أكَّد النائب في البرلمان الإيراني عن دائرة تربت جام، جليل رحيمي جهان آبادي، أنه «ينبغي لنا جميعًا الاستماع لصوت الناس، وهذا ما نص عليه الدستور»، مشيرًا إلى أنَّ «حذاء ولباس طفل يبلغ عمره سنتين لا يمكن أن يرتديه إنسان يبلغ من العمر 45 عامًا، ونتوقَّع منه أن يعيشَ به».
وفي شأن محلي آخر مرتبط بالاحتجاجات، انتقدَ خطيب جمعة أهل السُنَّة بزاهدان المولوي عبد الحميد إسماعيل زهي، في تغريدة أمس الثلاثاء، إصدارَ أحكام بالإعدام بحقّ المعتقلين في الاحتجاجات الأخيرة وانتزاع الاعترافات القسرية منهم. وكشفت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، التي تتّخِذ من النرويج مقرًا، أمس الثلاثاء، عن «مقتل ما لا يقل عن 448 شخصًا، منذ بدء الاحتجاجات الجارية في إيران».
وعلى صعيد الافتتاحيات، سخِرَت افتتاحية صحيفة «مردم سالاري»، من تصوُّرات المؤيدين لروسيا والعاملين في قطاع النفط بإيران، وبأن دعم «حضرة بوتين» مفيد للبلاد. وتناولت افتتاحية صحيفة «اقتصاد بويا»، أزمةَ المياه في إيران خلال العامين الأخيرين، وحذَّرت من إشكاليات الحصص مع الدول المجاورة، خصوصًا تركيا.
«مردم سالاري»: صناعة النفط الإيرانية وحضرة بوتين
تسخر افتتاحية صحيفة «مردم سالاري»، عبر كاتبها الصحافي في مجال الطاقة حميد رضا شكوهي، من تصوُّرات المؤيدين لروسيا والعاملين في قطاع النفط بإيران، بأن دعم «حضرة بوتين» مفيد للبلاد.
تذكُر الافتتاحية: «يضع مؤيدو روسيا في إيران فلاديمير بوتين في أعينهم، خاصةً من يعملون في صناعة النفط الإيرانية! لهذا نجدهم في كل يوم يسردون قصةً جديدة حول فوائد الصداقة مع روسيا، وهم أنفسهم يصدِّقون هذه الأوهام؛ تقوية ودعم «حضرة بوتين» مفيدٌ لنا، خاصةً في مجال الطاقة!
أحدث قصة بخصوص تعاون إيران وروسيا، تعود إلى موضوع نقل غاز روسيا إلى باكستان. خلاصة هذه القصة، هي أن إيران قبل أكثر من عقدين من الزمن كانت تسعى إلى تصدير الغاز إلى باكستان والهند من خلال أنبوب السلام، إلا أن العقوبات تسبَّبت في أن تصرف الهند وباكستان النظر عن الغاز الإيراني. بالطبع أنشأت إيران أنبوب نقل الغاز حتى مقربة من الحدود الباكستانية، لكن باكستان لم تفعل شيئًا! يعتقد البعض أنه كان يتوجب إنشاء أنبوب الغاز حتى نقطة الصف الحدودية؛ حتى تتمكَّن إيران من تغريم باكستان في حال لم تستكمل الأخيرة الأنبوب داخل أراضيها! لكنهم لم ينتبهوا إلى أن الحصول على غرامة في عالم الجوار، خاصةً من جار مثل باكستان المستعدة للتسبُّب باضطرابات أمنية على حدود سيستان وبلوشستان، ليس بالأمر السهل، ويمكن أن يكون له تبِعات، هذا أولًا، وثانيًا والأهم من ذلك، هو أن إيران ليس لديها ذلك الغاز لتصدِّره، في ظل نقص الاستثمارات الناجم عن العقوبات، وبالطبع بسبب حجم الاستهلاك الداخلي المرتفع.
نفس هؤلاء المنتقدين يسعون الآن إلى تصدير الغاز الروسي إلى باكستان، عن طريق إيران. يعني أن يدخل الغاز من روسيا إلى إيران، ويخرج من الجهة الأخرى إلى باكستان بنفس الكمية، لكن هذا رهنٌ بأن تكمل باكستان أنبوبَ الغاز داخل أراضيها. كما أن هذا الأنبوب له منافسٌ مهم؛ خط أنابيب تابي، الذي من المقرر أن يُوصِل غاز تركمانستان إلى أفغانستان وباكستان والهند.
صحيح أن أوضاع الأمن في أفغانستان عائق أمام إكمال هذه الخط، لكن التجربة أثبتت أن الروس لا يضعون بيضهم فقط في سلَّة إيران! لكن ما هي النقطة الخفية في هذه القصة؟ قبل ذلك وقَّعت إيران عقدًا لنقل غاز تركمانستان إلى أذربيجان، عن طريق إيران. هذا العقد، فضلًا عن الاتفاق لنقل غاز روسيا إلى باكستان يعني أن إيران، التي تملك ثاني أكبر احتياطات للغاز في العالم، أذعنت بنفسها أنها غير قادرة على رفع إنتاجها من الغاز بسبب العقوبات، وأن تلعب دورًا في سوق الغاز العالمية، ولهذا فهي تقوم بتسليم سوق الغاز للمنافسين على طبقٍ من ذهب؛ مرةً لتركمانستان، ومرةً لروسيا!
بعد فرض العقوبات على روسيا، قدَّمت إيران أسواقها النفطية في الشرق أيضًا لروسيا؛ لأن نفط الرُّوس لم يكُن له زبائن في أوروبا، وبتقديمهم تخفيضات أكبر، أخرجوا جزءًا كبيرًا من النفط الإيراني من السوق الصينية. الخلاصة هي أن روسيا استولت على سوقنا النفطية، وعكَّرت أيضًا أُفق سوق الغاز الإيرانية، ومع ذلك كله، لا يزال مكان حضرة بوتين في أعيننا!».
«اقتصاد بويا»: الأزمة المائية
تتناول الصحافية مونا ربيعيان، من خلال افتتاحية صحيفة «اقتصاد بويا»، أزمةَ المياه في إيران خلال العامين الأخيرين، وتحذِّر من إشكاليات الحصص مع الدول المجاورة، خصوصًا تركيا.
وردَ في الافتتاحية: «في هذه الأيام، تتوالى الأزمات على إيران واحدةً تِلو الأخرى، وتهاجم لقمة عيش الناس. خلال العامين الأخيرين، سيطرت أزمة الماء أكثر من ذي قبل على إيران؛ خانقةً أنفاسها. ولم يبقَ هناك أي أمل بحلّ هذه المعضلة في البلاد؛ نظرًا لنسبة الإمطار خلال الفترة الأخيرة، وتحوُّل الأمطار إلى سيول. إن كانت الأحواز وأصفهان وتشهارمحال وبختياري تحتجُّ حتى الأمس على أسلوب إدارة وتوزيع الماء في إيران، فاليوم وصلت أزمة الماء والاحتجاجات إلى شرق إيران، وإلى منطقة سيستان وبلوشستان.
فضلًا عن الأزمة المائية في الداخل، تسبَّبت حصة إيران الضئيلة من المياه الحدودية في خلاف بين إيران وجيرانها. إن الحصة من المياه الحدودية موردٌ مهم للدول، لكن إيران لم تحصل إلا على نسبة ضئيلة من هذه الحصة، على الرغم من وجود 28 نهرًا حدوديًا، بطولٍ يزيد عن 19 ألف كم. في حين أن ثروة إيران تتوجَّه نحو دول المنطقة، مثل تركيا وسوريا وأفغانستان والعراق، إلَّا أن هذه الدول لا تفي بالتزاماتها المائية تجاه إيران، وتستولي على حصة إيران الضئيلة من الماء.
لقد تسبَّب استحواذ تركيا على حصة إيران من الماء، في ظهور أزمة تلوُّث للجو، وفي ظاهرة الغبار، والنواقص المعيشية والاقتصادية، ومشكلات في المسكن وفرص العمل في المحافظات المجاورة لتركيا. إن تبِعات مثل هذا الإجراء التركي، هي هروب الإيرانيين صوب تركيا، وعلى هذا البلد ألَّا يعتقد أنه سيستحوذ على ممتلكات ورؤوس أموال الإيرانيين من خلال نهب الماء؛ لأن استمرار الوضع الموجود سيؤدي إلى تشنُّج وتوتُّر الحدود التركية على الجانب الإيراني، ويمكن لهذا البلد أن يواجه موجةً من اللاجئين الإيرانيين والسوريين والعراقيين، على المدى القريب والمتوسط؛ بسبب الأزمة المائية في الدول الثلاث. من الأفضل أن تتعامل الدول الأوروبية مع موضوع نهب الماء من قِبَل تركيا بمزيد من الحساسية؛ لأن سهام موجة اللاجئين يمكنها أن تطال الدول الأوروبية أيضًا، وأن تؤدي إلى اضطرابات في هذه الدول».
برلماني: ينبغي علينا الاستماع لصوت الناس بحسب الدستور
أكد النائب في البرلمان الإيراني عن دائرة تربت جام، جليل رحيمي جهان آبادي، أنه «ينبغي لنا جميعًا الاستماع لصوت الناس، وهذا ما نصَّ عليه الدستور»، مشيرًا إلى أن «حذاء ولباس طفل يبلغ عمره سنتين لا يمكن أن يرتديه إنسان يبلغ من العمر 45 عامًا، ونتوقع منه أن يعيشَ به».
وقال البرلماني: «لا يمكننا أن نأمل من الناس أن ينحنوا تحت وطأة المشاكل، لكن في المقابل نطلب منهم ألا يحتجوا على النائب في البرلمان، وأي مسؤول آخر».
لكنه عاد وقال: «من حق الناس أن يتمتَّعوا بالعيش المُشرِّف، والحد الأدنى من الحياة»، قبل أن يتساءل: «ما الذي قدَّمه البرلمان أو الحكومة من حلول؛ لإخراج الناس من التضخم المستفحل؟».
وأضاف جهان أبادي: «يجب أن توقِفوا بثّ الكراهية للمنابر الثابتة، والأشخاص غير المنتخبين. إن مدير إحدى الصحف -مثلًا- ليس مسؤولًا عن جميع الأعمال في إيران؛ حتى يحدِّد لنا ما يجب عمله».
وكالة «فرارو»
خطيب جمعة زاهدان ينتقد إعدام معتقلي الاحتجاجات وانتزاع الاعترافات القسرية
انتقدَ خطيب جمعة أهل السُنَّة بزاهدان المولوي عبد الحميد إسماعيل زهي، في تغريدة أمس الثلاثاء (29 نوفمبر)، إصدارَ أحكام بالإعدام بحق المعتقلين في الاحتجاجات الأخيرة وانتزاع الاعترافات القسرية منهم.
قال المولوي عبد الحميد: «إنهاء الإعدام وانتزاع الاعترافات القسرية، من مطالب الانتفاضة الأخيرة. للأسف بدأ إصدار أحكام الإعدام مرةً أخرى بعد توقُّف قصير، خاصةً بحق متظاهري الانتفاضة الأخيرة. لطالما كان للبلوش النصيب الأكبر في عمليات الإعدام. سيكون انتشار الكراهية والسخط، هو النتيجة الطبيعية لعمليات الإعدام هذه».
وتشير التقارير في الأيام القليلة الماضية، إلى أنه ورغم تحذير المنظمات الحقوقية والدولية، أصدرت السلطات القضائية الإيرانية أحكامًا بالإعدام بحق بعض المتظاهرين بتهمة «المحاربة».
موقع «راديو فردا»
«حقوق الإنسان»: مقتل ما لا يقل عن 448 شخصًا في احتجاجات إيران
كشفت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، التي تتّخِذ من النرويج مقرًا، أمس الثلاثاء (29 نوفمبر)، عن «مقتل ما لا يقل عن 448 شخصًا، منذ بدء الاحتجاجات الجارية في إيران».
وقالت المنظمة: إن «الأرقام المذكورة هي الحد الأدنى، ولا تشمل سوى الحالات، التي سجَّل فيها باحثوها وثائقَ مثل شهادات الوفاة أو شهادة الطاقم الطبي، أو أكد مصدران مستقلان خبر القتل».
وبحسب التقرير المذكور، قُتِل أكثر من 16 شخصًا على أيدي قوات الأمن في إيران، في الأسبوع الماضي وحدَه، وأكثر من 12 شخصًا منهم في المناطق الكردية. وأُضيف إلى هذه الإحصائية عددٌ من الذين قُتِلوا في الأسابيع الماضية بعد التأكُّد من حالات الوفاة.
ويضيف التقرير أن «60 شخصًا من القتلى على الأقل، تقِل أعمارهم عن 18 عامًا، وأن 9 منهم كانوا فتيات، وحتى الآن لم يتم استلام شهادات الميلاد والوثائق، التي توضِّح أعمارهم بالضبط».
وقالت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية: إن القتلى من 26 محافظة مختلفة، وكان أكثرهم من محافظات سيستان وبلوشستان وكردستان وأذربيجان الغربية وطهران ومازندران وكرمانشاه، على التوالي.
يُشار إلى أن السلطات الإيرانية التزمت الصمت بشأن عدد القتلى، خلال نحو شهرين منذ بدء الاحتجاجات، لكن في 28 نوفمبر، أكد قائد القوات الجوفضائية بالحرس الثوري العميد حاجي زاده لأول مرة، أن أكثر من 300 شخص قُتِلوا في الاحتجاجات.
وتمكَّن موقع «راديو فردا»، حتى الآن، من تحديد هوية 309 أشخاص، من الذين قُتِلوا في الاحتجاجات العامة وتأكيدها.
موقع «راديو فردا»