دعا ولي عهد إيران السابق رضا بهلوي الشعبَ الإيراني إلى إقامة حداد وطني، اليوم الأحد وغدًا الإثنين، ردًا على مقتل جينا أميني، كما أدانت والدتُه فرح بهلوي في بيان، «الموت المفجع» لأميني.
وفي شأن أمني خارجي، أعلنت منظمة الحج والزيارة الإيرانية، أنَّ عددَ المتوفين من جرَّاء مسيرة الأربعين إلى كربلاء العراقية بلغ 93 إيرانيًا، حتى أمس الأول.
وعلى صعيد الافتتاحيات، حاولت افتتاحية صحيفة «مستقل»، أن تربط بين فرض الحجاب ودوريات الإرشاد وموت الفتيات، كموت مهسا أميني، وطالبت بتشكيل لجنة لتقصِّي الحقائق؛ للكشف عن أسباب موتها. ورصدت افتتاحية صحيفة «كسب وكار»، تبِعات انخفاض الاستثمار الداخلي والخارجي في إيران، معيدةً السبب لعدم وجود الأمن في الاقتصاد.
«مستقل»: العلاقة بين الحجاب ودوريات الإرشاد والموت!
يحاول الخبير في القانون حسن أمين، من خلال افتتاحية صحيفة «مستقل»، أن يربط بين فرض الحجاب ودوريات الإرشاد وموت الفتيات، كموت مهسا أميني، ويطالب بتشكيل لجنة لتقصِّي الحقائق؛ والكشف عن أسباب موتها.
وردَ في الافتتاحية: «موت فتاة مدينة سنندج مهسا أميني الغامض والمُحزن بعد «هدايتها» و«إرشادها»، من خلال عناصر دوريات الإرشاد إلى القاعدة الموجودة في شارع وزراء، عبارة عن كارثة. هذا الموت بلا سبب (ربما أنه تصادم أدَّى إلى القتل!) يُجبر أيّ مواطن على التفكير في كيف يمكن تبرير هذا المستوى من العنف ضد النساء، وهذه الازدواجية بين أمر ونهي النظام وسلوك المواطنين المتعارف عليه، في مجتمع متحضِّر.
المسؤولون يزعمون، من منطلق حُكم الإسلام الفقهي، أن عدم مراعاة الحجاب الذي يقبل به الحُكّام جُرمٌ مشهود يمكن متابعته جنائيًا. لذا، فإن دوريات الإرشاد تعتقل النساء والفتيات اللواتي -من وجهة نظرهم- لا يرتدين الحجاب أو يرتدينه بشكل سيء، وأحيانًا لا يلقينَ بالًا للتنبيهات الشفهية، وتقوم بتوقيف مركبات النساء والفتيات اللواتي لا يراعين ارتداءَ الحجاب المقبول أثناء القيادة.
من وجهة نظر عقلانية، ومن وجهة نظر الوعي الجماعي، إن كان لباس وسلوك المواطنين في الأزقَّة والشوارع وأمام الملأ العام مُخِلٌّ بالنُظُم العام ويتعارض مع الأخلاق الحسنة، يجبُ حينها منعه، لكن إن كان العُرف العام هو من يحكم، وكانت الهيئة المنصفة التي تمثِّل المواطنين هي الحَكَم النهائي، فإن لباس هؤلاء النساء والفتيات متعارفٌ عليه من وجهة نظر غالبية المواطنين.
إن حُجيّة العرف و”بناء العقلاء” في الفقه الإسلامي أيضاً تؤيّد السلوك الجمعي في هذه الأمور. في البلد المسلم الصغير الجار، يعني دُبي، إن ارتدت النساء أو الفتيات السائحات بنطلونًا قصيرًا في الأسواق التجارية أو في الملأ العام أو في الأماكن السياحية، تقوم شرطةٌ خاصة بتنبيههن شفاهيًا وكتابيًا إلى أنَّ هذا النوع من اللباس ليس مرغوبًا في البلد المُضيف، ويتجاوب مواطنو الدول الأجنبية مع هذه التنبيهات ويلتزمون بها؛ لأنَّ دولة الإمارات في المقابل تقوم بتأمين أرواح وأموال جميع الناس، سواءً الإماراتيين أو غير الإماراتيين. في إيران تسير الأمور بالعكس، المسؤولون عن تأمين كثير من حقوق المواطنين غافلون أو عاجزون حتى عن توفير احتياجات الناس الأساسية؛ من مياه الشرب والهواء السليم والتغذية الكافية، حتى الاحتياجات الأولية لأيّ مجتمع سليم من قبيل حرية الانتقاد وحرية الأحزاب والانتخابات وحقوق المواطنة، وغيرها، وفي نفس الوقت نجد أنَّ هذا النظام يُصِرُّ بحِدّة وعنف على إجبار النساء على مراعاة الحجاب الظاهري داخل البلد، في حين أنَّ النساء والفتيات الإيرانيات لا يهربن إلى تركيا ودبي والدول الأخرى فحسب، لا بل ويعانون داخل إيران من الفقر والبطالة والعوز والإدمان والطلاق، وغيرها من الأمور، حتى أنَّ بعضهن يستسلمن لبيع أجسادهن. لا يوجد فضيحة أكبر بالنسبة لنا من الخبر الذي انتشر مؤخرًا، صحيحًا كان أم خطأ، من أنَّ نائب الأنبار في البرلمان العراقي، وهي سيدة، حذَّرت من أنَّ علاقات الرجال العراقيين مع المومسات الإيرانيات تُهدِّد أساسَ الأُسر العراقية!
سلوك الشرطة الإيرانية مع الفتيات والسيدات الإيرانيات ليس فقط غير مُتحضِّر، لا بل يبعثُ على الخجل. وصل الأمر لدرجة أن بعضهن يهاجرن للخلاص من أذى وإزعاج عناصر الشرطة في بلادهن، وحتى يجدن الأمان. إنَّ هروب الكوادر البشرية وإهدار عمر واستعداد النساء الإيرانيات، وحرمان كبار السن من أبنائهم وغير ذلك، كلها من نتائج سلوك مثل هؤلاء العناصر المأمورين. کما أنَّ معدلات الهجرة وهروب رؤوس الأموال مرتفعة، والعجيب أنَّ أبناء وبنات مسؤولي النظام الإيراني رغم امتلاكهم الإمكانات يقفون على رأس قائمة الشباب الإيراني الذين يفضّلون العيشَ في أمريكا وكندا وأوروبا وأستراليا، على العيش في الجمهورية الإسلامية.
إنَّ الوجدان الجمعي للشعب الإيراني يطالب بإيقاف دوريات الإرشاد، ويستنكر سلوكياتها مع النساء، ويطالب بتشكيل لجنةٍ لتقصِّي الحقائق، مكونة من شخصيات محايدة ومحترفة ومتخصصة في الطب والقانون؛ للكشف عن أسباب موت مهسا أميني».
«كسب وكار»: تبعات انخفاض الاستثمار
ترصد افتتاحية صحيفة «كسب وكار»، عبرَ كاتبها الخبير الاقتصادي يوسف كاووسي، تبِعات انخفاض الاستثمار الداخلي والخارجي في إيران، وتُعيد السببَ لعدم وجود الأمن في الاقتصاد.
تقولُ الافتتاحية: «انخفاض وتراجع الاستثمار الإجمالي في إيران، سببُه عدم وجود الأمن في الاقتصاد. عندما لا يكون لدينا أمن في الاقتصاد، فإن من الطبيعي أن يتراجع الاستثمار. لا المستثمر الداخلي ولا المستثمر الخارجي لديهم الرغبة بالاستثمار، ولا يمكن توقُّع أيّ شيء في اقتصاد إيران. حتى أنه لا يمكن تحديد الوضع، خلال الشهر المقبل. بعبارةٍ أخرى، إنَّ مشكلة الاقتصاد الإيراني أساسية.
لا يوجد لدينا من الأساس مستثمرٌ أجنبي، وهذه الأرقام المُعلَنة هي إحصائيات مُصطنَعة، ولا حقيقةَ لها. إنَّ أسبابَ عدم جذب المستثمر الأجنبي هي التوترات الدولية، والعقوبات، وانعدام الأمن في الاقتصاد، وعدم رعاية المعايير المطلوبة، ويمكن إضافة تشديد العقوبات الخارجية خلال الفترة الأخيرة، والمجازفة في التعامل مع الأسواق العالمية على المدى البعيد إلى قائمة العوامل المقيّدةِ للاستثمار في إيران. المستثمرون الأجانب لا يمكنهم إدخال أموالهم إلى إيران بالحقائب، نقلُ الأموال يجبُ أن يكون من خلال المصارف، وهذا الطريق أيضًا مُغلَق؛ لهذا السبب لا تحدُث استثمارات خارجية. بحسب المسؤولين، من المقرَّر أن يدخل المستثمرون الأجانب إلى بورصة «كيش»، لكن هذه التصريحات عمليًا مجرد استعراض. كما أُعلِن عن أنَّ أفغانستان استثمرت في بورصة إيران، ومقدار هذا الاستثمار هو 10 مليارات تومان، وهو مبلغ ضئيل جدًا.
معدل الاستثمار بالسالب له تأثير على التضخم ورفاه الناس، وأيضًا على إحصائيات البطالة. تراجُع الاستثمار يؤثر بالسلب على جميع المؤشرات الاقتصادية، في حين أنَّ زيادة الاستثمار تُساهم كثيرًا في زيادة فرص العمل وانخفاض التضخم، وعندما يُصبح الاستثمار بالسالب، فهذا يعني أنه لن يكون لدينا إنتاجية. النمو السلبي لصافي رصيد رأس المال يعني انخفاضَ إمكانيات النمو الاقتصادي، وانخفاضَ دخل الفرد في الاقتصاد».
بهلوي يدعو إلى حداد عام اليوم وغدًا.. ووالدته تُدين «موت أميني المفجع»
دعا ولي عهد إيران السابق رضا بهلوي الشعبَ الإيراني إلى إقامة حداد وطني، اليوم الأحد وغدًا الإثنين، ردًا على مقتل جينا أميني، كما أدانت والدتُه فرح بهلوي في بيان، «الموت المفجع» لأميني.
وقال بهلوي في رسالة نشرها أمس السبت (17 سبتمبر): إنَّ «القتل الصادم لـ جينا (مهسا) أميني على يد النظام المعادي لإيران والمعادي للنساء، مسَّ مشاعرَ الشعب الإيراني بأكمله. لهذا، علينا إقامة عزاءٍ عام وحدادٍ وطني يومي الأحد والإثنين 18 و19 سبتمبر؛ من أجل تكريم جينا أميني، وكلّ أبناء إيران من الضحايا»،وأردَف: «هذا الإحساس المشترك والحداد الوطني والغضب العام، يُعَدّ دليلًا آخر على عزم الشعب على الصمود، حتى إحقاقِ الحق».
وأضاف ولي العهد السابق في جانبٍ آخر من الرسالة: «المقاومة التي تخضَّبت على مدار 43 عامًا بدماء ندا آغا سلطان (موسيقية إيرانية قُتلت في يناير 2009م)، لن تنتهي بدماء جينا. إنهم جميعًا أبناء إيران، وإيران اليوم تطالب بحق أبنائها وبناتها؛ ندا وبويا وبجمان ونيكتا ووحيد ونويد وريرا وجينا».
وبالتزامن مع إقامة مراسم تشييع ودفن مهسا أميني، أمس السبت، نزلت حشودٌ ضخمة من أهالي سقز وسنندج إلى الشوارع، وأحيوا ذكرى أميني، وهتفوا بشعارات ضد الحجاب الإجباري وكبار المسؤولين الإيرانيين.
وذكر موقع «هينغاو» الحقوقي، مساء أمس، أنَّ «ما لا يقل عن 13 مواطنًا، اثنان منهم تحت سن 18 سنة تعرَّضوا لإصابات، خلال التصدي بعنف لاحتجاجات أهالي سقز، ولا تزال الاحتجاجات مستمرة».
من جهتها، أدانت زوجةُ شاه إيران السابق، فرح بهلوي، في بيان لها أمس «الموت المفجع» لمهسا أميني، وكتبت: «موتٌ مفجع لمهسا أميني، على يد النظام المعادي للمرأة. قضت فتاةٌ إيرانية على يد النظام المعادي لإيران. بصفتي أمٌ إيرانية، أتقدَّمُ من صميم قلبي بأحرِّ التعازي لوالدة جينا ووالدها ولكلّ أقاربها».
موقع «إندبندنت-فارسي» + موقع «راديو فردا»
وفاة 93 إيرانيًا في مسيرة الأربعين بكربلاء العراقية
أعلنت منظمة الحج والزيارة الإيرانية، أنَّ عددَ المتوفين من جرَّاء مسيرة الأربعين بكربلاء العراقية بلغ 93 إيرانيًا، حتى أمس الأول (الجمعة 16 سبتمبر).
وذكرت المنظمة أنَّ إحصائيةَ الوفيات، تأتي استنادًا لمعلومات المركز الطبي للحج والزيارة في الهلال الأحمر، و «تشتملُ فقط على الزوّار المثبَّتةِ أسماؤهم ووثائقُهم في منظومة سماح، ولا تتوفر لدى المنظمة إحصائيةٌ عن بقية الزوّار المتوفين، ممن لم يتمَّ تسجيلهم في المنظومة».
وكانت السفارة الإيرانية في بغداد قد أعلنت في وقتٍ سابق، أنَّ «أسباب الوفيات تعود لحوادث الطُرق أو الوفاة الطبيعية، وازدحام المشاركين في مسيرة الأربعين، وارتفاع درجات الحرارة، ما أوجدَ الكثيرَ من المشاكل للزوّار».
وكالة «إيسنا»