أعربَ الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، أمس الأربعاء، خلال اجتماعه مع وزير الخارجية السوداني حسين عوض، عن سعادته بالخطوات التي تضمي إلى الأمام في العلاقات بين طهران والخرطوم.
وفي شأن سياسي دولي آخر، التقى وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي، أمس الأول، مساعدَ رئيس وزراء الحكومة الأفغانية للشؤون السياسية محمد عبد الكبير والوفد السياسي المرافق له، الذي جاء إلى طهران للمشاركة في حفل أداء الرئيس الإيراني الجديد اليمينَ الدستورية.
وفي شأن اقتصادي، أكَّد عضو غرفة تجارة إيران حسين سلاح ورزي، أنَّ الميزان السلبي للتجارة غير النفطية لبلاده، «غير مسبوق» منذ عام 2011م.
وعلى صعيد الافتتاحيات، من منظور افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، فإنَّ إسرائيل من خلال عملية اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر، تسعى إلى جرِّ إيران إلى حربٍ إقليمية.
بينما قرأت افتتاحية صحيفة «آرمان أمروز»، الرسائل المستنبطة من عملية اغتيال إسماعيل هنية في طهران، وتبِعات تلك العملية، من خلال 5 نقاط أساسية.
«آرمان ملي»: إسرائيل تسعى إلى حرب إقليمية
من منظور افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، عبر كاتبها محلِّل القضايا الدولية فريدون مجلسي، فإنَّ إسرائيل من خلال عملية اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر، تسعى إلى جرِّ إيران إلى حربٍ إقليمية، وترى أنَّ تنفيذ عملية هنية تمَّت بـ «وقاحة من نوعٍ خاص»، وأنَّ هناك استعدادًا آخر خلفَ تلك «الوقاحة».
ورد في الافتتاحية: «اغتيال «الكيان الصهيوني» إسماعيل هنية؛ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، وفؤاد شكر؛ أحد كبار قادة حزب الله في لبنان، علامة على أنَّ إسرائيل تطلب الحرب، وتريد إجبار إيران على المشاركة في حربٍ أكبر وأكثر استنزافًا ممّا حدث في المنطقة حتى الآن. لذلك، استخدموا قبل هذا جميع الإجراءات لجرِّ إيران إلى حربٍ إقليمية، ويمكننا مشاهدة مثال ذلك في الأشهر القليلة الماضية في اغتيال المستشارين العسكريين لبلدنا في سوريا، على الرغم من أنَّ إيران ردَّت بدورها على هذا الإجراء الإسرائيلي. لكن ما هو مؤكَّد هو أنَّهم يعتقدون أنَّهم إن استطاعوا إقحام إيران في مثل هذه الحرب، فسيكونون قادرين على مصارعة إيران، ومن ناحية أخرى سيكونون قادرين على تحويل انتباه العالم من غزة إلى منطقة أخرى، وأن يتمكَّنوا من الحفاظ على أنفسهم أكثر قليلًا، من خلال توسيع الحرب في المنطقة.
أرادَ «الصهاينة» بهذا العمل اللا إنساني والمخالف للقوانين الدولية، إظهارَ قوَّتهم في طهران بطريقةٍ ما. بينما «الصهاينة» أنفسهم عالقون في مستنقع غزة، ولم يتمكَّنوا بعد شهور من تحقيق ما أرادوا في تلك الحرب، وهُزِموا هزيمةً تلو الأخرى. ومع ذلك، ليست هذه هي المرَّة الأولى، التي ينفِّذ فيها «الصهاينة» عمليات إرهابية في إيران؛ قبل سنوات اغتالوا بعض العلماء النوويين الإيرانيين. بالطبع، يجب مراقبة أنشطة تجسُّس «الصهاينة» في بلدنا، والتعامل معها بالشكل المناسب؛ حتى لا نشهد مثل هذه الحوادث. كما أنَّ على إيران أن ترُدّ على هذه الإهانة والإجرام الإسرائيلي بطريقة محسوبة وعقلانية وحاسمة، حتى لا يفكِّروا في مثل هذه المغامرات من جديد. صحيح أنَّ هدف الإسرائيليين من مثل هذه الأعمال الإرهابية هو جرّ إيران إلى حرب إقليمية، لكن يجب على إيران أيضًا أن تتعامل مع هذه القضية بطريقة محسوبة، وألّا تسمح لـ «الصهاينة» بإيقاعها في الفخ.
يبدو أنَّ الإسرائيليين واثقون إلى حدٍّ ما في المنطقة، ورُبَّما بمثل هذه الأعمال يدعون إلى نوعٍ من المواجهة القوية ونوعٍ من توجيه الضربات المُتبادَلة، وهو بالطبع ما ستنجُم عنه أضرار. لأنَّنا إذا نظرنا عن كثَب إلى اغتيال إسماعيل هنية مؤخَّرًا في طهران، سنرى أنَّهم فعلوا ذلك بوقاحة من نوعٍ خاص. وقاحة يبدو أنَّ هناك استعدادًا آخر خلفها».
«آرمان أمروز»: رسائل وتبعات اغتيال هنية
يقرأ الصحافي والخبير في الشؤون السياسية صلاح الدين خديو، من خلال افتتاحية صحيفة «آرمان أمروز»، الرسائل المستنبطة من عملية اغتيال إسماعيل هنية في طهران، وتبِعات تلك العملية، من خلال 5 نقاط أساسية.
تقول الافتتاحية: «الاغتيال المتزامن لإسماعيل هنية في قلب طهران وفؤاد شكر؛ القائد الأعلى لحزب الله، في حصنه الأمني في الضاحية الجنوبية لبيروت، أحداث حاسمة في تحديد اتّجاه الأحداث المستقبلية في المنطقة.
أولًا: كشفت هذه الاغتيالات مدى الاختراق الاستخباراتي للإسرائيليين، وتُعتبَر إنجازًا أمنيًا كبيرًا بالنسبة لهم، قبل كونها نجاحًا على الأرض. في غزة نفسها، وهي منطقة صغيرة ومُحاصَرة إلى حدٍّ ما من إسرائيل، تفتقر وكالات التجسُّس التابعة للدولة اليهودية إلى هذا المستوى من الاختراق والنفوذ.
ثانيًا: تعكس هذه الاغتيالات، تصميم تل أبيب على رسْم خطوط حمراء جديدة. وعلى وجه التحديد، يعتزم هذا الكيان تجاوُز نقاط التحوُّل التي ظهرت في 7 أكتوبر، وعملية الوعد الصادق وهجوم مجدل شمس، التي كشَفَ كلٌّ منها نقاط ضعفه الإستراتيجية بطريقةٍ أو بأخرى، وفرْض ترتيبات جديدة على الأطراف المتحارِبة. في الحقيقة هناك رسالة غير مباشرة يتِم توجيهها من خلال هذه الاغتيالات إلى حزب الله، وهي أنَّه في حال حدوث ردّ فعل والدخول في حربٍ شاملة، فالإرادة السياسية والقُدرة الأمنية والعسكرية اللازمة لاستهداف شخصيات حزب الله موجودة!
ثالثًا: سياسيًا يسعى نتنياهو إلى إنفاق القيمة المُضافة، التي حقَّقها من اغتيال هنية في السوق السياسية المحلِّية؛ على الرغم من الاستقبال الصاخب الأسبوع الماضي في الكونجرس الأمريكي، إلّا أنه يواجه معارضةً غير عادية وعُزلةً في الداخل والخارج. ووقْف إطلاق النار في حرب غزة، التي وصلت إلى طريق مسدود، وتبادُل الأسرى، بمثابة نهاية للحياة السياسية. لذلك، فهو ينوي مواصلة الحرب الحالية المثيرة للجدل، على أمل القضاء على حماس، من خلال إيجاد العراقيل وكسْب الوقت، حتى حلول نوفمبر وفوز ترامب المُحتمَل.
لذلك، فإنَّ اغتيالات الأمس وتداعياتها المُحتمَلة من حيث زيادة النطاق النسبي للتوتُّرات، تُعتبَر نوعًا من الإنجاز ووسيلةَ بقاء لحكومة نتنياهو في المنافسات السياسية الداخلية في إسرائيل.
رابعًا: اغتيال الأمس يضع طهران أيضًا في موقف صعب. لقد كان هنية ضيفًا رسميًا على الحكومة الإيرانية، في مراسم رمزية مهمة. والقيام بهجوم إرهابي في العاصمة، في الوقت الذي لم تغادر فيه الوفود الأجنبية -التي حضرت حفل تنصيب الرئيس الجديد- طهران بالكامل بعد، يُعتبَر عملًا استفزازيًا للغاية. وعلى الرغم من أنَّ عدم مقتل أيّ إيراني في الحادث، وعدم اعتراف الحكومة الإسرائيلية رسميًا بالمسؤولية عنه -على عكس اغتيال فؤاد شكر في بيروت- جاء من أجل الحيلولة دون استفزاز إيران أكثر من اللازم، وعدم إجبارها على الانتقام، إلّا أنَّ هذا الأمر عند هذا الحد أيضًا يشكِّل تحدِّيًا غير مسبوق.
خامسًا: اغتيال الأمس في الساعات الأولى من تسلُّم بزشكيان مهامه، وضع حدًّا للشكوك والغموض حول السياسة الخارجية للحكومة الجديدة.
إنَّ احتمال أن يكون اغتيال هنية قد تمَّ تنفيذه دون إخطار مُسبَق لأمريكا، يقترب من الصفر. فضلًا عن غياب ممثِّلي الدول الغربية عن مراسم أول أمس، بل وقبل ذلك عدم إرسالهم التهاني لبزشكيان، يُشير إلى مواجهتهم الباردة مع تغيير الحكومة في إيران. وهذا يمكن أن يعني، إلى حدٍّ ما، استمرار السياسة الخارجية الحالية خلال السنوات الأربعة المقبل،. خاصَّةً أنَّ المحيط الإستراتيجي لإيران قد تغيَّر على نحوٍ غير مسبوق بعد الحرب في أوكرانيا وحرب غزة. وبذلك، ترِثُ حكومة بزشكيان وضعًا مختلفًا عمّا كان عليه عندما وصل حسن روحاني إلى السُلطة قبل عشر سنوات».
بزشكيان: سعداء بالخطوات التي تمضي للأمام في العلاقات بين طهران والخرطوم
أعرب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، أمس الأربعاء (31 يوليو)، خلال اجتماعه مع وزير الخارجية السوداني حسين عوض، عن سعادته بالخطوات التي تضمي إلى الأمام في العلاقات بين طهران والخرطوم.
وكان الوزير السوداني قد جاء إلى طهران، من أ جل حضور مراسم أداء الرئيس الجديد اليمين الدستورية.
واعتبر بزشكيان، خلال اللقاء، «إعادة فتْح السفارتين في طهران والخرطوم أمرًا مهمًّا ومؤثِّرًا لتعزيز وتحسين مستوى العلاقات»، وأعلن استعدادَ إيران لتوسيع نطاق التعاون مع السودان في الفترة الجديدة.
وفي جزء آخر من تصريحاته، وصفَ بزشكيان «العمل الإجرامي»، الذي قامت به إسرائيل باغتيال الشهيد إسماعيل هنية، بأنَّه «استمرار لإجرام هذا الكيان الصهيوني في غزة، وعلامة على وحشية الكيان وداعميه»، وأكَّد بقوله: «وفي مثل هذه الظروف، فإنَّ وحدة وتلاحُم الدول والشعوب الإسلامية، في مواجهة مثل هذه المؤامرات، ستكون أقوى وأكثر مقاومة».
بدوره، أدانَ وزير الخارجية السوداني اغتيالَ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وأعربَ عن تعازيه لحكومة وشعب إيران وللشعب الفلسطيني. وأكَّد اهتمامَ بلاده بتوسيع حجم التفاعل والعلاقات مع إيران في كافَّة المجالات.
وكالة «إيرنا»
وزير داخلية إيران يلتقي مساعد رئيس وزراء الحكومة الأفغانية للشؤون السياسية
التقى وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي، أمس الأول (الثلاثاء 30 يوليو)، مساعدَ رئيس وزراء الحكومة الأفغانية للشؤون السياسية محمد عبد الكبير والوفد السياسي المرافق له، الذي جاءَ إلى طهران للمشاركة في حفل أداء الرئيس الإيراني الجديد اليمينَ الدستورية.
وفى اجتماعه مع وحيدي، اعتبرَ عبد الكبير القضيةَ الفلسطينية إحدى القضايا المهمَّة للعالم الإسلامي، وفي إشارة إلى «مظلومية أهالي غزة»، قال: «إنَّ أفغانستان إلى جانب إيران تدعم أهالي غزة المظلومين، ورُبّما لو كانت لدينا حدود مشتركة مع كيان الاحتلال، لخُضنا حربًا ضدّ الصهاينة دفاعًا عن أهالي غزة المظلومين».
وفيما يتعلَّق بتحركات تنظيم داعش في المنطقة، قال المسؤول الأفغاني: «لا يوجَد في أفغانستان مكان لـ “داعش”، وحدودنا مسدودة في وجههم، ولن نسمح لأحد أن يسبِّب مشاكل لجيراننا، خاصَّةً إيران».
وكانت القضايا الاقتصادية من بين القضايا الأخرى، التي تطرَّق عبد الكبير إليها، وقال في هذا الصدد: «نريد تعاون إيران الاقتصادي والاستثماري في أفغانستان»، وأضاف قائلًا: «نتطلَّع إلى تحقيق العمران والتنمية في أفغانستان»، واصفًا اتّساع الأراضي الزراعية في بلاده، بأنَّها إحدى نقاط القوَّة لها، ومؤكِّدًا على ضرورة الاستثمار في هذا القطاع.
وفيما يتعلَّق بمجال المحاصيل في أفغانستان، قال: «قبل حُكم الإمارة الإسلامية كانت قطاعات كبيرة من الأراضي الزراعية مخصَّصة لزراعة الخشخاش، لكن الآن الإمارة الإسلامية لا تسمح لأحد بزراعة هذا المحصول، وتسعى لزراعة محصول بديل (القمح)».
واعتبر عبد الكبير إسرائيل العدو الرئيسي للعالم الإسلامي، وأوضح: «هذا الكيان غير الشرعي فاسد من الداخل، ولولا دعْم أمريكا له، لكان قد اختفى الآن، ولما كان شعب فلسطين وغزة المظلومين معرَّضين للظلم الآن».
وأشار المسؤول الأفغاني إلى بعض الاتفاقيات بين البلدين، ووصف تنمية العلاقات الاقتصادية بأنَّها أحد أهداف إيران وأفغانستان، وأضاف قائلًا: «يمكن للأسواق الحدودية أن تقدِّم مساهمة كبيرة في المعاملات الاقتصادية بين البلدين؛ وبالتالي يجب أن يكون تطويرها على جدول الأعمال».
وكانت قضية المياه في هلمند إحدى القضايا الأخرى التي أشار إليها عبد الكبير، وقال: «تُعتبَر هذه القضية من أهمِّ القضايا، التي ينبغي أن تكون محور مباحثات الجانبين، ونتوقَّع أن تتحقَّق قضية الحقوق المائية بمزيدٍ من التعاون».
وكالة «إيسنا»
عضو بغرفة تجارة إيران: الميزان السلبي للتجارة غير النفطية غير مسبوق منذ 2011م
أكَّد عضو غرفة تجارة إيران حسين سلاح ورزي، أنَّ الميزان السلبي للتجارة غير النفطية لبلاده، «غير مسبوق» منذ عام 2011م، وقال: «بلغ الميزان السلبي للتجارة غير النفطية الإيرانية في العام الماضي الذروة؛ ما اضطرَّ الحكومة الإيرانية لإدراج إحصائيات صادرات النفط ضمن تقارير التجارة الخارجية، للتغطية على الموضوع».
وصرَّح ورزي، أمس الأربعاء (31 يوليو): «كان الميزان السلبي للتجارة غير النفطية الإيرانية في العام الماضي 16 مليار دولار، وهذا نموذج غير مسبوق لمثل عدم التوازن هذا منذ عام 2011م».
يُشار إلى أنَّ الميزان التجاري يعني الاختلاف بين الصادرات والواردات في البلد، وبعبارة أخرى، فقد كانت واردات إيران غير النفطية العام الماضي 16.8 مليار دولار، وحتى أكثر من الصادرات غير النفطية، استنادًا لإحصائية الجمارك الإيرانية.
وكان هذا الرقم في عام 2020م «سالب 2.3 مليار دولار»، وفي عام 2021م «سالب 3.9 مليار دولار»، وفي عام 2022م «سالب 6.5 مليار دولار».
وأوضح عضو غرفة تجارة إيران: «لقد احتسبت الحكومة في عام 2023م الصادرات النفطية في تقديرات الميزان التجاري للبلد، من خلال التلاعب بالإحصائيات».
وتُعتبَر الصين أكبر شريك تجاري لإيران، وتؤِّكد إحصائيات الجمارك الإيرانية حصول نمو في وزن الصادرات الإيرانية إلى الصين بنسبة 56% منذ عام 2021م إلى العام الماضي، ووصل إلى 46.7 مليون طن، لكن في المقابل، انخفضت قيمة البضائع الإيرانية المُصدَّرة إلى الصين أقلّ من 40 مليون دولار، وقد بلغت أقلّ من 14 مليار دولار.
وأشار ورزي كذلك إلى الوضعية التجارية مع العراق، الذي يُعَدُّ أكبر سوق للصادرات الإيرانية، قائلًا:« لقد رفعت أمريكا حلقة العقوبات، وأصبح للدولار سعران للتصريف في العراق، في الوقت الذي كان يريد العراقيون رفْع قيمة عملتهم الوطنية».
وقال: «على أساس هذه العملية، أصبح سعر صرف النقد الأجنبي في شركات الصيرفة العراقية والأسواق الحُرَّة (السوداء)، أكثر بنسبة 15 إلى 20% من السعر الرسمي في هذا البلد، وقد تسبَّب هذا في أن يتحمَّل المشتري العراقي كلفة أعلى من 20% في التعامل مع التاجر الإيراني، وأدَّى هذا أيضًا إلى تراجُع القوَّة التنافسية للسِلَع الإيرانية بالأسواق العراقية».
موقع «راديو فردا»