أشعل ارتفاع الأسعار وتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية في إيران تظاهرات عديدة اجتاحت عدة مدن إيرانية تحت شعار “لا للغلاء”، وهتف المتظاهرون خلالها بشعارات ضد الرئيس حسن روحاني والمرشد خامنئي، وضد الدعم المالي الكبير الذي يقدمه نظام طهران للمليشيات المقاتلة في سوريا، واليمن، ولبنان.
وعكس ترديد الإيرانيين لهتافات تمجد عصر حكم الشاه والترحم عليه، و”الموت لروحاني”، و”الموت للديكتاتور”، ” لا غزة ولا لبنان روحي فداء إيران”، حالة الاحتقان الشديد من الأوضاع الاقتصادية المزرية التي وصلوا إليها. ودفع النظام بقوات البسيج لقمع التظاهرات بالقوة، كما تم اعتقال عدد من المتظاهرين.
واندلعت هذه الاحتجاجات عقب تزايد الانتقادات من جانب معارضي الرئيس روحاني بسبب غلاء أسعار البضائع والمواد الاستهلاكية، فضلاً عن ارتفاع معدل البطالة بشكل كبير، وسوء الأحوال المعيشية. ولم ينجح دفاع روحاني وأعضاء حكومته عن أداء الحكومة الاقتصادي وتأكيدهم على خفض معدل التضخم في تخفيف حالة الغضب الشعبي المتصاعد.
هذا واجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي، التي تداعى الإيرانيون للتظاهر عبرها، مقاطع فيديو وصور للتظاهرات المشتعلة في مدن مشهد، ونيشابور، وشاهرود، وبعض مدن الجنوب، والتي ضجت بالهتافات ضد الحكومة والمرشد اعتراضاً على الغلاء. كما كشف تقرير لوكالة أنباء “ايلنا”، أن حشوداً من المواطنين تجمعوا أيضاً في كاشمر.
في المقابل أعلن الحاكم العسكري في مشهد محمد رحيم نوروزيان في بيان أمس، أنه لم تقدم أي منظمة أو تشكيل أو جماعة طلب إذن للتظاهر، ولم يصدر أي تصريح في هذا الصدد وأي خطوة محتملة في هذا النطاق تعد غير قانونية، وزعم أن القوات الأمنية تعاملت بـ”نوع من المداراة” مع المتظاهرين.
هذا وسادت المظاهرات في ميدان الشهداء في مدينة مشهد صدامات وأعمال عنف من قبل القوات الأمنية التي بادرت لمواجهة المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع والمياه الساخنة، في حين رد المتظاهرون بإلقاء الحجارة على قوات الأمن، التي اعتقلت عدداً من المتظاهرين متذرعة بأنهم كانوا يعتزمون التعرض للأموال العامة والقيام بعمليات تخريب.
تجدر الإشارة أن بعض الإصلاحيين حاول التقليل من هذه المظاهرات بالقول إن أول من أشعلها هم مؤيدي إبراهيم رئيسي وأعضاء البسيج، ثم تطورت لينضم إليها فئات أخرى من الشعب الإيراني، غير أن النائب الإصلاحي محمود صادقي أكد أنه لا يجب اعتبار هذه الاحتجاجات مرتبطة بالتيارات الحزبية.
المصدر: وكالة أنباء ايلنا، موقع آفتاب