يرصـد هـذا التقريـر أبـرز التطورات خلال شهرَي يناير وفبراير 2017، ليقـدم للقارئ والمهتمّ وصفًا دقيقًـا للحالـة الإيرانية خلال الفترة محـلّ الرصد والتحليل. يشـتمل التقريـر علـى ثلاثة أقسـام رئيسـية، يهتـم ِّالأول بالشـأن المحلـِّي الإيرانـي، فـي حيـن يتطـرق الثاني إلى الشـأن العربـي، ويتناول الثالث الشـأن الدولي من المنظـور الإيراني.
تناول التقرير في الشأن الداخلي أربعة محاور، يركز المحور الأول في الشأن الداخلي على مؤسَّسة الرئاسة، وكان أبرز ما جاء في هذا المحور وفاة الرئيس الإيرانيّ الأسبق هاشمي رفسنجاني «الداعم القويّ للرئيس حسن روحاني»، والسيناريوهات المحتمَلة حول مصير روحاني في الحكم، لا سيما وأن وفاته جاءت في وقت يستعدّ فيه روحاني لخوض غمار الانتخابات الرئاسية المقرَّرة في التاسع عشر من مايو المقبل.
أما القضية الثانية التي ناقشها محور رئاسة الجمهورية، فهي موضوع السجال المحتدم بين السلطتين، التنفيذية برئاسة حسن روحاني، والقضائيَّة برئاسة رجل الدين المتشدِّد صادق لاريجاني، إذ تَجدَّدَت الخلافات والاتِّهامات المتبادَلة بينهما بعد فترة سكون لم تستمرّ طويلًا، الأمر الذي اعتبره مراقبون استهدافًا مبكِّرًا لروحاني الذي يستعدّ لخوض الانتخابات الرئاسية، وسط انتقادات ومخاوف بعض رجال الدين من تأثير هذه الخلافات على مستقبل النِّظام الإيرانيّ.
القضية الثالثة في هذا المحور تناولنا فيها موضوع الانتخابات الرئاسية القادمة المزمع إجراؤها في شهر مايو المقبل، وخارطة المرشَّحين المحتمَلين التي بدأت تتكشف شيئًا فشيئًا بعد إعلان عدد من الشخصيَّات نيَّتهم تسجيل أسمائهم في قائمة المرشَّحين في هذه الانتخابات، في حين لم يبتّ عدد آخر حتى الآن في أمر ترشُّحه.
المحور الثاني من القسم الداخلي خُصّص للمؤسَّسة العسكريَّة، وتناولنا خلاله آخر التطوُّرات العسكريَّة، مثل المناورات الأخيرة التي أجرتها إيران في مياه الخليج العربي واستمرار تحرُّش الزوارق الحربيَّة الإيرانيَّة بالسفن الأمريكيَّة وردود فعل الإدارة الأمريكيَّة حول هذه المضايقات والاستفزازات.
الموضوع الثاني هو التهديدات الأمريكيَّة بإدراج الحرس الثوريّ ضمن قائمة الإرهاب وردود الفعل الإيرانيَّة تجاه هذه التهديدات وتبعات وعواقب هذا القرار على الحرس الثوريّ وإيران في حال تنفيذه.
القضية الثالثة هي دعوة البرلمان الإيرانيّ حكومة روحاني لزيادة القدرات الصاروخية للبلاد وتخصيص نسبة خمسة بالمئة على الأقلّ من موازنتها السنوية للشؤون العسكريَّة، إضافة إلى موضوعات أخرى مثل خطط الحرس الثوريّ لتطوير وتحديث مروحيَّات وطائرات القوات البرِّيَّة التابعة له، فضلًا عن تعيينات جديدة في المناصب العسكريَّة العليا بالبلاد.
المحور الثالث في الشأن الداخلي هو المحور الأمني، وتناولنا فيه آخر المستجدات الأمنيَّة مثل حادثة احتراق وانهيار برج بلاسكو الذي يمثِّل الرافد الرئيسي لتجارة وصناعة الملابس في العاصمة طهران، إضافة إلى موضوعات أخرى مثل تطوُّرات الأحداث في سيستان وبلوشستان، والأحواز، وكردستان، واستمرار الجدل حول موضوع إلغاء أو تخفيف العقوبات المتعلقة بجرائم المخدّرات، فضلًا عن استمرار الإعلان عن كشف خلايا لتنظيم داعش والاشتباك معها في عدد من مناطق البلاد.
المحور الرابع يتناول الجانب الاقتصاديّ شاملًا التطوُّرات كافة على مختلِف القطاعات الاقتصاديَّة خلال شهري يناير وفبراير، وتَضمَّن هذا الجانب قطاع الطَّاقة، وقطاع التِّجَارة الخارجيَّة والاستثمارات، وقطاع البنوك، وأخيرًا قطاع الخدمات، بالإضافة إلى مناقشة الأوضاع المعيشية التي شغلت الداخل الإيرانيّ خلال الشهرين المذكورين.
تناول التقرير في الشأن العربي أربعة محاور فرعية: تناول (الأول) التطوُّرات الجديدة في العلاقات الخليجية-الإيرانيَّة، من خلال استعراض مضمون زيارة روحاني للكويت وعمان، وملامح العلاقات الخليجية-الإيرانيَّة، وتوقيت جولة روحاني الخليجية، ثم دلالات جولة روحاني الخليجية، والعقبات أمام أي حوار خليجي-إيرانيّ، وأسس نجاح الحوار الخليجي الإيرانيّ، واستعرض (الثاني) سبل تقليص الدور الإيرانيّ في الأزمة السورية من خلال التطرُّق إلى الرفض الرُّوسِيّ-التركي للتمدد الإيرانيّ بسوريا، واستبعاد إيران من ضمان تنفيذ اتِّفاق الهدنة ومحادثات أستانة، ثم السياسة الأمريكيَّة الجديدة والتقارب الرُّوسِيّ-الأمريكيّ، وناقش (الثالث) الدور الإيرانيّ في توسيع النفوذ بالعراق من خلال تعيين أحد قادة الحرس الثوريّ سفيرًا جديدًا لدى العراق، وتوقيت ودلالات التعيين ودوره في مدّ النفوذ الإيرانيّ بالعراق، ودوره أيضًا في تكوين وضمّ الحشد الشيعي بالجيش العراقي، ثم تناول المحور (الرابع) والأخير ارتدادات الدور الإيرانيّ في اليمن من خلال دعوة روحاني لهدنة باليمن ومحادثات يمنية-يمنية، ومطالبة ظريف بوقف إطلاق النار في اليمن كضرورة، ثم التحول في المشهد اليمنيّ لصالح الشرعيَّة والتحالف.
تناول التقرير في الشأن الدولي أربعة محاور فرعية، خُصّص الأول للعلاقات الإيرانيَّة-الأمريكيَّة وتناول مستجدات العلاقات الإيرانيَّة-الأمريكيَّة بعد تولِّي الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب السُّلْطة، ومجالات التعامل بين البلدين عبر طبيعة تشكيل الإدارة الأمريكيَّة الجديدة، والموقف الأمريكيّ من التجارب الصاروخية الإيرانيَّة، ومنع المواطنين الإيرانيّين من دخول الأراضي الأمريكيَّة، والتعامل الأمريكيّ مع تحرُّشات القوات البَحْرِيَّة الإيرانيَّة بالسفن الأمريكيَّة في المياه الدولية بالخليج العربي، والمناورات البَحْرِيَّة المشتركة بين الولايات المتَّحدة وبريطانيا وفرنسا.
المحور الثاني خُصِّص للعلاقات الإيرانيَّة-الرُّوسِيَّة وفيه وُضعت سيناريوهات لمستقبل العلاقات الإيرانيَّة-الرُّوسِيَّة بعد سقوط حلب في يد النِّظام السوري، مع تقسيم مجالات العلاقات الثنائية بين البلدين إلى سبعة مجالات: التحالف الرُّوسِيّ الإيرانيّ في سوريا، والدعم الرُّوسِيّ لإيران في مواجهة الضغوط الأمريكيَّة، والتعاون النوويّ، وتوريد الأسلحة الرُّوسِيَّة لإيران، والتعاون الاقتصاديّ، وعلاقة إيران بالأقمار الرُّوسِيَّة، وزيارة روحاني المرتقبة لروسيا في مارس 2017م، وعبر قياس طبيعة العلاقة في هذه المجالات السبعة يجري تغليب أحد السيناريوهات مسارًا مستقبليًّا للعلاقات الإيرانيَّة-الرُّوسِيَّة.
المحور الثالث خُصص للعلاقات الإيرانيَّة-الأوروبيَّة، وقُسم لأربعة مباحث: تناول الأول علاقة إيران بمؤسَّسات الاتِّحاد الأوروبيّ، وركز على تقييم التعامل الإيرانيّ مع مؤسَّسات الاتِّحاد الأوروبيّ في عهد ترامب. وتناول الثاني تطوُّر العلاقات الإيرانيَّة-الفرنسية في ظلّ زيارة وزير الخارجيَّة الفرنسي لإيران، وتطور التعاون الاقتصاديّ بين البلدين، والمبحث الثالث خُصص للعلاقات الإيرانيَّة-الألمانية، وركَّز على مؤتمر ميونخ للأمن والمشاركة الإيرانيَّة فيه، وإعادة تقييم السياسة الألمانية تجاه إيران، في مرحلة الاستكشاف الألماني لمستجَدَّات التوازنات الدولية في مرحلة ترامب، وخُصِّص المبحث الرابع للعلاقات الإيرانيَّة-البريطانية والتطوُّر الذي لحِقَ بها بعد مشاركة رئيسة الوزراء البريطانية في قمة مجلس التعاون الخليجي بالبحرين، وافتتاحها أكبر قاعدة بحرية بريطانية خارج أراضيها في البحرين، والموقف الإيرانيّ من إعادة تمركُز القوات البَحْرِيَّة البريطانية في الخليج العربي.
وفي ختام التقرير نعرض أهمّ النتائج والاستنتاجات المتوقَّعة من وراء ما ورد في التقرير من معلومات.
لاستكمال القراءة إضغط هنا