دبلوماسي إيراني يحذِّر أذربيجان من ردود الأفعال.. وخبير يتحدث عن القطيعة.. و«حقوق الإنسان» بإيران: مقتل 326 شخصًا منذ بداية الاحتجاجات

https://rasanah-iiis.org/?p=29541
الموجز - رصانة

حذَّر سفير إيران السابق في باكو محسن باك آيين، في مقابلة مع وكالة «إيسنا» أمس السبت، أذربيجان من ردود الأفعال، خصوصًا مع إجراء مناورة لـ«الناتو» في باكو وتداعياتها الأمنية، فيما استعرض الخبير الإيراني في قضايا القوقاز سالار سيف الديني نقطة القطيعة في العَلاقات بين طهران وباكو، في مقال بصحيفة «شرق».

وفي شأن محلي مرتبط بمسار الاحتجاجات، أعلن آخر تقرير لمنظمة حقوق الإنسان الإيرانية، نُشِر أمس السبت، عن ارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات إلى 326 شخصًا على الأقل، بينهم 43 طفلًا و25 امرأة. كما امتنع لاعبو منتخب كرة السلة الإيراني عن ترديد النشيط الوطني، الذي يسمِّيه النظام الإيراني «نشيد الجمهورية الإسلامية»، أول من أمس في مباراتهم أمام المنتخب الصيني في صالة آزادي، تضامنًا مع الاحتجاجات الراهنة.

وعلى صعيد الافتتاحيات، ترى افتتاحية صحيفة «شرق» أن ظروف إيران اليوم بحاجة إلى فهم جديد للجيل الجديد، مع استمرار خوارزمية انتشار أجواء تكنولوجيا المعلومات، واستخدام أدوات القرية العالمية، التي تربَّى فيها هذا الجيل، فيما تستعرض افتتاحية صحيفة «مردم سالاري» واقع تقديم التقارير إلى الحكومة الإيرانية، كما يفعل متحدثها «الشاب» من خلال زيارته للجامعات، وتتساءل: ما فائدة هذه التقارير واقعيًّا؟

أبرز الافتتاحيات - رصانة

«شرق»: خوارزمية الاحتجاجات

يرى الباحث حسن مرتضوي كياسري، من خلال افتتاحية صحيفة «شرق»، أن ظروف إيران اليوم بحاجة إلى فهم جديد للجيل الجديد، مع استمرار خوارزمية انتشار أجواء تكنولوجيا المعلومات، واستخدام أدوات القرية العالمية، التي تربَّى فيها هذا الجيل.

وردَ في الافتتاحية: «دراسة الاحتجاجات التي جرت خلال العقود الأخيرة تُشير إلى تطوّر ملحوظ. المدى الزمني بين الاحتجاجات تقلَّص من 10 سنوات إلى أقل من 3 سنوات، ومدة الاحتجاجات ازدادت من بضعة أيام إلى ما يقرُب من شهرين، ونطاقها المكاني تجاوز أزقّة طهران إلى شوارعها، ومِن ثَمّ تجاوز طهران إلى مدن إيران الأخرى. وطبيعة المطالب توسَّعت، إذ أصبحت تشمل فضلًا عن المطالب السياسية المطالب الاقتصادية والاجتماعية، والآن مطالب الحرِّيات الفردية. أما فئات المحتجين فقد انتقلت من طلاب الجامعات إلى الشباب والمراهقين، وحتى رجال السياسة. هذه العملية كلها نتيجة عدم قبول حقائق المجتمع من قِبَل الحكومة.

في مواجهة هذا التحوُّل ذو المغزى، دائمًا ما أظهرت الحكومة من نفسها توجُّهين ثابتين لكن متناقضين: تصعيد المواجهة، والاستخفاف بالاحتجاجات وحتى استحقار المحتجين. هذان التوجّهان دائمًا ما تسبَّبا في تصعيد الأزمة واستمرارها، والشاهد على ذلك احتجاجات 2009م، التي لم يكُن تصعيدها بسبب موضوع الاحتجاجات، وإنما على أثر احتقار المحتجين من قِبَل رئيس الحكومة آنذاك أحمدي نجاد. تمتدّ جذور الأزمات الاجتماعية إلى حقائق المجتمع. وأول خطوة نحو الحل هي قبول الحقيقة، وفهم المواطن المحتَجّ. جانبٌ من هذه الحقيقة يظهر في المكوِّنات التقليدية للمحتجين في هذه المرحلة.

هناك تغييرٌ أساسيّ آخَر في عملية التطوّر المُشار إليها، وهو تغيير أعمار المحتجين، الجيل الذي تربَّى في القرية العالمية لم يعُد يقارن بلده مع بلدان العالم، فهذا الجيل يعيش يوميًا في سياحة عالمية، وهو يجول العالم في كل لحظة، والحذاء الذي خاطته الحكومة لهذا الجيل ضيِّق. هذا الجيل الصريح الواعي لمسَ وشاهَدَ في البيت وفي الشارع أقدام الجيل السابق الدامية، نتيجة التحمُّل والصبر، والآن يريد أن يختار حذاءه بنفسه. إنّ عدم فهم هذا الجيل وعدم احترام حق اختياره سيفرض تكاليف على جميع الأجيال، لأن استمرار هذه الخوارزمية من الممكن أن يكون بمثابة انتشارها إلى أجواء تكنولوجيا المعلومات، واستخدام نفس أدوات تلك القرية العالمية، التي تربَّى فيها هذا الجيل.

إنّ هذا الأسلوب من الاحتجاج لا يمكن السيطرة عليه بأي مستوى من مستويات المواجهة، وسوف يتعرَّض البلد لتكاليف باهظة. قبل أن يفوت الأوان، يجب الرضوخ لحُكم التدبير والعقل. إنّ الانتشار الجغرافي للاحتجاجات لا يمكن الحيلولة دونه من خلال الاستخفاف بها وتصعيد المواجهة. على الرغم من جود بعض الشعارات التي يطلقها المحتجون، فإنّ هذا الجيل لا يريد إسقاط النظام، فالإطاحة تحتاج إلى أفعال خاصة لا تُشاهَد لدى المحتجين. ظروف البلد اليوم بحاجة إلى فهم جديد للجيل الجديد».

«مردم سالاري»: ما فائدة هذه التقارير؟

تستعرض افتتاحية صحيفة «مردم سالاري»، عبر كاتبها الصحفي أميد بور مصطفى، واقع تقديم التقارير إلى الحكومة الإيرانية، كما يفعل متحدثها «الشاب» من خلال زيارته للجامعات، وتتساءل: ما فائدة هذه التقارير واقعيًّا؟

تقول الافتتاحية: «كما يظهر من تصريحات المتحدث -الشاب في الحقيقة- باسم حكومة رئيسي، فهو يذهب إلى مختلف الجامعات، ويشارك في المناسبات المختلفة، وما إلى ذلك، وفي النهاية يقدِّم تقريره حول ما يلمسه ويشاهده لرئيس الحكومة. هذا في الظاهر أمرٌ جيِّد، لكن تتبقَّى هناك مشكلة قديمة، وهي: هل يقدِّم تقريره بشكل صحيح؟ وهل يقدِّم تقريرًا صحيحًا من الأساس، أم أنه يقدِّم التقرير وفق أهوائه؟ ثم بعد ذلك، إن كانت هذه التقارير تأخذ أجواء الجامعات بعين الاعتبار، فإنّ الأحداث والاحتجاجات التي حصلت خلال الأيام الخمسين الماضية كفيلة بعكس الواقع. لا نزعم أن جميع الجامعات مُحتجَّة، أو أن جميع من فيها شاركوا أو يشاركون في الاحتجاجات، بالطبع هناك من بين الطلاب من يدافعون عن الأوضاع القائمة لأسباب مختلفة، لكن نطاق الاحتجاجات واسع للغاية. إنّ ما يقوله الطلاب والأساتذة والموظفون المحتجون واضح، فهم مثل غيرهم من العلماء والحريصين لا تنحصر مشكلاتهم في دوريات الإرشاد وبعض القوانين. الجامعات منذ سنوات طويلة تشاهد مشكلات البلد الأساسية، وحذَّرت منها.

في أي المجالات اتّخذ مَن هُم في السطوح العليا قرارًا، أو وضعوا قانونًا، احتجَّت عليه وانتقدته الجامعات، وواجه انتقادها أدنى اهتمام؟

في موضوع الجدارة؟

في قضية مواجهة كورونا واستيراد اللقاح؟

في أزمة الانتخابات؟

في معايير مكافحة الفساد المزدوجة؟

في تدخُّل وسيطرة من يفقدون الأهلية بشؤون البلد؟

في إدارة الدولة والاقتصاد وغيرها؟

والأهم من ذلك، في طبيعة اختيار وفرض السياسة الخارجية وإثارة التوتُّر، الذي هو السبب الرئيسي وراء جميع المشكلات ومصدر العقوبات القاصمة؟

هل المسؤولون غير مطّلِعين على جميع هذه المشكلات والأزمات؟ هل لديهم تقارير صحيحة عن واقع إيران وفقر الناس المتنامي؟ هل لديهم إحصائيات عن الهجرة، خصوصًا هجرة النُّخبة؟ هل المسؤولون لا تُقدَّم إليهم أي تقارير؟ وهو أمرٌ مستبعَدٌ حدوثه. هل تُقدَّم التقارير وفق الأهواء؟ هل تُقدَّم تقارير صحيحة تُوضَّح فيها المشكلات المريرة والأزمات؟ إن كان الأمر كذلك فإن علامات هذا الأمر غير مشهودة. لماذا إذًا هؤلاء المسؤولون غارقون في أوهام أنهم الأفضل، ولا يُشاهَد أي اختلاف في أقوالهم وأفعالهم؟ ما الفائدة من هذه التقارير؟ ما الذي يمكن لرئيسي فعله من الأساس؟ ما مفعول هذه التقارير إن كانت فعلًا تقارير؟!».

أبرز الأخبار - رصانة

دبلوماسي إيراني يحذِّر أذربيجان من ردود الأفعال.. وخبير يتحدث عن القطيعة

حذَّر سفير إيران السابق لدى باكو محسن باك آيين، في مقابلة مع وكالة «إيسنا» أمس السبت (12 نوفمبر)، أذربيجان من ردود الأفعال، خصوصًا مع إجراء مناورة لـ«الناتو» في باكو وتداعياتها الأمنية، فيما استعرض الخبير الإيراني في قضايا القوقاز سالار سيف الديني نقطة القطيعة في العَلاقات بين طهران وباكو، في مقال بصحيفة «شرق».

وقال آيين: «نشرت وسائل الإعلام الأذربيجانية خلال الأسابيع الماضية محتويات حادة وغير أخلاقية ومسيئة للمسؤولين الإيرانيين، وهو أمر غير مسبوق، فيما تمارس إيران ضبط النفس. في أعقاب هذا، جرى استدعاء سفير باكو إلى وزارة الخارجية الإيرانية وتوجيه التحذير اللازم إليه. من ناحية أخرى، استدعت أذربيجان السفير الإيراني في إجراء مماثل، وأعلنت أنه لا ينبغي أن تتخذ وسائل الإعلام الإيرانية أي إجراء ضد أذربيجان».

وأردف: «القضية الأخرى هي تعاون أذربيجان مع (الناتو) في إجراء المناورات، على الرغم من أنه يُقال إنّ هذا إجراء تدريبيّ»، وأشار إلى دور الدبلوماسية في حل الخلافات بين الدول، لكنه قال: «يمكن أن يكون هذا العمل مثمرًا أيضًا، ويجب على أذربيجان أيضًا الحذر من ردود الأفعال».

من جانبه، أوضح الخبير سيف الديني أن العَلاقة بين إيران وأذربيجان تأسست في أوائل التسعينيات، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، «بناءً على بعض الأمور المجرَّدة، التي لم يكُن لها عَلاقة كاملة بالواقع. وكان هذا هو السبب في أن سياسات باكو المعادية لإيران ظلَّت بلا فاعلية خلال تلك السنوات، سواء على مستوى المنطقة أو داخل البلاد».

وأوضح سيف الديني أن إقامة العَلاقات مع باكو في أوائل التسعينيات لم تكُن خالية من المشكلات، وقال: «ما كان ينبغي لطهران أن تعترف رسميًّا بوجود دولة جديدة سرقت واستخدمت اسم إحدى محافظات إيران بشكل غير قانوني».

وأردف: «يبدو أنه لن يجري إصلاح هذه العَلاقة السامة المستمرة منذ ثلاثة عقود أبدًا، ما لم تجرِ مراجعتها بعمق. وهذا يعني أنه يجب مراجعة وإعادة تأسيس العَلاقات من الألف إلى الياء»، مشيرًا إلى أن العَلاقات الثنائية وصلت إلى «نقطة الانهيار» حاليًّا بسبب طبيعة عمل باكو.

وكالة «إيسنا» + صحيفة «شرق»

«حقوق الإنسان» بإيران: مقتل 326 شخصًا منذ بداية الاحتجاجات

أعلن آخر تقرير لمنظمة حقوق الإنسان الإيرانية، نُشِر أمس السبت (12 نوفمبر)، عن ارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات إلى 326 شخصًا على الأقل، بينهم 43 طفلًا و25 امرأة. وحذَّرت المنظمة من زيادة عدد القتلى، ودعت مرةً أخرى المجتمع الدولي إلى «منع النظام الإيراني من قتل مزيد من الإيرانيين، عبر اتخاذ رد فعل حاسم، وفي الوقت المناسب».

وتُشير إحصائيات ومعلومات المنظمة الإيرانية إلى أن 9 من الأطفال القتلى كانوا من الأفغان، وأكدت أن رقم القتلى المنشور هو «الحد الأدنى» لعدد القتلى.

وتُظهِر الإحصائيات أن القتلى من 22 محافظة مختلفة، ومعظم القتلى من محافظات سيستان وبلوشستان، وطهران، ومازندران، وكردستان، وجيلان، على الترتيب.كما ورد أن معظم القتلى سقطوا في يومَي 21 و22 سبتمبر، أي بعد خمسة أو ستة أيام من إعلان وفاة مهسا أميني، وكذلك في 30 سبتمبر (جمعة زاهدان الدموية)، وفي 04 نوفمبر.

ووفقًا لتقرير المنظمة الحقوقية، يعتبر يوم 04 نوفمبر هو أكثر الأيام دموية، إذ قُتِل فيه ما لا يقِلّ عن 16 شخصًا بعد إطلاق النار على حشد من المتظاهرين في مدينة خاش بمحافظة سيستان وبلوشستان.

وبشكل عامّ، وصل عدد القتلى في سيستان وبلوشستان إلى 123 شخصًا على الأقل، وهو ما يُظهِر فرقًا كبيرًا مع المحافظات الأخرى، مثل طهران بـ37 قتيلًا، ومازاندران بـ33 قتيلًا.

وبالتزامن مع نشر هذه الإحصائيات، حذَّر رئيس منظمة حقوق الإنسان الإيرانية محمود أميري مقدم، في مقابلة مع «راديو فردا»، من احتمالية الإعدام المتسرِّع للمحتجين ودون إعلامهم.كما أصرَّ أميري مقدم مرةً أخرى على ضرورة إنشاء آلية دولية لمحاسبة النظام الإيراني على قتله الشعب، ورفع تكلفة القمع المستمر للنظام.

وبعد مرور أكثر من 50 يومًا على الاحتجاجات الشاملة في إيران، التي بدأت في 16 سبتمبر ردًّا على مقتل أميني، لا تزال هناك شكوك حول عدد وهوية من قتلتهم القوّات الإيرانية بالرصاص أو الهراوات. وتمكّن موقع «راديو فردا»، في تقرير استقصائيّ مستقلّ، من التحقُّق من هوية 207 من القتلى، 36 منهم من الأطفال دون سن 18 عامًا، بالإضافة إلى 16 من النساء.

موقع «راديو فردا»

لاعبو منتخب إيران للسلة يمتنعون عن ترديد نشيد «الجمهورية الإسلامية»

امتنع لاعبو منتخب كرة السلة الإيراني عن ترديد النشيط الوطني، الذي يسمِّيه النظام الإيراني «نشيد الجمهورية الإسلامية»، أول من أمس (الجمعة 11 نوفمبر)، في مباراتهم أمام المنتخب الصيني في صالة آزادي، تضامنًا مع الاحتجاجات الراهنة.

يُشار إلى أن الامتناع عن أداء النشيد الوطني كرَّرته المنتخبات الإيرانية لكرة القدم، وكرة القدم الشاطئية، وكرة الماء.

ولم يردِّد لا عبو منتخب كرة السلة النشيد الوطني خلال بثّه قبل بدء المباراة، عبر مكبرات الصوت.

موقع «راديو فردا»

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
إدارة التحرير