تناول التقرير فـي الشأن الداخلي أربعة محاور، يركِّز المحور الأول على مؤسَّسة الرئاسة، وكان أبرز ما جاء فـيه ملفّ الانتخابات الرئاسية التي ستجري فـي 19/5/2017، مستعرضًا الخريطة الانتخابية وأبرز المرشَّحين فـي وقت تشهد فـيه إيران تحديات داخلية وخارجية، ثم محلِّلًا استطلاعات الرأي حول حظوظ الرئيس حسن روحاني فـي الفوز بالانتخابات الرئاسية ومواقف رجالات الدين والسياسة من الرئيس روحاني وتصوراتهم، ثم تناول التقرير الفرص والتحديات أمام ترشيح الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد رغم نصيحة المرشد له بعدم الترشُّح، فـي ظل تزايد القلق من تدخُّل الحرس الثوري الإيراني فـي الانتخابات.
وفـي ما يتعلق بمحور المؤسَّسة العسكرية، قدّم التقرير قراءة فـي إجراء إيران سلسلة اختبارات لمنظومتي «باور-373» و»إس-300» الصاروخيتين والتخطيط الإيراني لتعزيز الغواصات الإيرانية فـي وقت تقترب فـيه إيران من تسلُّم طائرات «سوخوي إس إم-30» من روسيا مع إزاحة الستار عن الصاروخ الموجَّه «فاتح-313» وطائرة «صبا-248»، كما استعرض التقرير التحرُّشات الإيرانية الجديدة بالسفن الأمريكية واحتمالات الردّ الأمريكي فـي ظل إدارة ترامب، ودلالات الكشف عن أرصفة بحرية يستغلها الحرس الثوري لتهريب الأسلحة إلى دول المنطقة، ورغبة جنوب إفريقيا فـي بيع صواريخ لإيران.
وفـي ما يتعلق بمحور الملفّ الأمني، تناول التقرير الأوضاع فـي الأحواز والانتقادات التي ساقها مسؤولون وبرلمانيون نتيجة تردِّي الأوضاع فـي الأحواز، وكذا الأوضاع فـي كردستان، والأوضاع الأمنية فـي سيستان وبلوشستان حيث اعتُقل 38 فردًا من الجماعات المناهضة للنظام، وسلاسل الانفجارات والحرائق التي شهدتها إيران خلال شهر مارس، وكان أهمّها الانفجار الذي وقع فـي إحدى محطات الكهرباء بمنطقة على آباد الواقعة فـي إقليم جلستان، ثم طبيعة التهديدات الإرهابية من تنظيم داعش لأول مرة متهمًا نظامها بمطاردة واضطهاد المسلمين السُّنَّة، كما تَطرَّق التقرير فـي هذا الجزء إلى التقرير السنوي للإعدامات فـي إيران، مؤكّدًا أن حالات الإعدام بلغت 530 حالة، وأكّد أنه على الرغم من انخفاض معدَّلات الإعدام مقارنة بعام 2015 فإن إيران كانت ضمن قائمة الدول الأكثر تنفـيذًا للإعدامات فـي العالَم.
أمَّا المحور الرابع فتناول الجانب الاقتصادي شاملًا التطوُّرات كافةً على مختلف القطاعات الاقتصادية خلال شهر مارس، وتَضمَّن هذا الجانب قطاع الطاقة، وقطاع التجارة الخارجية والاستثمارات، وقطاع البنوك، وأخيرًا قطاع الخدمات، بالإضافة إلى مناقشة الأوضاع المعيشية التي شغلت الداخل الإيراني خلال فترة التقرير.
الشــأن العـربــي
انقسم التقرير إلى ستة محاور: تناول الأول تطوُّرات العلاقات السعودية-الإيرانية وبوادر التقدُّم -وإن كان طفـيفًا- فـي علاقات الرياض وطهران، كالتقدُّم فـي ملفّ الحجاج الإيرانيين 2017 وتكثيف صُنَّاع القرار الإيراني تصريحاتهم السياسية ذات اللغة الهادئة مع دول الخليج، وإعلان السلطات الصينية رغبتها فـي الوساطة بين إيران والسعودية، ثم التوجُّس الإيراني من زيارة الجبير للعراق، والموقف الإيراني من دبلوماسية الاتجاه السعودي للشرق الآسيوي، بينما استعرض الثاني دلالات زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لقطر فـي 9/3/2017 ورسالة الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم 13/3/2017 الخطية إلى أمير الكويت الشيخ الجابر الأحمد الجابر بعد أقل من شهر على زيارة الرئيس روحاني للكويت وسلطنة عمان، تحديدًا فـي 14/2/2017، بهدف حلّ الخلافات وتذليل العقبات مع الدول الخليجية.
وقدم الثالث قراءة فـي إعلان وزارة الداخلية البحرينية يوم 4/3/2017 تفكيكها خلية إرهابية مكونة من 14 عضوًا تشكلت بتمويل ماليّ وأسلحة من إيران بهدف تنفـيذ عمليات إرهابية فـي البحرين، فـي حين ربط الرابع بين التحرُّكات الإيرانية لتهدئة الأوضاع مع دول الخليج وإرسالها يوم 21/3/2017 أسلحة متطورة لميليشيات الحوثي وصالح فـي اليمن ضدّ القوات الشرعيَّة، وتناول الخامس الدور الإيراني فـي إطالة أمد أزمة تحرير الموصل من تنظيم داعش الإرهابي، إذ لا تزال تتمسَّك بموقفها فـي عدم ترك الجبهة الرابعة مفتوحة من ناحية الغرب التي تؤدِّي إلى معقل تنظيم داعش فـي سوريا، لكونها قلقة من أن ينسحب المسلَّحون إلى سوريا، حيث تدعم إيران حليفها بشار الأسد فـي الحرب الأهلية المستمرَّة منذ 6 سنوات، وتَطرَّق السادس والأخير إلى الأهداف الإيرانية وتحرُّكات إيران فـي الجولة الثالثة من مؤتمر أستانة التي انعقدت بتاريخ 14-15/3/2017 دون حضور المعارضة السورية بسبب المواقف الإيرانية.
الشــأن الدولــي
انقسم التقرير إلى قسمين رئيسيين: تناول الأول تطوُّرات العلاقات الإيرانية-الروسية عبر سبعة محاور، تناول الأول زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني لموسكو، مع وضع تصوُّر عن أسباب الزيارة وذكر فاعلياتها والنتائج المترتبة عليها، وخُصِّص الثاني لحالة التحالف الروسي الإيراني فـي الأزمة السورية وما استجدّ عليه بعد انتهاء معركة حلب والدخول فـي مرحلة المفاوضات السلمية فـي العاصمة الكازاخية أستانة، إثر اختلاف الاستراتيجية العسكرية الروسية عن مثيلتها الإيرانية فـي الحرب السورية على مجريات الحرب، فضلًا عن موقف روسيا من وجود حزب الله اللبناني فـي الراضي السورية. أمَّا الثالث فقد خُصّص للتعاون الاقتصادي بين البلدين الذي شهد طفرة كبيرة أسهمت فـيها زيارة روحاني لموسكو، وإن شَابَ هذا التعاونَ بدايةُ مرحلةٍ من الجباية السياسية لصالح روسيا، وخُصّص المحور الرابع لتوريد الأسلحة الروسية إلى إيران، ورصد مدى التزام روسيا بقرار مجلس الأمن منع تزويد إيران بالأسلحة الهجومية، والمحور الخامس تناول تقرير الدعم الروسي لإيران فـي مواجهة الضغوط الأمريكية، فـي ظلّ فرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على 8 شركات روسية بسبب دعمها لبرامج التسلح الإيرانية. وتناول المحور السادس علاقة إيران بالأقمار الروسية، تحديدًا باتِّحاد أوراسيا، وأفغانستان التي تسعى روسيا لإحياء نفوذها فـيه، ويقدِّم المحور السابع من التقرير رؤية تحليلية للتوجُّهات الرافضة لتدعيم العلاقات الروسية الإيرانية داخل إيران.
وتناول القسم الثاني تطوُّرات العلاقات الإيرانية-الأمريكية عبر ستة محاور، الأول تناول الرؤية الإيرانية للتحرُّكات الأمريكية في الشرق الأوسط، التي تري أن دول الشرق الأوسط بدأت مرحلة تحالف سياسي وعسكري ضدّ إيران عبر دعم من الإدارة الأمريكية، والثاني خُصّص لسياسة العقوبات الأمريكية على إيران التي بدأتها الولايات المتحدة بفرض عقوبات على إيران وعلى شركات روسية وصينية تعاملت في برامج تزويد إيران بالأسلحة ودعمت برنامجها الصاروخي، أما المحور الثالث فخُصّص للرد الإيراني على سياسة العقوبات سواء عبر التهديدات الكلامية، أو فرض عقوبات اقتصادية على شركات أمريكية، والمحور الرابع خُصّص للبرنامج الصاروخي الإيراني، والخامس للتعامل الأمريكي مع نشاطات القوات البحرية الإيرانية، أما السادس والأخير فكان للدعوة إلى فرض عقوبات على الحرس الثوري الإيراني.
لاستكمال القراءة إضغط هنا