ثُلث الأُسر الإيرانية تحت خطّ الفقر في أوَّل تقرير حكومي رسمي.. وقراصنة يخترقون كاميرات سجن إيفين وينشرون صورًا ووثائق سرِّية
أصدرت وزارة التعاون والعمل والرعاية الاجتماعية أول تقريرٍ حكوميٍ رسمي عن «خطّ الفقر»، اتضّحَ من خلالِه أن ثُلث الأُسر الإيرانية تحت خطّ الفقر، وفقًا لبيانات النفقة والدخل، ويُشير خطّ الفقر إلى الحدّ الأدنى من النفقات الشهرية للأفراد في جميع أنحاء البلاد لتلبية الاحتياجات الأساسية. وفي شأنٍ آخر، اخترقت مجموعةٌ من القراصنة تُدعى «عدالت علي»، أمسٍ الأوَّل، الكاميرات الأمنية في سجن إيفين الإيراني، ونشرت العديدَ من الصور من داخل السجن ووثائق سرِّية، ذكرت أنَّها عثرت عليها من غرفة التحكُّم في السجن.
وعلى صعيد الافتتاحيات، رصدت افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، استمرارَ الفساد المسكوت عنه في البرلمان، من خلال ارتفاع أسعار الكثير من السلع، وترى أنَّه فسادٌ من داخل «النظام».
وحلَّلت افتتاحية صحيفة «مستقل»، الأخبارَ المُتداوَلة حاليًا في إيران بشأن «عدم فعالية» التطعيم، من خلال جهتين تُثيران المخاوف.
«آرمان ملي»: الفساد داخل النظام
يرصد الخبير الاقتصادي حسين راغفر، من خلال افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، استمرار الفساد المسكوت عنه في البرلمان، من خل ارتفاع أسعار الكثير من السلع، ويرى أنَّه فساد من داخل «النظام».
ورد في الافتتاحية: «إلى جانب ارتفاع الأسعار، حينما نشهد زيادة غير مسبوقة في أسعار الأسمنت والأدوية والعُملة الصعبة أيضًا خلال هذه الأيام القليلة، في حين أنَّ معظم اقتصاد إيران يعاني حاليًا من الجمود، فإنَّ السلبية الكاملة للجهاز الرقابي وحقيقة أنَّ البرلمان لا يتحدَّث حتّى ولو بكلمة واحدة عن مظاهر الفساد الكبيرة والنفقات التي تؤجِّج السخط في المجتمع، كُلّ هذا يشير إلى أنَّه من المُحتَمل أن الأفراد أو المؤسَّسات الموجودة داخل هيكل السُلطة يستفيدون من هذه الأوضاع. النُقطة التي يمكن استنتاجها من هذه الأوضاع، هي أنَّ أحد الأهداف أيضًا إضعاف الحكومة الثالثة عشرة أكثر، حتّى يتِم إظهار الحكومة، التي لم تبدأ عملها بعد، غير كفؤة على الإطلاق، وحتّى ينسبوا للحكومة الثالثة عشرة ارتفاع أسعار الخبز، التي حدثت خلال الأيام الأخيرة للحكومة الثانية عشرة، بينما لم يتِم بعد تشكيل الحكومة الجديدة. ويبدو أنَّ هناك أهدافًا مختلفة في هذا الأمر، بينما الأمر المؤكَّد هو أنَّ هناك هيكل فاسد قد تشكَّل في الاقتصاد الإيراني، وأنَّ هذا الفساد مُنظَّم بالتأكيد، ويُوجَّه جزء كبير منه من داخل النظام. لذلك، لا يمكن أن تُعزَى هذه القضية فقط إلى اعتبارات تتعلَّق بأداء اقتصاد البلاد أو العقوبات، بل إنَّ جزءًا كبيرًا من هذا الأمر ناجم عن وجود فساد داخل النظام خلَقَ هذه الأحداث. هذا بينما يبدو أنَّ هناك إمكانية لانخفاض سعر العُملة الصعبة، لكن ذلك يعتمد على نوع السياسات التي ستنفِّذها الحكومة الثالثة عشرة. لم تبدأ الحكومة عملها بعَد، ومع ذلك تشير التقييمات إلى أنَّه بدون حدوث انخفاض حاد في أسعار العُملة الصعبة، لن يكون الاستثمار ممكنًا، ولن يتبلور الإنتاج، ولن تكون هناك إمكانية للخروج من الأزمة الحالية دون إطلاق قطاع الإنتاج في البلاد، بل إنَّ الأزمة الحالية سوف تتفاقم، وستخلِّف عواقب سياسية واسعة أيضًا. بناءً على هذا، القضية واضحة للغاية من هذا الجانب، في حال لم تُتخَذ أيَّة إجراءات بالفعل في هذا الصدد. من ناحية أُخرى، لا علاقة بين الاتفاق النووي وبين هذه المستجِدَّات، على الأقلّ في ظِلّ الظروف الراهنة. هذه في الغالب ذرائع للجماعات التي ترغب في الاستفادة من هذه الفُرص؛ من أجل مصلحتها الخاصة، وفي فرض الضغوط على اقتصاد البلاد».
«مستقل»: هذه الأخبار تثير المخاوف
تحلِّل افتتاحية صحيفة «مستقل»، عبر كاتبها الخبير في القانون محمد جواد بهلوان، الأخبار المُتداوَلة حاليًا في إيران بشأن «عدم فعالية» التطعيم، من خلال جهتين تُثيران المخاوف.
تقول الافتتاحية: «الأخبار المُتداوَلة هذه الأيّام حول عدم فعالية التطعيم في إيران، تثير المخاوف من جهتين.
المخاوف الأولى بالطبع تدور حول صحَّة هذه اللقاحات. أي، لأيّ سبب وفقًا لبعض الإحصائيات التي لم يتِم بعَد التأكُّد من صحّتها أو عدمه علميًا، تضاعف عدد الوفيات بعد التطعيم في إيران عدَّة مرات، مقارنةً بالدول المتقدِّمة؟
هل هناك مشكلة في محتويات اللقاحات؟ هل هناك مشكلة في حجم الجُرعة المستهلكة؟ هل إيران جزء من مشاريع اختبار دول مثل الصين وروسيا، وبدلًا من أن يُسلِّموا اللقاحات، سلَّموا ما يُشبه اللقاحات للمسؤولين الإيرانيين؟
لكن المخاوف الثانية هي الشكوك وعدم الثقة، التي تشتدّ وتيرتها حول اللقاح في إيران، بعد انتشار هذه الأخبار. قبل نشر هذه الأخبار، لم يكُن لدى أقلِّية من المجتمع نظرة جيِّدة تجاه اللقاح، وهناك مخاوف من أن يُعزَّزَ موقف هذه المجموعة.
صحيح أنَّ المجتمع الإيراني مجتمعٌ واعٍ، لكن فيروس كورونا استطاع تغيير كُلّ المعادلات خلال هذين العامين، وتعرَّضت معنويات المجتمع وعاداته لتغييرات جادَّة. بعبارة بسيطة، أصبح الناس في هذه الأيّام أكثر ضعفًا واضطرابًا، ويُظهِرون الكثير من ردود الفعل العاطفية تجاه أصغر الأخبار السلبية.
بالطبع، يجب أيضًا منحهم الحقّ بذلك. اليوم وأنا أكتُب هذا المقال، يموت يوميًا حوالي 600 شخص وفقًا للإحصاءات الرسمية، أي ما يعادل ضحايا تحطُّم طائرتي رُكَّاب في يوم واحد.
من ناحية أُخرى، لا تزال معدَّلات التطعيم بطيئة كما هي؛ لأنَّه لا يُوجّد لقاحٌ كافٍ. ويعرف الجميع سبب ذلك الأمر أيضًا. لقد همس عددٌ من المتملِّقين الذين يجهلون الإدارة، في آذان كبار المسؤولين بأحاديث خاطئة؛ كي يُحظَر استيراد اللقاح أو يُقيَّد على الأقلّ؛ لأنهم كانوا يتوهَّمون أنَّ اللقاح المحلِّي سيصل إلى الناس قريبًا جدًا.
لكن من المؤسِف أنَّه لم تكُن هناك بنية تحتية من أجل خطّ الإنتاج، ولا المواد الأوليّة. في الواقع، قدَّمت هذه المجموعة الصاخبة؛ لكنّها جوفاء، وعودًا في البداية ثم ذهبت لترى هل يمكن تطوير لقاح أم لا!
يبدو أنَّه من الضروري التفكير في نشر مثل هذه الأخبار، قبل فوات الأوان. لقد تعاون معظم الناس حتّى الآن في قضية التطعيم المهمَّة، وقد عملوا حتّى ضدّ الخرافات والشائعات، حيث تفوَّقوا على المسؤولين في هذا المجال.
الآن لا يجب أن يصل المجتمع الإيراني أيضًا إلى مرحلة، يهرُب فيها من اللقاح، ويتصوَّر أنَّ التطعيم ليس هو الحلّ الحتمي لهذا المرض».
ثُلث الأُسر الإيرانية تحت خطّ الفقر في أوَّل تقرير حكومي رسمي
أصدرت وزارة التعاون والعمل والرعاية الاجتماعية أول تقرير حكومي رسمي عن «خطّ الفقر»، اتضّح من خلاله أن ثُلث الأُسر الإيرانية تحت خطّ الفقر، وفقًا لبيانات النفقة والدخل، ويشير خطّ الفقر إلى الحدّ الأدنى من النفقات الشهرية للأفراد في جميع أنحاء البلاد لتلبية الاحتياجات الأساسية.
وبحسب تقرير صحيفة «دنياي اقتصاد»، فإنَّ خطّ الفقر للفرد عام 2020م يساوي 1,254,000 ألف تومان. كما أنَّ خطّ الفقر في هذا العام للأُسر المكوَّنة من ثلاثة أفراد هو 2,758,000 تومان، وللأُسر المكوَّنة من أربعة أفراد يُقدَّر بـ 3,385,000 تومان.
وتبيِّن مراجعة للبيانات أنَّ خطّ الفقر في 2020م حقَّق نموًا بنسبة 38% مقارنةً بالعام السابق، وكان العامل الأهمّ في الزيادة هو التضخُّم المرتفع بقطاعي الغذاء والإسكان. ويُشار إلى أنَّ إحصائية «معدَّل الفقر» التي أظهرت أنَّ ثُلث الأُسر تحت خطّ الفقر، كانت في عام 2019م، حيث لم ينشر التقرير الحكومي إحصائية 2020م، لكن يمكن التنبُّؤ بأنَّ هذا المعدَّل قد زاد أيضًا العام الماضي.
وأطلقت وزارة التعاون والعمل على التقرير اسم «مراقبة الفقر»، وذُكِر أنَّ سبب عدم ذكر معدَّل الفقر في 2020م في التقرير، هو عدم توفُّر بيانات الإنفاق والدخل.
وأدَّت معدَّلات التضخُّم المرتفعة، خاصَّةً منذ عام 2018م، والركود الاقتصادي والانخفاض المطرد في الدخل القومي للفرد، إلى أن تواجه الأُسر الإيرانية بشكل متكرِّر انخفاضًا في الرفاهية على مدى السنوات العشر الماضية. وفي 2019م، كان هناك حوالي 26.5 مليون شخص تحت خطّ الفقر.
وتظهر بيانات منصَّة «شاباراك»، أنَّ حصَّة نفقات الغذاء في إجمالي نفقات الأُسرة (كمؤشِّر رفاهية) ارتفعت في 2020م، بحيث بلغت حصَّة المواد الغذائية والمشروبات من إجمالي النفقات 23.4%، وزادت مقارنة بعام 2019م والتي كانت 22.1%. وتشير بيانات 2019م إلى أنَّ العلاقة بين مجموعات الدخل المختلفة وحصَّة الغذاء، تدُلّ على أهمِّية حصَّة الغذاء في وضع الفقر.
موقع «عصر إيران»
قراصنة يخترقون كاميرات سجن إيفين الإيراني وينشرون صورًا ووثائق سرِّية
اخترقت مجموعة من القراصنة تُدعى «عدالت علي»، أمس الأوَّل (السبت 22 أغسطس)، الكاميرات الأمنية في سجن إيفين الإيراني، ونشرت العديد من الصور من داخل السجن ووثائق سرِّية، ذكرت أنَّها عثرت عليها من غرفة التحكُّم في السجن.
وأظهر مقطع فيديو رسالة تحذير بشأن هجوم إلكتروني باسم المجموعة على شاشات غرفة التحكُّم، وفي فيديو آخر سقط شخص نحيف يرتدي ملابس السجن أرضًا. كما أبرز المقطع هاتين العبارتين: «هجوم إلكتروني، سجن إيفين وصمة عار على العمامة السوداء واللحية البيضاء لرئيسي.. احتجاجات في جميع أنحاء البلاد حتّى الإفراج عن السُجناء السياسيين».
ونشر القراصنة أيضًا صورًا من خارج السجن، وأخرى عن طريقة تعامُل ضباط السجن مع السُجناء.
وجاء في بيان مجموعة القراصنة: «سنستمِرّ في فضح الظلم والاضطهاد الذي يمارسه إبراهيم رئيسي والنظام على الناس».
يُشار إلى أنَّ وسائل الإعلام الإيرانية نشرت الشهر الماضي عن هجوم إلكتروني على نظام الكمبيوتر التابع لشركة السكك الحديدية، نتج عنه إلغاء أو تأجيل نشاط العديد من رحلات القطارات.
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية نقلًا عن شركة أمريكية أنَّ الهجوم على السكك الحديدية الإيرانية لم يتِم تنظيمه من قِبَل إسرائيل، لكن من قِبَل مجموعة غير حكومية معارضة للنظام الإيراني تُسمَّى «إيندرا». وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أنَّ شركة «تشيكبوينت» (Checkpoint) للبرمجيات والتكنولوجيا قدَّمت مجموعة «إيندرا» كسبب لإرسال رسائل غير عادية عبر لوحات المعلومات التابعة لشركة السكك الحديدية، والتي أدَّت إلى تعطيل خطط السفر في نظام النقل عبر السكك الحديدية الإيرانية يوم الجمعة 9 يوليو.
موقع «تويتر» + موقع «صداي أمريكا»