أتت افتتاحية «صبح نو» لهذا اليوم لتطالب إيران بخوض مفاوضات مع الصدر وإقناعه بشكل جدّي بضرورة الحفاظ على التحالف الشيعي على الأراضي العراقية، خصوصًا بعد أن تصدّر تحالفه قائمة الانتخابات هناك. وفي المقابل توصلت «كيهان» وعبر افتتاحيتها أيضًا إلى نتيجة مفادها أن «الاتِّفاق النووي في الأصل وُلد ميتًا، والآن هو مجرد جثة مهما حاول المسؤولون في إيران تزيينها». وعن «جهان صنعت» فقد انتقدت الضعف السياسي الواضح في الدبلوماسية الإيرانية وطريقة تعاطيها مع الاتِّفاق النووي، إذ بلغت أقصى مراحل الهشاشة بعد وصول ترامب إلى المقعد الرئاسي.
وخبريًّا فقد فسّر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية إلغاء تصريح بيع طائرات بوينغ وإيرباص لإيران كون الشركة أمريكية في الأصل، معتبرًا في الوقت ذاته أن هذا التصرف يُعَدّ انتهاكًا آخر يضاف إلى قائمة انتهاكات الإدارة الأمريكية، إضافة إلى تهنئة الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني الشعب العراقي والمرجعيات الدينية على إقامة أول انتخابات برلمانية في العراق، مؤكدًا أن إيران سوف تستمر بالوقف إلى جانب الشعب العراقي، إضافة إلى نفي مكتب رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية اجتماع كمال خرازي مع وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري بباريس، كذلك قول مدير عام مكتب الحماية من الأضرار الاجتماعية بالتربية والتعليم بأن هناك نحو 10 آلاف طالب في إيران هم في المراحل الأولية للإدمان، وإعلان مركز الإحصاء الإيراني أن معدل التضخم الرسمي للشهر الماضي بلغ 10% على أعلى تقدير.
«صبح نو»: الاختيار العراقي
تتطرق صحيفة «صبح نو» في افتتاحيتها اليوم إلى موضوع الانتخابات العراقية، والتقدّم الذي حققه تحالف مقتدى الصدر، معتبرة أن الصدر «ظاهرة» مهمة في هذه الانتخابات، وأن تقدّمه يعني تشكيله الحكومة هو وأنصاره، وتذكر في الوقت نفسه أن على إيران خوض مفاوضات مع الصدر لتقنع الأخير بضرورة الحفاظ على التحالف الشيعي.
تقول الافتتاحية: «من الظواهر الأخرى في هذه الانتخابات الهزيمة النسبية لتحالف العبادي، أما بخصوص تحالف هادي العامري فيمكن القول إنّ وضعه جيد، لكنّ تحالف الحكيم لم يظهر بما يليق مع حجم ووزن عائلة الحكيم، أما تحالف نوري المالكي فقد انتقل إلى الهامش، وبهذه المقدّمة يُطرح السؤال الذي يقول: كيف يجب على إيران أن تلعب في العراق؟».
وتشير الافتتاحية إلى أن العراق حصل اليوم على لاعب جديد مهم، هو مقتدى الصدر، وتُردف: «لقد ابتعد الصدر مع مرور الوقت عن إيران، وقد يكون السبب هو ابتعاده عن ميدان السياسة، لكن دخوله بجدية إلى ميدان السياسة سيجعله أكثر اعتدالًا وبراغماتية».
أما عن نفوذ إيران في العراق فتعتبره الافتتاحية معنويًّا ومتغلغلًا في الطبقات السياسية والثقافية والاجتماعية للعراق، فضلًا عن كونه ماديًّا. وفي سياق آخر ترى أن الأصوات التي حصل عليها الصّدر تشير إلى أنه رمز للتغيير بالنسبة إلى الطبقات الدنيا من المجتمع، ولا يمكن تحليلها فقط سياسيًّا.
وبخصوص ما يجب على إيران القيام به، تقول الافتتاحية: «الخطوة الأولى لإيران هي التفاوض مع الصدر للحيلولة دون فضّ التحالف الشيعي في العراق، فما زال بإمكان هذا التحالف الالتفاف حول محور العبادي، وفي غير هذه الحالة يمكن إيجاد تحالف قوي بين العبادي والعامري والحكيم، ومن شأن هذا التحالف أن يقوي العامري، لذا يمكن القول إنّ الصدر من شأنه مساعدة التحالف الشيعي في حال تصرّف بطريقة براغماتية، وإلا فسيعبر طريق الحفاظ على التحالف الشيعي من خلال المثلث الذي ذكرناه».
وفي النهاية تتوقع الافتتاحية أن لا يؤثر تصدّر الصدر في معادلات السلطة في العراق بما تحمله كلمة التأثير من معنى، وأنه سرعان ما سيتحول إلى جزء من السياسة في العراق.
«كيهان»: فلتحيَ جثة الاتِّفاق النووي
تشبّه صحيفة “كيهان” من خلال افتتاحيتها اليوم ما يقوم به المسؤولون في إيران من إظهار الانتصار عقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتِّفاق النووي بما يقوم به الغربيون عندما يزيّنون جثث موتاهم، وترى أن إظهار أمريكا كطرف منهزم وخاسر هو استهزاء بعقول المخاطبين.
الافتتاحية تقول: «البعض يحاول التهرب من الإجابة عن أسئلة الرأي العام من خلال مهاجمة منتقدي الاتِّفاق النووي، بينما رجال الدولة الذين كانوا يتحدثون عن ردّ فعل إيران القاسي، اختاروا اليوم أسوأ خيار ممكن، أي اتِّفاق من دون أمريكا، وهم يريدون من خلال هذا الخيار تأمين مصالح الدولة، لكن وفي أفضل الحالات لو لم نعدّ أوروبا شريكة لأمريكا في مسرح الدمى الخشبية هذا، واعتقدنا بأنهم يسعون لحلّ منطقي ومعقول مع إيران، ويريدون الاستمرار في الاتِّفاق مع إيران، فيجب أن نعلم أن الحقائق لا تشير إلى هذا».
وتشير الافتتاحية إلى أن قادة أوروبا أنفسهم لا يدّعون أن بإمكانهم دعم الاتِّفاق النووي وحدهم ودون الولايات المتحدة، وأنّ هذا ما صرّحت به المستشارة الألمانية، وتضيف: «ميركل للأسف صادقة، لكنّ المتفانين من أجل الاتِّفاق النووي، الذين لا ينكرون هذه الحقيقة، يصرّون على أن الاتِّفاق كان لصالح إيران على الرغم من أنه لم يجلب لها أي منفعة اقتصادية، واستراتيجية (الاتِّفاق بأي ثمن) الخاطئة في زمن المفاوضات تحولت اليوم إلى استراتيجية (الحفاظ على الاتِّفاق بأي ثمن)».
وتردف في نهايتها: «يبدو أن البعض من شدة حبهم للاتِّفاق النووي يريدون العيش مع جثّته، والبيان الذي أصدرته الحكومة بالأمس في رثاء ومدح الاتِّفاق مؤشر على مثل هذا التوجّه، لكن كون الاتِّفاق النووي وُلِد ميتًا منذ البداية فهذه قضية أخرى».
«جهان صنعت»: البداية المتأخرة للدبلوماسية
تنتقد صحيفة «جهان صنعت» من خلال افتتاحيتها اليوم الضعف الذي تعاني منه الدبلوماسية الإيرانية، والذي شوهد في الاتِّفاق النووي، وخروج أمريكا منه، وتعتقد الافتتاحية أن الخوف والهلع هو المسيطر على هذه الدبلوماسية، وبلغ هذا الضعف والخوف أوجه بعد تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهامّه.
الافتتاحية تقول: «قد تكون أسوأ أيام الاتِّفاق النووي هي التي تلت وصول ترامب إلى الرئاسة، وليست التي تتزامن مع خروج أمريكا من الاتِّفاق، فترامب يرى أن حكومة أوباما أضعفت قدرة أمريكا على الصعيد الدولي، وهذا تسبب في مرور الاتِّفاق النووي خلال العام الماضي بحالة من التعليق، فنحن في إيران لم نكن نعلم إلى أي حدٍّ ترامب جادّ في تصريحاته، وربما كنا نأمل في أن تتسبب المصالح السياسية البراغماتية في تراجعه، ومن جهة أخرى لم نكن نرغب في الظهور بمظهر الضعف، ولم نُرِد إظهار خوفنا». وتعدّ الافتتاحية أنّ ردّ الفعل الإيراني على تصريحات ترامب ومواقفه كان سيئًا، فتقول: «في حين كنا ننتظر قرار ترامب، وهو انتظار كان يشوبه الخوف، عطّلنا لغة الدبلوماسية، وأظهرنا القبضة التي كانت في الظاهر حديدية، وذلك لكي نتظاهر بأننا لا نخاف، في حين كان يتوجب علينا أخذ الحيطة بشكل أكبر، فكان أداء جهازنا الدبلوماسي خلال العام الماضي الأضعف، ولم يكن يبدي أي نشاط جادّ ومُثمر، وربما كان ما يحول دون ذلك هو اتخاذ القرار على مستويات أعلى».
الافتتاحية أشارت أيضًا إلى أن عودة ظريف مجددًا إلى الواجهة، وزياراته التي يقوم بها، أملًا في حلّ المشكلة، والإبقاء على الاتِّفاق النووي على قيد الحياة، والحصول على ضمانات من القوى الأخرى تضمن عدم تخليها عن إيران، وتربط في نهاية الأمر نجاح ظريف في هذه المهمة بمدى رغبة أمريكا في إبطال مفعول الاتِّفاق بالكامل، وحجم المصالح التي يمكن للاتِّفاق أن يحققها للدول الأوروبية والشرقية، وتختتم قائلةً: «بيت القصيد هنا هو أننا لم نفعل شيئًا خلال العام الماضي سوى إطلاق الشعارات والتفاخر في وجه ترامب».
الأمن القومي: إلغاء تصريح بيع الطائرات لطهران انتهاك آخر
فسرّ علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية إلغاء تصريح بيع طائرات بوينغ وإيرباص إلى إيران كون الشركة أمريكية في الأصل، إذ قال: «من الطبيعي أن يمنعوا بيع هذه الطائرات لطهران بعد خروج واشنطن من الاتِّفاق النووي، فالشركة أمريكية في الأساس»، عادًّا هذا التصرف انتهاكًا آخر يضاف إلى الانتهاكات التي قامت بها الإدارة الأمريكية الحالية، حسب تعبيره، وفي المقابل أشار رئيس لجنة الأمن القومي إلى أن «ما يقرب من 90% من أسهم إيرباص تتعلق بالأوروبيين، وبناءً عليه فبيع تلك الطائرات لإيران ضروري إذ يعطي دلالة واضحة على مدى التزامهم بالاتِّفاق رغم خروج أمريكا منه».
جديرٌ بالإشارة أن إيرباص الأوروبية وبوينغ الأمريكية وقعتا صفقات بقيمة إجمالية تبلغ 40 مليار دولار مع شركتَي «إيران إير» و«آسمان»، ومن المقرر أن ترسل الأولى إلى إيران 100 طائرة، والثانية 80 طائرة. وأعلن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، بعد دقائق من خطاب ترامب الذي تضمن انسحابه من الاتِّفاق مساء الثلاثاء الفائت، أن «تصاريح بيع طائرات بوينغ وإيرباص ستُلغَى بعد عودة العقوبات الاقتصادية على طهران، وهذه الشركات أمامها فرصة لعدة أشهر لتنهي هذا التعاون». ووفقًا لكثير من المحللين فستخسر الشركتان ما قيمته 40 مليار دولار.
(صحيفة «شهروند»)
شمخاني: سنبقى مع العراق
هنأ علي شمخاني الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني «الشعب العراقي وكذلك المرجعيات الدينية على إقامة أول انتخابات برلمانية»، مؤكدًا أن «إيران سوف تستمر بالوقوف إلى جانب الشعب العراقي، وستبذل قصارى جهدها في تقوية مفاصل هذه الدولة من خلال الشراكات الاستراتيجية بين الطرفين». شمخاني أحال نحاج هذه الانتخابات حسب تعبيره إلى الدور التي لعبته المرجعيات والبيئة المستقرة، خصوصًا بعد القضاء على داعش، بجانب التضحيات التي قدمها المجاهدون والشهداء».
وكانت مفوضية الانتخابات العراقية قد أعلنت في مؤتمر صحافي مساء أمس النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية في محافظات نينوى وميسان وأربيل والسليمانية وصلاح الدين والنجف، وأخرت إعلان نتائج محافظتي دهوك وكركوك، حسب وسائل إعلاميّة، وقالت المفوضية إن تحالف «سائرون» المدعوم من التيار الصدري تقدم نتائج الانتخابات في محافظتي النجف وميسان، وحل تحالف «النصر» الذي يتزعمه رئيس الوزراء حيدر العبادي، أولًا في محافظة نينوى، وثالثًا في النجف.
(وكالة «آنا»)
المجلس الاستراتيجي: خرازي لم يجتمع مع كيري
نفى مكتب رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية اجتماع كمال خرازي مع وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري بباريس، وقال المجلس: «إن هذ الخبر لا أساس له، فخرازي ذهب إلى باريس للمشاركة في اجتماع منظمة (قادة من أجل السلام) الذي تأسس بمبادرة من رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق جان بيار رافارن لاستعراض الأزمات الدولية». يأتي ذلك بعد أن كتب جيسون أوزبورن المستشار الإعلامي السابق للرئيس الأمريكي عبر “تويتر”: «لقد التقى وزير خارجية أمريكا الأسبق جون كيري مع وفد إيراني في باريس».
(وكالة أنباء «إيسنا»)
10 آلاف طالب مدمن بحاجة إلى علاج
قال منصور كيايي مدير عام مكتب الحماية من الأضرار الاجتماعية بالتربية والتعليم: «إن هناك نحو 10 آلاف طالب بإيران هم في المراحل الأولية للإدمان». وأوضح كيايي أن «وزارة التربية والتعليم أثارت مرارًا وتكرارًا مخاوفها في ما يخص تناول المواد المخدرة، فمعدل نمو الإدمان ارتفع بين الطلاب في البلاد بنسبة أقل من 1% وفقًا لمعدل الإحصاء»، مشيرًا إلى أن «هناك حاليًّا نحو 100 ألف شخص من الطلاب معرضون لخطر الإدمان، لا سيما أن بعض الطلاب إما لديهم تجربة التعاطي وإما أنهم عرضة لهذا الضرر».
(وكالة أنباء «إيسنا»)
الإحصاء الإيراني: التضخم بلغ 10%
أعلن مركز الإحصاء الإيراني أن «معدل التضخم الرسمي للشهر الماضي بلغ 10% على أعلى تقدير». وذكر المركز أيضًا أن أعلى معدل للتضخم كان من نصيب محافظة كرمانشاه، في حين نالت محافظة كهكيلويه وبوير أحمد النسبة الأقل.
(موقع «راديو زمانه»)