أكد شاهين دادخواه المستشار الأعلى للأمن القومي الإيراني الأسبق، أنّه اجتمع مع المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين، على جميع المستويات، كممثل لنظام الجمهورية “الإسلامية” الإيرانية، مشيراً خلال مقابلة أجرتها معه مؤخراً قناة (صوت أمریکا) الناطقة بالفارسية إلى أن جميع هذه اللقاءات تمت بعلم وأمر مباشر من النظام الإيراني، وأنه قدم تقاريره بهذا الخصوص إلى المسؤولين الإيرانيين.وأضاف دادخواه أن لقاءات المسؤولين الإيرانيين مع نظرائهم الإسرائيليين ترجع تاريخها إلى بداية تسعينيات القرن الماضي، وتمت ضمن نطاق “عمليات بهرام” التي كانت الاستخبارات الإيرانية بدأتها آنذاك للتواصل مع المسؤولين الإسرائيليين على مختلف المستويات.وبرر دادخواه هذه اللقاءات بأنه “ليس هناك ما يسمى بـالحد الدبلوماسي، وإنما المستوى الدبلوماسي، وهو نظام يضم جميع دول العالم، فعلى سبيل المثال وأثناء الحرب العراقية – الإيرانية، اجتمعنا عدة مرات مع المسؤولين العراقيين، كما التقينا في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي بالمسؤولين الأمريكيين”، مبيناً أن “هذه اللقاءات تمّت بناء على الحقائق الدولية الموجودة، أي أن السياسة الخارجية لأية دولة تتشكّل وفق الحقائق الدولية، وإسرائيل هي “حقيقة دولية قائمة”، واجتماعاتنا بالمسؤولين الإسرائيليين تمت ضمن نطاق مصالحنا القومية والأمنية، ولم أكن أنا المسؤول الإيراني الأول الذي يتم تكليفه بمثل هذه المهمة، فهناك مسؤولون كثر قبلي قاموا بمثل هذه اللقاءات، بأمر مباشر من النظام الإيراني”.يذكر أن مثل هذه اللقاءات تمت بالفعل في السابق، ففي عام 2008 نشرت مواقع إعلامية صوراً لمحمد زاهدي وزير العلوم في حكومة أحمدي نجاد، وهو يجتمع مع نظيره الإسرائيلي في مؤتمر “سزامي” الذي عقد في الأردن آنذاك، وأكدت المصادر أن زاهدي اجتمع مع نظيره الإسرائيلي بعيداً عن أعين عدسات التصوير.وفي ردّه على السؤال حول علاقته بملكة جمال إسرائيل والعالم، أجاب دادخواه بأنه عندما كان يدرس في إيطاليا، كان على علاقة صداقة بملكة جمال العالم لعام 1998 ذات الأصول اليهودية، التي قدمت له خدمات وإرشادات ساعدته كثيراً في أسفاره إلى إسرائيل ولقائه بالمسؤولين الإسرائيليين، ومن هذه اللقاءات لقاؤه بوزير الصناعة الإسرائيلي في عام 2010 بالتنسيق مع وزارة المخابرات الإيرانية، حيث ذهب دادخواه إلى هذا اللقاء بمعية هيئة تركية، وتواصل كذلك مع أجهزة المخابرات الإسرائيلية.يُشار إلى أنّ المسؤولين الإيرانيين كانوا يؤكدون دائماً أنهم لن يحضروا اجتماعات يحضرها مسؤولون إسرائيليون، كما أنّ تصريحات رحيم مشائي، صهر أحمدي نجاد، التي اعتبر فيها الشعب الإسرائيلي صديقاً للشعب الإيراني تؤكد اعتقاد بعض المحللين بأن العلاقات بين إيران وإسرائيل قوية رغم ما كان يردده أحمدي نجاد من شعارات تدعو لمحو إسرائيل عن خريطة العالم.
الجدير بالذكر أن شاهين دادخواه مختص في شؤون الشرق الأوسط، وعضو فريق مفاوضات الملف النووي في عهد خاتمي، وكان يعمل بمركز الدراسات الاستراتيجية في مجلس تشخيص مصلحة النظام، وحصل على بكالوريوس في العلاقات الدولية من جامعة نابولي في إيطاليا، وحصل على الدكتوراه في نفس التخصص من إسبانيا.بدأ عمله مع الأجهزة الأمنية الإيرانية منذ كان في التاسعة عشرة من العمر، وكانت البداية في عام 1990، حيث عمل في دائرة مكافحة التجسس التابعة لوزارة المخابرات الإيرانية في الخارج، وبعد حصوله على درجة الدكتوراه، تمّ تعيينه مستشاراً أعلى للأمن القومي الإيراني في وزارة المخابرات التي كان يترأسها علي يونسي في عهد خاتمي، وفي عام 2010 تمّ اعتقاله بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، وحُكم عليه بالسجن خمس سنوات قضى منها عام ونصف العام في السجن الانفرادي.وفي عهد أحمدي نجاد، حين كان سعيد تجليلي يترأس فريق المفاوضات الإيراني بخصوص الملف النووي، تمّ اعتقال وسجن بعض المتخصصين في مركز الدراسات الاستراتيجية في مجمع تشخيص مصلحة النظام بتهمة التجسس، كما تمّ اعتقال وسجن بعض أعضاء فريق المفاوضات النووية الذين كانوا يعملون تحت إشراف حسن روحاني حين كان يتولى منصب أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني، وهم: حسين موسويان (سفير إيران الأسبق في ألمانيا ومساعد الأمين العام لمجلس الأمن القومي سابقا)، وباقر أسدي (دبلوماسي مخضرم)، ومحمد حسين عادلي (محافظ البنك المركزي الإيراني وسفير إيران لدى دول بريطانيا واليابان وكندا)، وعلي رضا أكبري (مساعد وزير الدفاع للشؤون الاستراتيجية والعلاقات الخارجية في عهد خاتمي)، ورحمان قهرمان بور (مدير برنامج نزع السلاح في مركز الدراسات الاستراتيجية)، ومهرداد سرجويي (مسؤول إعلامي في مركز الدراسات الاستراتيجية ومدير القسم السياسي في صحيفتي طهران تايمز وإيران نيوز الصادرتين بالإنجليزية)، وفاطمة ساغرتشي (متخصصة في شؤون الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية).
مادة مترجمة عن صداي آمريكا