نشرت وكالة “رويترز” للأنباء تحليلًا إخباريًّا، قالت فيه إن الحرس الثوري الإيراني يدعم في الانتخابات الرئاسية هذا العام مرشَّحًا متشددًا واحدًا، للحفاظ على دوره الأمني الغالب ومصالحه الاقتصادية الموسَّعة، لأن الهدف الأسمى الذي يتطلع إليه هو خلافة المرشد الإيراني الحالي.
ونقل موقع “راديو فردا” عن الوكالة أن حسن روحاني الذي فاز في انتخابات 2013م بأصوات جديرة بالملاحظة، من خلال الوعود عن الحريات الاجتماعية وخفض حدة الانزواء والعزلة الدولية لإيران، يتمتع هذا العام أيضًا بفرصة أكبر للفوز، لكن الحرس الثوري الإيراني وقوات البسيج بدؤوا إجراءاتهم في دعم المنافس الأساسي لروحاني، رجل الدين المتشدد إبراهيم رئيسي.
وأضاف التقرير أن وسائل الإعلام التابعة للحرس الثوري تنتقد أداء روحاني، ويقول الخبراء إن هذه المؤسَّسة سوف تستغلّ كل إمكانياتها لتعبئة المؤيدين لإبراهيم رئيسي وحملهم عند صناديق الاقتراع.
وتساور المتشددين في الحكومة الإيرانية المخاوف من أن تعاني الفترة الثانية لرئاسة روحاني من هيمنة الحرس الثوري والمؤسسات التابعة له على تلك الساحة الأمنية والاقتصادية للبلاد، لكن بصرف النظر عمن سيفوز في الانتخابات الرئاسية، فإن الهدف الأسمى لقوات الحرس الثوري هو السيطرة وإعمال النفوذ في مسيرة اختيار خليفة قائد النظام، الذي يحظى بقوة وصلاحيات أكبر من رئيس الجمهورية المنتخب.
ويقول بعض المنظرين إن مشاركة إبراهيم رئيسي في انتخابات رئاسة الجمهورية هي تجربة للفرد الذي يُعِدُّونه ليصبح خليفة المرشد.
ووَفْقًا للدستور الإيراني، فإن من يختار خليفة المرشد هو مجلس خبراء القيادة الذي انتُخب أعضاؤه العام الماضي لدورة تدوم ثماني سنوات. روحاني نفسه من أعضاء هذا المجلس، ومن ضمن مَن حازوا على أغلبية الأصوات وحصل حلفاؤه تقريبًا على كل مقاعد هذا المجلس في محافظة طهران.
وتختتم الوكالة تقريرها بأن الحرس الثوري حدّد مرشَّحه منذ فترة. اعتقلت هذه المؤسسة في أواسط شهر مارس بضعة أفراد من مديري موقع التواصل الاجتماعي للإصلاحيين “تليغرام، ومن وجهة نظر الإصلاحيين والمنتقدين تُعتبر هذه الخطوة من الحرس الثوري تدخُّلًا واضحًا في الأنشطة الانتخابية، وبالطبع ضدّ القوى التي يعتبرها الحرس الثوري منافسة له.