أفاد تقريرٌ لوكالة «إيلنا»، أمسٍ الاثنين، أنّ إلغاء الرحلات عقب تفشِّي فيروس كورونا في إيران، تسبَّب بإحداث «تسريحٍ جماعي» للعاملين في صناعة السياحة، وبات العاملون فيها يعانون البطالة.
وفي السياق نفسه، طالب برلمانيون السلطات الإيرانية بفرض الحجر الصحِّي على محافظة فارس وعددٍ من المحافظات الشمالية، من أجل الحدّ من تفشِّي فيروس كورونا.
كما تُشير تحقيقات موقع «إيران إنترناشيونال» إلى استمرار رحلات الطيران بين إيران والصين، رغم ما ذكرته الحكومة عن إلغاء الرحلات، ورغم تفشِّي فيروس كورونا في البلاد.
وعلى صعيد الافتتاحيَّات، تناولت افتتاحية صحيفة «جهان صنعت» إشكاليةَ تزوير الأخبار ونسبها لمسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، وكيفية تجنُّب السقوط في مثل هذا الخداع.
كما ترى افتتاحية صحيفة «تجارت»، أنّ خروج إيران من عزلتها التجارية الراهنة يتطلَّب اهتمامًا حكوميًّا.
«جهان صنعت»: تجنُّب السقوط في دوّامة الخداع
تتناول افتتاحية صحيفة «جهان صنعت»، عبر كاتبها نادر كريمي جوني، إشكالية تزوير الأخبار ونسبها لمسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، وكيفية تجنُّب السقوط في مثل هذا الخداع.
تقول الافتتاحية: «يقال إنّه في يومٍ من الأيّام كان الملا نصر الدين يخبر الناس كذبًا أنّ فلانًا يقدِّم مأدبةً للناس في منزله. بعد مرور بعض الوقت، رأت بطانة الملا أنّه ذهب بنفسه بالقرب من ذلك المنزل. فسألوه إذا كنت تعلم أنّه لا يوجد طعام في ذلك المنزل، فلماذا ذهبت إليه بنفسك؟! قال الملا: أعرف، لكنّني أذهب ربما يعطوني الطعام!
هذه الحكاية تشبه سلوك من يُسَمَّون بالخبراء والمنظِّرين الحكوميين في الغالب، في نسبة أو بعبارة أفضل تزوير الأخبار ضد الولايات المتحدة وحلفائها. بالطبع، هذا السلوك ليس حديثًا، وقبل ذلك كانت بعض الصحف المحافظة تزوِّر الأخبار، وتنسبها إلى المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين، وبما أنّه لم يكُن هناك طريقة للتحقُّق منها، كان يتمّ الترويج للأخبار المزيَّفة فعليًا إلى حدّ أنّ بعض كبار المسؤولين كانوا يكرِّرون عبر المنصات الرسمية هذا النوع من الأخبار المزيّفة بناءً على مصالحهم، والشيء المثير للاهتمام هو أنّ هذه الأخبار المزيَّفة والمفاجئة، والتي لها أبعاد ديماغوجية بشكلٍ أساسي، يتمّ بثّها حاليًا في بعض شبكات الإذاعة والتليفزيون في إيران والمعروفة باسم الإعلام الوطني. وعلى الرغم من أنّ بعض المذيعين والبرامج حاولوا شرح هذه الادّعاءات والتحقُّق من هذه المعلومات، فإنّ بعض الشبكات أنتجت هذه الأخبار واستنسختها عمدًا، وتُبادر بعض الشبكات الأخرى بإعادة نشر هذه المعلومات سواءً عن علم أو عن جهل. وَمِن المثير للاهتمام أنّ الأخبار التي تبثّها الشبكات التي تطلق عليها الإذاعة والتليفزيون الإيرانية بالشبكات المعارضة، يُسمَع فيها على لسان الخبراء أو بشكلٍ أكثر تحديدًا «ما يسمَّى بالخبراء» المدعوين إلى البرامج الإذاعية والتليفزيونية، اتّهامات للحكومة والدولة بالسرِّية في عرض المعلومات والإحصاءات، لذا فإنّ ما يدور من حديثٍ في البرامج الإذاعية أو التليفزيونية في وسائل الإعلام الوطنية، يوصلنا إلى أنّ الدولة والحكومة ترفضان وتخفيان تقديم أخبار واضحة ودقيقة، والأسوأ من ذلك أنّ مجموعة الإجراءات التي اتّخذتها الحكومة لحماية المواطنين الإيرانيين من فيروس كورونا غير كافية، وغير مرضية.
إنّ الشيء الذي يدعو للتأمُّل حول هذه الأحاديث والبرامج التي يتمّ بثّها في شبكات وسائل الإعلام الوطنية المختلفة، هو أنّ المتحدثين والخبراء لا يقدِّمون أيّ توضيحات وتأكيدات حول علامات الاستفهام التي يثيرونها، ولا يتحمَّلون مسؤولية حديثهم. كما أنّ مقدِّمي البرامج بدلًا من إجبار الخبراء على إثبات ادّعاءاتهم وطلب الأدلّة للإثبات، يؤيِّدون تلك الادعاءات، ويتحدَّثون بنفس الكلمات والمزاعم العامّة التي تُسمَع في الشارع، استكمالًا لتصريحات الخبراء.
وقد تمّ مؤخَّرًا طرح ادعاءيْن حول فيروس كورونا، نالا اهتمام الرأي العام. يُقال في أحدهما إنّ الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين صنعوا فيروس كورونا ونشروه في الصين؛ لكبح جماح النمو الاقتصادي للصين. ويُقال في الادّعاء الثاني إنّ الصين صنعت الفيروس بنفسها ونشرته بين شعبها؛ لإجبار المستثمرين الأوروبيين والأمريكيين الموجودين في الصين على الفرار وشراء ممتلكاتهم بأسعارٍ منخفضة للغاية. وبالتالي، بعد انتهاء الحرب ضد المرض، يتمّ نقل أصول المستثمرين الأوروبيين والأمريكيين إلى الحكومة أو المستثمرين الصينيين بأسعارٍ منخفضة للغاية، ويحقِّق الصينيون أرباحًا ضخمة.
مدى صحّة الادعاءيْن ليس بالطبع موضع اهتمام هذا المقال، والمعلومات المتاحة لا يمكن أن تؤكِّد أو تنفي هذه الادّعاءات. لكن بنفس المستوى، ليس لدى مدّعي هذه السيناريوهات أدلّةً أو وثائقَ أو حتّى معلومات لإثبات ادّعائهم، كما أنّهم لم يقدِّموا أيّ دليل عن وجود أو حتّى إمكانية وجود أيّ دليل. بالطبع، إذا قبلنا أنّ إنقاذ حياة الناس والمواطنين في جميع البلدان صار أخيرًا أولويةً للحكومات، وليس من المقبول في الحكومات الحديثة على الأقلّ قتل مواطنيها من أجل تحقيق مكاسب اقتصادية، فلا يبدو أنّ الادعاءيْن صحيحان. وفي حال ثبتت هذه التُهم، فسوف يتمّ الكشف عنها ونشر المعلومات والوثائق الخاصّة بها، وستؤدِّي إلى فضيحة كبرى للحكومة أو الحكومات المتورِّطة. لهذا السبب؛ من الحكمة ألّا يقع الخبراء الحكوميون والمنظِّرون المرتبطون بالإذاعة والتليفزيون في فخّ الدعاية والتصريحات المبهمة، كما يتعيَّن على المديرين التنفيذيين في الإذاعة والتليفزيون بإيران عدم الانزلاق في دوّامة الديماغوجية والخداع».
«تجارت»: الخروج مِن العزلة التجارية يتطلَّب اهتمام الحكومة
يرى نائب رئيس لجنة تيسير الأعمال التجارية بالغرفة الإيرانية محمد رضا فاروقي، من خلال افتتاحية صحيفة «تجارت»، أنّ خروج إيران من عزلتها التجارية الراهنة يتطلَّب اهتمامًا حكوميًّا.
ورد في الافتتاحية: «نظرًا لتعليمات الرئيس الإيراني التي وجَّهها للبنك المركزي، وتغيير أولوية العديد من السلع كالأقنعة والمواد المطهِّرة وإدراجها ضمن الأولوية الأولى لتخصيص العملة الصعبة وقائمة السلع الرئيسية، سيتمّ توفير العملة الصعبة التي تحتاجها هذه السلع في أسرع وقتٍ ممكن. كما أصدرت هيئة الجمارك تعليماتٍ شاملة، لاتّخاذ كافّة التدابير اللازمة بهدف تسهيل وتسريع التخليص الجمركي للسلع المتعلِّقة بالجمارك التنفيذية؛ حتّى يتمّ السماح بتفريغ البضائع السابق ذكرها مرّة واحدة وبشكلٍ يومي.
ونظرًا لطبيعة النشاط الجمركي كهيئةٍ إشرافية وتنفيذية للوائح الجمركية، فضلًا عن ضرورة مرافقة المنظَّمات المعنية في مراعاة أحكام المادتين 12 و8 من قانون الجمارك واللوائح الداخلية، أعلنت المنظَّمات المانحة للترخيص امتثالها لتعليمات الجمارك. وفي تعليماتٍ منفصلة، أصدرت هذه المنظَّمات تعليماتها بضرورة التسهيل والإسراع في إصدار التراخيص اللازمة لممثِّليهم.
وبالنظر إلى بعض المخاوف بشأن نقص احتياطي الأدوية وارتفاع الطلب على الوحدات العلاجية المزوَّدة بأجهزة التنفُّس الصناعي وقياس درجات الحرارة وغيرها، فإنّه يتعيَّن على الحكومة عبر الاستفادة من كافّة طاقات الإنتاج المحلِّي، اتّخاذ التدابير اللازمة من أجل توفير واستيراد هذه السلع في الوقت المناسب، وقبل حدوث عجزٍ خطير في البلاد.
إنّ عواقب العقوبات الخارجية وإدراج إيران في القائمة السوداء لمجموعة العمل المالي الخاصة «FATF»، وإغلاق القنوات المصرفية من ناحية، والعزلة التجارية التي أوجدها تفشِّي فيروس كورونا من ناحية أخرى، قد خلقت ظروفًا يجب الخروج منها، كما تتطلَّب اهتمامًا حكوميًّا جادًّا بتنمية العلاقات التجارية.
إنّ تجاوز أزمة فيروس كورونا الذي أضرّ بسلامة كافّة المجتمعات واقتصادات الدول على الصعيد العالمي، يكمن في الاستفادة من كافّة الإمكانات، واستعداد نشطاء القطاع الخاص ليكونوا سواعد للحكومة والشعب في تجاوز هذه الاختناقات الراهنة عبر المشاركة الجهادية والفعّالة».
تسريحٌ جماعي للعاملين في صناعة السياحة الإيرانية بسبب «كورونا»
أفاد تقرير لوكالة «إيلنا»، أمس الاثنين (9 مارس)، أنّ إلغاء الرحلات عقب تفشِّي فيروس كورونا في إيران، تسبَّب بإحداث «تسريحٌ جماعي» للعاملين في صناعة السياحة، وبات العاملون فيها يعانون البطالة.
وورد في التقرير، أنّ شركتيْ «علي بابا» و«الي غشت» سرّحتا 182 و80 عاملًا على التوالي، خلال الأسبوع الماضي.
كما ذكرت أمينة نقابة المرشدين السياحيين في إيران مهسا مطهر، أن تفشِّي فيروس كورونا في إيران جعل العمل بالإرشاد السياحي يواجه مشاكل عدّة، وقالت: «إنّ تدمير فرص العمل بالإرشاد السياحي لم يحدث الآن، بل حدثت أمور عدّة عقب ارتفاع أسعار البنزين، والتي خلقت تحدِّيات جادّة أمام فرص العمل لدينا».
وأضافت: «في ظلّ هذه الظروف، فإنّنا لا نبالغ إذا قُلنا إنّه تمّ تدمير صناعة السياحة فعليًا خلال الأشهر الأخيرة».
موقع «إيران إنترناشيونال»
مطالباتٌ برلمانية بفرض الحجر الصحِّي على فارس والمحافظات الشمالية
طالب برلمانيون السلطات الإيرانية بفرض الحجر الصحِّي على محافظة فارس وعددٍ من المحافظات الشمالية؛ من أجل الحدّ من تفشِّي فيروس كورونا.
وطالب البرلماني بهرام بارسائي محافظ فارس بفرض الحجر الصِّحي، وغرَّد أمس الاثنين (9 مارس): «يا أهالي محافظة فارس، لقد استمعتُ اليوم إلى تقرير وزير الصحّة ورئيس البرلمان، وأقول لكم بكلّ صدق إنّنا بعيدون عن الإدارة الموحَّدة لهذه الأزمة، وعلينا الاهتمام بأنفسنا. وأطالب المحافظ المحترم بفرض الحجر الصحِّي على المحافظة وحظر السفر إليها؛ حتّى لا تتحوَّل محافظة فارس إلى جيلان أخرى».
كما دعا نوّاب جيلان ومازندران السلطات الإيرانية بالعمل على اتّخاذ إجراءات فورية لفرض الحجر الصحِّي على المحافظات الشمالية، حيث دعا 8 من أعضاء البرلمان في جيلان أمس الاثنين، خلال خطاب إلى رئيس البرلمان ووزير الصحَّة، إلى تعليق العمل في إدارات ومؤسَّسات هذه المحافظة بالكامل وفرض الحجر الصحِّي كلِّيًا. وحثّ نائب بهشهر في مازندران في رسالة إلى الرئيس حسن روحاني، على «إعلان حالة الطوارئ في المحافظة وفرض الحجر الصحِّي كاملًا عليها».
ووَفقًا لبعض التقارير والصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، قام الناس في بعض المدن تلقائيًا بإغلاق طرق الوصول إليهم بسبب تقاعس الحكومة، إذ أكّدت التقارير «زيادة سرعة أعداد المصابين في المحافظات الشمالية، حيث وضعتها في مواجهة مع أزمة نقص سعة المستشفيات والأسرّة الكافية».
وفي مازندران، تُشير الإحصاءات الصادرة عن جامعة العلوم الطبية إلى إصابة ما لا يقلّ عن 1226 شخصًا. كما أعلن رئيس جامعة جلستان للعلوم الطبية عن دخول 2103 مرضى على الأقلّ في بداية الأزمة بالمحافظة.
وتفيد التقارير في المحافظات الشمالية، أنّ المسؤولين الحكوميين والعسكريين أمروا بتجهيز الأماكن العامّة، بما في ذلك صالات الألعاب الرياضية والفنادق، بأسرّة ومرافق طبية، فضلًا عن نشر المستشفيات الميدانية لاستيعاب مرضى كورونا.
وفيما يتعلق بمحافظة جيلان، تمّ نشر خبرٍ نقلًا عن ممثِّل وزارة الصحّة الإيرانية حول 200 حالة وفاة، قبل الإعلان عن أنّ هذا العدد يتعلَّق بإجمالي عدد الوفيات الناجمة عن الأمراض التنفسية الحادة منذ أواخر فبراير.
وكالة «إيسنا» + موقع «إيران إنترناشيونال»
«إيران إنترناشيونال» يؤكِّد استمرار الطيران الإيراني مِن وَإلى الصين
تُشير تحقيقات موقع «إيران إنترناشيونال» إلى استمرار رحلات الطيران بين إيران والصين، رغم ما ذكرته الحكومة مِن إلغاء الرحلات، ورغم تفشِّي فيروس كورونا في البلاد.
وبحسب التحقيقات، أطلقت شركة «ماهان للطيران» نحو 34 رحلة من 1 فبراير وحتّى 5 مارس، منها 18 رحلة من إيران إلى الصين، ونحو 16 رحلة من الصين إلى إيران.
ويتابع «إيران إنترناشيونال» كافّة الرحلات الخارجية لشركتيْ «إيران إير» و«ماهان» من 1 فبراير وحتّى 5 مارس، بمساعدة منصَّات تتبُّع الرحلات الجوِّية حول العالم. وأظهرت النتائج أنّ الشركتين أطلقتا أكثر من 2600 رحلة، منها 34 رحلة بين إيران والصين، وكانت هذه الرحلات هي رحلات ذهاب وعودة بين طهران ومدن ووهان وشانغهاي وبكين وغوانغجو وشنجن الصينية.
وكان متحدِّث الحكومة الإيرانية علي ربيعي أعلن في 31 يناير، عن إلغاء كافة الرحلات الإيرانية ِمن وَإلى الصين. واتّضح من التحقيقات أنّه في 4 فبراير، أيّ بعد 4 أيام من الإعلان عن إلغاء الرحلات، أقلعت الرحلة رقم W51197 التابعة لشركة ماهان من طهران إلى ووهان في تمام الساعة 7:40 صباحًا، كما هبطت الرحلة رقم W51196 في صباح 5 فبراير بطهران، وجرت هذه الرحلة في الوقت الذي كانت تُعَد فيه ووهان أحد مراكز تفشِّي فيروس كورونا في الصين والعالم أجمع.
وفي 20 فبراير، أكَّد متحدِّث منظَّمة الطيران المدني رضا جعفر زاده إلغاء كافة الرحلات بين إيران والصين، وقال: «إذا شاهدتم رحلة متّجهة إلى الصين، فإنّها رحلة شحن وتخضع لرقابة وزارة الصحة». بينما تمّ إطلاق نحو 14 رحلة للركاب من طهران إلى شانغهاي وبكين وغوانغجو وشنجن، في الفترة من 20 فبراير وحتّى 5 مارس.
وفي يوميْ 21 و22 فبراير، أعلن كلٌّ من متحدِّث لجنة الصحَّة في ميناء انزلي ومحافظ خراسان الرضوية عن «الوضعية الحمراء» لتفشِّي فيروس كورونا، وظلّت شركة ماهان تواصل رحلاتها إلى الصين، فقد سيرَّت يوم 5 مارس رحلتين؛ واحدةً من طهران إلى شانغهاي، والأخرى من بكين إلى طهران.
موقع «إيران إنترناشيونال»