قال إمام وخطيب أهل السنّة في زهدان، المولوي عبد الحميد، خلال خطبة الجمعة (09 يونيو)، مخاطبًا السلطات في إيران: «إنّ تغيير السياسة الداخلية أهمّ من تغيير السياسة الخارجية، فقبل إنفاق الأموال على دول أخرى والكشف عن الأسلحة، من الضروري إنفاقها على الشعب الإيراني وبناء البلد».
وفي شأن داخلي آخر، قال إمام الجمعة في مشهد أحمد علم الهدى في خطبة (الجمعة 09 يونيو) في مشهد: «على الرغم من أن المشكلات المعيشية والاقتصادية أصبحت مسببة لمشكلات الناس وارتفاع الأسعار جعل الناس يعانون، فإنّ كل هذه المشكلات يمكن حلّها. وفي الأيام الأخيرة انخفضت أسعار المساكن بنسبة 25%، ونعتقد أن الأسعار الأخرى ستنخفض أيضًا، وبناءً على إيمان وإرادة شبابنا سيجري حل كل هذه المشكلات».
وفي شأن دبلوماسي، أعلنت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة (الخميس 08 يونيو)، عقب نشر بعض التقارير التي تفيد باقتراب إيران والولايات المتحدة من إبرام اتفاق مؤقت، أنه لا يوجد على جدول الأعمال أي اتفاق مؤقت بديلًا عن الاتفاق النووي.
وعلى صعيد الافتتاحيات، اعتبرت افتتاحية صحيفة «جهان صنعت» أن الحكومة الإيرانية لديها مبدأ ثابت، وهو العداء مع أمريكا بشكل خاص، ولديها استعداد لدفع أي ثمن مقابل هذا المبدأ، لذا فإنّ أيّ حديث عن صلح مع الغرب هو مجرد «محض خيال». وتساءلت افتتاحية صحيفة «ستاره صبح» عن أسباب تقدم دول العالم، وبخاصة الدول الإسلامية، فيما ما زالت إيران تعاني مشكلات مثل الفقر والبطالة والتضخم وانخفاض مؤشرات التنمية وارتفاع الأسعار وانهيار قيمة العملة الوطنية.
«جهان صنعت»: الصلح مع الغرب محض خيال
اعتبرت افتتاحية صحيفة «جهان صنعت» أن ما تروّج له الحكومة بما يسمى «الصلح مع الغرب» هو «محض خيال». وأوضحت الافتتاحية، «التي لم يُذكر اسم كاتبها»، أن الحكومة الإيرانية ماضية في مبدئها الذي تبنّته، وهو الصراع المستمر مع الولايات المتحدة الأمريكية، ولا نية لها في ترك هذا المبدأ، كما أنها على استعداد لدفع أي ثمن لحماية مبدئها.
جاء في الافتتاحية: حزمت الحكومة الإيرانية أمرها على صعيد السياسة الخارجية، ولا تنوي ترك مبدأ الصراع مع الولايات المتحدة، وهي مستعدة لدفع أي ثمن لحماية هذا المبدأ، وبالطبع تأمل أن تتوزع السلطة في العالم بحيث تهزم الولايات المتحدة على المدى القصير أو على المدى المتوسط، وألا تعود القوة الأولى في العالم. ولكن هذا المبدأ الأساسي على صعيد السياسة الخارجية كانت له تبعات، إحداها القبول بصعوبات العقوبات الاقتصادية الغربية على أعمال الإيرانيين والاقتصاد العام. ويأمل الاقتصاد الإيراني مقاومة ضغوط العقوبات بالاستفادة من الإمكانات المحلية وقوة اقتصاد الصين الشيوعية، والحقيقة هي أن هذا الأمر لم يحدث على الأقل منذ عام 2018م حتى الآن، وتحمّل المواطنون ضغوطًا شاقة. من تبعات العداء الأبدي لأمريكا أن الحكومة الإيرانية أنفقت أموالًا طائلة على صناعة مختلف أنواع الأسلحة، وأقامت علاقات إستراتيجية مع الجماعات المقيمة في الدول الأخرى، التي يطلق عليها جماعات المقاومة، وهي تقدم لها مختلف أنواع المساعدات لتقويتها، وبالطبع فالحكومة الإيرانية قد وقّعت اتفاقيات إستراتيجية مع روسيا في هذا المجال أيضًا. المواطنون الإيرانيون والفئات الاجتماعية يجب ألا يشكوا باستمرار هذا الترتيب السياسي الخارجي، ويجب أن ينظموا تخطيطهم لأعمالهم ومعيشتهم على أساس تبعاته المحتملة، وأن يتخلوا عن تخيلات المصالحة والسلام المؤقت. لقد أثبتت التجربة أن الحكومة الإيرانية قد وصلت مرات عدة إلى مشارف المصالحة مع النظام الأمريكي خلال السنوات الماضية، وحتى خلال العقود السابقة حينما لم يكن الملف النووي قد تحول بعد إلى معضلة. لكنه عاد من المرحلة النهائية.
وقد تجلى الابتعاد عن حل قضية الملف النووي والصلح مع الغرب من قبل الحكومة الإيرانية في عهد إبراهيم رئيسي والبرلمان الثوري بشكل أوضح، وفي كل مرة تقترب فيها التخمينات من أننا سنصل إلى سلام ولو مؤقت، نجد أن أجواء مختلفة هي التي تسيطر. وفي هذه الأيام تتكرر هذه القصة أمام أعين المواطنين الإيرانيين من جديد. يجب قبول الحقيقة، وأن نعثر على طرق للتعايش مع هذا الوضع، وأن نعتبر الأمل بالصلح مع الغرب على المدى القصير مجرد خيال.
«ستاره صبح»: لماذا يتقدم الآخرون فيما نراوح مكاننا؟
تساءل رئيس تحرير صحيفة «ستاره صبح» علي صالح آبادي عن أسباب تقدم دول العالم، وبشكل خاص بعض الدول الإسلامية، مثل السعودية وتركيا والإمارات، فيما ما زالت إيران تعاني من مشكلات أزلية، خصوصًا الفقر والبطالة والتضخم وارتفاع قيمة العملة الوطنية وعدم تحقيق أي تطور في مؤشرات التنمية، إضافة إلى ضياع بعض الفرص الدولية.
ورد في الافتتاحية: طرح سؤال مهمّ وأحيانًا دون إجابة في الماضي ولا يزال مثارًا حاليًّا حول سبب تقدُّم عديد من الدول في العالم، بما في ذلك الدول الإسلامية مثل تركيا وماليزيا وإندونيسيا والإمارات والسعودية والكويت وغيرها في العقود الماضية، فيما ما زالت إيران تراوح مكانها، وتعاني من عدم تحقيق التنمية ومن التضخم وارتفاع الأسعار وانخفاض قيمة العملة الوطنية وضياع الفرص الدولية، والأهم من ذلك أن الشعب الإيراني يعاني منذ سنوات من تضخم من رقمين، هل المشكلة في ثقافة الناس وسلوكهم وما إلى ذلك، أم ينبغي النظر إلى المشكلة في السياسات الخاطئة وغير المدروسة، التي تتخذ السلطتان التشريعية والتنفيذية معظمها؟
كلما كان دور هاتين السلطتين أكبر فإن نتيجة ذلك مشاهدة ملايين الفقراء والعوز في المجتمع. والأسوأ من ذلك أن الفقر والإفلاس لهما أثر سلبي في الثقافة والأخلاق والمعتقدات الدينية. قبل أيام قال إمام جمعة مشهد أحمد علم الهدى: لم يكن هدف الثورة الخبز والماء والاقتصاد! لكنه لو كان قد سجن مع المناضلين من أجل الحرية والعدالة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، لأدرك جيدًا أن هدف الثورة والثوار كان إيصال الخبز وسبل المعيشة وجلب الحرية والأخلاق للفقراء. هل يعلم إمام الجمعة هذا أن مؤشر البؤس في إيران قد وصل إلى نحو 50% وفقًا لتقرير مركز الإحصاء الإيراني؟!
هناك ثلاث نظريات تورد في هذا السياق:
المثل الأعلى
اتضح بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية أن نظرية المثل الأعلى التي اتبعها هتلر وموسوليني والإمبراطور العثماني ولينين وستالين وماو تسي تونغ لم تؤدِّ إلا إلى مقتل ملايين البشر، والتصفية التي قام بها ستالين، وقتل الإقطاعيين على يد ماو، وغير ذلك، وكان هتلر يعتقد بأفضلية الشعب الألماني وأنه يجب السيطرة على العالم، وفي المقابل كان ستالين وماو يعتقدان بضرورة تدمير كل ما هو رأسمالي، غافلين عن أنهما هما كانا يزولان في حين بقيت الرأسمالية، والصين وروسيا مدتا وتمدان يد الصداقة إلى الغرب، ورضختا للاقتصاد الحر. لقد أظهرت التجارب التاريخية أن المثالية في السياسة جلبت عديدًا من الخسائر والأضرار.
الواقعية
تسعى نظرية الواقعية إلى تحقيق الربح في جميع المجالات ولا تلتزم الأخلاق والإنصاف والعدالة. تقوم وظيفة هذه النظرية على «المصالح الوطنية» و«الأمن القومي»، وبعبارة أخرى لا تسعى هذه النظرية إلى تحقيق المثل، ولكنها تؤمن بأنه إذا جرى تعزيز المصالح الوطنية وحصل الناس على سبل معيشتهم، وارتفع مستوى الرفاهية في المجتمع فستتحقق حينها المثل والعدالة في المجتمع، أي إنّ محور نظرية الواقعية هو تأمين المصالح الوطنية والاهتمام برغبات الجمهور وتلبية مطالبهم حتى يظل المجتمع هادئًا ولا يعاني من التوترات. الأمر الآخر هو الأمن القومي والاقتصاد والثقافة والانتخابات المدعومة شعبيًّا وخلق الرضا بين الناس، إذ يرتفع عامل الأمن القومي مع الاقتصاد والثقافة والدعم الشعبي والانتخابات الحرة والتنافسية في أي مجتمع. لهذا عندما كان محمد جواد ظريف يتفاوض مع الغربيين كان يقول إنه يمثل أمة شارك 73% من شعبها في الانتخابات الرئاسية.
نظرية الواقعية الجديدة
تهتم هذه النظرية بالحكمة الجماعية، خصوصًا حكمة النخب، وتشكيل خطاب مشترك بين الحكام والمجتمع المدني، وتسعى إلى الاستفادة من أي حدث دولي من أجل المصلحة الخاصة وتجنب الأضرار والخسائر. وأرى أن في إيران جماعات سابقة وحالية تسعى إلى تحقيق مثلها بأي ثمن، وعندما لا ينجحون يلقون باللوم على هذا وذاك ويتنصلون من المسؤولية. عندما يتخذ المسؤولون القرار الصحيح باستخدام نظرية الواقعية فإنهم يرفعون أصواتهم ويشعلون النار في الاتفاق النووي في البرلمان. وبعد ذلك، عندما تتحالف الحكومة والبرلمان معًا، يسعيان لإحياء نفس الاتفاق الذي عارضه المثاليون ويصفون بعض المسؤولين بالخونة. ومن الأمثلة الواضحة قصة إحياء الاتفاق النووي هذه الأيام وأن إيران مستعدة للتفاوض ولإحياء الاتفاق، فيما يتهرب الغرب من المفاوضات والاتفاق. لو كنا واقعيين، لكان قد جرى إحياء الاتفاق النووي ولاستفاد الناس من مزاياه.
قضية الحجاب من الأمثلة الأخرى على المثالية، إذ يصرّ البعض على الأساليب السابقة التي حققت نتائج عكسية، فيما ما يشاهد في الشوارع والأسواق هو زيادة السفور والحجاب السيئ.
يبدو أن النظام الدبلوماسي الآن على مفترق طرق: إما استمرار سياسة المثالية أو العدوانية في العلاقات الخارجية، وإما استخدام سياسة الواقعية وفقًا لإمكانيات الدولة التي يجب أن يكون نتاجها الخبز والماء والهواء للناس. أما الخيار الثالث فهو استخدام سياسة الواقعية الجديدة، ومحور هذه النظرية الاستفادة من الحكمة الجماعية. إيران مليئة بأصحاب الخبرة والعلماء والمتخصصين والتكنوقراط والأشخاص المحبين للناس والذين يمتلكون إستراتيجية للتغلب على مشكلات الأمس واليوم والغد.
علم الهدى: السكن أصبح أرخص بنسبة 25%
قال إمام الجمعة في مشهد أحمد علم الهدى في خطبة الجمعة (09 يونيو) في مشهد: «إنّ الهدف من الثورة هو أن يعيش شعبنا بحرية، وأن يقف على أقدامه، وأن يحرز التقدم والمضي قدمًا والوصول إلى مكان يثبت فيه للعالم أن الإدارة السياسية والاجتماعية للبشرية يجب أن تكون في يد الله وممثل الله، ويجب على شعوب العالم أن ترى مثال هذه الحياة من أجل الاستعداد لقبول حكم المهدي العالمي».
وأوضح أن «تقدم الحكومة هو نتيجة إيمان الناس وأملهم». وأضاف: «هناك عديد من المشكلات، ولكن يمكن حلها جميعًا. وعلى الرغم من أن المشكلات المعيشية والاقتصادية أصبحت مسببة لمشكلات الناس وارتفاع الأسعار جعل الناس يعانون، فإنّ كل هذه المشكلات يمكن حلها. وفي الأيام الأخيرة انخفضت أسعار المساكن بنسبة 25%، ونعتقد أن الأسعار الأخرى ستنخفض أيضًا، وبناءً على إيمان وإرادة شبابنا سيجري حل كل هذه المشكلات». وذكر: «في الحرب كان شعبنا يؤمن ويقاوم، ولكن على المسؤولين أن يعلموا أن العدوّ في حالة حرب معنا، لذلك يجب أن يبذلوا كل طاقتهم وأن يحاولوا بلا كلل حل مشكلات الناس وألا يتراجعوا. وعليكم أن تعلموا أنه اليوم وفي هذه البلد وفي ظل الظروف القائمة إذا أراد الشخص المسؤول الاعتماد على سلطته وقيادته، والسعي للازدهار والعمل اليومي، ودخول الساحة السياسية من أجل تحقيق الثروة والمكانة، فإن هذا المسؤول ليس خادمًا للحكومة، بل سيكون هكذا شخص خائن للحكومة والوطن ودماء الشهداء».
موقع «خبر أونلاين»
إمام أهل السنّة في زهدان: إنفاق الأموال على الشعب الإيراني أولى من إهدارها على الشعوب الأخرى
انتقد إمام جمعة أهل السنّة في زاهدان حكومة الجمهورية الإسلامية، قائلًا: «نحن نرتاح للكشف عن الأسلحة المتطورة، لكن نشعر بالارتياح أكثر إذا جرى اشباع بطون الناس». وقال عبد الحميد إسماعيل زهي (الجمعة 09 يونيو): «لماذا لا تتغير السياسة الداخلية كتغيير السياسة الخارجية؟ لقد أثبت هذا البرلمان وهذه الحكومة أنهما لا يتجاوبان، نحن ننشد لكم الخير، ونتألم عندما يتألم الناس، وإن الهم الوطني أهم همومنا، وليس الهموم الإقليمية، إن قلوبنا تعتصر ألما عنما نشاهد شعبنا يضطر لمزاولة مهنة العتالة أو نقل الوقود مع كل هذه الإمكانيات لديه». وأضاف: «لو كنت مكانكم، وكنت أسمع أصوات الناس، لكنت قد تخليت عن كرسيي ووضعت نفسي تحت تصرف عقلاء القوم وعامة الناس. إيران ليست بلد القوميات والمذاهب، وليست بلد الإسلام فقط، بل هي بلد الجميع، وهذه هي شكواي، وأعيد قولها، إن المعتقدات المذهبية لا تفي بالحاجة، وهذا البلد ليس بلد الشيعة، ولا السنة، ونحن لدينا الفكر الإنساني، لذلك يجب أن نفكر بمستويات أرقى». وأشار كذلك إلى توحيد الحكومة، قائلًا: «لقد اتحد البرلمان والحكومة وجميع الأركان، لكن هذا الاتحاد لم يثمر عن نتائج».
وقال: «إنّ السياسات الداخلية أكثر أهمية من العلاقات الخارجية وتغيير السياسات الخارجية، يجب أن نتكفل بالشعب الإيراني وبناء إيران عوضًا عن التكفل بالشعوب الأخرى، ينبغي بنا نحن وأنتم والشعب أن نعمر بلدنا إيران، وأعظم حكمة هي أن يشبع الشعب الإيراني، ويسعد. أنا بدوري أرفض سياسة أن نقف إلى جانب الشعوب الأخرى وألا نهتم بالشعب الإيراني».
«صوت أمريكا-فارسي»
بعثة إيران في الأمم المتحدة: لا يوجد على الأجندة أي اتفاق مؤقت بديلًا عن الاتفاق النووي
أعلنت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة (الخميس 08 يونيو) عقب نشر بعض التقارير التي تفيد باقتراب إيران والولايات المتحدة من إبرام اتفاق مؤقت أنه لا يوجد على جدول الأعمال أي اتفاق مؤقت بديلًا عن الاتفاق النووي.
وكالة «إيرنا»