت صحيفة «جوان» استدعاء دبلوماسي أوروبي آخر وتحذيره بسبب مشاركته في الاحتجاجات.
وخلال استدعاء سفير النرويج للخارجية، جرت «إدانة تصريحات رئيس البرلمان النرويجي في مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام الداعمة لأعمال الشغب»، حسب وصف الوزارة، و«تدخُّله في الشؤون الداخلية لإيران». وقال السفير النرويجي إنه سينقل الأمر إلى أوسلو.
من جانب آخر قالت صحيفة «جوان»: «حسب ما ورد إلينا، نزل مؤخًرا أحد سفراء الدول الأوروبية برفقة بعض الموظفين في سفارتهم إلى الساحات، وحضر بين المحتجين في الشوارع».
وأوضحت الصحيفة أنه حينما علِمت الأجهزة المعنية بهذا «الإجراء الذي يتناقض مع الأمن ويتجاوز البروتوكولات»، استدعت الدبلوماسي الأوروبي وحذَّرته بلهجة حادة من أعماله التي تنتهك القوانين. وأضافت «جوان»: «قيل له إذا استمرّت هذه التصرفات والإجراءات من قِبَله شخصيًّا، وقام مجدَّدًا بالتواصل والحضور بين مثيري الشغب، فإنه سيجري طرده من إيران خلال أقل من 24 ساعة». وأردفت: «بعد توجيه الإنذار إلى السفير شخصيًّا، لم يوجد لا هو ولا أي واحد من موظفي السفارة وذوي العَلاقات معها في أعمال الشغب مجدَّدًا، لكن في الوقت نفسه هناك احتمالات باستغلالهم للعَلاقات التي كانوا قد أقاموها مع مثيري الشغب خلال فترة الاضطرابات، بُغية توجيه ودعم أعمال الشغب».
وكالة «إيسنا» + موقع «خبر أونلاين»
اعتقال سياح أجانب بسبب تصوير الاحتجاجات.. وحزب «إصلاحي» ينتقد البيان الاستخباراتي
أكد رئيس مجلس إدارة نقابة المرشدين السياحيين الإيرانيين محسن حاجي سعيد، أمس الإثنين (07 نوفمبر)، اعتقال سياح أجانب بسبب تصويرهم للاحتجاجات، فيما انتقد حزب «إصلاحي» بيان وزارة الاستخبارات واستخبارات الحرس الثوري، ووصفه بـ«المكرَّر».
وأوضح رئيس نقابة المرشدين السياحيين أن السياح الأجانب جرى اعتقالهم بعد أن «التقطوا صورًا للأحداث الأخيرة (الاحتجاجات) في البلاد، بدافع الفضول».
وخلال اجتماعه مع ممثلي المنظمات السياحية، قال حاجي سعيد: «إنّ كل السائحين الذين يُشاهَدون في المكان الخطأ ليسوا جواسيس»، وأضاف: «يجب إخبار المسؤولين الأمنيين الذين يقفون بوجه الاحتجاجات أن أمن السائحين وانعكاسه الدولي مهمّان أيضًا. إنّ هذه القضية أصبحت مطلبًا حيويًّا للسياحة». كما أعلن عضو جمعية منظِّمي الرحلات السياحية أكبر غمخوار في اجتماع آخر، أمس، الإلغاء الكامل لما لا يقل عن 70% من الرحلات السياحية إلى إيران.
من جانبه، وصف حزب «مجمع مصابي الحرب»، وهو أحد الأحزاب السياسية «الإصلاحية» في إيران، البيان المشترك الذي أصدرته وزارة الاستخبارات وجهاز استخبارات الحرس الثوري، بأنه «شعارات، وخطاب قديم مكرَّر».
وأضاف البيان الذي نُشِر أمس: «كل ما ورد في البيان يتركَّز حول موضوع أعمال الشغب، وهو لا يفتقر إلى أي قيمة حقيقية وحقوقية فحسب، بل حطَّ بسبب اللغة المستخدمة فيه من مكانة مؤسسة رسمية وقانونية مهمة في البلاد، مثل وزارة الاستخبارات، إلى مكانة صحيفة (كيهان)». وقال البيان: «ألا تعلم وزارة الاستخبارات، على الرغم من كل الرقابة الاستخباراتية التي تتمتَّع بها، بأنه من حق الناس المشاركة في الاحتجاجات، والسعي لتحصيل حقوقهم ومطالبهم الأساسية؟».
وتساءل بيان الحزب: «ما الذي يمكن لهذا البيان المشترك بهذا المضمون الهزيل أن يقدمه لحل عقد الأزمة وحل المعضلات الحالية في البلاد؟». وأضاف: «إنّ صمت البيان عن الفساد والظلم وانعدام الكفاءة لدى الأجهزة الحكومية وأجهزة النظام، التي لعتب دورًا عميقًا بزيادة الاستياء والاحتجاجات في البلاد، يُظهِر في أحسن الأحول غفلة صارخة وانعدامًا للبصيرة لدى أجهزة الاستخبارات».
موقع «راديو فردا»
أستاذ في حوزة قُم لنواب البرلمان: أجْروا حوارًا مع الشعب المحتج لتهدئة غضبه
طالب الأستاذ في حوزة قم العلمية أصغر ناظم زاده قمي، في رسالة وجَّهها إلى نواب البرلمان الإيراني، أمس الإثنين (07 نوفمبر)، بضرورة «وضع خطة لإجراء حوار مع الشعب المحتج، وتهدئة غضبه، في أسرع وقت ممكن».
وقال زاده قمي في رسالته: «على الرغم من حقيقة أنه حسب توجيهات الخميني فإن البرلمان على رأس الشؤون. ليس لكم أي مكانة أو دور في هذه الأحداث (الاحتجاجات) المستمرة منذ 50 يومًا، وليس لديكم أي رد فعل على هذه الأحداث المريرة التي تحدث خلال هذه الأيام في الشوارع والجامعات والمدارس، وعديد من مدن البلاد، وأدت إلى مقتل الرجال والنساء والأطفال وعدد من قوّات الشرطة والبسيج وبعض رجال الدين، ولم تنطقوا بكلمة واحدة».
وأضاف متسائلًا: «لماذا لم تقدِّموا خطة لمنع هذه الكوارث؟ لماذا لا تقولون شيئًا؟ لماذا تسكتون ولا تعترضون؟ لماذا لا تمنعون هذه الكوارث؟ ألا تمتلكون القوة والسلطة؟ أم أنكم ضحيتم بالحقيقة من أجل المنصب والمصلحة؟».
وأردف مطالبًا: «النواب الأعزاء، عليكم في أسرع وقت ممكن وضع خطة لإجراء حوار مع الشعب المحتج، وتهدئة غضبه، والتفكير في الإجراءات التي من شأنها أولًا أن تفتح الأجواء السياسية في البلاد وفقًا للدستور، إذ تساهم الأحزاب الوطنية الأصيلة ومختلف الأذواق والخبراء في المجالات المختلفة في حل مشكلات البلاد، وتضمن حرية التعبير عمليًّا (وليس بالأقوال)، وألا تبقى البلاد في أيدي أقلِّية خاصة. وثانيًا الاهتمام بسُبُل معيشة الناس، واتخاذ إجراءات عاجلة لتنظيم الاقتصاد في الخطوة الأولى، لأن معظم هذا الغضب ناتج عن الفقر والتضخم وارتفاع الأسعار والتمييز».
ثم قال بشكل قاطع: «إذا لم تستطيعوا القيام بهذه الأشياء فمن الأفضل مغادرة البرلمان في أسرع وقت ممكن، حتى لا يجري إنفاق كل هذه الميزانيات الضخمة على الراتب والسكن والسيارة والرفاهية لكل نائب.. النواب الأعزاء، هل لديكم حتى إجابة لعدد قليل من الأشخاص الذين صوَّتوا لكم؟ والله غدًا سيتّهمكم الناس، والله مُعِين المظلوم سيعاقبكم بأقسى الطرق على تقصيركم وأخطائكم».
موقع «إنصاف نيوز»