أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» تقرير الحالة الإيرانية لشهر سبتمبر 2019، مقدِّمًا إلى القارئ عمومًا، والباحث خصوصًا، وصفًا دقيقًا خلال الفترة الزمنية محلّ الرصد والتحليل، بهدف تشخيص الحالة الإيرانية وقياس أوضاعها وتفاعلاتها المختلفة.
ويشتمل التقرير على 3 أقسام رئيسية، يهتمّ القسم الأول بالشأن الداخلي الإيراني، في حين يتناول القسم الثاني تفاعلات إيران مع العالم العربي، أما القسم الثالث فيرصد الحراك الإيراني على الصعيد الدولي في إطار العلاقات الإيرانيَّة مع الدول الكبرى.
وفي الشأن الداخلي، تناول الجانب السياسي الحرب ضد الفساد المالي المتغلغل في مؤسسات الدولة، والذي لم يعُد خافيًا على المواطن الإيراني، وذلك رغم رغبة النظام في الحفاظ على الصورة المثاليَّة لرجاله، إذ تُعَدّ حملة مواجهة الفساد التي يديرها رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي إحدى أدوات إيران لتحسين الوضع الاقتصادي المتردّي جرَّاء العقوبات الأمريكية المفروضة منذ عام 2018.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تطرَّق التقرير إلى استهداف منشآت النفط السعودية منتصف شهر سبتمبر 2019 في محافظة بقيق وهجرة خريص شرقي السعودية، إذ أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد هذا الهجوم عن حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية على إيران، شملت كلًّا من البنك المركزي الإيراني، وصندوق التنمية السيادي، وشركة «اعتماد تجارت بارس»، بينما شكلت هذه الحزم المتوالية عاملًا حاسمًا في رسم واقع مستقبل الحالة الاقتصاديَّة الإيرانيَّة.
أما على الصعيد العسكري، فقدَّم المحللون عدَّة تفسيرات للأسباب التي أدت إلى نجاح هجوم المنشآت النفطيَّة السعودية.
هذا وقد واصل التقرير عرضه للشأن العربي من خلال مواصلة إيران تنفيذ مخططاتها في سوريا بعد استفادتها من استمرار النظام السوري الحاكم في السيطرة على مزيد من الأراضي السوريَّة بمساعدة كل من روسيا وإيران، إذ تتمحور المخططات الإيرانيَّة حول ترسيخ الوجود الإيراني، كما تسعى طهران لإقامة قواعد عسكرية لها على الأراضي السوريَّة، وخصوصًا بالقرب من الحدود السورية-العراقيَّة، مع مواصلة التنافس مع روسيا في الحصول على عقود إعادة الإعمار والبنية التحتية السورية.
وفي الملف اليمني، مثَّل تبنّي جماعة الحوثي الهجوم على منشآت النفط السعودية «أرامكو» حلقة جديدة من حلقات التبعيَّة العلنية لإيران، كما أعلنوا أنهم لن يصعِّدوا الموقف وسيتوقَّفون عن استهداف الأراضي السعوديَّة.
ودوليًّا، أشار تقرير الحالة الإيرانيَّة إلى إقالة مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون من قِبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي رأت فيها إيران أنها قد تحمل تغييرا في موقف الإدارة الأمريكية في التعامل معها، ولكن بعد خروج بولتون تم تنفيذ حزمة جديدة من العقوبات مع الدعوة للتفاوض، ليوضح هذا الجزء من التقرير ما استجدّ في المنطقة، وهو تعزيز الوجود العسكري لأمريكا في الخليج العربي، نتيجة للأعمال العدائية الإيرانية والقيام بأعمال تهدد الملاحة البحرية.
وفي ختام التقرير تم استعراض المسار الروسي مع إيران، إذ تسعى طهران بكل الطرق لتعميق التعاون مع موسكو ودول منظمة التعاون الأوراسي لتخفيف وطأة العقوبات الأمريكية عليها، بعد طرحها مشروع الربط البنكي بين شبكة «شتاب» الإيرانيَّة لخدمات البطاقات الائتمانية وشبكة «مير» الروسيَّة لتسهيل عمليات التحويل بين الأفراد والمؤسسات في البلدين، لتفادي التعامل مع نظام سويفت الدولي.
لقراءة وتحميل تقرير سبتمبر 2019 اضغط هنا