أكَّد السياسيُ الإصلاحي عضوُ المجلسِ المركزي لحزبِ كوادِر البِناء يد الله طاهر نجاد، في مقابلةٍ مع وكالةِ «إيسنا» أمسٍ الأحد، أنّ إهانةَ الرئيسِ الإيراني حسن روحاني «لنْ تحُلَّ مشكلةً في إيران، بل ستزيدُ المشاكِل».
وفي شأنٍ داخليٍ آخر، أكَّدت زوجةُ السجين السياسي بهنام محجوبي، عقِب تزايُد المخاوف بشأن حالتهِ الصحِّية، أنَّ «ضُبّاط السجن أعطوهُ 24 قرصًا مجهولًا، واشترطوا عليه تناوُلها حتّى ينقُلونه إلى المستشفى».
وعلى صعيدِ الافتتاحيات، شبَّهت افتتاحيةُ صحيفةِ «مردم سالاري»، ما حدثَ بشأنِ مقتلِ رجُلٍ في مشهد مِن خلالِ تصرُّف الشُّرطة معهُ أثناءَ توقيفِه، بما فعلتهُ شُّرطةُ مينيابوليس الأمريكية مع جورج فلويد.
كما رصَدت افتتاحيةُ صحيفةِ «تجارت»، كيفَ يلتهمُ إيجارُ السكنِ ما بين 50 إلى 70% مِن دخلِ أصحابِ الرواتب في إيران.
«مردم سالاري»: من مينيابوليس إلى مشهد
تُشبِّه افتتاحية صحيفة «مردم سالاري»، عبر كاتبها الصحافي كيان راد، ما حدث بشأن مقتل رجل في مشهد من خلال تصرُّف الشرطة معه أثناء توقيفه، بما فعلته شرطة مينيابوليس الأمريكية مع جورج فلويد.
تذكر الافتتاحية: «انتشرت خلال الأيام الأخيرة مقاطع فيديو تشير إلى تدخُّل قوّات الشرطة في حلّ نزاع عائلي في مدينة مشهد، لكن بدلًا من حلّ المشكلة، انتهت القصَّة بموت الرجل المشهدي. إنّ مقاطع الفيديو التي سجَّلت هذه السلوكيات تشير إلى أنّ قوّات الشرطة سمحت لنفسها بفعل ما شاءت مع هذا الرجل؛ لأنّه كان على ما يبدو مدمنًا، فقاموا بتكبيل يديه وربطه إلى وتد من الحديد أمام الناس، وألحقوا به الضرر، ورشُّوا رذاذ الفلفل في عينيه. كُلّ ما فعلوه لم يكُن بحقّ لص أو قاتل أو مجرم. لم يكُن حتّى بإمكانه الهروب، فقد كان مُقيَّدًا منذ البداية. مثل هذا السلوك مع هذا الرجل لم تكُن نتيجته إلّا كنتيجة تصرُّف الشرطة الأمريكية بحقّ جورج فلويد في مدينة مينيابوليس، وهو سلوك يبعث على الأسف، على الرغم من أنّ هناك بعض الاختلافات بين الحادثتين.
عندما أسرت الشرطة الأمريكية جورج فلويد، لم يقُم أحد بعرضه في شوارع المدينة، ولم يضحك أحدٌ على ذلك المنظر، لكن عندما وقع الرجل المشهدي أسيرًا في يد الشرطة، اجتمع البعض حوله وكانوا يضحكون منه ويستهزؤون به، والتقطوا له الفيديوهات. رُبّما بعض هؤلاء شاركوا بعد موته في هاشتاج «جورج فلويد إيران»!
إنّ الشرطة التي تسبَّبت بهذه المصيبة لهذا الرجل المشهدي من أبناء جلدتنا، وكذلك الناس الذين اجتمعوا وكانوا ينظرون إلى ذلك المنظر من باب التسلية. انظروا إلى حوادث العنف التي تحدُث مؤخَّرًا! من التعامُل بعُنف مع الباعة المتجوِّلين إلى ضرب وسب فتاة عبّادان، ومن البلطجة والعُنف في الشوارع إلى النزاعات التي تعقُب حوادث الاصطدام بين المركبات. كُلّ من يتصرَّفون بهذا الشكل هُم أناس عاديُّون، ما الذي حدث بحيث وصل العُنف إلى حدّ أصبح الكثيرون مِنّا لا يدينُونه إلّا بالقول، لكن في الفعل نجدُ أنفسنا جزءًا من دائرة العنف؟ هل هي المشكلات الاقتصادية؟ أم دهس الكرامة الإنسانية؟ أم انحطاط شخصية الإيرانيين؟ أم عدم اهتمام المسؤولين بالاحتجاجات الشعبية؛ حيث يذكِّرنا شهر أكتوبر الذي نعيشه الآن ببعض تلك الاحتجاجات؟ أم لا مبالاة النظام الذي كان يريد الارتقاء بقيمة الإنسان، لكنّه عاجزٌ اليوم عن توفير الحدّ الأدنى من احتياجات الناس؟ ما الذي تسبَّبنا به لهؤلاء الناس الذين يشبهون الآن القدر الذي يغلي من الغضب؟ دائرة العنف هذه تحذِّرنا من أيام أشدّ مرارة إن لم نأخذها على محمل الجدّ».
صحيفة «تجارت»: 70% حصّة الإيجار من دخل الناس
يرصد رئيس لجنة الإعمار بالبرلمان محمد رضا رضائي كوتشي، من خلال افتتاحية صحيفة «تجارت»، كيف يلتهم إيجار السكن ما بين 50 إلى 70% من دخل أصحاب الرواتب في إيران.
ورد في الافتتاحية: «للأسف، استحوذ بعض السماسرة والانتهازيين على سوق الإسكان، وبسبب عدم قُدرة الحكومة على التحكُّم في الأسعار و7 سنوات من إهمال البناء؛ نشهد ارتفاعًا غير منضبط في الأسعار في هذه السوق. لكن ارتفاع تكلُفة السكن كان له تداعيات سيِّئة للغاية على حياة المستأجرين، حيث شهدنا زيادةً بنسبة 40% في معدَّلات الإيجار في سوق الإسكان خلال هذا الصيف، وللأسف ترتفع معدَّلات إيجارات المساكن يومًا بعد يوم، وكان لهذه القضية تأثيرٌ سلبيٌ واسعٌ للغاية بشكلٍ مباشر على سُبُل معيشة واقتصاد الأُسر؛ وأسوأ ما في الأمر هو الدخل المنخفض لغالبية المجتمع، وخاصّةً من يتقاضون رواتب، وقد تسبَّبت الرواتب المتواضعة للغاية في إنفاق 50 إلى 70% من دخل الأُسرة على إيجار السكن، وهذه الإحصائية تعني تهديدًا لاقتصاد الأُسرة.
خلال السنوات الأخيرة، واجه الشعب العديد من المشاكل في دفع الإيجار. أصبح وضع سوق إيجارات المساكن أكثر تأزُّمًا؛ لأنّه مع ارتفاع أسعار المساكن، توقَّف الكثير من الناس عن شراء المساكن؛ بسبب انخفاض القوّة المالية وتوجهوا نحو الاستئجار، وبالتالي ارتفع الطلب على الإيجارات بشكلٍ حاد، وارتفعت أسعاره نتيجةً لذلك. بالطبع لا بُد من التفكير في حلٍّ لهذا الوضع؛ فالنقد وحده لا يكفي. في ظلّ هذا الوضع، أهمّ حلٍّ للحدّ من مشاكل سوق الإيجار هو بناء المساكن، وبالتأكيد إذا زاد معدَّل بناء المساكن، ووصل نظام العرض والطلب إلى التوازُن، فيمكن في مثل هذه الظروف الأمل في انخفاض الأسعار، ويمكن للحكومة التحرُّك أيضًا في اتّجاه إنتاج مساكن التأجير؛ لتلبية بعض احتياجات هذا القطاع».
إصلاحي: إهانة الرئيس روحاني لن تحُلّ أيّ مشكلة في إيران
أكَّد السياسي الإصلاحي عضو المجلس المركزي لحزب كوادر البناء يد الله طاهر نجاد، في مقابلة مع وكالة «إيسنا» أمسٍ الأحد (25 أكتوبر)، أنّ إهانة الرئيس الإيراني حسن روحاني «لن تحُلّ مشكلة في إيران، بل ستزيد المشاكل، وهي في الحقيقة إشارة إلى أعداء إيران، حول مدى نجاح جهودهم في خلق أزمة».
وتابع طاهر نجاد: «تعاني إيران حاليًا من عقوبات اقتصادية، ومن فيروس كورونا، ومن البطالة والتضخُّم والمشاكل المعيشية، وهذا المجتمع بحاجة إلى الهدوء والأمل، لا أن نزيد حجم الأزمات بتصريحات غير مدروسة، وأن نعُلِن للعدو كم نجحَ في خلق أزمة في بلادنا. لا أدري كيف أنّ شخصًا مع هذا المنصب في البرلمان لا يُدرك هذه القضايا، ربما يُدلِي بهذه التصريحات غير المدروسة متأثِّرًا بتلقينٍ من المحيطين به».
وذكر الإصلاحي الإيراني أنّ خلق التوتُّر له تأثيرٌ مباشر على مؤشرات إيران الاقتصادية، وأوضح: «لا يمكن الاستثمار والتحرُّك نحو قفزة الإنتاج في بيئة مضطربة ومتوتِّرة. تتطلَّب قفزة الإنتاج مسارًا هادئًا. عندما يظهر الوضعُ حرجًا وغير مستقر لا يتمّ تشجيع الفاعلين الاقتصاديين وروّاد الأعمال على الإنتاج».
وأردف: «تحتاج إيران إلى رأس مال أجنبي أو استثمار محلِّي؛ لزيادة الإنتاج وخلق فُرص عمل، وقد توقَّف الاستثمار الأجنبي مع الإخلال بتنفيذ الاتفاق النووي، وإذا وجدت أزمة وتوتُّر في الداخل، فلن يتمّ تشجيع المستثمر المحلِّي على الاستثمار».
وكالة «إيسنا»
زوجة السجين السياسي محجوبي: أجبروه على تناول 24 قرصًا داخل كوب
أكَّدت زوجة السجين السياسي بهنام محجوبي، عقب تزايد المخاوف بشأن حالته الصحِّية، أنّ «ضُبّاط السجن أعطوه 24 قرصًا مجهولًا، واشترطوا عليه تناوُلها حتّى ينقلونه إلى المستشفى».
وغرَّدت صالحه حسيني زوجة السجين «الصوفي» محجوبي في صحفتها بموقع «تويتر»، أمسٍ الأوّل (السبت 24 أكتوبر)، وذكرت أنّهم «وضعوا 24 قرصًا داخل كوب، وقالوا له تناولها حتّى نُرسلك إلى المستشفى»؛ وأعربت عن قلقها بشأن المكان الذي سيُرسلون إليه زوجها، حيث كتبت: «مستشفى، أم مستشفى نفسي؟»، حيث كان قد تمّ في وقتٍ سابق، نقلُ عددٍ من المعتقلين السياسيين بمَن فيهم محجوبي إلى مستشفياتٍ نفسية.
وقُوبِل هذا الأمر بردود فعلٍ واسعة من قِبَل مستخدمي مواقع التواصُل الاجتماعي، وغرَّد المعتقل السياسي السابق إبراهيم الله بخشي، تحتَ هاشتاق «بهنام محجوبي»، أنّ طبيب السجن هو مَن أجبرَ محجوبي على تناوُل الأقراص.
يُذكر أن زوجة محجوبي كانت قد أعربت سابقًا عن قلقِها الشديد إزاءَ حالة زوجها الصحِّية، وذكرت أنّه «لن يُطيق ظروفَ السجن»، واعتبرت الحكومةَ الإيرانية مسؤولةً عن حياةِ زوجها. وبحسب حسيني، فإنّ زوجها السجين السياسي يعاني من أمراضٍ عصبية.
موقع «إيران إنترناشيونال»