تَعرَّض 13 ناشطًا مدنيًّا إيرانيًّا في قرى نير وتنغسير وسيان وأمروله التابعة لمنطقة سنندج لأشدّ أنواع التعذيب، لأخذ «اعترافات قسرية» منهم بشأن انتمائهم إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيرانيّ، وقتل أحد عناصر «البسيج»، فيما أكَّد رئيس تحرير موقع حقوقي كردستاني تهديده بالقتل.
وفي شأن آخر، احتجّ مركز حقوقي إيرانيّ على حضور ممثِّل عن الاتحاد الأوروبي حفل تنصيب الرئيس الإيرانيّ الجديد إبراهيم رئيسي، ووصف «مركز المدافعين عن حقوق الإنسان» ذلك الحضور الأوروبي، بأنَّه «يتعارض بوضوح مع أهداف حقوق الإنسان» لهذا المركز.
وفي شأن يتعلِّق بتداعيات تفشِّي «كورونا»، أكَّد قائد عمليات مكافحة الفيروس في طهران الدكتور على رضا زالي أمس الأحد، أنَّه قد توُفِّي 142 مريضًا بالفيروس في طهران خلال 24 ساعة (أمس)، وقال: «لا تزال طهران في الأوضاع الحمراء».
وعلى صعيد الافتتاحيات، ترى افتتاحية صحيفة «آفتاب يزد» أنَّ احتجاج «الأُصوليين» تحوَّل من حالة الصراخ كما في أيّام روحاني، إلى الاكتفاء بالإيماءات والإشارات مع تعيين زاكاني عُمدةً لطهران. كما طالبت افتتاحية صحيفة «آرمان ملي» بتحرير الاقتصاد الإيرانيّ من قبضة السياسة، خصوصًا السياسة الخارجية.
«آفتاب يزد»: الاحتجاج بالإيماءات والإشارات
ترى افتتاحية صحيفة «آفتاب يزد»، عبر كاتبها رئيس التحرير علي رضا كريمي، أنَّ احتجاج «الأُصوليين» تحوَّل من حالة الصراخ كما في أيّام روحاني، إلى الاكتفاء بالإيماءات والإشارات مع تعيين زاكاني عُمدة لطهران.
تذكر الافتتاحية: «يتعامل “الأُصوليون” هذه الأيّام بأسلوب مُحبِط، فأن يُصبِح علي رضا زاكاني عُمدةً لطهران على مرأى منهم، ويحتجُّوا على الأمر بالإيماءات والإشارات بدلًا من الصراخ، كما كانوا يفعلون في فترة حسن روحاني، فهذا يعني أنَّهم قد وصلوا من خلال كُلّ هذه الشجاعة في الاحتجاج على القوُى “المعتدلة” و”الإصلاحية”، إلى سخرية غير مفهومة في الغُرف الخلفية المُظلِمة من أنصار زاكاني!
بالطبع كان واضحًا وضوح الشمس أنَّ مبادئ هؤلاء “الأُصوليين” ثابتة، ما دامت القُوى المعارضة لهم في السُّلطة، وبمجرَّد أن يحدُث تغيير في السُّلطة، لا يتبقَّى شيء من هذه المبادئ، وكان لدينا الأمر نفسه مع هذا التيّار في حكومة أحمدي نجاد.
فقد كُنّا نقول لهم: كيف كُنتم تروْن أخطاء حكومة خاتمي وتنفخونها في الأبواق، فيما لا يحُدث ذلك مع حكومة أحمدي نجاد؟!
الأمر نفسه حاليًّا، إنَّهم يغيِّرون القانون حتّى يصل علي رضا زاكاني إلى منصب العُمدة، وذلك بعد أن أداروا ظهرهم لتصويت أهالي قُم، بَيْد أنَّ الزعيم الإعلامي لـ”الأُصوليين” في مواقع التواصُل الاجتماعي ومقدِّم البرامج المشهور بقناة “أفق”، نشر مقطع فيديو في إنستغرام ليقول ضمنيًّا بدلًا من الاعتراض الصريح والواضح: يا سيِّد زاكاني، ليس من الجيِّد أن تسعى كثيرًا وراء المناصب! حقًّا أعطاك الله العافية أيُّها الشجاع! قوّاك الله!
طوال هذه السنوات الثماني، تسبَّب “الإصلاحيون” في خلق فجوة بينهم وبين المجتمع بتصرُّفاتهم هذه، وهم يحاولون إصلاحها الآن، بيْد أنَّ “الأُصوليين” لن يتمكَّنوا من التقرُّب من المجتمع، ما دام لديهم مثل هذه السلوكيات المتناقضة والمعايير المتغيِّرة. الأمر متروك لكم أيُّها “الأُصولييون”».
«آرمان ملي»: الاقتصاد رهين السياسة الخارجية
يطالب الخبير الاقتصادي مهدي بازوكي، من خلال افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، بتحرير الاقتصاد الإيرانيّ من قبضة السياسة، خصوصًا السياسة الخارجية.
ورد في الافتتاحية: «وفقًا لتقرير رسمي صادر عن المسؤولين الإيرانيّين، اشترى الإيرانيّون 1600 شقَّة سكنية في تركيا، وهذا يعني أنَّ الدولارات التي كان يجب إنفاقها من أجل بناء المصانع خرجت من إيران، بسبب وجود أجواء من عدم الثقة بشأن الوضع الاقتصادي. “المتشدِّدون” أقلِّية في إيران، ويريدون أن يحكموا الأغلبية، وهذا يسِّبب مشكلات لإيران. لذلك إذا كانت الأجواء مناسبة في إيران، في أسوأ التحليلات، فإنَّ الإيرانيّين في الخارج الذين لديهم رأسمال لا يقِلّ عن 400-800 مليار دولار، إذا كانت لديهم أُصول بقيمة 400 مليار دولار وعاد 10% فقط من تلك الأموال، أي 40 مليار دولار من أموال الإيرانيّين في الخارج، ودخلت الاقتصاد، فإنَّ الوضع سيتحسَّن بالتأكيد. لكن هذا الأمر لا يحدُث، لأنَّ القوانين والإجراءات تُزعِج المستثمرين. بناءً على هذا، يجب أن تصبح أجواء العمل مناسبة، ويجب أن تعود الشفافية إلى الاقتصاد الإيرانيّ، كي يحدث هذا الأمر. اليوم، وصلت طبقة من الأثرياء الجُدد إلى السُّلطة الاقتصادية، ويسكن في أحياء باهظة الثمن في المدن قطاع من المجتمع كان جزءًا من الأُسر المتوسِّطة والفقيرة، وامتلك هؤلاء سيّارات ومنازل بالمليارات، من خلال استغلال الريع. لذلك إذا جرى التحكُّم في السيولة وتعاملنا مع المشكلات الاقتصادية بشكل علمي والعالم بشكل صحيح، فيمكننا تجاوُز الاقتصادات. لماذا تفوَّقت علينا اليوم دول مثل تركيا والإمارات؟ تمتلك تركيا الآن نفوذًا في الدول الإسلامية، أكبر بكثير من نفوذ إيران. تركيا ليست نموذجًا لنا، لكن ينبغي القول إنَّ طريقة التفكير المقيّدة لا يمكن أن تحقِّق شيئًا. إذا تمكَّنَّا اليوم من إدخال شركة أمريكية في صناعة النفط الإيرانيّة، فإنَّ هذا سيعود بالنفع على صناعة النفط وعلى الاقتصاد الإيرانيّ، لا على أمريكا، لكن البعض لا يدرك ذلك. المنافسة تصُبّ في صالح الاقتصاد الإيرانيّ. إذا خُلِقت منافسة بين الشركات التي ستدخل إيران من أجل الاستثمار، فسيقلِّل هذا تكاليف الإنتاج، وهذا في مصلحة الاقتصاد الإيرانيّ.
الاقتصاد الإيرانيّ في قبضة السياسة، بخاصَّة السياسة الخارجية. إذا لم تكُن هذه السياسة في صالح المصالح والكرامة الوطنية، فلن تستطيع بالتأكيد فعل أي شيء في هذا الصدد. يسعى الصينيون اليوم وراء مصالحهم الخاصَّة. لدى الصين اليوم علاقات تجارية مع الولايات المتحدة تتجاوز 500 مليار دولار، ولن تضحِّي بهذه التجارة البالغة 500 مليار دولار، من أجل تجارتها مع إيران البالغة 20 مليار دولار. يجب أن نتواصل مع العالم كُلِّه في إطار مصالحنا الوطنية. يمكن الوصول إلى الأهداف، إذا أدرك المسؤولون أهمِّية هذه القضية وشهِدَت استقرارًا. يعاني الاقتصاد الإيرانيّ بشكل كبير من عدم الاستقرار الاقتصادي، والسياسة الخارجية والداخلية هُما السبب الرئيسي في عدم الاستقرار الاقتصادي. هذا يعني أنَّ هذه السياسة أخذت الاقتصاد رهينة، ولن تزداد رفاهية المجتمع، ما لم يُحرَّر الاقتصاد، وما لم يكُن الاقتصاد في خدمة الإنتاج الوطني والنمو المتزايد للإنتاج. لذلك علينا لزيادة الرفاهية زيادة الإنتاج الوطني، حتّى ينمو دخل الفرد السنوي تبعًا لذلك. لن يحدُث أي شيء بالشعارات».
تعذيب 13 ناشطًا إيرانيًّا لأخذ اعترافات.. ورئيس تحرير موقع حقوقي يؤكِّد تهديده بالقتل
تَعرَّض 13 ناشطًا مدنيًّا إيرانيًّا في قرى نير وتنغسير وسيان وأمروله التابعة لمنطقة سنندج لأشدّ أنواع التعذيب، لأخذ «اعترافات قسرية» منهم بشأن انتمائهم إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيرانيّ وقتل أحد عناصر «البسيج»، فيما أكَّد رئيس تحرير موقع حقوقي كردستاني تهديده بالقتل.
ومرَّ أكثر من 100 يوم على اعتقال الناشطين المدنيين الثلاثة عشر في مكتب استخبارات سنندج، وهُم: كاوه منبري، وشيركو منبري، وبيام منبري، وسرياد منبري، وميكائيل منبري من قرية نير، وآرش أحمدي، وأمير رضائي، وآرام مراديان من قرية تنغسير، وأحمد عزيزي، وزاغروس عباسي، ونجات عزيري، وبهزاد محمدي من قرية شيان، وإبراهيم طاريمورادي من قرية أمروله.
وأفاد تقرير سابق لمنظَّمة «هنغاو» المعنية بحقوق الإنسان في كردستان الإيرانيّة، بأنَّ مكتب الاستخبارات أخبر أُسر المعتقلين من قرية تنغسير، أنَّه «عليكم إخبار أبنائكم بالاعتراف بُكّل ما نريده حتّى نطلق سراحهم».
من جانبه كشف رئيس تحرير موقع منظَّمة «هنغاو» الحقوقية أرسلان يار أحمدي، أنَّ عناصر من وزارة الاستخبارات استجوبوا أفراد أسرته وهدَّدوه بالقتل. وكتب أحمدي تغريدة أمس الأحد (8 أغسطس) ذكر فيها أنَّ إدارة استخبارات محافظة كرمانشاه استدعت والده وشقيقه، واستجوبتهما لعدَّة ساعات، كما طالبتهم العناصر الأمنية بحَثّ ابنهم الصحافي (أحمدي) بالتوقُّف عن نشاطه الإعلامي، «وإلّا فسيُقتَل».
وأفاد موقع «هنغاو» بأنَّ مكتب استخبارات كرمانشاه طالب عمران شفيق أرسلان أحمدي بإحضار هاتفه المحمول معه، وعقب فشلهم في التواصُل مع أرسلان عبر تطبيقَي واتساب وإنستغرام، اتصلوا به هاتفيًّا وأخبروه بأنَّ عليه أن يقدِّم تقريرًا في موقع هنغاو يفيد بأنَّ مقتل موسى باباخاني العضو بالحزب الديمقراطي الكردستاني الإيرانيّ، لا علاقة له بالحكومة الإيرانيَّة.
وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني قد أعلن أمس الأوَّل، عن مقتل باباخاني في مدينة أربيل العراقية. وذكر الحزب أنَّ عناصر أمنية تابعة للحكومة الإيرانيّة اختطفت باباخاني الخميس الماضي، وعُثر على جثّته وعليها آثار لتعذيب فجر السبت (أمس الأوَّل)، في إحدى الغرف بفندق «غولي سليماني» بمدينة أربيل.
موقع منظَّمة «هنغاو» لحقوق الإنسان + موقع «راديو فردا»
مركز حقوقي إيرانيّ يحتجّ على حضور ممثِّل للاتحاد الأوروبي حفل تنصيب رئيسي
احتجّ مركز حقوقي إيرانيّ على حضور ممثِّل عن الاتحاد الأوروبي حفل تنصيب الرئيس الإيرانيّ الجديد إبراهيم رئيسي، ووصف «مركز المدافعين عن حقوق الإنسان» ذلك الحضور الأوروبي، بأنَّه «يتعارض بوضوح مع أهداف حقوق الإنسان» لهذا المركز.
وذكر المركز الذي تترأّسه المحامية شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام، في بيانه الذي أصدره أمس الأوَّل (السبت 7 أغسطس)، أنَّ «اسم إبراهيم رئيسي بوصفه من أخطر منتهكي حقوق الإنسان خلال 42 عامًا من حُكم الجمهورية الإسلامية والمتورِّط في عمليات القتل الوحشي في عام 1988م، قد وصل إلى رئاسة إيران من خلال انتخابات غير صحِّية وغير عادلة ومزوَّرة».
ووصف البيان انتخاب رئيسي بأنَّه «كارثة لحقوق الإنسان»، بسبب سجلّه المناهض لحقوق الإنسان، «إذ يجب المواجهة معه بوعي وذكاء وحسم».
واحتُجّ في البيان، عبر الإشارة إلى الطلب المتكرِّر للمركز الحقوقي الإيرانيّ، إلى المنظَّمات الحقوقية والدولية للاهتمام بشكل خاصّ بالمجتمع المدني الإيرانيّ والناشطين الاجتماعيين والسياسيين في المحادثات مع الحكومة الإيرانيّة، والإشارة أيضًا إلى «التجاهل التامّ للمجتمع المدني الإيرانيّ، في ظل ّحضور ممثِّل الاتحاد الأوروبي في حفل التنصيب».
كما كتبت الناشطة الحقوقية الإيرانيّة نرجس محمدي رسالة إلى نائب الأمين العامّ لخدمة العمل الخارجي الأوروبي إنريكي مورا، انتقدت فيها حضوره حفل التنصيب.
موقع «راديو فردا»
زالي: 142 وفاة في طهران خلال 24 ساعة.. ولا تزال «حمراء»
أكَّد قائد عمليات مكافحة فيروس كورونا في طهران الدكتور على رضا زالي أمس الأحد (8 أغسطس)، أنَّه قد تُوفِّي 142 مريضًا بالفيروس في طهران خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية (أمس)، وقال: «لا تزال طهران في الأوضاع الحمراء، وكُل مدن المحافظة تعاني من الأوضاع الحمراء الحرجة بشكل متجانس».
وأوضح زالي أنه «يبلغ عدد المرضى المنوَّمين حاليًّا في مستشفيات طهران نحو 9400 مريض، منهم 2500 مريض في وحدة العناية المركزَّة. أمس أيضًا نُوّم 1940 مريضًا جديدًا، خرج منهم 1410 مرضى».
وتابع: «لا خلل حتّى الآن بين معدَّل دخول المرضى إلى المستشفيات، ونسبة الخروج من المستشفى. كذلك لا يزال معدَّل دخول عياداتنا الخارجية في القطاع الصحِّي دون حساب القطاع الخاص والعيادات أكثر من 20 ألف مريض في العيادة الخارجية، بما يدُلّ على أنَّ طهران لا تزال مدينة ذات أوضاع حمراء».
وكالة «إيسنا»