في الشأن الداخلي تناول التقرير في الشأن الداخلي أربعة محاور، يركز الأول على محور مؤسَّسة الرئاسة، وقد اختصّ هذا المحور بالكامل بتفاعلات الانتخابات الرئاسية كحدث مهيمن على المؤسَّسة لانعقاد الانتخابات في 19/5/2017م، وفيه تم تناول عملية الترشُّح العامّ، وأزمة ترشُّح أحمدي نجاد في الانتخابات وانعكاساتها على الصراع السياسي الداخلي، ثم تصفية مجلس صيانة الدستور للمرشَّحين، واستبعاد أحمدي نجاد ورفاقه، وما أحدثه من أثر على مفاهيم الديمقراطية لدي النظام الإيراني، ورؤية المجتمع الإيراني للعملية الانتخابية من خلال الدور الرقابي لمجلس صيانة الدستور عليها.
المحور الثاني تناول المؤسَّسة العسكرية عبر رصد خُطَط الحرس الثوري والجيش الإيراني تحويل عدد من ألويتهما إلى وحدات للتدخُّل السريع، وتخصيص مليار و300 ألف دولار لتطوير المجال الدفاعي، فضلًا عن الإعلان عن انضمام صواريخ قاذفة ومدمّرات وغوَّاصة إلى القوات البحرية الإيرانية في جنوب وشمال البلاد خلال العام الجاري، وافتتاح 4 خطوط جديدة لإنتاج مُعَدَّات دفاعية استراتيجية في إيران. إضافة إلى ذلك تناول التقرير تحذيرات كبار المسؤولين العسكريين الإيرانيين من استهداف إيران وتحذير الرئيس الإيراني حسن روحاني للحرس والجيش من التدخُّل في الانتخابات، وعلى مستوى العلاقات العسكرية الإيرانية مع الدول الأجنبية تناول التقرير عددًا من الموضوعات، هي لقاء وزير الدفاع الإيراني نظيرَه الهندي على هامش مؤتمر الدفاع السادس الذي عُقد مؤخَّرًا في موسكو، والمناورات العسكرية بين إيران وسلطنة عمان، والتعاون العسكري بين إيران وباكستان.
المحور الثالث تناول الملف الأمني، وجاء فيه الأوضاع في إقليم سيستان وبلوشستان الذي شهد عددًا من الأحداث الأمنية، أهَمُّها مقتل عدد من حرس الحدود على يد مسلَّحين، ومقتل ضابط بالحرس الثوري، والأحواز التي شهدت مقتل أحد عناصر الأمن ودعوة إمام الجمعة في المنطقة مرشَّحي الانتخابات الرئاسية إلى حل مشكلتي البطالة والتلوُّث البيئي. وفي كردستان اتهم ممثّل هذه المنطقة في مجلس خبراء القيادة، المسؤولين بعدم العمل بتوجيهات خامنئي في ما يتعلَّق بالتنمية وحلّ مشكلة البطالة التي يعاني منها قطاع كبير من شباب هذه المحافظة. إعلان إيران المتواصل حول إحباط محاولات داعش لتنفيذ انفجارات في هذا البلد، مثل أحد موضوعات هذا التقرير، إذ أعلن قائد قوات الدعم الجوي أن هذا التنظيم كان يسعى لدخول الأراضي الإيرانية منذ 2014، إلا أن القوات الإيرانية أفشلت محاولاته لاختراق الحدود الإيرانية، إضافةً إلى الإعلان عن إحباط محاولة 43 ألف أجنبي العبور من إيران للانضمام إلى هذا التنظيم.
وتَطرَّق التقرير إلى موضوعات أخرى، منها نشر 300 ألف شرطي لمراقبة الانتخابات الرئاسية، وانتقاد التنظيمات الطلابية للأجواء الأمنية المشددة واستدعاء الطلاب، واحتمالية إعدام 14 سجينًا، ومطالبة الأمم المتحدة إيران بوقف إعدام الأطفال.
المحور الرابع يتناول الجانب الاقتصادي، شاملًا جميع التطوُّرات على مختلف القطاعات الاقتصادية خلال شهر أبريل، وتَضمَّن هذا الجانب قطاع الطاقة، وقطاع التجارة الخارجية والاستثمارات، وقطاع البنوك، وأخيرًا قطاع الخدمات، بالإضافة إلى مناقشة الأوضاع المعيشية التي شغلت الداخل الإيراني خلال الشهر المذكور.
وفي الشأن العربي انقسم التقرير إلى أربعة محاور: تناول الأول تطوُّرات العلاقات السعودية الإيرانية في ظلّ التوجسات الإيرانية من بعض التحرُّكات السعودية لحفظ السلم والأمن في الإقليم بتدشين التحالف العسكري الإسلامي لمحاربة الإرهاب بكل صورة وألوانه وأشكاله، وإطلاق لجنة العلاقات السعودية-الأمريكية غير الرسمية (سابراك) التي تعمل على تصحيح الصورة والخطر الإيراني، بينما استعرض (الثاني) دلالات وأهداف زيارة قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني لإقليم كردستان ولقائه مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق، ونيجيرفان بارزاني رئيس حكومة الإقليم في أربيل، في ظلّ تحرُّكات كردية لعرقلة الرغبة الكردية في تنفيذ الاستفتاء حول تقرير مصير كردستان على ما يبدو. وقدم الثالث قراءة في توالي الدعم الإيراني للحوثيين في اليمن على نحو أفشل مفاوضات سابقة لِلَمِّ الشمل واللُّحمة اليمنية، إذ كشفت منظَّمات دولية عن أدلَّة جديدة لتوالي الدعم الإيراني للحوثيين بأسلحة وصواريخ وطائرات دون طيار لتغيير المعادلة على الأرض وضمان تفوُّق الحوثيين لفرض وجهة النظر الإيرانية على أي مفاوضات مستقبلية، وللحيلولة دون تَقدُّم قوات الشرعية التي قلبت الموازين وتَقدَّمَت نحو المواقع الحوثية، بينما استعرض الرابع الجدل حول خروجٍ إيرانيٍ من سوريا عقب مقال رئيس الشؤون الاستراتيجية في معهد الدراسات السياسية والدولية بوزارة الخارجية الإيرانية الدبلوماسي بأن النظام الإيراني بدأ يفكر في إخراج قواته ومرتزِقته من الأراضي السورية، ثم شواهد تورُّط الحرس الثوري الإيراني وقوات الأسد في الهجوم باستخدام غاز السارين على مدينة خان شيخون، ثم الموقف الإيراني من قصف الولايات المتحدة مطار الشعيرات العسكري ردًّا على هذا الهجوم الكيميائي على نحو أربك تصوُّرات وأدوار وحسابات الفاعلين في تلك الأزمة سواء الإقليميون والدوليون.
وفي الشأن الدولي انقسم التقرير إلى ثلاثة محاور، تناول الأول تتابعات العلاقات الإيرانية-الأمريكية من خلال تقييم عملية فرض عقوبات أمريكية جديدة على إيران، وأثر الضربة الأمريكية لقاعدة الشعيرات الروسية على سلوك إيران في منطقة الشرق الأوسط، في ظلّ الربط بين تصرفات النظام الإيراني والنشاط الإرهابي بالمنطقة، وفي النهاية التقييم الإيراني للسياسات الأمريكية الجديدة.
المحور الثاني تناول العلاقات الإيرانية-الروسية في ظلّ تغيُّر الخطاب الديني الآيديولوجي الإيراني تجاه روسيا، واعتبارها ليست دولة محاربة بالخلاف مع الخطاب الثوري الإيراني الذي كان ملتزمًا بشعار
«لا شرقية لا غربية جمهورية إسلامية»، وقد سعي التقرير إلى تبيُّن الاستراتيجية الإيرانية في التعامل مع روسيا، وتقصِّي تطوُّرات جوانب التعاون بين البلدين وتنفيذ العقود التي أبرمتها الدولتان في أثناء زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني لموسكو الشهر الماضي.
المحور الثالث تناول العلاقات الإيرانية-التركية، وقد خصّ التقرير العلاقات الإيرانية-التركية بمبحث هذا الشهر لعمق التحوُّلات بين البلدين، ومنها: تصريحات أردوغان ضدّ إيران والحشد الشعبي الشيعي، ثم هجوم المقاتلات التركية على شمالي العراق، ثم الموقف الإيراني من الاستفتاء التركي.
لاستكمال القراءة إضغط هنا