يرصد هذا التقرير أبرز التطورات على الساحة الإيرانيَّة خلال شهر نوفمبر 2017م ليقدم للقارئ العربي المهتم بالشأن الإيرانيّ وصفًا دقيقًا للحالة الإيرانيَّة خلال الفترة محل الرصد والتحليل. يشتمل التقرير على ثلاثة أقسام رئيسية، يهتم الأول بالشأن الداخلي الإيرانيّ، في حين يختص الثاني بتفاعلات إيران مع الشأن العربي، ويتناول الثالث الحراك الإيرانيّ على الصعيد الدولي في إطار العلاقات الإيرانيَّة بالدول الكبرى.
في الشأن الداخلي تناول التقرير ثلاثة محاور، يركز الأول على محور الملف السياسي، وجاء موضوعه الرئيسي تحت عنوان “الحوار بين الإصلاحيين والحرس الثوري بين الرفض والتأييد”، وتناول دعوة مرتضى حاجي، أحد أبرز الإصلاحيين ووزير التربية والتعليم في حكومة محمد خاتمي، للحوار بين الإصلاحيين والحرس الثوري. في الجزء الأول من هذا الملفّ نتطرق إلى أبرز أسباب ظهور التيَّار الإصلاحي، وفي الجزء الثاني نناقش دعوة حاجي إلى الحوار بين الحرس الثوري والإصلاحيين، أما الجزء الثالث فنتحدث فيه عن دلالات تَقرُّب الإصلاحيين من الحرس الثوري، وأخيرًا نناقش موقف الرأي العامّ والحرس الثوري والإصلاحيين من الحوار.
وفي الملف الأمني نناقش الزلزال الأخير الذي ضرب غربيّ إيران ومناطق في العراق. في الجزء الأول نتحدث عن التداعيات الأمنية والسياسية لهذا الزلزال على المواطنين والسياسيين الإيرانيّين، وفي الجزء الثاني نناقش مدى حقيقة وصحة الانتقادات الموجهة إلى مباني مهر التي تَهدَّم معظمها نتيجة هذا الزلزال، وأخير نناقش المخاطر الأمنية التي قد يسبِّبها مفاعل بوشهر الإيرانيّ في حال تَعرُّضه لزلزال.
وفي الملف الاقتصادي لشهر نوفمبر طرحنا قضيتين رئيسيتين: الأولى حول صادرات الغاز الإيرانيّ المتزايدة في الفترة الأخيرة بين طموح المنافسة العالَمية وإمكانيات الاقتصاد المحلي، والثانية حول أهداف إيران من التعاون الاقتصادي مع ألمانيا بعد الاتِّفاق النووي وإلى أي مدى تقدمت في هذه الأهداف.
وفي الشأن العربي ركَّز تقرير نوفمبر 2017 على قضيتين، الأولى انعكاسات استهداف الحوثيين العاصمة السعوديَّة بصاروخ باليستي على تجاذبات العلاقات السعوديَّة-الإيرانيَّة من خلال رصد ردّ الفعل السعوديّ وردود الفعل العربية والمواقف الدولية، وردّ الفعل الإيرانيّ، وأخيرًا دلالات ردود الأفعال الإيرانيَّة والسعوديَّة، والثانية تطوُّرات الأزمة السورية بدخول مرحلة ما بعد داعش من خلال تحليل دلالات تدشين إيران قاعدة عسكرية في سوريا، واستعراض نتائج انعقاد مؤتمر أستانة-7، ثم الأهداف الإيرانيَّة من المشاركة في قمة سوتشي، وأخيرًا انعقاد مؤتمر الرياض-2.
وفي الشأن الدولي ضمّ التقرير محورين: الأول دار حول العلاقات الأمريكيَّة الإيرانيَّة تحت عنوان “تطوُّر العلاقات الأمريكيَّة الإيرانيَّة، مزيد من التوتُّر والعقوبات”، وفيه وضّحنا السيناريوهات المتوقعة حول مصير الاتِّفاق النووي، لأنه في أفضل تقدير سيعلق من الجانب الأمريكيّ مع الشروع في مزيد من العقوبات والإجراءات التي تستهدف الضغط على إيران وعزلها، وحرمانها من قطف ثمار الاتِّفاق أو الاستفادة منه دون مقابل أو دون عقوبات، وفي أسوأ تقدير سوف تنسحب منه الولايات المتَّحدة، لكن هذا الانسحاب سيخلق فجوة كبيرة ومواقف مشتَّتة، ستحتاج إلى وقت أكبر لبلورتها في إطار جديد للعلاقات مع إيران، لا سيما في ظلّ تَضارُب مواقف الدول من الاتِّفاق النووي.
وعلى الأرجح ستتجه الإدارة الأمريكيَّة إلى إبقاء الاتِّفاق معلَّقًا أو مجمَّدًا، في الوقت الذي سيبدأ فيه تنفيذ بنود الاستراتيجية بجوانبها كافة، سواء تلك المتعلقة بالملف النووي أو تلك المتعلقة بسلوك النِّظام الإيرانيّ في الداخل وعلى المستوى الخارجي، مع التركيز على استهداف الأدوات الصلبة للنظام الإيرانيّ، سواء الحرس وأذرعه، أو المليشيات الموالية أو المدعومة من إيران، من خلال برنامج شامل للعقوبات، مع مزيد من المواجهات على المستوي الإقليمي وبالمشاركة مع حلفائها.
المحور الثاني غطَّى العلاقات الإيرانيَّة-الروسية تحت عنوان “روسيا وإيران، عبور الأزمة السورية نحو تغيير مسارات التجارة العالَمية”، وفيه عرض التقرير رؤية عن المشروع الإقليمي الإيرانيّ ومراحله ومدي تحقُّقها في ظلّ تعاقب الاجتماعات الثنائية بين إيران وروسيا، والقمم متعددة الأطراف وبداية ترتيبات الوضع النهائي في سوريا، وطبيعة العلاقة بين المشروع الإيرانيّ، والمشروع الروسي الاستراتيجي الخاصّ بتغيير مسارات التجارة العالَمية، وتحويلها من النطاق البحري إلى مسارات برية تمرّ عبر أراضيها، والخطوات التي تتخذها كل من روسيا وإيران وأذربيجان في هذا الصدد.
لاستكمال القراءة إضغط هنا