د/ عبد الرؤوف مصطفى الغنيمي
شهِـَدت العَلاقات الإيرانيَّة-الكورية الشمالية تناميًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، سواء على مستوى الزيارات المتبادَلة -السرية والعلنية- أو تنسيق المواقف السياسيَّة تجاه القضايا الإقليميَّة والدوليَّة، وهو الأمر الذي يخدم سياسات التعاون الثنائي المشترك في مجالات الطاقة النَّوويَّة. ويستحق هذا التعاون وما يحمله في طياته من مخاطر، الدراسةَ والتحليلَ، لِمَا له من انعكاسات سلبية على حالة الأمن والسلم الإقليمي والدولي معًا، بالنظر إلى امتلاك الدولتين أوراقًا وكروتًا للضغط السياسي تخدم تطلُّعاتهما وطموحاتهما النَّوويَّة، تلك التطلعات التي تقف خلفها المطامع الإيرانيَّة ومخطَّطاتها التوسُّعية على حساب جاراتها العربيَّة والخَلِيجية، وذلك بخلاف التطلُّعات الكورية الشمالية التي تستهدف حماية النِّظام ذاته.وتدور هذه الدراسة حول بيان آثار وانعكاسات تنامي العَلاقات الإيرانيَّة-الكورية الشمالية في مجالات الطاقة النَّوويَّة على مكانة إيران على المستوى الإقليمي لا سيما ما يتعلق بتأثير هذه العلاقة على تعديل ميزان القوى الاستراتيجيّ لصالحها، وتنفيذ مخطَّطها التوسُّعي بقوة ودأَب على الأرض في العِرَاق وسوريا واليمن، وعلى المستوى الدولي في خلق نوع من التوازنات المؤثرة، بخاصَّة مع القطب الأوحد الولايات الـمُتَّحِدة، بما يمكِّنها مستقبلًا من استكمال برنامجها النَّوويّ -رغم توقيعها الاتفاق النَّوويّ مع مجموعة “5+1”- وانعكاسات ذلك على حالة الأمن الإقليمي والخَلِيجي معًا….
أكمل القراءة