«جهان صنعت»: روحاني يبحث عن صلاحيات عبر استفتاء.. ويوم مرير لـ«بورصة طهران» بانهيار المؤشِّر 11 ألف نقطة

https://rasanah-iiis.org/?p=18226

خلال معاملات أول من أمس (الثلاثاء 15 أكتوبر 2019)، انخفض المؤشر العام لبورصة طهران بنحو 10 آلاف و892 نقطة، ووصل رقم المؤشِّر إلى نحو 308 آلاف و979 نقطة، وسجَّل هذا التراجع رقمًا قياسيًّا جديدًا.
وعلى صعيد الافتتاحيات، اهتمَّت افتتاحية صحيفة «جهان صنعت» بتناول طلب الرئيس الإيراني حسن روحاني ضرورة إجراء استفتاء، خلال كلمته في مراسم بدء العام الدراسي بالجامعات الإيرانية. كما رصدت افتتاحية صحيفة «آرمان ملي» الإحصائيات المنشورة بشأن تعاطي المخدرات والإدمان، خصوصًا في ما يخصّ طلّاب المدارس والأسباب والدوافع التي تقودهم إلى هذه الهاوية.

«جهان صنعت»: روحاني.. وطلب الاستفتاء
يهتمّ المتخصِّص في القضايا الدولية صلاح الدين هرسني، من خلال افتتاحية صحيفة «جهان صنعت»، بتناول طلب الرئيس الإيراني حسن روحاني ضرورة إجراء استفتاء، خلال كلمته في مراسم بدء العام الدراسي بالجامعات الإيرانية.
تذكر الافتتاحية: «مرّة أخرى تحدَّث حسن روحاني خلال مراسم بدء العام الدراسي في الجامعات الإيرانية عن ضرورة إجراء استفتاء، وقال في جانب من كلمته: “بعد مرور 40 عامًا على الثورة، ما زلنا نعاني من مشكلات حول بعض القضايا، فالبعض يؤكِّد على المواجهة والبعض الآخر على التعامل، والآن إذا لم نصل إلى نتيجة بخصوص القضايا الاستراتيجية فنحن مجبَرون على إجراء الاستفتاء”.
بالطبع ليست هذه المرّة الأولى التي يتحدَّث فيها روحاني عن إجراء الاستفتاء، ففي الماضي أشار إلى مثل هذا الأمر بسبب القيود المفروضة على حكومته، وبهدف الخروج من ذلك الوضع. ويبدو أنّ روحاني قد طرح الأمر مجدَّدًا تحت تأثير عاملين، على أمل إجراء الاستفتاء: الأول أنّ الوساطة التي قام بها بعض اللاعبين مثل مسقط وطوكيو وبرلين وأوروبا ومؤخّرًا إسلام آباد لخفض التوتر، وفي النهاية حل النزاع بين طهران وواشنطن، قد فشلت. في ظلّ هذه الظروف ومن حيث إنّ تطبيع العلاقات الخارجية والخروج من وضع النزاع ضرورة مُلِّحّة، فإنّ الرجوع إلى الرأي العام وإجراء الاستفتاء من شأنه توفير ما تحتاج إليه العلاقات بين طهران وواشنطن من متطلبات ومقدّمات ضرورية. وبناءً على هذا، فإنّ الفلسفة الأساسية من وراء الاستفتاء الذي يرغب فيه روحاني، والذي يبدو أنّ نتيجته إيجابية بالنسبة إلى الرأي العام، مجرّد غطاء من أجل الوصول إلى مرحلة التفاوض مع أمريكا، وعلى هذا الأساس فإنّ طريق حل بعض المشكلات يمرّ من خلال التفاوض مع واشنطن، ولا بد أن إجراء الاستفتاء يلبي احتياجات إيران في الوقت الراهن.
العامل الثاني يرتبط بأصداء الأصوات المعارضة لما يجري في القطاعات الاقتصادية، وخصوصًا المناهضة لسياسات روحاني الاقتصادية، إذ يعتقد أنّ الطريق الوحيد للخروج من الوضع الحالي هو أن يعطيه النظام صلاحيات خاصّة، وعلى هذا الأساس فإنّ طلب روحاني إجراء استفتاء هو الجانب الآخر لطلب منحه صلاحيات خاصّة، لأنّ روحاني وصل إلى قناعة مفادها أنّ المهام والمسؤوليات الذاتية للسلطة التنفيذية قد أُضعِفت بسبب تدخُّل المؤسسات الموازية، وفي ظل هذه الظروف لا يمكن لروحاني أن يتّخذ القرار باستقلالية في المؤسسة التي يُشرِف عليها.
لكن الحقائق الموجودة تشير إلى أنّ روحاني أُصِيب بنوع من التبريرات غير المنطقية، والسبب هو أنّ النظام أبدى تناغُمًا معه أكثر من أي حكومة سابقة، كما أنّه كان لديه قاعدته الشعبية، وإبرام الاتفاق النووي أهمّ دليل وأوضح وثيقة على أنّ لديه صلاحيات. ألّا يعتبر حصوله على 24 مليون صوت من قِبل أنصار حكومة التدبير والأمل بديلًا عن الاستفتاء، بحيث أصبح الآن يطالب بإجراء استفتاء؟ علينا أن نتذكَّر أن روحاني قال على أبواب الانتخابات الرئاسية الأخيرة إنّه إذا قام أنصار حكومة التدبير والأمل بوضع عدد أكبر من الأصوات في صناديق الاقتراع لصالحه، فسيجعل عجلة أجهزة الطرد المركزي وعجلة الاقتصاد تدور في نفس الوقت، لكنّ السياسة الفاشلة المفتقدة إلى التخطيط التي أظهرها هو وفريقه في المجال الاقتصادي لم تجعل من غير الضروري إجراء استفتاء ومنحه صلاحيات خاصّة فقط، بل إنّ حكومته أقل تدبيرًا وفاعلية من أن تُسعِفه هذه الصلاحيات أو يُسعِفه إجراء الاستفتاء».

«آرمان ملي»: إحصائيات إدمان التلاميذ المُقلِقة
ترصد افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، عبر كاتبها المساعد الاجتماعي مصطفى أقليما، الإحصائيات المنشورة بشأن تعاطي المخدرات والإدمان، خصوصًا في ما يخصّ طلّاب المدارس، والأسباب والدوافع التي تقودهم إلى هذه الهاوية.
ورد في الافتتاحية: «في المجتمع الذي يعاني ثُلثا سُكّانه -بحسب الإحصائيات المنشورة- من الإدمان بمختلِف أنواعه، بطبيعة الحال يختصّ جزء من هذه الإحصائيات بطلّاب المدارس، وهؤلاء الطلّاب يمكنهم إيجاد الدافع للإدمان لدى غيرهم من الطلاب. الأطفال والبالغون المدمنون غالبًا ما يستهلكون المخدرات تحت تأثير الوالدين أو الأقارب المدمنين، أو لأسباب أخرى مِن قَبيل عدم الشعور بالاهتمام، أو عدم وجود الأب والأم، أو وجود توتُّرات كثيرة في العائلة، كما أنّ المعلِّمين والمربِّين لا يحيطون بالتعاليم اللازمة حول كيفية التعامل مع التلاميذ المدمنين، خصوصًا المدمنين منهم، فكثير من المعلمين لجؤوا إلى هذه المهنة بسبب عدم وجود وظائف أخرى. من جهة أخرى، نشاهد اليوم العيوب التي تعتري نظام التربية والتعليم بسبب انخفاض رواتب المعلمين، وهذا في حدّ ذاته جرس إنذار بخصوص مستقبل التلاميذ وتعليمهم وتربيتهم.
بشكل عام، في ظل الظروف الاقتصادية المخيِّمة على إيران، والتي دفعت الوالدين إلى العمل في عدّة مناوبات لتغطية نفقات الحياة، لا يمكن أن نتوقَّع من الوالدين توفير ظروف مناسبة لأبنائهم، أو أن يخصِّصوا وقتًا أكبر لتربيتهم وتعليمهم، وهذا من شأنه أن يمنح هؤلاء البالغين الحرِّية دون رقابة أكثر من أي وقت آخر، وهذه المسألة أحد أسباب إقبال البالغين على استهلاك المخدّرات. في أغلب الأحيان تعلم الأسرة بموضوع إدمان ابنها بعد فوات الأوان، ولا يمكنها فعل أي شيء له.
اليوم نشاهد انتشار إدمان مادة الكريستال بين طلاب المدارس، وبعض الآباء لا يعتبرون أنّ هذه المادة تؤدِّي إلى الإدمان، حتى إنّ بعض البالغين يستهلكون هذه المادة الخطيرة داخل المنزل بكلّ أريحية، وهذا التفكير خاطئ بطبيعة الحال، فاستهلاك أي شيء أكثر من الحدّ الطبيعي يؤدِّي إلى الإدمان، والإحصائيات الموجودة اليوم تشير إلى أنّ من يدمنون الكريستال ينتقلون منه إلى أنواع المخدّرات الأخرى. المؤكَّد هو أن ترك الإدمان ليس بالأمر السهل، فعلى الرغم من وجود مراكز متعدِّدة لترك الإدمان في إيران، فإننا نشاهد من تركوا الإدمان يعودون إليه مجدَّدًا، لأنّهم بعد تركهم يعودون إلى نفس الأسرة التي خرجوا منها أو المجتمع الذي يعيشون فيه، حيث لا تتغيَّر الظروف، ومن هنا فإنّ نسبة من يتركون الإدمان بشكل كامل لا تتعدَّى 3-4%.
إنْ أردنا القضاء على الإدمان بشكل كامل، فيجب علينا التعرُّف على أسبابه وإزالة المسبِّبات. بعبارة أسهل، يجب علينا التعرُّف وبشكل تامّ على العوامل التي مهَّدت لميل الأفراد نحو استهلاك المخدّرات، وأن نقوم بالتخطيط العلمي اللازم بهذا الخصوص. على سبيل المثال، الفرد الذي يبلغ من العمر 15 عامًا ويستهلك المخدّرات، حصلت لديه هذه الرغبة منذ مدة ليست بالقصيرة، فالطريق إلى هذا الأمر مُمهَّد له منذ 15 عامًا، وبناءً عليه لا يمكن إخضاع بضع سنوات من عمره فقط للدراسة والتحليل».

يوم مرير لـ«بورصة طهران» بانهيار المؤشِّر 11 ألف نقطة
خلال معاملات أول من أمس (الثلاثاء 15 أكتوبر 2019)، انخفض المؤشر العام لبورصة طهران بنحو 10 آلاف و892 نقطة، ووصل رقم المؤشِّر إلى نحو 308 آلاف و979 نقطة، وسجَّل هذا التراجع رقمًا قياسيًّا جديدًا. وقد بدأ هذا التراجع منذ أمس (الاثنين)، هذا في حين أنّ المؤشِّر العام ارتفع في أول يومين من الأسبوع (السبت والأحد).
ويعزو بعض الناشطين في السوق التراجع إلى «تصحيح الأسعار» بعد النمو الأخير، ويعزو آخرون ذلك إلى عدم تحمُّل المستثمرين «غير المحترفين» تقلُّبات السوق، إذ بدؤوا في بيع أسهمهم مع الانخفاض الطفيف في الأسعار، في حين يعتبر آخرون أن «المخاوف الضريبية» هي سبب زيادة المعروض.
وخلال السنوات الماضية كان أبرز تراجع للمؤشِّر يعود إلى مارس 2015 بنحو 3590 نقطة، وكان تحت تأثير إعادة فتح مؤشِّرات التصفية التي أُعيد فتحها أخيرًا بعد عدّة أشهر من التوقُّف. وخلال عام 2013 شهدت البورصة أربع فترات من الهبوط الحادّ على مراحل مختلفة، ترجع أسبابها إلى المخاوف الناجمة عن التوتُّرات الإقليمي المتعلِّقة باضطرابات سوريا، والحصول على رسوم 26% على صادرات معامل التكرير، فضلًا عن المخاوف من قضية أسعار تغذية البتروكيماويات.
وعلى مدار السنوات الماضية زاد الاستثمار في سوق البورصة مع تحييد الأسواق الموازية، مثل سوق العملات والذهب وكساد سوق الإسكان. وفي مارس 2016 كان عدّاد المؤشِّر العام لبورصة طهران أعلى من 81 ألفًا، بينما وصل هذا الرقم الآن إلى نحو 309 آلاف.
وعلى مدار العامين الماضيين، شجع المسؤولون الإيرانيون المواطنين على الاستثمار في سوق البورصة، لا سيما خلال فترة أزمة العملاء.
وقد صرَّح الرئيس الإيراني في مؤتمره الصحفي الأخير (الاثنين 14 أكتوبر) قائلًا: «من حسن الحظ أنّ سوقنا اليوم هي سوق أكثر نشاطًا، لقد زادت بورصتنا لأكثر من 80%. نحن جميعًا بحاجة إلى توخِّي الحذر لتوجيه السيولة على النحو المطلوب».
وأعلن رئيس البورصة شابور محمدي مؤخَّرًا عن وصول «مصادر مالية جيِّدة» إلى سوق رأس المال. وقال: «الحفاظ على هذه الأموال مسؤولية مهمّة للغاية، كما يجب علينا التحضير حتى لا تخرج هذه الأموال من سوق الاستثمار».
موقع «بي بي سي» – الإصدار الفارسي

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
إدارة التحرير