د.أشرف محمد كشك
تشهد العَلاقات الخَلِيجيَّة-الإيرانيَّة حالة من الصِّراع المزمن الذي يمتدّ منذ قيام الثَّورة الإيرانيَّة عام 1979 وحتى الآن، لا سيما وأن إيران تستهدف تصدير تلك الثَّورة إلى دول الخليج، وقد استطاعت دول الخَلِيج إدارة الصِّراع مع إيران للحيلولة دون خروجه عن نطاق السيطرة، إلا أن التحوُّلات التي شهدتها دول الجوار الإقليميّ (سوريا – اليمن -العِرَاق) قد أتاحت الفرصة مجدَّدًا لتمدُّد النُّفُوذ الإقليميّ لإيران سواء من خلال تدخلها المباشر أو عبر أذرعها الإقليميَّة المسلحة من الميليشيات والجماعات دون الدُّوَل التي تستهدف هدم الدَّول الوطنيَّة الموحَّدة، الأمر الذي مثل تهديدًا مباشرًا لأمن دول الخَلِيج، ومثل كذلك بداية لمرحلة جديدة من الصِّراع، لا سيَّما مع التدخُّل العسكريّ الخَلِيجيّ في اليمن لدعم الشرعيَّة، فضلًا عن التصنيف الخَلِيجيّ والعربيّ لحزب الله منظَّمة إرهابيَّة، بالإضافة إلى صدور أحكام قضائية حاسمة في بعض دول الخَلِيج بشأن المتورطين في قضايا تجسس وعلى صلة بحزب الله وإيران.
وانطلاقًا مِمَّا سبق تستهدف هذه الدراسة الإجابة عن ثلاثة تساؤلات: أولها، ما طبيعة وقضايا الصِّراع بين دول الخَلِيج وإيران؟ وثانيها، كيف أدارت دول الخَلِيج الصِّراع مع إيران؟ وثالثها، ما السيناريوهات المستقبلية لهذا الصِّراع؟
أكمل القراءة