أكَّدت مصادر إخبارية وحقوقية إيرانية، اعتقال عدد من الطلاب في محافظات مختلفة، وتزايُد تلك الاعتقالات الطلابية، بالتزامن مع استمرار الاحتجاجات داخل الجامعات.
وفي نفس سياق الاحتجاجات، أعلنت وكالة «هرانا» المعنية بحقوق الإنسان في إيران، في أحدث إحصائية لها عن الاحتجاجات في إيران، أنَّ عددَ قتلى تلك الاحتجاجات وصل إلى 459 شخصًا.
وفي شأن أمني، جرى استدعاء المخرج السينمائي الإيراني سجاد أفشاريان إلى جانب الممثل السينمائي علي شادمان، إلى نيابة إيفين بالعاصمة طهران، أمس الأربعاء.
وعلى صعيد الافتتاحيات، ترى افتتاحية صحيفة «همدلي»، أنَّ كرةَ القدم ليست مجرد لعبة، إذا استوعبها النظام الإيراني وإعلامه وأجهزته الأمنية، مع إيراد الفوارق بين حادثة مهسا أميني ونشر صور فرحة الإيرانيات دون حجاب.
وأوصت افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، المسؤولينَ الحكوميين بالعودة للشعب، والتعرُّف على المشكلات والفجوات؛ من أجل حلِّها وردْمها.
«همدلي»: كرة القدم ليست لعبة!
ترى افتتاحية صحيفة «همدلي»، عبر كاتبها رئيس التحرير فضل الله ياري، أن كرة القدم ليست مجرد لعبة، إذا استوعبها النظام الإيراني وإعلامه وأجهزته الأمنية، مع إيراد الفوارق بين حادثة مهسا أميني ونشر صور فرحة الإيرانيات دون حجاب.
ورد في الافتتاحية: «لم تنظر أجهزة النظام من قبل إلى كرة القدم بإيجابية، كما هو اليوم. فقد نظرت إلى هذه الظاهرة نظرةً سلبية منذ عقود؛ على سبيل المثال، بذلت جميع جهودها لمنع دخول النساء إلى الملاعب، لكنها أُجبِرت على السماح بدخولهنّ الملاعب، بعد أن شاهدت حزم «الفيفا»، مع أنها لا تزال تريد التهرُّب من هذا الأمر الصادر من «الفيفا» بشتى الحيل، حيث وجدت أن الحل يكمُن في إقامة المباريات المحلية دون جماهير.
تواجد فريق كرة القدم الإيراني في كأس العالم في قطر، وتزامن ذلك مع الاحتجاجات في إيران؛ ما أدى إلى أن تنجَرَّ كرة القدم إلى هذه المسألة. كان من الواضح أن بعض المحتجين ينوون الاستفادة من هذه الفرصة العالمية؛ كي ينقلوا رسالتهم للعالم من على منصّات الملاعب، لكن اتّضح بعد نشر الملف الصوتي لأحد المسؤولين الأمنيين، أن أجهزة النظام تنوي بدورها الحيلولة على نحوٍ ما دون تحركات المحتجين المُحتملة، كما تريد عرض نواياها بخصوص قضايا البلد في هذا المشهد العالمي. من هنا اتّضح خلال الأيام الماضية، أنها أرسلت عددًا كبيرًا من الشخصيات الإعلامية ونشطاء الإنترنت المرتبطين بالتيار الموصوف بالقِيَمي [الأُصولي] بأموال من بيت المال إلى هذه المناسبة العالمية؛ ما يشير إلى نيتهم الجازمة بهذا الخصوص.
خلال الأيام الأخيرة أدى نشر أجزاء من نشاطات هؤلاء الأفراد من خلال الإنترنت، إلى إظهار جانب مهم من تناقُض هذه الأجهزة في تعاملها مع مسألة كرة القدم، على النطاق العالمي. في هذه الأيام، تتحاور النساء اللواتي يرتدين الحجاب كما يريده النظام مع وسائل الإعلام المتواجدة في قطر، ويتحدّثن عن المساواة في الفُرص بين الرجال والنساء، لكن جزءًا كبيراً من النساء داخل إيران يرينَ أن هذه الفرص غير موجودة.
في خطوة أخرى ضمن هذا السياق، وبعد فوز إيران على ويلز، نشرت وسائل الإعلام الرسمية في إيران مقاطع تُظهِر فرحة النساء والفتيات غير المحجبات بهذا الفوز، حيث كُنّ يُظهِرن الفرح والسرور، دون أي إزعاج أو قيود تتعلَّق بكشفهن رؤوسهن ووجوههن. وهذه مظاهر كان بإمكانها إلى ما قبل بضعة أسابيع أن تتسبَّب بإرسال دوريات الإرشاد إلى الشوارع، حيث يصل الأمر إلى الاعتقال والغرامة، وفرض بعض القيود الأخرى.
والآن تصوَّروا لو أن هذه الفُرص التي توفَّرت في إيران وقطر؛ لتتواجد فيها النساء بحرية كاملة في الملاعب وتشجيع الفريق الوطني في الشوارع، كانت متاحةً داخل إيران قبل بضعة أشهر، وما سبق ذلك، ربما حينها لن يمكن القول بشكل دقيق ما الذي كان سيحصل؛ لكن يمكن القول ما الأحداث التي ما كانت لتحصل. أولًا ما كانت مهسا أميني تلك الفتاة من مدينة سقز لتُقاد إلى مركز شرطة الأخلاق، وما كان ليصل جسدها بلا روح إلى أهلها، ومن ثمَّ ما كانت لتحدُث بسبب ذلك تلك الاحتجاجات في البلد، وما كان ليفقد بعض الشبان والشابّات من قبيل نيكا وإسراء وكيان وعشرات الشباب الآخرين أرواحهم. ولما كانت هناك حاجة لأن يتواجد شباب مثل «آرمان علي وردي» و«حسن براتي» في مشهد وطهران للحفاظ على الأمن، والتضحية بأرواحهم. لو لم تنشغل البلاد بهذه الهوامش، لما كان بإمكان أي إرهابي الدخول إلى ضريح شاهتشراغ، وارتكاب تلك الجريمة والتسبُّب في يُتْم أطفال مثل «آرتين سرايداران».
صحيح أن هناك دوافع كثيرة موجودة لدى المحتجين، وقد أشار إليها كثير من علماء الاجتماع والمسؤولين، لكن بلا شك كانت حادثة مهسا أميني بمثابة البنزين الذي سُكِب على النار الكامنة تحت الرماد، وألحقَ الضررَ بالناس وبالنظام.
نفس كرة القدم التي تحوَّلت اليوم بشكل متطرِّف إلى أداة من أجل إظهار قوة أجهزة النظام في مواجهة المحتجين، كان بإمكانها بكل سهولة وبنظرة منطقية أن تكون سببًا في الوحدة الوطنية؛ وبالتالي إلى قوة للنظام. لكن الشيء الذي لا يزالون يصرُّون عليه، هو أسلوب العناد، الذي يبدو أن من يتّبعونه لا يسعوْن بأي شكلٍ من أجل إثبات عكسه، وهم لا يفكرون في ذريعة من أجل الوحدة الوطنية، وإيجاد التعاضد بين الناس، ونشر الفرح والسرور في البلد، وإنما يفكرون في الأيام القليلة المقبلة ورفع علامة النصر في وجه المحتجين.
إن أوضاع البلد أخطر من أن يحوِّلوا كرة القدم إلى لعبة سياسية، فأي إنسان محايد يمكنه أن يرى أن هذا الطريق يؤدي إلى الوجهة الخاطئة، إلَّا إن كان هناك استدارةٌ في وسط هذا الطريق، الذي يسلكونه، وقرارٌ من أجل العودة منه».
«آرمان ملي»: حل مشكلات الناس بالتعرف على الفجوات
يُوصي الناشط السياسي «الإصلاحي» جلال جلالي زاده، من خلال افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، المسؤولينَ الحكوميين بالعودة للشعب، والتعرُّف على المشكلات والفجوات؛ من أجل حلّها وردْمها.
تقول الافتتاحية: «يجب تحليل الأحداث الأخيرة، التي وقعت في المجتمع، وأدت إلى اشتعاله والبحث عن جذورها؛ لماذا وقعت هذه الأحداث والاحتجاجات من الأساس. كما أننا نشهد ظهور فجوة بين الحكومة والشعب. أن يُظهِر جزءٌ من المجتمع سعادته بخسارة الفريق الوطني لكرة القدم في مباريات كأس العالم، وأن يُبدي توجُّهات وسلوكيات مختلفة، فهذا في نفسه مؤشر على أنه يجب البحث عن أسباب هذه القضية؛ ما الذي حدث حتى انساق البعض إلى هذا الاتجاه؟
إن كانت الحكومة ترى أنها ظهرت من بين الناس، وأنها تمثِّلهم، فعليها إذن أن تشعر بآلام الناس ومشكلاتهم، وأن ترى ما هي المشكلات التي يواجهها المجتمع اليوم، وأن تعمل على الأقل بواجبها الذاتي؛ يعني الحركة باتّجاه حل المشكلات، وتحقيق مطالب المجتمع. الجميع يؤمن بأن جميع الحكومات تستلم السلطة بدعم من شعوبها، ولا يمكن لأي حكومة أن تستمر دون دعم الشعب، وبحسب العُرف الدولي والدبلوماسي، ومن حيث الشرعية السياسية، فالشعوب هي التي كانت على الدوام تقف خلف الحكومات. لذا فإن الحل الأفضل، هو أن تعود الحكومة للشعب وآراء الناس: من أجل حل القضايا والمشكلات في المجتمع، ومن أجل ردْم الفجوة، وأن تستمع لآراء الناس والنشطاء السياسيين والاجتماعيين، وأن تسعى لإزالة مواطن الضعف والعوائق الموجودة على طريق حل المشكلات.
يبدو أنه يمكن التعرُّف على مشكلات ومعضلات المجتمع، من خلال إجراء استطلاع للرأي؛ وبالتالي اتّخاذ الإجراءات المناسبة لحلِّها. على الحكومة وغيرها من الأجهزة، السعي للتحدُّث مع الناس بلهجةٍ جيِّدة وعطوفة، وأن تصغي لما يقولونه. يمكن لطريقة مواجهة الناس أن تؤثِّر في ثقة الناس، أو عدم ثقتهم في المسؤولين وأجهزة النظام. إن كُنا نؤمن بمسألةٍ مهمة، وهي أن الناس هم أصحاب الفضل، فلا يجب عندئذ أن نتجاهل دورَهم وتأثيرَهم».
تزايُد اعتقال الطلاب بالتزامن مع توسُّع نطاق الاحتجاجات بالجامعات الإيرانية
أكَّدت مصادر إخبارية وحقوقية إيرانية، اعتقال عددٍ من الطلاب في محافظات مختلفة، وتزايُد تلك الاعتقالات الطلابية، بالتزامن مع استمرار الاحتجاجات داخل الجامعات.
وبحسب تقارير حقوقية ومقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الأربعاء (30 نوفمبر)، تم اعتقال عدد من الطلاب في جامعة كردستان للعلوم الطبية، وجامعة أرومية للعلوم الطبية، وجامعة أمير كبير، وجامعة بيام نور في ساوة، وجامعة آزاد ساري، وجامعة شمال طهران.
وأفادت مجالس عددٍ من اتحادات الطلاب، عن اختطاف الأمين السابق لاتحاد طلاب جامعة كردستان للعلوم الطبية والطالب بطب الأسنان شايان باداش من قِبَل قوات الأمن، الثلاثاء، داخل الحرم الجامعي، وعدم وجود أي معلومات عنه حتى الآن، كما أفادت باعتقال القوات الأمنية للطالب بنفس الجامعة سينا نعيمي، داخل الحرم الجامعي، الأحد.
وبحسب التقارير، فإن طالب هندسة الطيران بجامعة الخواجة نصير، علي رضا بور صفر، الذي اعتُقِل في 29 أكتوبر من قِبَل عناصر يرتدون زيًا مدنيًا أثناء تفتيش منزله ومصادرة جميع الأجهزة الإلكترونية، لا يزال رهنَ الاحتجاز.
بالإضافة إلى ذلك، أفادت أنباء أن الطالب في العام الأخير من كلية الطب بجامعة أرومية للعلوم الطبية، سميع آسريس، الذي تم اعتقاله في 20 نوفمبر بعد مغادرته سكن جمران من ِقَبل قوات ترتدي الزيّ المدني، لا يزال محتجزًا لدى استخبارات الحرس الثوري بسجن أرومية المركزي.
كما اعتقلت القوات الأمنية طالبة الماجستير بجامعة بيام نور في ساوة، مريم دريسي، في 15 أكتوبر، وأمضت ثمانية أيام في زنزانة انفرادية باستخبارات الحرس الثوري، وتم مثولها أمام المحكمة يومي 23 و25 نوفمبر دون حضور محامٍ، وحُكِم عليها بالسجن ثلاث سنوات والإفراج عنها مؤقتًا بكفالة.وأعلنت مجالس اتحادات الطلاب أيضًا، عن صدور أوامر بإيقاف عددٍ من أساتذة الجامعات؛ فقد تم منع أستاذة قسم البنات بجامعة تبريز للعلوم الطبية، الدكتورة شمسي عباس علي زاده، من حضور الأنشطة الجامعية والتعليمية حتى إشعار آخر؛ بسبب دعمها الاحتجاجات الطلابية.
ووفقًا لآخر تقارير حقوق الإنسان، تم اعتقال ما لا يقل عن 18 ألفًا و185 شخصًا، بينهم 576 طالبًا.
موقع «صوت أمريكا-فارسي»
«هرانا»: مقتل 459 شخصًا خلال الاحتجاجات
أعلنت وكالة «هرانا» المعنية بحقوق الإنسان في إيران، في أحدث إحصائية لها عن الاحتجاجات في إيران، أنَّ عددَ قتلى تلك الاحتجاجات وصل إلى 459 شخصًا.
وتغطِّي هذه الإحصائية، التي يتم تحديثها من قِبَل هذه المؤسسة الحقوقية الإعلامية، الفترةَ من 17 سبتمبر إلى 29 نوفمبر من العام الجاري.
وبحسب الإحصائية، بلغ عددُ القتلى 459 شخصًا، منهم 64 طفلًا ومراهقًا (دون الـ 18 عامًا) و61 عنصرًا أمنيًا.ويُقدَّر عددُ المعتقلين بـ 18 ألفًا و195 معتقلًا. وحتى الآن تمكَّنت «هرانا» من التعرُّف على هوية 3 آلاف و446 منهم.
وبحسب تقرير الوكالة الحقوقية عن يوم أمس الأربعاء (30 نوفمبر)، اعتقلت القوات الأمنية 8 مواطنين في مدن مختلفة.
موقع «راديو فردا»
استدعاء المخرج السينمائي أفشاريان والممثل شادمان إلى نيابة إيفين
جرى استدعاء المخرج السينمائي الإيراني سجاد أفشاريان إلى جانب الممثل السينمائي علي شادمان، إلى نيابة إيفين بالعاصمة طهران، أمس الأربعاء (30 نوفمبر).
وذكرت مصادر، أنه بعد ساعات قليلة تم الإفراج عن أفشاريان وشادمان بكفالة مالية.
موقع «انتخاب»