يقدم هذا التقرير رصدًا وتحليلًا لأبرز التطوُّرات على الساحة الإيرانيَّة خلال عام 2017م، ليُمِدّ القارئ المهتمّ بالشأن الإيرانيّ بتحليل دقيق وشامل للحالة الإيرانيَّة خلال الفترة محلّ الرصد والتحليل. يشتمل التقرير على ثلاثة أقسام رئيسية، يهتم الأول بالشأن الداخلي الإيرانيّ، في حين يختصّ الثاني بتفاعلات إيران مع الشأن العربي، ويتناول الثالث الحراك الإيرانيّ على الصعيد الدولي في إطار العلاقات الإيرانيَّة بالدول الكبرى.
في الشأن الداخلي يتناول التقرير خمسة ملفَّات، يركز الأول على الملف السياسي، وفيه أربعة موضوعات رئيسية:
الموضوع الأول خصصناه للحديث عن الانتخابات الرئاسية التي أُجرِيَت في التاسع عشر من مايو 2017، والتي فاز فيها حسن روحاني بفترة رئاسية ثانية، وقد تحدثنا فيه عن العوامل التي أسهمت في فوز روحاني، ثم الوعود التي قدَّمَها روحاني في فترته الرئاسية الثانية وإخفاقه في تحقيق هذه الوعود خلال المدة التي انقضت منها، وأخيرًا تناولنا النتائج والرؤية المستقبلية لحكومة حسن روحاني في ظلّ التحديات الكبيرة التي تواجهها.
الموضوع الثاني في الملف السياسي تناولنا فيه سلسلة من الانتقادات وجَّهها الإصلاحيون إلى روحاني، لا سيما بعد الانتخابات الرئاسية، بعد أن اتهموه بعدم التنسيق معهم في ما يتعلق بالتشكيلة الوزارية، واستشارة خامنئي بدلًا منهم، إضافة إلى اتهامه بالتحوُّل إلى معسكر الأصوليين. وفي الجزء الثاني لهذا المحور ناقشنا تقليل بعض الإصلاحيين من أهمِّيَّة الخلافات بين روحاني والإصلاحيين ودعوتهم إلى استمرار الشراكة معه، إضافةً إلى موقف المعتدلين الداعم لاستمرار بين الطرفين.
أما الموضوع الثالث فتَطرَّق إلى الخلافات بين روحاني مع المرشد وبقية المؤسسات المدعومة منه. في الجزء الأول منه ناقشنا التهديدات والانتقادات التي وجَّهها المرشد علي خامنئي إلى الرئيس حسن روحاني، وردود أفعال روحاني حول هذه الانتقادات. وفي الجزء الثاني تَطرَّقنا إلى خلافاته مع رئيس السلطة القضائية، أما الجزء الثالث من هذا المحور فخصصناه لمناقشة الخلافات بين روحاني والحرس الثوري والتحوُّل في العلاقة بين الطرفين في فترة ما بعد الانتخابات الرئاسية.
الموضوع الرابع والأخير في الملفّ السياسي تناولنا فيه أسباب الاحتجاجات الأخيرة التي شهدها معظم المدن الإيرانيَّة ضدّ حكومة حسن روحاني والنِّظام الإيرانيّ عمومًا، نتيجة لتردِّي الأوضاع الاقتصادية والإحباط والقمع وعدم سعي النِّظام لمعالجة بعض القضايا الهامَّة، مثل عدم المساواة والقمع والعنصرية وانعدام الحرية والسياسات الاقتصادية السيئة. في الجزء الأول من هذا المحور ناقشنا أسباب هذه الاحتجاجات، وفي الجزء الثاني عدَّدنا الآليات والتكتيكات التي اتخذها النِّظام لقمع المحتجين وإفشال هذه الاحتجاجات. أما الجزء الثالث فكان حول الاتهامات المتبادلة بين قطبي النِّظام نتيجة هذه الاحتجاجات، ثم ردود الأفعال الدولية، وأخيرًا نتائج الاحتجاجات وسيناريوهاتها المستقبلية.
وفي الملف الأمني بحثنا أهم الأحداث التي شهدتها إيران خلال عام 2017، وقُسّم هذا الملف إلى ثلاثة محاور:
الأول خصصناه للحديث عن علاقة إيران بتنظيم داعش وأهم التصريحات والاشتباكات التي أعلن عنها المسؤولون الإيرانيّون حول محاولات هذا التنظيم لاختراق إيران، إضافة إلى تصريحات قاسم سليماني التي نسب فيها الفضل إلى إيران في محاربة هذا التنظيم والقضاء عليه، وأخيرا أوردنا تصريحات قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري التي اعترف فيها بأن طهران لم يكُن من مصلحتها على الإطلاق القضاء على تنظيم “داعش” منذ بداية تشكيله.
أما المحور الثاني من الملف الأمني فناقشنا فيه الأوضاع الأمنية في كل من سيستان وبلوشستان والأحواز وكردستان، خلال عام 2017.
وفي المحور الثالث بحثنا الزلزال المدمِّر الذي ضرب مناطق واسعة بغرب إيران وخلّف نحو 530 قتيلًا وآلاف الجرحى، كما ناقشنا أزمة المساكن التي بنتها حكومة أحمدي نجاد وتَهدَّم معظمها في هذا الزلزال، وأخيرًا انعدام ثقة المواطن بالنِّظام بعد أن أصرّ المواطنون على توزيع المساعدات بأنفسهم ووجَّهوا انتقادات شديدة إلى الحكومة، واتهموا منظَّمة الهلال الأحمر الإيرانيَّة بإرسال المساعدات الإنسانية إلى سوريا بدلًا من إغاثة متضرري الزلزال.
وفي الملف العسكري تناولنا أوضاع المؤسسة العسكرية الإيرانيَّة من حيث علاقة الجيش بالحرس الثوري وموقف حكومة روحاني من المؤسسة العسكرية، ثم التركيز على نشاط المناورات العسكرية وجهود التسلُّح الإيرانيَّة.
وفي الجانب الاقتصادي من التقرير السنوي تناولنا بالعرض والتحليل البياني والإحصائي أولًا، ثم محاولة استشراف المستقبل ثانيًا، أبرز ما شهِدَته الساحة الإيرانيَّة من تفاعلات وقضايا اقتصادية خلال عام 2017 على مستوى صناع القرار وانعكاسات ذلك على مستوى الأفراد، من خلال محورين رئيسيَّين: يتناول المحور الأول تحليل أهمّ المؤشّرات الكلية للاقتصاد الإيرانيّ خلال العام الحالي بالمقارنة مع الأعوام السابقة، وتشمل معدَّلات النمو، وأداء الموازنة الحكومية، واتجاهات مستوى التضخُّم، ومعدَّلات الفقر والبطالة ومستوى المعيشية، ونختم المحور الأول بأبرز النتائج والرؤى الاستشرافية لما تناوله هذا المحور. ويتناول المحور الثاني تقييم أداء القطاعات المكونة للاقتصاد الإيرانيّ خلال العام، ويشمل القطاع النفطي، والقطاعات غير النفطية، المشغّل الأكبر للعمالة كقطاعات الخدمات والصناعة والزراعة بجانب التجارة الخارجية غير النفطية، ثم نختم المحور الثاني بأبرز النتائج والرؤى الاستشرافية. وفي نهاية الجانب الاقتصادي من التقرير سنلقي الضوء على قضية العام، تحديدًا القضية الاقتصادية الأبرز خلال العام التي ستناقش الدوافع الاقتصادية للاحتجاجات الشعبية أواخر 2017، وأبعادها المستقبلية، وإلى أي مدى يمكن أن يتكرر حدوثها.
أما الملف الاجتماعي فيتناول الأوضاع المجتمعية في إيران عبر رصد وتحليل عدة قطاعات، هي الصحة والتعليم والبيئة، مع تناول عدد من القضايا التي يعاني منها المجتمع الإيرانيّ، مثل الفقر والبطالة والإدمان والطلاق.
وفي الشأن العربي، انقسم التقرير إلى أربعة محاور رئيسية: الأول يتناول تحليل العلاقات الخليجية-الإيرانيَّة بين المتغيرات الإقليمية والتحوُّلات الدولية من خلال التطرُّق إلى العوامل المؤثرة على أنماط العلاقات، كالتقارب الأمريكيّ-السعوديّ، والتقارب السعوديّ-التركي، والملفات العالقة بين دول الخليج وإيران كالملفات العراقي واليمني والسوري، علاوة على استهداف الرياض بصواريخ باليستية خلال عام 2017، والتطرُّق إلى مظاهر التدخل الإيرانيّ في الدول الخليجية كتشكيل الخلايا الإرهابية واستهداف المنشآت النفطية بالبحرين، وتهريب خلية العبدلي إلى الأراضي الإيرانيَّة، ودعم قطر ضدّ مطالب الرباعي العربي، وأخيرًا بيان الاستراتيجية السعوديَّة لمواجهة التدخلات الإيرانيَّة من خلال سياسة الحشد الدولي، وفتح قنوات مع مكوِّنات المجتمع العراقي، والثاني يركز على مظاهر واتجاهات الدور الإيرانيّ في اليمن من حيث التسليح العسكري للحوثيين وإرسال المقاتلين وتجنيد وتدريب المقاتلين الجدد المنضمين إلى صفوف الحوثيين، ثم بيان أثر العلاقة بين تصفية صالح وفضّ الشراكة مع الذراع الإيرانيَّة باليمن، أما الثالث فيحلل الدور الإيرانيّ في سوريا من خلال تحديد العوامل المؤثرة على الدور الإيرانيّ في الأزمة، سواء الاستراتيجية الأمريكيَّة الجديدة تجاه إيران، وتعارض المصالح الروسية-الإيرانيَّة، واستراتيجية “صفر مشكلات” التركية، وتكتيكات الانسحاب الروسي من سوريا، وقصف الطيران الإسرائيلي بعض المواقع في سوريا، ثم بيان تفاعلات الدور الإيرانيّ في سوريا الذي تَجلَّى في تثبيت القواعد العسكرية الإيرانيَّة في سوريا، والزيارات الميدانية لكبار القادة العسكريين، وإطلاق الصواريخ الباليستية على دير الزور، ثم بيان الأهداف الإيرانيَّة من المحادثات سواء في أستانه أو سوتشي. ويتناول الرابع الوجود الإيرانيّ في العراق تحت عنوان “العراق بين استعادة الدولة الوطنية وخطر الهيمنة الإيرانيَّة”، وفيه عرضنا انتماءات الحشد الشعبي، وموقف الحكومة العراقية من ضمّ فصائله إلى قواتها المسلحة، وموقف المرجعية الشيعية العراقية بدءًا من فتوى السيستاني حتى اكتمال القضاء على داعش في العراق، مع تناول مسارات ملفّ إعادة إعمار العراق ومواجهة الفساد، وفي النهاية المسارات المستقبلية للعراق وأثر الانتخابات البرلمانية القادمة على استعادة الدولة الوطنية العراقية.
أما الشأن الدولي ينقسم إلى محورين: يتناول المحور الأول العلاقات الأمريكيَّة الإيرانيَّة بعد عام من رئاسة ترامب، من خلال الوقوف على أسباب توتُّر العلاقات الأمريكيَّة-الإيرانيَّة، ورسم صورة لملامح السياسة الأمريكيَّة تجاه إيران بعد رئاسة ترامب، وفي النهاية ردود الفعل الإيرانيَّة على السياسات الأمريكيَّة.
أما المحور الثاني فاختصّ بمعالجة العلاقات الإيرانيَّة الروسية، واشتمل على تحديد لطبيعة العلاقة الإيرانيَّة الروسية ومعالجة قضاياها الرئيسة، مثل التعاون الروسي-الإيرانيّ في الأزمة السورية، وتطورات التحالف الروسي الإيرانيّ في مواجهة الغرب، ثم العلاقات العسكرية والنووية بين البلدين، وأخيرًا التعاون الاقتصادي بينهما.
لاستكمال القراءة إضغط هنا