دراسة مشتركة من إعداد:
د. معتصم صدّيق عبد الله
الباحث بالمعهد الدولي للدراسات الإيرانية (رصانة)
د. محمد السيد الصياد
الباحث بالمعهد الدولي للدراسات الإيرانية (رصانة)
مقدِّمة
يُعدّ أئمة وخطباء الجمعة في إيران مِن ذوي المكانة والحظوة المجتمعية، ولا سيّما بعد أنْ عادت صلاة الجمعة كشعيرة من الشعائر المركزية لدى النخبة الحاكمة ما بعد 1979م، بعد أنْ كانت قد هُمّشت إلى حدّ كبير في عهد البهلويين.
لكن بعد الثورة الإيرانية وبعد وصول الفقهاء إلى السلطة في البلاد باتت خطبة الجمعة في إيران اليوم مِن أهمّ الفعاليات المتعلقة بالخطاب الديني، الذي تحرصُ النخبة الدينية على بثّه إلى الجماهير، إذْ تتضمن الخطبة الرسائل التي يريد الوليّ الفقيه إيصالها إلى المجتمع والمسؤولين، وكذلك إلى الداخل والخارج على السواء.
وتبرز عدَّة تساؤلات تخصّ خطاب الجمعة في عهد الولائيين، متعلقة بمدى التحولات التي طرأت على فلسفة الجمعة ومقاصدها مِن الناحية العبادية والمقاصدية، أوْ من ناحيةِ الموضوع والمضمون، وكذلك بمدى التحولات الخاصة بجوانب الشكل والإدارة، وعلاقة الخطباء والأئمة بما هو سياسيّ، ليؤول المطاف إلى سؤال الاستقلالية، أيْ: علاقة الأئمة والخطباء بالسلطة السياسيّة، وهل هم ممثلون للحوزة ودرسها الفقهي، أو ممثلون للنخبة الحاكمة، وتوجهاتها؟
وَمِن ثمّ تتأتى أهمية هذه الدراسة، التي نحاول من خلالها إبراز موقع الوليّ الفقيه في مسألة الجمعة وهيكلها، وفي اختيار موضوعاتها، وتعيين وعزل أئمتها، وكذلك موقعها لدى النخبة الدينية الحاكمة، وحقيقة دورها السياسي!