تفاعُلًا مع حادثة الأحواز التي وقعت السبت الماضي، قال موقع «دويتشه فيله» الألماني، إن «الحكومة الإيرانيَّة قد تحاول استغلال هجوم الأحواز واستخدام شبح التهديدات الداخلية والخارجية لصرف الانتباه المحلِّي عن القضايا الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة»، مؤكّدًا أن ما حدث يعكس هشاشة البعد الأمني في الداخل الإيرانيّ، ومشيرًا الموقع كذلك إلى أن هذه الحادثة ستزيد حِدَّة التوتُّرات في الشرق الأوسط. وتزامنًا مع خطاب روحاني أمس في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وصفت صحيفة «آرمان أمروز» الإيرانيَّة في افتتاحيتها اليوم، ما قالهُ بـ«غير المقنع»، فالداخل الإيرانيّ لم يرضَ عن خطابه ولا على ماستند عليه من مقوِّمات منطقية واستدلالية حسب تعبير الصحيفة. وفي سياق مختلف ذكر مساعد وزير الخارجية الإيرانيّ للشؤون السياسية عباس عراقتشي أن اجتماع وزير الخارجية الإيرانيّ مع نظرائه الأوروبيين إضافةً إلى روسيا والصين، قد قلّص نفوذ القوى العظمى، حسب تعبيره، وأضاف عراقتشي عبر صفحته الرسميَّة في تليغرام، أن «اجتماع ظريف أول أمس في نيويورك، جسَّد بوضوحٍ دعم حُلفائنا»، إلا أن الخبير الإيرانيّ علي بيكدلي طالب بعدم التعويل على الحلفاء قائلًا: «لقد وعد الاتِّحاد الأوروبيّ إيران هذه الوعود مرارًا وتكرارًا، لكنه تَعرَّض في النهاية لضغوط من أمريكا وغيَّر وعوده، كما أن الشركات الأوروبيَّة الكبرى مثل توتال في يد القطاع الخاصّ، والحكومات الأوروبيَّة لا يمكن أن تتدخل في أنشطتها، لهذا غادروا إيران».
«مستقل»: ما حقيقة الجدل حول FATF؟
يحاول كاتب افتتاحيَّة صحيفة «مستقل» اليوم، تقديم توضيح للقرّاء بشأن الجدل القائم بخصوص التحاق أو عدم التحاق إيران بمجموعة العمل المالي التي تُعرف اختصارًا بـ«FATF»، ولماذا يؤيدها البعض ويرفضها البعض.
تقول الافتتاحيَّة: «ما موضوع مجموعة العمل المالي FATF؟ ولماذا يُعتبر عامَّة معارضي هذه الاتِّفاقية ومؤيديها “جاهلين”؟ وإذا كان بينهم مَن يفهمون فإنهم “لا يستطيعون” الكلام، وهذه القيود مفروضة على الطرفين». ويقدم كاتب الافتتاحيَّة بعد ذلك جملة من النقاط الهامة في هذا الصدد تصل إلى تسع عشرة نُقطة، إذ يقول:
1- منذ شتاء 2017 أتابع هذا الأمر على وجه التحديد، وكتبت للمرة الأولى في صحيفة “سازندكي” أن هذه مصيبة حلّت على إيران عام 2011، وللأسف فنحن على مفترق طريق (خاسر-خاسر)، فتنفيذ خطة عمل مجموعة العمل المالي بشكل كامل له أضراره، وسيؤدِّي إلى فرض العقوبات على البعض، كما أن عدم تنفيذها سيؤدِّي إلى انتشار الفساد، والآن يبدو أننا اقتربنا من الأيام الأخيرة، ومن المقرر التصديق على مشروع قانون هذه الخطة في البرلمان (على الرغم من مخالفة الأصوليين)، والاجتماع الذي ضمّ رئيس البرلمان علي لاريجاني، ورؤساء الكتل البرلمانية، واستخبارات الحرس الثوري، ومجلس صيانة الدستور وبعض النواب، ليلة السبت الماضي يؤيد هذا الكلام.
2- إذا سألت الناس العاديين هل تريدون أن تخرج إيران من القائمة السوداء، فسيجيب الجميع بصوت واحد: نعم. لكن أين هي المشكلة؟ لماذا يختفي المعارضون خلف “حماس” و”حزب الله”؟ في الأساس لن يتغير تقديم المساعدة لهم عن طريق الحسابات البنكية، كما أن نواب الشعب على الأقلّ لديهم الحقّ في أن يعلموا كمية وكيفية تقديم المساعدة لهذه المنظَّمات.
3- إن ملفّ “بقائي” سببه هذه التعاملات المالية الخارجة عن الضوابط، وجزء من لائحة الاتهام التي نشرها هو يشير إلى أنه متهم بأنهم عثروا في بيته على الأموال التي كان يتسلمها ليرسلها بعد ذلك إلى الخارج، وعدم الشفافية يعني أنه حتى هذه القضية لا يُحقَّق فيها علنًا.
4- أعلن رئيس السُّلْطة القضائيَّة صادق آملي لاريجاني، بخصوص المؤسَّسات المالية، أن بعض أموال إحدى هذه المؤسَّسات الذي ذهب إلى باكستان، عاد إلى إيران بشكل “آخر”، وقد صرَّح عراقتشي بأن عدم تطبيق قوانين غسل الأموال أدَّى إلى أن يستفيد الإرهابيون مثل داعش من نظام إيران المالي.
5- ما موضوع قضية قائم مقام قاليباف؟ لا نعرف. لقد أُرسِلَت إلى السُّلْطة القضائيَّة 12 قضية فساد حولها، هل تعلمون أن هذه الملفات جميعًا سريَّة؟ هذا الأمر ليس سرًّا، فقد أشار إليه رئيس بلدية طهران السابق محمد علي نجفي، خلال حفل توديع قاليباف.
6- حتى تاريخ 5 أغسطس 2018، لم يراجع 15 ألف شخص من الذين أودعوا أموالهم في المؤسَّسات المالية المفلسة لاسترداد أموالهم وتحديد مصيرها، أتعلمون ماذا يعني هذا؟ مَن أصحاب هذه الحسابات؟ ولماذا لم يراجعوا البنك المركزي لتَسَلُّم أموالهم أو تحديد مصيرها؟
7- إن القضية في الأساس ليست التحاق إيران بمجموعة العمل المالي FATF، اطرحوا جميع ما سمعتموه بخصوص “التحاق إيران بـFATF” بعيدًا، فكل من قال لكم إن إيران لديها مشكلة في الالتحاق بمجموعة العمل المالي لا يعلم شيئًا عن القضية.
8- إن موضوع الالتحاق بـFATF قضية مختلفة، وهم من الأساس لا يمكنهم قبول عضوية إيران فيها، إذًا فالمعارضون أو المؤيدون الذين يقولون إن المشكلة هي الالتحاق، إما جاهلون وإما كاذبون.
9- إن الجدل يدور حول “الشفافية المالية”، فالمؤيدون لا يمكنهم الإفصاح عما يريدون قوله بوضوح، حتى لا يقعوا في مشكلة، والمعارضون لا يُبدُون رأيهم عن قصد، لهذا اتّجه النقاش نحو قضية أن الالتحاق سيغلق الطريق أمام تقديم المساعدة لحماس وحزب الله، وهنا اسألوا أنفسكم: ألا يتعامل لبنان مع FATF؟ لماذا إذًا يرغبون في أن يراقبوا الأموال التي يحصل عليها حزب الله من إيران؟
10- القضية من الأساس هي النقاش الدائر بخصوص “خطة عمل مجموعة العمل المالي”، التي نفّذت إيران 38 بندًا من بنودها الـ42، والجدل يدور حول البنود الأربعة المتبقية، التي يُعتبر أهمها من صلاحيات الوحدة التي تخضع لمجموعة العمل المالي، أي FIU أو وحدة الاستخبارات المالية، وهذه الوحدة تسأل إيران عن مصدر الأموال، وعلى إيران أن تجيب.
11- إن ضعف القوانين الداخلية، وعدم تطبيق القوانين الموجودة لمحاربة غسل الأموال، تسبب في إيجاد الفرصة للعصابات المجرمة لغسل الأموال، في حين تخضع جميع المعاملات المالية في أمريكا، التي تزيد على 10 آلاف دولار، لرقابة الحكومة.
12- من حيث إن قوانين إيران لا يمكنها تحديد مصدر هذه الأموال، قدَّمَت FATF خطة عمل لإيران عليها تنفيذها، ولا يعني تنفيذها أن إيران ستتحول إلى جنة للاستثمار، بل فقط ستخرج إيران من “القائمة السوداء”، وإيران هي الموضوع الأساسي في هذه القائمة.
13- انتبهوا إلى أن أكبر أعمال حكومة روحاني هو مركزية الحسابات الحكومية البنكية، فقد أعلن وزير الاقتصاد خلال جلسة الاستجواب أن 19 ألف حساب حكومي قد أُغلقت، وقد كانت هذه الحسابات تفتح الطريق أمام المديرين للتهرُّب، فعلى سبيل المثال يشير تقرير الـ100 يوم الذي قدمه رئيس بلدية طهران السابق، إلى أن رؤساء بلديات المناطق المختلفة في طهران كانوا يضعون الأموال في حساباتهم الشخصيَّة للتهرب من دفع الأموال للمقاولين.
14- من الأساس لن يسمحوا لإيران بالانضمام إلى FATF، وهذه الأيام هي الفرصة الأخيرة للخروج من القائمة السوداء. المرشَّحون لانتخابات الهيئة الرئاسية القادمة لـFATF التي ستجري خلال خريف هذا العام، هم أمريكا والسعوديَّة وإسرائيل، وبعبارة أوضح فإن آخر فرصة للخروج من القائمة السوداء هي في هذه الأيام.
15- إن المؤيدين وأهمهم الحكومة، في حين أن عليهم الحديث والإعلان عن الصفقات المالية بالمليارات، يسعون لحلّ المشكلة من خلال سكوتهم والحشد من وراء الستار، لكنّ المعارضين الواعين بالقضية وجّهوا القضية إلى جهة أخرى.
16- نحن نمرّ بظروف جميع الاحتمالات فيها خاسرة، وعلينا أن نتخذ القرار، إما أن نقبل باجتثاث هذا الفساد (وتحمُّل تبعات ذلك التي قد تكون فرض عقوبات على بعض الأشخاص المعيَّنين)، وإما أن نسمح للنظام بأن يبقى كما هو، وهو ما سيهيِّئ الظروف لانتشار الفساد المالي الداخلي، فضلًا عن تمهيد الطريق أمام إيران لابتعادها عن النِّظام العالَمي.
17- أؤكّد لكم أنه على العكس من مزاعم صحيفة “كيهان” والأصوليين، فإن أمريكا تريد أن تُبقي إيران في هذا الوضع، وأن تصنع منها كوريا شمالية أخرى تدريجيًّا، وهذا أيضًا ما يرغب فيه الأصوليون، ولو كانوا يعلنون ذلك صراحة في الماضي فإنهم يسكتون اليوم بعد أن شاهدوا مصير كوريا الشمالية.
18- للأسف أصبحت ظروف اتخاذ القرار صعبة للغاية، والوقت المتاح قصير جدًّا، من هنا نجد المرشد لا يقف في وجه هذه القوانين، على العكس من وثيقة اليونسكو 2030 [للتربية والعلوم والثقافة]، التي حال دون تنفيذها، كما وُقِّع على الاتِّفاق النووي بعد تعاون المرشد والبرلمان والحكومة، واليوم لا حلّ سوى هذا التعاون.
19- يوجد احتمال كبير للتصديق على هذا القانون في المجلس، ثمّ يؤيِّده مجلس صيانة الدستور، على غرار ما حدث في الاتِّفاق النووي، وفي هذه الأثناء سيقف البعض جانبًا، وسيتهمون الحكومة والبرلمان بالخيانة حتى النهاية».
«آرمان أمروز»: حول خطاب روحاني في الأمم المتَّحدة
تناقش صحيفة «آرمان أمروز» في افتتاحيتها اليوم، الخطاب الذي ألقاه الرئيس الإيرانيّ حسن روحاني خلال الجمعية العامَّة للأمم المتَّحدة، وتذكر أنه لم يكُن خطابًا مختلفًا، بل إن الجميع في الداخل الإيرانيّ لم يرضوا عنه، على حدّ تعبير الافتتاحيَّة، إذ تخلو كلمات روحاني من الاستدلالات المنطقية.
جاء في الافتتاحيَّة: «ألقى رئيس الجمهورية خطابه بالأمس خلال اجتماع الجمعية العامَّة للأمم المتَّحدة، في حين كان الجميع يتوقع خطابًا مختلفًا من حسن روحاني، وربما لم يكُن الجميع راضين عن خطابه، لكنه كان مؤثرًا. كانت النقطة الأساسية في خطاب روحاني هي أنه لم يهتمّ باستدلال الأجانب، وبالتأكيد فإن ما يقوله معارضو وأعداء إيران ليس صحيحًا ولا مُحِقًّا، لكن روحاني قال مرارًا إن العقوبات المفروضة على إيران مُجحِفة، لكنه لم يقُل قط إن الطرف الآخر لجأ إلى فرض العقوبات دون دليل منطقي».
وتضيف الافتتاحية: «لقد كرَّر روحاني القول إن الأمريكيّين نقضوا الاتِّفاق النووي، وخرجوا منه من جانب واحد، وأشار روحاني عدة مرات إلى أن إيران تسعى لمفاوضات سورية-سورية، لكن كان من الأفضل أن يوضّح أكثر حول الحرب في سوريا التي حولت هذه الدولة إلى خرابة، ونتج عنها ملايين الضحايا والمشردين، وأشار روحاني عدة مرات إلى أن ترامب نقض العهد، وخرج من الاتِّفاق النووي، وذكر عدة مرات أن الطاقة النووية حقّنا المسلَّم به، ولا يمكن للعالَم أن يحرمنا هذا الحقّ، وعمومًا ألقى روحاني خطابه بلغة دبلوماسية فقط، وكان هدفه أن يكون الجميع راضين عن كلامه».
وتشير الافتتاحيَّة إلى ما قاله روحاني من أن مصالح الأمريكيين في إيران قد انتهت، وعليه فهم يعادون بلاده، وتُكمل مختتمة: «لقد قدّم أداءً جيدًا في هذا المجال وفي الردّ على خطاب ترامب، لكنه كان قلقًا من أن يقول كلامًا يثير الاستياء في الداخل، أما تلميحه إلى القضايا الداخلية في أمريكا، وأن خروج ترامب من الاتِّفاق تَسبَّب في انقسام في المحافل السياسية في واشنطن، فيبدو أنه كلام لن يترك أثرًا يذكره الرأي العام الأمريكيّ وحكومة هذه الدولة».
«صداي إصلاحات»: هل تَخلَّت الحكومة عن الدولة؟
تُدين «صداي» عبر افتتاحيتها اليوم، تهميش الحكومة والمسؤولين في البلاد للمحافظات، وغياب الرؤية الحقيقية لما يعيشه أولئك، فحتى الأجهزة المسؤولة عن العلاقات العامَّة، لم تعد تعمل، بل أصبحت تمارس الكذب والتستُّر، وفق وصفها.
تقول الافتتاحيَّة: «توقفت زيارات الحكومة للمحافظات، إلا في مناسبات خاصَّة، ولم يعد صوت الناس يصل إلى الوزراء والحكومة، وتوقفت العلاقات العامَّة عن عملها، وهي تسعى غالبًا إلى التستُّر والتكذيب، كما كان من المقرر أن يُنظَّم عمل سوق العملة الصعبة والمسكوكات الذهبية من قبل، لكنّ هذا لم يحدث، كما تتصرف شركتا “إيران خودرو” و”سايبا” لصناعة السيارات كأنها ليست جزءًا من إيران، وتُظهر نفسها كدولة مستقلة، ويعرضون السيارات في السوق للناس على هواهم، وعندما ينتشر الحديث عن احتكار السيارات لا نرى الحكومة تفعل أي شيء».
وتتابع: «لقد أصبح وزراء الحكومة غير مبالين لدرجة أن أحدهم لا يملك حلولًا، والآخر يحشد أنصاره على أبواب الاستجواب كي يصبح رئيسًا لبلدية طهران، كما يظهر ازدحام الأسواق بالمحصولات المعدَّلة وراثيًّا وتتقلّص مائدة الناس كأنه ليس هناك حكومة! صدقًا، لماذا لا تمتلك الحكومة القدرة على السيطرة على سوق اللحوم البيضاء (الدجاج) والطماطم؟ ومن الجيّد أن نسأل أنفسنا هذا السؤال عدة مرات في اليوم، وسؤال آخر مهم من الأفضل أن نوجِّهه إلى أنفسنا: إذا تَخلَت حكومة (أيّ حكومة) عن الدولة لتقع بين يدي المتربّحين والمحتكرين، ويعمّ الغلاء فيها، فمن سيتحمل تبعات ذلك؟ من سيعمل على تهدئة الدولة وحفظ الوحدة إذا حدثت تجمعات احتجاجية؟».
وفي ختامها تقول الافتتاحيَّة: «ألا يعلم رجال الدولة أن تساهلهم وتقاعسهم سوف يوجّه التساؤلات إلى الحكومة، وسيكلفها ذلك الكثير؟ هل السيطرة على الغلاء ومعاقبة المذنبين أمر صعب حقًّا؟ فأين كلّ من يدَّعون الإدارة الجيدة ويتفاخرون بذلك؟ نحن ننتقد، وقد يؤدِّي ذلك إلى تقديم شكاوى، وهذا ليس أمرًا جيدًا أبدًا، لكن لدينا مهمَّة هي توضيح الأمور».
«دويتشه فيله»: إيران تريد استثمار هجوم الأحواز لصرف النظر عن مشكلاتها
قال موقع «دويتشه فيله» الألماني، إن «ما حدث في الأحواز في العرض العسكري الإيرانيّ، يعكس مدى هشاشة البُعد الأمني داخل إيران»، متوقعًا أن تُسهِم هذه الحادثة في جعل النِّظام يتخذ إجراءات صارمة وقاسية على الصعيدَين المحلي والإقليمي، كما سيرفع حدة التوتُّرات المتزايدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وأضاف الموقع: «أسفر الهجوم (الذي تبنته إحدى الجماعات الانفصالية) عن مقتل 12 من أعضاء الحرس الثوري و13 آخرين في مدينة الأحواز جنوب غربي البلاد، وهي عاصمة محافظة خوزستان الغنية بالنِّفْط، وتُعَدّ موطنًا للأقلية العربية السنية في إيران، وهذا الهجوم هو الأسوأ في البلاد منذ ما يقارب عشر سنوات».
وتابع الموقع: «جعل هذا الأمر المرشد علي خامنئي يلقي باللائمة على “الإرهابيين المرتزقة”، قائلًا: “جريمتهم تمثِّل استمرارًا للمؤامرات التي تقودها الأنظمة المدعومة من الولايات المتَّحدة في المنطقة”، فيما تَعهَّد الحرس الثوري الإيرانيّ الذي يأتمر بإمرته بـ”انتقامٍ مميتٍ لا يُنسَى”، حتى خارج البلاد إذا اقتضى الأمر». وتابع «دويتشه فيله»: «ولم تذكر إيران دولة عربية بعينها، لكن يبدو أن الاتهامات كانت تستهدف بعض الدول الإقليمية خاصَّة».
الموقع أشار إلى أن محللين يرون أن الحكومة الإيرانيَّة قد تحاول استغلال الهجوم واستخدام شبح التهديدات الداخلية والخارجية لصرف الانتباه المحلي عن القضايا الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة، إذ قال علي فايز مدير المشروع الإيرانيّ بمجموعة الأزمات الدولية: «يمكن أن يساعد ترويج عقلية الحصار في صرف الانتباه عن المتاعب الاقتصادية المتصاعدة محليًّا ولفته إلى تَجمُّع وطني للحفاظ على وحدة أراضي البلاد التي تستلزم في الأساس وجود حكومة مركزية قوية».
(موقع «دويتشه فيله»)
مساعد وزير الخارجية: اجتماعات ظريف جسَّدَت دعم حلفائنا
أشار عباس عراقتشي، مساعد وزير الخارجية الإيرانيّ للشؤون السياسية، إلى إن اجتماع وزير الخارجية الإيرانيّ مع نظرائه الأوروبيين أمس إضافة إلى روسيا والصين، قلَّص نفوذ القوى العظمى، حسب تعبيره، مضيفًا عبر صفحته الرسميَّة في تليغرام، أن «اجتماع ظريف هذا قد جسَّد بوضوحٍ دعم حُلفنا»، وبشأن البيان الذي تلا اجتماع الوزراء قال عراقتشي: «هذا البيان أكَّد أن الدول أعضاء الاتِّفاق النووي يلعبون دورًا هامًّا في أن تحقّق إيران مصالحها الوطنية أمام العقوبات الأمريكيَّة».
والتقى وزير الخارجية الإيرانيّ محمد جواد ظريف في نيويورك يوم الاثنين مع منسقة السياسة الخارجية في الاتِّحاد الأوروبيّ فيدريكا موغيريني، ونظرائه الروسي والصيني والفرنسي، لبحث مصير الاتِّفاق النووي. ورغم تأكيد عراقتشي دعم حلفاء طهران للاتِّفاق النووي إلا أن ظريف اتهمها بالسلبية في مقابلةٍ له مع مجلة «ير شبيغل» الألمانية مؤخَّرًا، إذ قال نقلًا عن وكالة ««نادي الصحفيين الشباب»: «على الأوروبيّين والأطراف الأخرى الموقعة (على الاتِّفاق) التحرُّك لتعويض آثار العقوبات الأمريكيَّة»، مضيفًا أن الاختبار الحقيقي في ذلك هو الأمور المتعلقة بـ«النِّفْط والبنوك»، في حين ذكر عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان حسين نقوي حسيني، أن «الدول الأوروبيَّة في الاتِّفاق النووي لم تعمل وَفْقًا لتعهُّداتها كاملةً للأسف، طِبْقًا للبنود التي حدّدها المرشد، وما أقرَّه البرلمان من قانون يتعلق بهذا الصدد»، مؤكّدًا ذلك بقوله: «لقد أرسلنا رسالة إلى الأوروبيّين مفادها أن إيران ستستأنف تخصيب اليورانيوم إلا إذا التزموا بتعهداتهم عمليًّا».
(وكالة «إيسنا»)
خبير إيرانيّ: يجب عدم التعويل على بيان 4+1
تَوقَّع الخبير الإيرانيّ علي بيكدلي «أن يكون البيان الختامي للجلسة الثانية لوزراء خارجية الدول الباقية في الاتِّفاق النووي، أمس، بشأن الالتزامات المالية الأوروبيَّة، معزِّزًا للحكومة الإيرانيَّة ولخطاب روحاني في الجمعة العامَّة للأمم المتَّحدة، إلا أن التعويل عليه كثيرًا يبدو غير منطقي»، وأضاف الخبير: «هذا الاجتماع عُقد قُبيل خطاب الرئيس الإيرانيّ من خلال جهود وزارة الخارجية حتى يلقي الرئيس كلمته من موقع القوة، ويكوِّن معارضة لأمريكا من قبل الاتِّحاد الأوروبيّ».
وعن الأسباب عدم التعويل على البيان قال بيكدلي: «لقد وعد الاتِّحاد الأوروبيّ إيران هذه الوعود مرارًا وتكرارًا، لكنه تَعرَّض في النهاية لضغوط من أمريكا وغيَّر تلك الوعود. من ناحية أخرى فإن الشركات الأوروبيَّة الكبرى مثل توتال في يد القطاع الخاص، والحكومات الأوروبيَّة لا يمكن أن تتدخل في أنشطتها، لهذا غادرت إيران». وكانت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتِّحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، قالت أمس، إن «المشتركين في اجتماع مجموعة 4+1 وإيران رحَّبوا بالمقترحات العملية لحفظ وتطوير قنوات الدفع، بخاصَّة مبادة إنشاء آلية خاصَّة لتسهيل المعاملات المالية المتعلقة بصادرات إيران، ومن بينها النِّفْط، وذلك بعد اجتماع مجموعة 4+1».
(وكالة «تسنيم»، ووكالة «بانا»)
عضو بـ«الخطة والموازنة»: الناس في بلادي يعانون ظروفًا اقتصادية صعبة
أكَّد عضو لجنة الخطة والموازنة البرلمانية مهدي فرشادان، أن إيران تعيش أوضاعًا يعاني فيها الناس ضغوطًا اقتصادية من الناحية المعيشية، ويشعرون بعدم الاستقرار في المجال الاقتصادي. عضو لجنة الموازنة شدَّد أيضًا على ضرورة أن يتحد الجميع في مثل هذه الظروف حتى السيطرة على هذه الأجواء، لافتًا إلى أن كثيرًا من المساعي يجري على المستويات كافة في هذا الصدد، والجميع يسعى لتقليل هذا الضغط على كاهل الشعب، وأضاف: «يجب أن يهدؤوا ويتأكَّدوا أن الحكومة اتخذت قرارات في هذا الصدد لمختلف فئات الشعب وقدمت خمس حزم لتكون السلع الأساسية متاحة، كي تستطيع إدارة هذا الوضع»، موضحًا أن الحزم المتوقعة تضم فئات المجتمع كافة، مشيرًا إلى أن الهدوء والاستقرار في الساحة الاقتصادية لن يتحقق إلا بتآزر الشعب»، واختتم قائلًا: «في الحقيقة التضخُّم هو هذا الشيء الذي يشعر به الناس، وإن كان مختلفًا مع التضخُّم المعلن. بالتأكيد نحن لا نخفي وجود ضغوط على الشعب، لكننا نأمل أن تستطيع الحكومة توفير احتياجات الشعب الضرورية لتقلل هذه الضغوط».
(وكالة «إيسنا»)