دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان نظيره الأوزباكستاني شوكت ميرضياييف إلى زيارة رسمية لطهران، وذلك خلال لقاء جمعهما الجمعة 11 أكتوبر، على هامش المشاركة في المؤتمر الدولي «ترابط الأزمنة والحضارات-أساس السلام والتنمية» بمناسبة الذكرى 300 لميلاد الشاعر مختوم قلي فراغي.
وفي شأن داخلي، قال مصدر مقرب من حكومة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في تصريحات خاصة لموقع «إيران واير»، الجمعة 11 أكتوبر، إن «حكومته ليست على علم بوفاة أو حياة إسماعيل قآني، قائد فيلق القدس، ذراع الحرس الثوري خارج الحدود». وبحسب المعلومات التي حصل عليها «إيران واير»، فإن الحكومة الإيرانية لا يمكنها تأكيد أو نفي التقارير الأخيرة حول وفاته، وكذلك التقارير الأخرى حول استجواب الحرس الثوري له واحتمال إصابته بنوبة قلبية.
وفي شأن دبلوماسي، تناول المحللان السياسيان الإيرانيان إبراهيم فياض زاهد ومحمد مهاجري، في مقالة مشتركة في صحيفة «اعتماد» بعنوان «إيران وإسرائيل، أمريكا وروسيا»، دور روسيا في الوضع الحالي الذي يعيشه الشرق الأوسط والتوتر الموجود حاليًّا. وأوضح المحللان السياسيان أن «إيران قدمت على الأقل دعمًا سياسيًّا قويًّا لموسكو في حرب أوكرانيا، وكان هذا الدعم أكبر مقارنةً بسائر حلفاء هذه الدولة. لكن في المقابل، لم تقدم روسيا أي ثمن إطلاقًا. ومصالح الطرفين هي التي تتحدث في عالم الدبلوماسية».
وعلى صعيد الافتتاحيات، ناقشت افتتاحية صحيفة «جهان صنعت» التطور الاقتصادي والتكنولوجي العالمي، وعدم قدرة إيران كدولة على أن تتخذ خطوات فعلية لتحقيق مستوى معيشية أفضل. فيما اعتبرت افتتاحية صحيفة «سياست روز» أن قضية الرقابة وحجب الإنترنت، هي بالأساس أهم مشكلة ألقت بظلالها على اقتصاد الشعب ومعيشته اليومية، وعلى الحكومة الحالية أن تنظر ببعض المنطق إلى المشكلات التي تواجه الإيرانيين وتضع الحلول لها، لا أن تزيد الضغط على المواطن الذي ليس لديه قدر من عيش حياة آدمية حقيقية.
«جهان صنعت»: حكومة بزشكيان والنقد
تناولت افتتاحية صحيفة «جهان صنعت» تَعامُل الحكومة الإيرانية في وضع الحلول المناسبة للمشكلات التي تواجه الاقتصاد الإيراني، إلا أن الافتتاحية التي كتبها الخبير الاقتصادي محمد صادق جنان صفت، اعتبرت أن الحكومة الحالية لا يمكنها أخذ خطوات كبيرة لمواكبة ما يحدث من تطور اقتصادي وتكنولوجي عالمي في مناحي الحياة كافة على مستوى العالم، وذلك يعني أن الاستراتيجية التي تتبعها الحكومة الرابعة عشرة، هي أن الاقتصاد الإيراني سيذبل في ظلّ عدم وجود أعمال مع الغرب، ولا بد من إقرار توازن بين الصين وأمريكا في التجارة وفي أعمال رأس المال والتكنولوجيا، ويمكن أن يساعد ذلك إيران، بخاصة أنه ليس من المقرر القيام بعمل كبير في ظل هذا الوضع الحالي الصعب».
تقول الافتتاحية: «للأسف ولسوء الحظ يجب أن نكتب ونقول إن الفارق بين الاقتصاد الإيراني والمسارات العالمية المتصاعدة يزداد يومًا بعد يوم، وهذا يعني أن إيران لا يمكنها امتلاك التكنولوجيا الحديثة في الصناعة والتعدين والزراعة وتدريب الموارد البشرية. التسارع المتزايد للنمو التكنولوجي في العالم وخطوات إيران البطيئة في هذا المجال سيصل بإيران إلى مرحلة سيصبح فيها الالتحاق بالصفوف الأولى للدول التي تمتلك التكنولوجيا حلمًا. تخلفت إيران للأسف في هذا الصدد حتى عن دول مثل تركيا والصين، وتُظهِر المبيعات المتزايدة للسلع الصينية والتركية في الأسواق الإيرانية، وكذا رغبة الإيرانيين في شراء الأجهزة المنزلية والهواتف المحمولة والسيارات المصنوعة في كوريا الجنوبية، تلك الفجوة. لا يستطيع الاقتصاد الإيراني في العقود الأخيرة -بخاصة بعد فرض نظام العقوبات في عهد باراك أوباما ودونالد ترامب- ولو استغلال موارده الطبيعية، والأسوأ أن سياسة إيران الخارجية في المنطقة وفي العالم أوصلت المؤسسات الحاكمة إلى نقطة يعتقدون فيها أنه ينبغي في ظل الظروف الحالية عدم الإشارة إلى نقاط ضعف الاقتصاد الإيراني، ويعتقدون كذلك أن عدم الكتابة وعدم الحديث عن الآلام والمعاناة الاقتصادية يصب في مصلحة الأمن. إذا نظرنا على وسائل الإعلام الإيرانية هذه الأيام، فسنرى أن المنتقدين الاقتصاديين للاستراتيجيات الاقتصادية للنظام وسلوكيات الحكومة التزموا الصمت واحدًا تلو آخر، ووضعوا الملح على الجرح، منتظرين مرور هذه الأيام الصعبة، حتى يتمكنوا من إخبار الحكومة الجديدة بأن مواصلة الاستراتيجيات التنفيذية الحالية سيدفع بسفينة الاقتصاد الإيراني نحو اليابسة. وفي الحقيقة قد تزيد الكتابة عن آلام المواطنين ومعاناتهم وإشعال النار في داخلهم في هذه الأيام الصعبة، الأمور سوءًا، وقد لا ينبغي قول شيء، فيما نعلم جيدًا من جهة أخرى أن عدم التحدث وعدم الكتابة لن يحلّ آلام الشعب. أوصي الحكومة والرئيس شخصيًّا في هذه الأيام الصعبة، بدراسة جادة لخطة التنمية السابعة وإجراء إصلاحات هيكلية فيها، عبر الاستعانة بالكوادر الإيرانية الخبيرة والمخلصة داخل البلاد وخارجها، بدلًا من اتخاذ قرارات يومية ودفع الاقتصاد كل يوم بطريقة أشبه بالترقيع. الاستراتيجية هي أن الاقتصاد الإيراني سيذبل في ظلّ عدم وجود أعمال مع الغرب، ولا بد من إقرار توازن بين الصين وأمريكا في التجارة وفي أعمال رأس المال والتكنولوجيا. ونذكر هنا اسم أمريكا لأن أوروبا ودولًا مثل اليابان وأستراليا وكندا وكوريا الجنوبية حلفاء هذا البلد. يمكن أن تساعد الطريقة المذكورة إيران الآن، بما أنه ليس من المقرَّر القيام بعمل كبير في ظل هذا الوضع الصعب».
«سياست روز»: من أدوات تخطي حجب الإنترنت إلى معيشة الشعب
اعتبر رئيس تحرير صحيفة «سياست روز» محمد صفري في الافتتاحية، أن الحكومة هي المسؤول الأول عن زيادة معاناة الإيرانيين، وأنها هي التي تضع وتصدر القرارات التي تزيد معيشة الإيرانيين بؤسًا ولا تهتمّ بما يحقّق معيشية أفضل. وأوضح صفري أنه إذا أردنا وضع مشكلتَي الاقتصاد والرقابة على الإنترنت ومقارنتهما من أجل منح الأولوية لإحداهما، فإن قضية الاقتصاد والمعيشة تحظى بالأولوية بكل تأكيد، رغم أهمية قضية الرقابة على الإنترنت، فيما يبدو أن قضية الرقابة على الإنترنت طغت تمامًا بظلالها على اقتصاد الشعب ومعيشته.
تقول الافتتاحية: «تحولت قضية بسيطة إلى مشكلة معقدة، مشكلة يمكن حلها بقرار واحد، وإنهاء الأجواء التي خلقوها حولها. لقد أثارت الرقابة على الإنترنت استياء الشعب منذ سنوات طويلة، لأنه يتعين عليه دفع كثير من المال لشراء أدوات تخطّي الحجب. لا يسمح القانون باستخدام منصات مثل تليغرام وإنستغرام وواتساب وغيرها من المواقع التي حُجبت داخل البلاد، فيما تلتفّ أدوات تخطّي الحجب على هذا القانون، ويستخدمها الشعب لدخول هذه المنصات. يحقّق البعض أرباحًا ضخمة من بيع أدوات تخطّي الحجب، ويأتي هذا بالتأكيد على حساب الشعب، الشعب الذي يتعيَّن عليه دفع ثمن الكهرباء والإنترنت وأموال أدوات تخطّي الحجب، وهذا ليس عدلًا على الإطلاق. وفقًا للإحصائيات المنشورة، يذهب مبلغ يتجاوز 50 ألف مليار تومان إلى جيوب بائعي أدوات تَخطِّي الحَجْب كل عام، وهو رقم ضخم جدًّا، ويجب حل هذه المشكلة في أسرع وقت ممكن. على أي حال، يستخدم الشعب أدوات تَخطِّي الحَجْب للوصول إلى الشبكات التي حُجبَت، فيما لا يوجد قانون يمنع بيع أدوات تَخطِّي الحَجْب هذه! أليس هذا مذهلًا؟ رغم أن قضية الرقابة على الإنترنت مهمة ويعاني معظم المجتمع منها، فإن الأهمّ من ذلك هو الاهتمام بمشكلات الشعب الاقتصادية والمعيشية. نشهد بعد تَشكُّل حكومة الوفاق الوطني ارتفاعًا في أسعار كثير من السلع، مما يفرض ضغوطًا أكبر على الشعب. وقعت زيادة الأسعار هذه -ويبدو أنها مستمرة- فيما نحن في منتصف العام الشمسي، ولا خبر عن زيادة الرواتب! من المفترض تطبيق المساواة في رواتب المتقاعدين اعتبارًا من الشهر الجاري بعد المناقشات والمحادثات بين السلطات، بخاصة البرلمان والحكومة، إلا أنه لم تُنفَّذ بعد مساواة حقوق متقاعدي الضمان الاجتماعي. شهدنا منذ تولِّي الحكومة الجديدة السلطة، ارتفاعًا في أسعار البضائع والسلع كالخبز والدجاج ومنتجات الألبان والبيض والسكن وبعض السلع الأخرى، ما زاد حجم نفقات الشعب. لا يقدم المسؤولون المعنيون تفسيرًا وإجابة عن مشكلة زيادة الأسعار التي ذُكرَت، فيما تحدث المسؤولون كثيرًا جدًّا -من وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى الأشخاص المعنيين الآخرين- عن قضية الحجب والرقابة على الإنترنت. إذا أردنا وضع مشكلتَي الاقتصاد والرقابة على الإنترنت ومقارنتهما من أجل منح الأولوية لإحداهما، فإن قضية الاقتصاد والمعيشة تحظى بالأولوية بكل تأكيد، رغم أهمية قضية الرقابة على الإنترنت، فيما يبدو أن قضية الرقابة على الإنترنت قد طغت تمامًا بظلالها على اقتصاد الشعب ومعيشته، لأن الصحف المؤيدة للحكومة تركّز أيضًا عليها، كما أن وسائل الإعلام غير المؤيّدة للحكومة تمارس المداراة في الوقت الراهن، وقلّما تنشر تقارير وملاحظات انتقادية. لكن إذا ظهر المسؤولون في المجتمع، فسيدركون أن مطلب الشعب هو منع ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وقضية الرقابة على الإنترنت ليست أولويتهم الأولى. إذا كان يوجد إصرار جدي على إنهاء تلك الرقابة، فمن الممكن فعل ذلك بسهولة، إلا أن المسؤولين يتجنبون حل هذه المشكلة بسبب الأرباح الضخمة التي يحقّقها البعض. يجب مساءلة المسؤولين حول سبب أنه يتعين على الشعب شراء أدوات تَخطِّي الحَجْب كي تذهب أرباحها إلى الآخرين».
مصدر مقرَّب من حكومة بزشكيان: لا نعلم إن كان قآني حيًّا أم ميتًا
قال مصدر مقرب من حكومة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لموقع «إيران واير»، الجمعة 11 أكتوبر، إن «حكومته ليست على علم بوفاة أو حياة إسماعيل قآني، قائد فيلق القدس، ذراع الحرس الثوري خارج الحدود». وبحسب المعلومات التي حصل عليها موقع «إيران واير» من مصادر مقربة من حكومة بزشكيان، فإن «الحكومة الإيرانية لا تعرف ما إن كان إسماعيل قآني على قيد الحياة أم لا، ولا يمكنها تأكيد أو نفي التقارير الأخيرة حول وفاته، وكذلك التقارير الأخرى حول استجواب الحرس الثوري له واحتمال إصابته بنوبة قلبية». وكان بعض المصادر المقربة من الحكومات العربية قالت في الساعات الماضية، إن «قآني خضع للاستجواب في الأيام الأخيرة، وأصيب خلاله بأزمة قلبية».
وبحسب هذه التقارير، استُجوب قآني في أعقاب الهجمات الإسرائيلية المميتة ضدّ قادة حزب الله والنجاح في التصفية الجسدية لزعيمه وكبار قادته، والعثور على شخص أو أشخاص مخترقين بين مجموعات الميليشيات المدعومة من الحرس الثوري. وقد نفى الحرس الثوري التقارير حول وفاة قآني واستجوابه، لكنه لم يذكر حالته الحالية.
موقع «إيران واير»
الرئيس الإيراني يدعو نظيره الأوزباكستاني إلى زيارة رسمية لطهران
التقى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الجمعة 11 أكتوبر على هامش المشاركة في المؤتمر الدولي «ترابط الأزمنة والحضارات – أساس السلام والتنمية» بمناسبة الذكرى 300 لميلاد الشاعر مختوم قلي فراغي، نظيره الأوزباكستاني شوكت ميرضياييف، وشدَّد على ضرورة عقد اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين البلدين. وأشار إلى استعداد إيران للتطوير الشامل للتعاون مع أوزباكستان. وقال: «نستطيع أن نطوّر تعاوننا في المجالات العلمية والصناعية والثقافية». ودعا بزشكيان نظيره الأوزباكستاني إلى السفر إلى طهران. وأوضح: «من الممكن أن تصبح الإمكانيات الإيرانية في المجالات العلمية والصناعية المحور الرئيسي لتطوير التعاون المشترك».
من جهته، أبدى رئيس أوزباكستان شوكت ميرضياييف، خلال هذا اللقاء سعادته إزاء مقابلة بزشكيان، ودعاه إلى زيارة أوزبكستان. وصرّح: «بإمكان تشكيل اللجنة المشتركة بين البلدين في أسرع وقت أن يساهم في تطوير التعاون». ومع الإشارة إلى المكانة البارزة لإيران في القطاعات العلمية والصناعية، قال: «نريد مساعدة إيران في المجالات العلمية والثقافية والتعليمية والصناعية».
وكالة «إيرنا»
محللان سياسيان: إيران دافعت عن روسيا في حرب أوكرانيا وحان دور روسيا
أكد محللان سياسيان إيرانيان، بعد لقاء الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وفلاديمير بوتين على هامش منتدى دولي عُقد في العاصمة التركمانية عشق آباد، أن إيران تواجه تصعيد التوترات في المنطقة، وقد أثرت احتمالية نشوب صراع مباشر مع إسرائيل، على كل شيء في الشرق الأوسط. وفي هذه الأثناء تراقب روسيا الأوضاع ببرود، ولم تكن مواقف هذه الدولة بقدر المتوقع في دعم إيران وتليق بالعلاقات الاستراتيجية التي يكثر الحديث عنها. وأكد إبراهيم فياض ومحمد مهاجري، في مقال لهما بصحيفة «اعتماد»: أن «مصالح الطرفين هي ما يتحدث في عالم السياسة»، كما طالبا بالحصول على امتياز من روسيا. وأضافا في المقالة: «لقد قدّمَت إيران على الأقل دعمًا سياسيًّا قويًّا لموسكو في حرب أوكرانيا، وكان هذا الدعم أكبر مقارنةً بسائر حلفاء هذه الدولة. لكن في المقابل، لم تقدم روسيا أي ثمن إطلاقًا. بغض النظر عن أنها تخلت عن سوريا خلال هجمات إسرائيل المتوحشة على هذه الدولة، ولم تنشط منظومة دفاعها الجوي الموجودة في سوريا، بل والتزمت الصمت عمليا إزاء الهجمات العديدة التي شنها الكيان الصهيوني على إيران». وتابعت المقالة: «مصالح الطرفين هي التي تتحدث في عالم الدبلوماسية. لا يمكن أن تقدم إيران كل الدعم لروسيا، فيما تبقى حكومة بوتين التي تدعي وجود علاقات استراتيجية مع إيران، متفرجة فقط على هجمات المسيرات والعمليات الإرهابية لتل أبيب في إيران وطهران». وأكد المحللان السياسيان: «ربما من الضروري أن يذكر دبلوماسيو بلادنا خلال لقاءاتهم مع مسؤولي موسكو، أن إيران قد اتُّهمت كذبًا بدعم روسيا بالأسلحة، ودفعت الثمن باهظًا على المستوى الدولي وحتى على مستوى الرأي العامّ للشعوب وتكبدت خسائر فقط جراء مثل هذه العلاقات، وفي المقابل، ما حصلت عليه لم يكُن قيّما. الأمريكيون مشغولون الآن بالانتخابات الرئاسية، وروسيا متصارع في حرب أوكرانيا، لذلك توجد فرصة ذهبية نسبيًّا للحصول على امتيازات، وبالطبع يجب أن يكون استعداد القوات المسلحة للردّ على أي هجوم، محفوظًا في مكانه».
موقع «رويداد 24»