توقَّع أحدث تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي، أمس الثلاثاء، انخفاض التضخم في إيران، مع توقُّع بلوغ معدل النمو الاقتصادي نسبة 3% في العام الجاري (2022م)، فيما استنكر أحد النواب في جلسة للبرلمان، أمس، كيفية زيادة السكان مع الغلاء والتضخم.
وفي شأن اقتصادي آخر، طالب النائب في البرلمان عن دائرة بلدختر، حميد رضا كاظمي، الحكومة بتعويض خسائر المزارعين الناجمة عن الجفاف هذا العام، الذي حدث بسبب شح الأمطار في السنوات الأخيرة.
وفي شأن حقوقي، أعلنت تقارير إعلامية بشأن حقوق الإنسان عن مقتل عتال وإصابة خمسة آخرين في إطلاق نار لحرس الحدود الإيراني، يومَي الأحد والإثنين الماضيين.
وعلى صعيد الافتتاحيات، استعرضت افتتاحية صحيفة «ابتكار» المسافة التي تتسع وتبعد الحكومة عن خطاب وآلام الناس، ما بين حكومتَي روحاني السابقة ورئيسي الحالية، فيما قرأت افتتاحية صحيفة «آفتاب يزد» الأسباب التي جعلت أخبار حسن روحاني في هذا الوقت تحديدًا أكثر متابعة من أخباره فترة حكمه.
«ابتكار»: المسافة السحيقة مع آلام الناس
يستعرض الصحفي زوبين صفاري، من خلال افتتاحية صحيفة «ابتكار»، المسافة التي تتسع وتبعد الحكومة عن خطاب وآلام الناس، ما بين حكومتَي روحاني السابقة ورئيسي الحالية.
تقول الافتتاحية: «الانتقاد الذي كان دائمًا ما يُوجَّه إلى الحكومة السابقة، خصوصًا في ولاية حسن روحاني الثانية، هو ابتعاد الحكومة عن خطاب الناس العاديين. وكانت التصريحات التي تنُمّ عن عدم فهم ظروف الناس القاسية تتسبب في أن يعاني الناس تحت وطأة التصريحات الشاذة، فضلًا عن معاناتهم من الظروف القاسية، وهذا أمرٌ حِرتُ فيه مرارًا في مقالاتي، خصوصًا خلال العامين الأخيرين. لكن يبدو أن الخطاب لا يزال قائمًا في عهد الحكومة الجديدة، وبطبيعة الحال في السلطات الأخرى المواكبة للحكومة أو في مجالس المدن، وقد تكون المسافة ازدادت في بعض الحالات.
غنيٌّ عن القول أنه ليس من المقرر تحسُّن حال الاقتصاد السيئة بين ليلة وضحاها باتخاذ حركة أو بإصدار أمر، فنحن نعلم جيدًا أن الوضع الحالي هو نتاج تراكم الإدارات الخاطئة، وهذا لا يخص فقط السلطة التنفيذية وهيكل الحكومة. مع هذا، يجب أن نعلم أن وعي الناس في هذه المرحلة الزمنية أبعد من أن يجري تأميلهم بالأرقام والإحصاءات، فهم مرُّوا بجميع هذه التجارب في الماضي. من جهة أخرى، تبدو الاهتمامات التي يطرحها بعض النواب والمسؤولين بعيدة كل البعد عن مشكلات الناس الأساسية والعميقة، وكأن بعض هؤلاء المسؤولين يعيشون في بلد آخر.
الواضح هو أن كتمان الألم لن يؤدي إلى علاجه. من أجل حل المشكلة، يجب أولًا قبول وجودها. إنّ ما جرى نسيانه من المسؤوليات في الحكومة السابقة لا يزال منسيًّا اليوم بشكل عامّ في الحكومة الجديدة، مع أنه يجب الاعتراف بأن مقدار التصريحات غير المبررة قد انخفض، خصوصًا في هيكل الحكومة، لكن في المقابل لم يرتفع مستوى إظهار التعاضد الاقتصادي والفكري مع الناس. في الحقيقة، إنّ انعدام التعاضد الصحيح، مع أنه يمكن تعميمه خارج إطار هيكل الحكم، هو أمر يجب دراسته من خلال المتخصصين وعلماء النفس، لكن لا شك أن المسؤولين يجب عليهم أن يكونوا في طليعة من يحلّون هذه المشكلة، ففقدان التعاضد تمتدّ أسبابه إلى عدم معرفة آلام الموجوعين بالمعنى الحقيقي.
لا شك أن الناس يعلمون أن أوضاعهم الاقتصادية السيئة لن تُحَلّ بالأوامر وتقديم الإحصائيات، بل إنّ سلوك الناس الاقتصادي أثبت أنهم يعرفون جيدًا المتغيرات المؤثرة في وضع الاقتصاد. لهذا، قد يكون من الأفضل الحديث إلى الناس، من خلال توضيح الحقائق على الأرض، وحل مشكلاتهم بشكل عامّ. لا شك أن ازدياد المسافة بين خطاب الناس وخطاب المسؤولين لن يعود بتبعات جيدة على أحد».
«آفتاب يزد»: بخصوص الأخبار المتعلقة بروحاني
تقرأ افتتاحية صحيفة «آفتاب يزد»، عبر كاتبها رئيس التحرير علي رضا كريمي، الأسباب التي جعلت أخبار حسن روحاني في هذا الوقت تحديدًا أكثر متابعة من أخباره فترة حكمه.
وردَ في الافتتاحية: «الصحفي والإعلامي عمله هو رصد الأخبار، ودراسة انعكاساتها. هذه الفئة تستطيع وبشكل جيد فهم نبض المجتمع، من خلال نوع التغذية الراجعة إلى الأخبار. بناءً على هذا، يمكن القول وبكل بساطة إنه يمكن معرفة كم هذا الخبر وقائله مهمّ للناس، من خلال عدد القراء. على سبيل المثال، يعلم أي صحفي أن الأخبار الصفراء المتزامنة مع الكذب والغلوّ في مجتمع مثل إيران لها أنصار كُثُر، لأن الناس يستمتعون بمتابعة الأمور الجانبية، خصوصًا إذا كانت هذه الأمور تخص شخصية معروفة أو أحد المشاهير. هذا المجتمع يتابع وبشكل عجيب أخبار الحوادث، لأن في هذا النوع من الأخبار حماسًا بإمكانه جعل القارئ يشعر بالمتعة. وهذا شبيه بشجار شخصين في وسط الشارع، ووقوف الناس للتفرُّج والوصول إلى النهاية.
أوردتُ هذه المقدمة لأعلن من منطلق كوني صحفيًّا بأن الأخبار المتعلقة بحسن روحاني في هذه الأيام، وحتى صوره الإخبارية، لها متابعون كُثُر وبشكل عجيب، وهي من بين الأخبار الأكثر مشاهدة في وسائل الإعلام المعروفة. على سبيل المثال، وجود روحاني في مراسم عزاء المرحوم ري شهري، أو حضوره لقاء المرشد مع المسؤولين، كان من بين الأحداث التي تركت أصداء كبيرة خلال الأيام الأخيرة. هذا في حين أن حسن روحاني لم يتحدث حتى الآن عن ظروف إيران اليوم، وشارك فقط في بعض المناسبات الروتينية العادية. والآن تخيلوا لو أن حسن روحاني أبدى رأيه التخصصي حول عدم وصول الاتفاق النووي إلى حل في عهد هذه الحكومة، بطبيعة الحال ستحتلّ تصريحاته هذه العناوين الرئيسية للأخبار والتحليلات، والسبب هو أن حسن روحاني كان في عهد حكومة محمد خاتمي يترأس فريق التفاوض، وتمكّن في عهد حكومته من التوافق مع الغرب حول القضية النووية، هذا أولًا، وثانيًا ثبُت أن الفارق كبير بين الحكومة الحالية والحكومة السابقة في فهم لغة العالم.
والآن إن عُدنا إلى أوائل عام 2021م، ورصدنا الأخبار المتعلقة بوجود حسن روحاني في السلطة، فسنشاهد أنه لا أحد تقريبًا أبدى اهتمامًا بتلك الأخبار، كما هي الحال اليوم. في تلك المرحلة تخيل البعض أن حسن روحاني جزء من المشكلة، وأن المشكلات ستُحَلّ بمجرد ذهابه. والآن ثبُت أن هذه المزاعم عارية من الصحة، فظروف سوق الغلاء اللحظي الملموسة وغير ذلك من المؤشرات تثبت أننا لم نحقِّق أيَّ تقدُّم، وأنه لا ينتظرنا أُفق جيّد. الحكومة منشغلة ببعض التمنّيات، التي لو تحققت فقد تصبح الأوضاع مختلفة. لقد أدرك هذا الأمر حتى بعضُ الأنصار الحقيقيين لهذه الحكومة، وهم آخذون بالابتعاد عنها، في حين لم تكمل عامها الأول.
بينما لم نصل إلى فصل الصيف الحامي، أخشى أن يحل اليوم الذي يشتاق فيه كثيرون إلى الشيخ الدبلوماسي [حسن روحاني]! وأن يتحسر الناس العاديون، المغتاظون من السياسيين بشكل عامّ، سواء من “الإصلاحيين” أو “الأصوليين”، على أيام روحاني. لا أستبعد حلول مثل هذا اليوم، بسبب ما نشاهده اليوم من إدارة بعض المسؤولين».
صندوق النقد: «التضخم سينخفض».. وبرلماني: «كيف يمكننا زيادة السكان مع الغلاء؟»
توقَّع أحدث تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي، أمس الثلاثاء (19 أبريل)، انخفاض التضخم في إيران، مع توقُّع بلوغ معدل النمو الاقتصادي نسبة 3% في العام الجاري (2022م)، فيما استنكر أحد النواب في جلسة للبرلمان، أمس، كيفية زيادة السكان مع الغلاء والتضخم.
وصحَّح تقرير صندوق النقد معدل النمو الاقتصادي الإيراني في 2021م إلى نسبة 4%، وكان قد قدَّره في تقرير سابق بنسبة 2.5%، كما توقَّع أن يبلغ معدل النمو الاقتصادي نسبة 3% لعام 2022م. وكان الصندوق قد أعلن في تقاريره السابقة أن معدل النمو الاقتصادي لإيران بلغ نسبة 3.4% عام 2020م، وكان سلبيًّا بنسبة -6.8% في 2019م، وسلبيًّا بنسبة -6% عام 2018م.
وذكر التقرير أن معدل التضخم في إيران بلغ نسبة 40.1% في 2021م، وأنه «سوف ينخفض إلى نسبة 32.3% في 2022م (هذا العام)، وسيستمر الانخفاض في 2023م، وسيصل إلى نسبة 27.5%».
من جانب آخر، قال البرلماني عن دائرة علي آباد رحمت الله نوروزي، أمس، مخاطبًا رئيس البلاد: «أسعار الدواء ارتفعت، وارتفع سعر الحليب المجفف إلى 160%. إنّ ما يشغل بال المرشد هو زيادة عدد السكان، فكيف لنا زيادة عدد السكان مع هذا الغلاء والتضخم الراهن، وقد أُخذ بعين الاعتبار في قانون النمو السكاني بُنى تحتية يجب تنفيذها؟».
وبيَّن نوروزي أن سوق النقد الأجنبي تُرِكت وشأنها، وقال مخاطبًا محافظ البنك المركزي ووزير الاقتصاد: «لقد قفز سعر صرف النقد الأجنبي من 24 ألفًا إلى 28 ألف تومان خلال شهر».
وكالة «فارس» + وكالة «إيلنا»
نائب يطالب الحكومة بتعويض المزارعين خسائرهم الناجمة عن الجفاف
طالب النائب في البرلمان عن دائرة بلدختر حميد رضا كاظمي، الحكومة بتعويض خسائر المزارعين الناجمة عن الجفاف هذا العام، الذي حدث بسبب شح الأمطار في السنوات الأخيرة.
وأوضح البرلماني: «كانت الأمطار في الأعوام السابقة شحيحة، ونتج عنها الجفاف هذا العام»، مؤكدًا ضرورة بناء السدود قيد الدراسة، وقال: «تجري حاليًّا دراسة معلومات هذه السدود، لكن البناء يستغرق وقتًا، وقد يحتاج إلى عدة سنوات».
وأردف: «يجب وضع قضية المزارعين الذين تأثروا بالجفاف والخسائر التي لحقت بهم ضمن جدول الأعمال، وأن تتعامل الحكومة بجدية مع هذا الموضوع، وأن تعوّض خسائرهم».
وذكر أيضًا: «مع استمرار الجفاف وقلة هطول الأمطار هذا العام، ستجفّ مياه نهرَي كشكان وماديان في بلدختر، بلا شك».
وكالة «إيسنا»
مقتل وإصابة 6 عتالين برصاص حرس الحدود
أعلنت تقارير إعلامية بشأن حقوق الإنسان عن مقتل عتال وإصابة خمسة آخرين في إطلاق نار لحرس الحدود الإيراني، يومَي الأحد والإثنين الماضيين (17 و18 أبريل).
وحسب التقارير، قُتِل إبراهيم سليمان زاده، وهو عتال يبلغ من العمر 37 عامًا من بلدة في مناطق سردشت الحدودية، أول من أمس (الإثنين 18 أبريل)، إثر إطلاق نار مباشر لقوّات حرس الحدود في تلك المناطق. كما أصيب خمسة عتالين، يوم الأحد، برصاص حرس الحدود في مناطق نوسود الحدودية. ونوهت التقارير بأن العتالين أُصيبوا بالرصاص «دون سابق إنذار».
وكانت منظمة «هينغاو» الحقوقية، التي تغطي انتهاكات حقوق الإنسان في المناطق الكردية بإيران، قد ذكرت في وقت سابق أن 52 عتالًا كرديًّا قُتِلوا برصاص حرس الحدود العام الماضي، أربعة منهم دون سن 18 عامًا.
موقع «راديو فردا»