بزشكيان خلال اتصال هاتفي مع بوتين: نولي أهمية كبيرة للعلاقات مع روسيا.. وإرسال مشروع قانون التعاون الاقتصادي مع سوريا إلى البرلمان الإيراني

https://rasanah-iiis.org/?p=35627
الموجز - رصانة

أكَّد الرئيس الإيراني المُنتخَب مسعود بزشكيان، أنَّه يولي «أهمِّية كبيرة» لتنمية العلاقات مع روسيا، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الاثنين، قدَّم الأخير من خلاله التهنئة بمناسبة انتخاب بزشكيان رئيسًا لإيران.

وفي شأن داخلي مرتبط بمسار حكومة بزشكيان أيضًا، أشادَ وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابق في حكومة حسن روحاني، محمد جواد آذري جهرمي، بوصفه أحد أعضاء مقرّ الرئيس الإيراني المُنتخَب مسعود بزشكيان، بتعاون حكومة إبراهيم رئيسي في انتقال السُلطة للرئيس الحالي بزشكيان.

وفي شأن اقتصادي دولي، أرسلَ القائم بأعمال الرئاسة الإيرانية محمد مخبر، إلى رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، أمس الاثنين، مشروع قانون اتفاقية التعاون الاقتصادي الإستراتيجي وطويل الأمد بين إيران وسوريا، تماشيًا مع تنفيذ المادَّة 77 من الدستور.

وعلى صعيد الافتتاحيات، ناقشت افتتاحية صحيفة «جهان صنعت»، مصطلح أو مفهوم «حكومة الظل»، الذي بات عنصرًا أساسيًا يواجه عددًا من رؤساء ومسؤولي الحكومات الإيرانية، كما تناولت ما يمكن أن يكون عليه مستقبل حكومة بزشكيان، وفق تأثيرات حكومة الظل.

بينما اهتمَّت افتتاحية صحيفة «ستاره صبح»، بتناول إحصائيات ترصد حصول المرشَّح «الإصلاحي» مسعود بزشكيان على أصوات أكبر في مُدُن بها نسبٌ أبرز من المجموعات العِرقية، مطالبةً بعدم تجاهل دورهم في الانتخابات، أو تجاهل الرئيس المُنتخَب لوعوده لهم.

أبرز الافتتاحيات - رصانة

صحيفة «جهان صنعت»: حكومة الظل أم حكومة التدخل

يناقش الصحافي والخبير الاقتصادي غلام رضا كيامهر، من خلال افتتاحية صحيفة «جهان صنعت»، مصطلح أو مفهوم «حكومة الظل»، الذي بات عنصرًا أساسيًا يواجه عددًا من رؤساء ومسؤولي الحكومات الإيرانية، كما تناول ما يمكن أن يكون عليه مستقبل حكومة بزشكيان، وفق تأثيرات حكومة الظل.

ورد في الافتتاحية: «أصبح مصطلح «حكومة الظل» عنصرًا أساسيًا، خلال السنوات الماضية، في خطابات الرؤساء وبعض المسؤولين التنفيذيين بمختلف الحكومات. وتُذكَر حكومة الظل، على أنَّها عائق أمام تقُّدم خِطَط الرؤساء المُنتخَبين وحكوماتهم. وقد اشتكى حسن روحاني مرارًا خلال فترة رئاسته من مضايقات حكومة الظل ومعوِّقاتها، ولم يذكُر حكومة الظل صراحةً، لكن يدرك كل من يمتلك معرفة بآليات ألعاب السُلطة والسياسة، أنَّ حكومة الظل تعبير عن مراكز القوَّة والنفوذ، التي لا يجرؤ أحد على ذِكْر أسمائها وخصائصها بشكل دقيق. تحدَّث الراحل إبراهيم رئيسي أيضًا في بعض الأحيان عن مضايقات حكومة الظل، كما تحدَّث محمد خاتمي في نهاية فترة رئاسته بطريقة مختلفة عن وجود قُوى أو مراكز قوَّة، كانت عائقًا أمام حكومته، وأعلن أنَّ الرئيس ليس أكثر من منظِّم. علينا الآن أن ننتظر، لنرى ماذا سيفعل بزشكيان مع هذه الظاهرة المزعِجة، التي تُسمَّى «حكومة الظل»، بعد بدء النشاط الرسمي لحكومته، وفي نضاله للنهوض بالبرامج، التي وعد بها الشعب في المناظرات الانتخابية، وإلى أيّ مدى يستطيع تحييدَ مشاكل حكومة الظل؟

لا شكَّ أنَّ وجود حكومات الظل في عالم اليوم صار حقيقةً لا يمكن إنكارها، وهي أمرٌ مقبول في الديمقراطيات البرلمانية، التي تتحمَّل الأحزاب الدورَ الرئيسي بها.

أدَّت النقاشات والمناظرات الانتخابية إلى فوز شخصية سياسية مقبولة بلا هوامش ومبرَّأة من اتهامات الفساد الاقتصادي، وقد نالت النقاشات المتعلِّقة بحكومة الظل والمعوِّقات، التي تطرحها في طريق الحكومات القائمة والمُنتخَبة، مساحةً كبيرة من حديث بزشكيان والمحلِّلين السياسيين الداعمين له. وعلينا الآن أن ننتظر، لنرى ما إذا كانت الحكومة التي سيُشكِّلها بزشكيان بدعم أغلبية نسبية من الناخبين الإيرانيين، ستكون قادرةً على تحييد معوِّقات ومشاكل حكومة الظل -التي يعرف الرأي العام جيِّدًا قادتها الرئيسيين الموجودين في مراكز السُلطة المختلفة- عبر دعْم السُلطة وتأييدها مع قيامه بأعمال استثنائية، بحيث لا يُضطَرّ في مراحل مختلفة من نشاطه وفي نهاية فترة خدمته الأولى -مثل الحكومات السابقة- إلى إلقاء اللوم في إخفاقاته وفشله وعجزه في تنفيذ الوعود التي قطعها للناخبين، على عاتق حكومة الظل والمعوِّقات التي طرحتها؟ هذا سؤال مهم سيجيب عليه المستقبل».

«ستاره صبح»: لا يجب أن نقلل من دور المجموعات العرقية في الانتخابات!

تهتمّ افتتاحية صحيفة «ستاره صبح»، عبر كاتبتها الصحافية بونه ندائي، بتناول إحصائيات ترصد حصول المرشَّح «الإصلاحي» مسعود بزشكيان على أصوات أكبر في مُدُن بها نسبٌ أبرز من المجموعات العِرقية، مطالبةً بعدم تجاهل دورهم في الانتخابات، وبعدم تجاهل الرئيس المُنتخَب لوعوده لهم.

تقول الافتتاحية: «عندما نفحص هذه الأيام إحصائيات الناخبين في المُدُن الإيرانية، ندرك أنَّ مسعود بزشكيان حصل على أصوات أكبر في المُدُن، التي يقطنها الأتراك والأكراد واللور والبلوش والعرب والمجموعات العرقية الأخرى. ويأتي البعض الآن، ويثير قضيةً تقول إنَّ هذه المُدُن نفسها قد صوَّتت بشكل أكبر لـ «الإصلاحيين» في الدورات السابقة، ويؤكِّدون أنَّ نفس المُدُن قد صوَّتت لحسن روحاني بنفس القدر في 2013م و2017م، مستنتجين أنَّ مشاركة المجموعات العِرْقية في الانتخابات، لم يكُن لها دورٌ مؤثِّر في فوز بزشكيان أو كانت ضعيفة.

وأرى ضرورة المقارنة والاستنتاج في ظل الظرف الزمني الراهن، والوضع السياسي الحالي في إيران. والسؤال المطروح الآن هو: لو كان روحاني مرشَّحًا هذا العام، هل كان سيحصل على هذا العدد من الأصوات من نفس المُدُن التي تقطنها مجموعات عِرْقية مختلفة أم لا؟ من ناحية أخرى، حصل جليلي على أصوات أكثر من بزشكيان بمُدُن قُم ومشهد وأصفهان، بينما حصل روحاني في الانتخابات التي تنافس فيها مع جليلي وقاليباف، على أصوات أكثر في هذه المُدُن.

أضافت هذه العِرْقيات هذه المرَّة أصواتًا قيِّمةً لـ «الإصلاحيين»، وجلبت النصر لبزشكيان. نحن نعيش الآن بعام 2024م لقد تغيَّر الظرف الزمني؛ قَّرر المجتمع الإيراني خاصَّةً المجموعات العِرْقية التي تُشكِّل إيران، التصويت لبزشكيان في الانتخابات الأخيرة، بناءً على ما ألمَّ بهم في السابق.

إحصائيات التصويت لبعض القُرى بأذربيجان مهمَّة، فقد صوَّتت بعض القُرى لبزشكيان بنسبة 98%، وبعضها بنسبة 100%، بل و120% مع احتساب أصوات ضيوف تلك القرية.

القول ببساطة إنَّ القوميات لم تلعب دورًا مهمًّا في انتصار بزشكيان، تفوحُ منه رائحة الجحود والنفاق. أرسل بزشكيان بسبب شخصيته المستقِلَّة التي أظهرها، ودفاعه بشجاعة عن حقوق القوميات، إشارةً إيجابية وودِّية، ليس فقط للقوميات، بل أيضًا لمختلف الأديان والاتّجاهات الفكرية. صوَّت الناخبون الأتراك والأكراد والعرب والبلوش لصالحه؛ بسبب البصيرة السياسية والتواصل الذي أقرَّه بزشكيان معهم ليصوِّتوا له. بالطبع، كانت رسالة تصويتهم له هي أيضًا مطالبة بإصلاح شؤون القوميات.

حان الوقت لكي ينظر التيّار «الإصلاحي» و«الأُصولي»، إلى بناء إيران بمعناها العام. في ظل الوضع الذي نشهد فيه تراجعًا بمشاركة الناخبين مقارنةً بالفترات السابقة، من الأفضل أن نقدِّر قيمة كل إيراني شارك في الانتخابات لتحسين شؤون بلاده، وأعطى بصوته فُرصةً ثانية للحُكم. كما يتعيَّن علينا احترام من لم يصوِّتوا؛ لأنَّهم يمتلكون حق المشاركة من عدمها ويجب أن نتجنَّب أيّ كلام يؤدِّي إلى الحُكم على البعض أو نبذهم وجحودهم؛ لأنَّنا نحتاج إلى بعضنا البعض.

تعتمد هويّة إيران على وجود المجموعات العِرْقية، وتنوُّع الأديان والطقوس والتقاليد. الأتراك واللور والأكراد والعرب والبلوش والزرادشتيون والأرمن وغيرهم، هُم حُرّاس الحدود الجغرافية والسياسية والثقافية والمعنوية للبلاد، ولا يليق أن نتجاهلهم في اليوم التالي للفوز في الانتخابات.

الآن، بعد أن تمكَّن بزشكيان ذو الشخصية والسلوك المستقِلَّيْن من إقرار تواصُلٍ مع الشعب، لا سيّما مع القوميات، من الأفضل أن ندعهُ يقرِّر بنفسه بخصوص تقسيم السُلطة، وإصلاح شؤون البلاد، وحل مشاكل العرقيات.

وعَدَ بزشكيان العِرقيات، بأنَّه سينظر في دورهم في مستقبل البلاد. بغضِّ النظر عمَّا إذا كانوا قد صوَّتوا له أم لا، فقد رفَعَ بزشكيان بإظهاره الاهتمام بحقوق العِرْقيات حجم التوقُّعات بخصوص تحسين أوضاعهم. وبما أنَّ المجتمع الإيراني يتقدَّم إلى الأمام، فيجب على الرئيس القادم أن يلتزم بالنقطة ذاتها. يجب على أيّ حال، رؤية إيران بكُلِّ التنوُّع الكبير الذي تضُمّه».

أبرز الأخبار - رصانة

بزشكيان خلال اتصال هاتفي مع بوتين: نولي أهمية كبيرة للعلاقات مع روسيا

أكَّد الرئيس الإيراني المُنتخَب مسعود بزشكيان، أنَّه يولي «أهمِّية كبيرة» لتنمية العلاقات مع روسيا، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الاثنين (8 يوليو)، قدَّم الأخير من خلاله التهنئة بمناسبة انتخاب بزشكيان رئيسًا لإيران.

وفي الاتصال الهاتفي، تمنَّى الرئيس الروسي لبزشكيان «النجاح في المسؤولية الكبيرة التي تنتظره، وكذلك تحقيق الرفاهية والازدهار للأُمَّة الإيرانية»، موضِّحًا أنَّ العلاقات بين إيران وروسيا في أعلى مستوياتها. وأعرب بوتين عن أمله في أن تستمِرّ هذه العلاقات خلال فترة رئاسة الرئيس المُنتخَب، وتنفيذ الاتفاقيات المُبرَمة بين البلدين في حكومة إبراهيم رئيسي.

كما أشارَ بوتين، إلى توسيع حجم التعاون بين إيران وروسيا، خاصَّةً في قطاع الطاقة والنقل، ودعا بزشكيان للمشاركة في قمَّة مجموعة «بريكس» المقبلة في قازان، وشدَّد على استعداد روسيا لتوقيع اتفاقية تعاون شامل بين البلدين على هامش هذه القمَّة. 

وفي الاتصال الهاتفي أيضًا، أعربَ بزشكيان بدوره عن تقديره لرسالة التهنئة من الرئيس الروسي، وقال: «إنَّنا نولي أهمِّيةً كبيرة للعلاقات مع دولة روسيا الصديقة والمجاورة، وسنعمل بلا شكّ على تعزيز هذه العلاقات». وأكَّد الرئيس الإيراني الجديد على اهتمام الحكومة الجديدة، بمتابعة وتنفيذ الاتفاقيات المُبَرمة خلال حكومة رئيسي.

ووصَفَ بزشكيان التعاون بين البلدين في المنظَّمات والتحالفات الدولية والإقليمية، مثل منظَّمة شنغهاي للتعاون ومجموعة «بريكس» واتحاد أوراسيا الاقتصادي بأنَّه مهم، وقال: «تمَّ الانتهاء من وثائق اتفاقية التعاون الشامل بين إيران وروسيا، ونحن على استعداد لتوقيعها على هامش قمَّة مجموعة “بريكس” في روسيا».

وكالة «إيسنا»

آذري جهرمي يشيد بتعاون حكومة رئيسي في انتقال السلطة لبزشكيان 

أشادَ وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابق في حكومة حسن روحاني، محمد جواد آذري جهرمي، بوصفه أحد أعضاء مقرّ الرئيس الإيراني المُنتخَب مسعود بزشكيان، بتعاون حكومة إبراهيم رئيسي في انتقال السُلطة للرئيس الحالي بزشكيان.

وكتب آذري جهرمي على حسابه الشخصي في منصَّة «إكس» للتواصل الاجتماعي، أمس الاثنين (8 يوليو): «خلال الـ 48 ساعة الماضية، وبعد الاستماع إلى تقارير مهمَّة عن أوضاع البلاد، سيأتي الرئيس المُنتخَب (بزشكيان) قريبًا بين رجال الأعمال والمنتجين، ويستمع إلى أحاديثهم بشكل مباشر».

وأردف: «إنَّ تعاون محمد مخبر في تسليم الحكومة، وكذلك خلال مدَّة تولِّي إدارة الحكومة بالإنابة، جديرٌ بالتقدير والشكر». 

وكالة «إيسنا»

إرسال مشروع قانون التعاون الاقتصادي مع سوريا إلى البرلمان الإيراني

أرسلَ القائم بأعمال الرئاسة الإيرانية محمد مخبر، خلال رسالة إلى رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، أمس الاثنين (8 يوليو)، مشروعَ قانون اتفاقية التعاون الاقتصادي الإستراتيجي وطويل الأمد بين إيران وسوريا إلى السلطة التشريعية، تماشيًا مع تنفيذ المادَّة 77 من الدستور.

واستنادًا إلى المادَّة 77، فإنَّ «أيّ معاهدة أو اتفاق أو عقْد أو اتفاق دولي بين إيران والدول الأخرى أو المؤسَّسات الدولية، يجب أن يحظى بموافقة البرلمان الإيراني».

وتمَّت الموافقة على مشروع القانون هذا من قِبَل مجلس الوزراء، بناءً على اقتراح وزارة الطُرُق والتنمية الحضرية، باعتبارها رئيسَ اللجنة الاقتصادية المشتركة بين إيران وسوريا، خلال اجتماع وزاري بتاريخ 16 يونيو الماضي.

وتتضمَّن المادَّة الوحيدة في مشروع قانون التعاون الاقتصادي طويل الأمد بين إيران وسوريا، مقدِّمةً و5 مواد، وبحسب الفقرة 2 من المادَّة 5 من هذا القانون، فإنَّ مدَّة الاتفاقية هي 20 عامًا، ويمكن تمديدها طالما تفي سوريا بالتزاماتها وسداد خطوط الائتمان من طهران إلى دمشق.

وكالة «إيرنا»

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
إدارة التحرير