أعربت 22 شخصية إيرانية شهيرة، من بينها رضا بهلوي آخر ولي عهد لإيران، والمغنّي الشهير آبي، عن دعمهم لاحتجاجات الشعب الإيراني الأخيرة، في بيان حمل عنوان «ثورة المرأة، الحياة، الحرية»، أمس الثلاثاء.
وفي نفس سياق الاحتجاجات، تواصل الحراك في إيران لليلة الحادية عشرة على التوالي، أمس، ولم ينجح في منعه التعامل بعنف مع المحتجين، والاعتقالات، وتهديدات المسؤولين، وقطع الإنترنت. كما أكدت منظمة العفو الدولية، على لسان أمينتها العامة، أنها تجمع أدلة على وقوع مذابح في إيران، فيما أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه أصدر تصاريح لتوفير الإنترنت للإيرانيين، عبر تسهيلات مثل خدمات «الكلاود».
وفي شأن أمني مرتبط بالاحتجاجات، جرى اعتقال الناشطة السياسية الإيرانية فائزة رفسنجاني، ابنة الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني، خلال الاحتجاجات في طهران على مقتل مهسا أميني، أمس الثلاثاء.
وعلى صعيد الافتتاحيات، ترى افتتاحية صحيفة «اعتماد» أن أكبر متضرر من أحداث الاحتجاجات الراهنة في إيران هو الواقع الاقتصادي، وأكبر الخسائر يتحملها النشطاء الاقتصاديون. وأوردت افتتاحية صحيفة «مردم سالاري» 6 أمثلة حدثت خلال 6 أشهُر من العام الجاري، حتى تجيب عن السؤال السائد: لماذا فقدَ الإيرانيون ثقتهم؟
«اعتماد»: تأثير الأحداث الأخيرة في الاقتصاد
يرى الخبير الاقتصادي بيمان مولوي، من خلال افتتاحية صحيفة «اعتماد»، أن أكبر متضرر من أحداث الاحتجاجات الراهنة في إيران هو الواقع الاقتصادي، وأكبر الخسائر يتحملها النشطاء الاقتصاديون.
تذكر الافتتاحية: «أحد المواضيع التي لم يُنظَر فيها كثيرًا خلال الأحداث الأخيرة هو التأثير الذي تتركه هذه الأحداث في الأجواء الاقتصادية والرفاهية في إيران. من جهة، يؤدي ارتفاع حدَّة الاضطرابات الاجتماعية والسياسية إلى انخفاض معدل الاستقرار الاقتصادي. ومن جهة أخرى، يصبح أصحاب رؤوس الأموال متردِّدين بخصوص الاستثمار في البلد. عندما نتحدث عن كون الاقتصاد أساسًا، يجب حينها الانتباه إلى هذه المفاهيم.
عندما يجري تجاهُل 32 ألف مليار تومان على الأقل تعود إلى مليون مواطن من أصحاب الأعمال على «إنستغرام»، ولهم مُخاطَبون يبلغون 40 مليون مواطن، ويجري حجب «إنستغرام»، فهذا مؤشر على أن الاقتصاد في هذا البلد ليس أساسًا، وأن السياسة وغيرها أهمّ من الاقتصاد، وعندما لا يكون الاقتصاد أولوية يمكن حينها اتّخاذ أي قرار، فجأة يُعلَن أن الفيلا التي يملكها فلان من المقرر أن تُصادَر، وأن أمواله سوف تُجمَّد لمجرّد أنه أعطى رأيًا مخالفًا، فهذا يرسل رسالة إلى النشطاء الاقتصاديين مفادها أنه لا يمكن التعويل على شيء في هذا البلد سوى السياسة.
هذا في حين أنه عندما يكون الاقتصاد أساسًا وأولوية في الدول الأخرى فإن متطلَّبات هذا الأمر أيضًا تجد كثيرًا من الاهتمام، لكن في إيران يحجبون فجأة تطبيقات التواصل التي يدير ملايين الإيرانيين أعمالهم من خلالها، دون أن يهتمّ شخص بما سيحلّ بأصحاب هذه الأعمال. مثل هذه النظرة لا مكان لها في العالم اليوم. اليوم هناك وسائل تواصل حديثة أصبحت جزءًا لا يمكن إنكاره من حياة الإنسان، وأصبحت من ضمن حقوق المواطنة التي لا يمكن تجاهلها ببساطة.
عندما يصدر أمر دون حُكم قضائي بتجميد الأموال التي بذل الشخص من أجل كسبها عمره، فهذا يعني أن الملكية الخاصة لا أهمية لها في هذا النظام. هذه الأحداث جميعًا جعلت من الصعب التنبؤ بمستقبل الاقتصاد الإيراني، ورفعت معدل المجازفة فيه. من لديهم شيء يقولونه في الاقتصاد الإيراني يُجبرَون على الهجرة إلى سائر الدول ليديروا أعمالهم في دول يهمّها الاقتصاد. برأيي، إنّ الاقتصاد هو أكثر المتضررين من الأحداث الأخيرة، وأكثر الخسائر تحمَّلها النشطاء الاقتصاديون، هؤلاء النشطاء الذين لا يبدو أن احتياجاتهم لها أي قيمة عند صُنّاع القرار».
«مردم سالاري»: لماذا فقدَ الناس ثقتهم؟
تُورِد افتتاحية صحيفة «مردم سالاري»، عبر كاتبها الصحفي محمد حسين روانبخش، 6 أمثلة حدثت خلال 6 أشهُر من العام الجاري، حتى تجيب عن السؤال السائد: لماذا فقدَ الإيرانيون ثقتهم؟
وردَ في الافتتاحية: يسأل أحدهم: أعلن رئيس السلطة القضائية عدة مرات أنهم يتابعون قضية وفاة مهسا أميني، وأنه تحدَّث مع أسرتها، وأنه أصدر الأوامر المؤكدة. إذًا، ما الذي يجب عليه فعله غير هذا كي يصدِّق الناس أن القضية قيد المتابعة؟ ما يقوله هذا السائل صحيح، لو كان الزمن غير هذا الزمن لكان يكفي الناس واحدة من عبارات الطمأنة هذه، لكن جرى التلاعب بالناس مراتٍ ومرات، والآن أصبحت تجاربهم هي من تقودهم. اسمحوا لي بأن أذكر هُنا نماذج من حالات كثيرة، ولأضرب لكم 6 أمثلة حدثت خلال 6 أشهُر من هذا العام، لتعلموا كيف تتراكم أسئلة الناس، وكيف تُسلَب ثقتهم:
1- أبريل: في وقت كانت فيه أخبار الحياة البسيطة التي يعيشها رئيس البرلمان [محمد باقر قاليباف] -أي الشخص الذي سجَّل أمواله على أنها لا تتجاوز مليونَي تومان موجودة في حسابهـ تصل إلى عنان السماء، فجأة اتّضح أن زوجته وابنته قد ذهبتا إلى تركيا لشراء مستلزمات المولود الجديد. ماذا كانت النتيجة؟ هل اعتذر أحد بسبب خداعه الناس؟ لا! اعتُذِرَ لقاليباف بسبب مظلوميته!
2- مايو: ارتفعت أسعار الأرز والدجاج والمعكرونة والخبز وغيرها إلى ضعفين بين ليلة وضحاها، في حين أن الناس عاجزون حتى عن شراء المعكرونة، أبسط أنواع الغذاء. ماذا فعلوا؟ استخدموا فنانَين ليقولا للناس إنّ الأوضاع أصبحت أفضل، ووجهوا الأوامر للإعلام باستخدام عبارة «إصلاح نظام الدعم»، بدلًا من «حذف العملة التفضيلية»!
3- يونيو: انهار مبنى متروبول فوق رؤوس الناس، وحل العزاء على مدينة عبادان. ولم يُجِب أحد عن السؤال الذي يقول: ما العَلاقات التي كان يملكها عبد الباقي صاحب البرج، إذ بنى مثل هذا البناء؟ ومَن شركاؤه في البناء، وفي قتل الناس؟ والأهم من هذا كله، هل كان عبد الباقي حالة استثنائية، أم أن هناك كثيرين منه يجولون في إيران؟ كان موت عبد الباقي مجهولًا، لم يوضَّح للناس بشكل كافٍ.
4- يوليو: انتشر تسجيل مصوَّر في الفضاء المجازي يُظهِر أُمًّا لفتاة تقف أمام حافلة دورية الإرشاد، وترجوهم ألا يأخذوا ابنتها المريضة، لكن الجواب كان حركة خطيرة من الحافلة التي كانت تدفع الأم إلى الوراء. بعد ردود فعل الناس أُعلِن أن من قاموا بهذا العمل جرى توبيخهم. لكن لم يتّضح من كانوا! ألم يكُن بالإمكان أن يُظهِروهم على شاشة التليفزيون، كما فعلوا مع السيدة سبيده رشنو، ليرى الناس الندم في وجوههم؟!
5- أغسطس: انتشرت رسالة من مير حسين موسوي تحوي أسئلة كثيرة، لكن بدلًا من أن يجيبوا عن أسئلة موسوي، اتهموه بالسذاجة والعمالة والماسونية.
6- سبتمبر: ماتت مهسا أميني…
أنتم أكملوا باقي الحكاية!
22 شخصية إيرانية شهيرة تدعم ثورة «المرأة والحياة والحرية»
أعربت 22 شخصية إيرانية شهيرة، من بينها رضا بهلوي آخر ولي عهد لإيران، والمغني الشهير آبي، عن دعمهم لاحتجاجات الشعب الإيراني الأخيرة، في بيان حمل عنوان «ثورة المرأة، الحياة، الحرية»، أمس الثلاثاء (27 سبتمبر).
وجاء في نص البيان، الذي جرى تصديره على أنه «البيان رقم واحد»: «فتحت الحركة القوية التي عمّت أرجاء إيران من جانب النساء والشباب الإيرانيين الشجعان احتجاجًا على مقتل مهسا أميني شوارع إيران، وزعزعت أُسُس حُكم النظام الإيراني. تتحدى هذه الحركة الوطنية النظام بأكمله، وستتقدَّم حتى تُسقِطه».
وأضاف: «من أجل دعم هذه الحركة، من الضروري إقامة التنسيق اللازم بين مختلف المناطق لدعم استمرار الاحتجاجات والإضرابات العامة من قِبَل الشعب الإيراني، وعدم التعاون مع النظام. لقد اتخذ الموقِّعون على هذا البيان الخطوة الأولى، وهم يسعون إلى جلب دعم عالمي لهذه الثورة، إلى جانب التنسيق مع المشاركين في هذه الحملة».
وذكر البيان: «ندعم في الخطوة الأولى دعوة الإضراب الصادرة عن المجلس التنسيقي للمنظمات النقابية للمعلمين، ونطلب من أمهات وآباء الأطفال -الذين هُم بُناة مستقبل إيران- عدم إرسالهم إلى المدرسة»، مشيرًا إلى أنه سيجري الإعلان عن بدء الإضراب العام، اليوم الأربعاء (28 سبتمبر)، مع تفاصيل في بيانات تالية.
وأوضح البيان: «سنتوقف عن العمل خلال النهار، وسنهتف في الليل احتجاجًا في الأزقة والشوارع وعلى أسطح المنازل، راكبين أو مشاة. وندعو كل المنظمات والتيارات السياسية والشخصيات والتشكيلات المدنية للانضمام إلى هذا التنسيق الوطني، الذي بدأ العمل بسبب حساسية اللحظة».
والموقعون على البيان هُم: تورج أتابكي، فريدون أحمدي، فرامرز أصلاني، مهناز أفخمي، نازنين أنصاري، شاهين براتبور، مهران براتي، مرتضى برجسته، نازنين بنيادي، خسرو بيت اللهي، رضا بهلوي، إبراهيم حامدي (آبي)، محسن سازغارا، كريم شامبياتي، حسن شريعتمداري، يزدان شهدائي، رضا مريدي، حسن منصور، شاهين نجفي، آذر نفيسي، مسعود نقرة كار، عطا هودشتيان.
موقع «إيران واير»
الاحتجاجات تتواصل مع الليلة الحادية عشرة رغم العنف والاعتقالات وقطع الإنترنت
تواصلت الاحتجاجات في إيران لليلة الحادية عشرة على التوالي، أمس، ولم ينجح التعامل بعنف مع المحتجين والاعتقالات وتهديدات المسؤولين وقطع الإنترنت، بمنع استمراها.
وعلى الرغم من انقطاع الإنترنت، فإنه جرى تداول مقاطع فيديو لاحتجاجات مساء أمس، ففي شارع كشاورز بطهران هتف الحشد المشارك: «هذا العام هو عام الدماء»، ويُظهِر مقطع حي إكباتان عناصر مسلحين يطلقون النار على نوافذ المنازل حيث تُردَّد الهتافات.
ويُظهِر مقطع فيديو في كرمانشاه وجود عدد كبير من الناس في الشارع، كما يُظهِر مقطع من قُم أن عددًا كبيرًا من الناس يهتفون في وجود قوّات النظام: «لا تخافوا، لا تخافوا، نحن جميعًا معًا».
كما يُظهِر مقطع فيديو من جوهردشت بمحافظة ألبرز سيدة ترتدي عصابة رأس كُتِب عليها «مهسا أميني»، وتحمل لافتة كُتب عليها هتاف ضد خامنئي، وأكدت: «النصر لنا». وفي سوسنغرد بمحافظة خوزستان أظهر مقطع اشتباكًا بين قوّات الأمن والمحتجين.وفي سنندج بكردستان نزلت إلى الشوارع قوّات الأمن والوحدات الخاصة والدراجات النارية لمواجهة المحتجين.
ونظم طلاب جامعة جمران بالأحواز مسيرة في الحرم الجامعي، أمس، وهم يهتفون: «لا توجد أعمال شغب، نحن محتجون».وفي يزد ردَّد المحتجون في الشوارع: «نحن جميعًا مهسا، قاتلوا كي نقاتل».
من جانب آخر، أشار بعض المصادر والخبراء إلى إرهاق وعجز قوّات الأمن، وقال العضو البارز السابق بالشرطةأحمد رضا خسروي: «لقد تعبت قوّات الشرطة، لهذا جاء قائدهم وتحدث إليهم وسط الميدان في الشوارع».وحسب خسروي فإن «تفوُّق المواطنين على قوّات النظام يأتي لأنه بعد ليلة مرهقة ومضطربة يمكن للناس العودة إلى منازلهم وتجديد قوتهم، فيما تظل عناصر الشرطة على أُهْبَة الاستعداد بنسبة 100% لعدة أيام».
على الرغم من انقطاع الإنترنت فإنّ هشتاغ «مهسا أميني» بات الأكثر استخدامًا في تاريخ «تويتر» بإيران، وذكرت مصادر أن القوى السيبرانية التابعة للحكومة تحاول استبعاد هذا الهشتاغ من الهشتاغات الساخنة، عبر إنشاء هشتاغات مضلِّلة موازية مثل «مهسا إيمني» و«مهسا إيميني» و«مهسا إمينيي».
موقع «صوت أمريكا-فارسي»
«العفو» تجمع أدلة لوقوع مذابح بإيران.. وبايدن يُصدِر تصاريح لتوفير الإنترنت
أكدت منظمة العفو الدولية، على لسان أمينتها العامة، أنها تجمع أدلة على وقوع مذابح في إيران، فيما أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه أصدر تصاريح لتوفير الإنترنت للإيرانيين عبر تسهيلات مثل خدمات «الكلاود».
وصرحت الأمينة العامة لمنظمة العفو أغنيس كالامارد لموقع «بي بي سي» باللغة الفارسية قائلة: «لا يمكننا الثقة بالسلطات الإيرانية. يجب على المجتمع الدولي إنشاء آلية تحقيقات مستقلّة في الجرائم الخطيرة التي يرتكبها النظام الإيراني. وذكرت كالامارد أن المنظمة الدولية تجمع أدلة على وقوع مذابح في إيران، مشيرة إلى أنه «يجب أن يقف العالم إلى جانب الشعب الإيراني».
من جانبه أدان بايدن أمس الثلاثاء (27 سبتمبر)، مرةً أخرى، قمع المرأة وقمع الاحتجاجات الشعبية في إيران، وصرح بأن حكومته أدانت هذا القمع واتخذت إجراءات في مجالين، أولًا تحديد وفرض عقوبات على عناصر قمع الاحتجاجات، وثانيًا محاولة توفير وصول الإيرانيين إلى التدفق الحر للمعلومات والتواصل الآمن مع العالم.
وقال بايدن: «أصدرنا التصاريح اللازمة لتسهيل الوصول الحُر إلى المعلومات داخل إيران. لقد قُدِّمت تسهيلات، مثل خدمات الكلاود (خدمات الحوسبة السحابية)، والأجهزة والبرامج الأخرى، التي تتيح للناس داخل إيران إمكانية التواصل بينهم بشكل أفضل، وكذا التواصل مع بقية العالم».
وفي نفس سياق الدعم الدولي للاحتجاجات الإيرانية، أعادت الممثلة الإسبانية الشهيرة بينيلوبي كروز نشر مقطع فيديو للمخرج الإيراني أصغر فرهادي على «إنستغرام»، أمس الثلاثاء، وهو المقطع الذي يطلب فيه فرهادي من الفنانين والمخرجين والنشطاء الحقوقيين في جميع أنحاء العالم الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني. وأكد فرهادي في المقطع أحقية مطالب الشباب الإيراني، معلنًا: «إنهم يسعون إلى حقوق بسيطة، لكنها أساسية في الوقت نفسه، الحقوق التي حرمهم النظام منها لسنوات عديدة».
موقع «بي بي سي-فارسي»
اعتقال فائزة رفسنجاني خلال احتجاجات الثلاثاء
جرى اعتقال الناشطة السياسية الإيرانية فائزة رفسنجاني، ابنة الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني، خلال الاحتجاجات في طهران على مقتل مهسا أميني، أمس الثلاثاء (27 سبتمبر).
واعتُقِلت رفسنجاني في أحد أحياء شرق طهران، ولم يُعلَن عن سبب الاعتقال. وحسب «إصلاحات نيوز»، أكد أحد أفراد عائلة هاشمي رفسنجاني نبأ اعتقال فائزة رفسنجاني.
موقع «اعتماد أونلاين»