أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، قبيل توجُّهه إلى الرياض من مطار طهران صبيحة اليوم السبت، للمشاركة في القمة الطارئة لمنظَّمة التعاون الإسلامي حول موضوع فلسطين، أنَّ «وحدة الدول الإسلامية مهمَّة للغاية».
وفي شأن سياسي دولي آخر، أكد سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة سعيد إيرواني، مرّةً أخرى، أنَّ إيران غير متورِّطة بأيّ تدخُّل في الهجمات على القوات الأمريكية بالمنطقة، خلال حديث له مع شبكة «سي إن إن» الأمريكية.
وفي شأن اقتصادي دولي، أعلن وزير الزراعة ورئيس اللجنة الاقتصادية المشتركة الإيرانية-الأفغانية محمد علي نيكبخت، عن تأسيس مناطق حُرَّة مشتركة بين إيران وأفغانستان، على هامش توقيع اتفاقية التفاهم بين القطاعين الاقتصادي والصناعي الإيراني والوفد الاقتصادي الأفغاني.
وعلى صعيد الافتتاحيات، ترى افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، ضرورة وقْف إطلاق النار الفوري في غزة، استنادًا إلى قوة الرأي العام غربيًّا وإسلاميًّا. بينما ناقشت افتتاحية صحيفة «جهان صنعت» موقف إيران الدبلوماسي والعسكري من حربي أوكرانيا وغزة، إذ ترى أنَّ المواطن الإيراني يريد من حكومته ألّا تذهب بعيدًا في الحربين.
«آرمان ملي»: وقف إطلاق النار الفوري في غزة ضرورة
يرى سفير إيران الأسبق في الأردن ولبنان أحمد دستمالتشيان، من خلال افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، ضرورة وقْف إطلاق النار الفوري في غزة، استنادًا إلى قوة الرأي العام غربيًّا وإسلاميًّا.
وتذكر الافتتاحية: «الجدل الإعلامي الغربي يدور حول الرأي العام، لأنَّ الرأي العام في الدول الغربية أصبح مضطربًا وهائجًا للغاية. والغضب العام يجتاح الغرب بأسره، وهو يضغط باتجاه وقف إطلاق النار، لأن الكيان الصهيوني يرتكب إبادة جماعية في غزة، لكن وسائل الإعلام الغربية، خصوصًا دول الاستكبار، تخشى أن ينتشر هذا الغضب الشعبي ويصبح مشكلة كبيرة تواجه سيادتها، لذلك يسعون إلى مناورة إعلامية باسم وقْف إطلاق النار، للهروب من هذه القضية، لكنّنا نشاهد على الأرض أنَّ الصهاينة ما زالوا يرتكبون إبادة جماعية غير مسبوقة. وبطبيعة الحال، فإنَّ الكيان الصهيوني في مأزق كبير، لأنَّه من ناحية يواجه الرأي العام، ومن ناحية أخرى يواجه غضبًا وكراهية في الداخل، والمجتمع الصهيوني ليس في مأمن من حالة انعدام الأمن هذه، واللجوء إلى الملاجئ، وإغلاق الأعمال التجارية، وهو أمرٌ مرهقٌ للغاية بالنسبة لهم. لذلك يحاول الكيان الصهيوني التلاعب للهروب من هذه الضغوط، لكن يبدو أنَّه سيضطر في نهاية المطاف إلى وقْف الحرب، خصوصًا أنَّ موعد انعقاد القمّة الإسلامية الطارئة قريب، ولا شكَّ سيطالبون بوقف فوري لإطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة. بالطبع سيحضر الرئيس الإيراني القمّة أيضًا، ووجود إيران على هذا المستوى يمكن أن يكون مؤثِّرًا وفعّالًا، وعلى القادة العرب والمسلمين أن يتّخِذوا موقفًا جيِّدًا للرد على شعوبهم.
وكما ذكرنا، يبدو أنَّ النتيجة ستكون طلب وقْف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة. وستتّفِق مُخرَجات القمّتين العربية والإسلامية على هذا الموضوع، وسيصدر بيان جيِّد، لأنَّه لا يمكن للدول العربية والإسلامية أن تبقى صامتة أكثر من هذا، لأنَّهم سيواجهون أسئلة كبيرة من الرأي العام. في ما يتعلَّق بمسألة وقْف إطلاق النار، وعلى الرغم من أنَّ جبهة المقاومة تريد وقفًا عامًّا لإطلاق النار، يقترح الغربيون والصهاينة وقفًا مؤقَّتًا ولعدَّة أيام لإطلاق النار، لكن يبدو أنَّ مجرد وجود وقْف لإطلاق النار أمرٌ مهم الآن، سواء كان مؤقَّتًا أو دائمًا، لأنَّه إذا جرى وقْف مؤقَّت لإطلاق النار، فسيتحوَّل من خلال التفاعلات السياسية خلف الستار إلى وقْف دائم لإطلاق النار. وهذا له أيضًا سببان رئيسيان: الأول هو ضغط الرأي العام، والثاني هو عدم تحمُّل المجتمع الصهيوني لمواصلة الحرب، الأمر الذي يمكن أن يساعد في وقْف الحرب. والآن وصلت الظروف إلى درجة أنَّ بإمكان الوقف المؤقَّت لإطلاق النار أن يتحوَّل إلى وقف دائم، بسبب فشل الكيان الصهيوني في تحقيق نصرٍ حاسم، وتحمُّله خسائر فادحة. وإذا فُتِح الطريق أمام إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وجرى التوصُّل إلى وقْف مؤقَّت لإطلاق النار، فالذين يتحركون بإجراءاتهم وراء الكواليس في الساحة السياسية سيهيِّؤون المجال لتمديد وقْف إطلاق النار».
«جهان صنعت»: إيران وحربان
تناقش افتتاحية صحيفة «جهان صنعت»، موقف إيران الدبلوماسي والعسكري من حربَي أوكرانيا وغزة، إذ ترى أنَّ المواطن الإيراني يريد من حكومته ألّا تذهب بعيدًا في الحربين.
وورد في الافتتاحية: «تجري في عالم اليوم حربان رهيبتان: الأولى حرب أوكرانيا، التي فرضها زعيم روسيا المُستبِدّ فلاديمير بوتين على أوكرانيا، وهي مستمِرَّة حتى الآن منذ أكثر من 500 يوم دون أن تحقِّق روسيا إستراتيجياتها. ومن ناحية أخرى ومنذ ما يقرُب من 40 يومًا، توجد حرب مروِّعة تدور في غزة، بعد الهجوم الواسع للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، على أثر هجوم حماس المفاجئ على إسرائيل. الجدير بالاهتمام هو أنَّ النظام السياسي الأمريكي قد رسم لنفسه دورًا بارزًا في الحربين، وهو في الواقع أحد اللاعبين في الحربين. بالطبع، في الحربين يلعب الأمريكيون دور المزوِّد بالمعدَّات الحربية، ومقدِّم الدعم السياسي لأوكرانيا وإسرائيل، إلّا أنَّه لا يُوجَد ما يشير إلى وجود الجيش والقوّات الأمريكية.
من ناحية أخرى، من حيث إن معاداة أمريكا هي المبدأ الأساسي للسياسة الخارجية لإيران، يريد كبار المسؤولين السياسيين الإيرانيين أن تكسب روسيا وحماس الحرب ضد أوكرانيا وإسرائيل. وهذه الإرادة والعقلية في السياسة الخارجية الإيرانية، وكذلك بعض الأخبار، التي تتحدَّث عن إرسال المعدَّات العسكرية إلى روسيا، والدعم الصريح من المسؤولين الإيرانيين لـ(حماس)، وعلاقات إيران مع بعض الأطراف والقوى الإقليمية، مهَّد الطريق لتقارير عديدة حول دور إيران في هاتين الحربين. وينطبق هذا بشكل خاص على الحرب بين إسرائيل وحماس.
وقد سافر وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان إلى بلدان مختلفة، بعد عدَّة أيام من اندلاع الحرب في غزة لإبلاغ مختلف البلدان عن نيّات السياسة الخارجية الإيرانية تجاه هذه الحرب. وهو بناءً على واجبه وبسبب الظروف المتغيِّرة، يضطرُّ إلى قول أمورٍ قد تكون ذات حساسية. على سبيل المثال، قال وزير الخارجية الإيراني في أحدث تصريح له، إنَّ ظروف حرب غزة بالنسبة لإيران تسير في طريق سيجعل من توسيع نطاق الحرب أمرًا لا مفرَّ منه. وأثارت هذه التصريحات من وزير الخارجية الإيراني -وبعض الحوادث المفاجئة في سوريا من القوّات الأمريكية، التي ازداد عددها بعد دخول عدد من حاملات الطائرات إلى المنطقة- المخاوف. يأمل بعض الإيرانيين الحريصين على هذا البلد أن يجري تنظيم سياسة إيران الخارجية بحيث لا توجد حاجة إلى تنفيذ تصريحات وزير الخارجية، التي تشير إلى أن توسُّع نطاق الحرب أصبح حتميًّا. الحقيقة هي أنَّ أيّ توسُّع للحرب في غرب آسيا ليس جيِّدًا للاقتصاد الإيراني، الذي لا يمُرّ بأوضاع جيِّدة في الوقت الحالي. الإيرانيون لا يؤيِّدون أبدًا ما تفعله إسرائيل تجاه الفلسطينيين، خصوصًا المدنيين، كما لن يغفروا طريقة تعامُل روسيا مع دولة مستقِلَّة. من ناحية أخرى، لا يعتقد الإيرانيون أبدًا أنَّ على إيران أن تذهب أبعد من ذلك في الحربين».
رئيسي قبيل توجُّهه إلى الرياض: وحدة الدول الإسلامية مهمة للغاية
أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، قبيل توجُّهه إلى الرياض من مطار طهران صبيحة اليوم السبت 11 نوفمبر، للمشاركة في القمة الطارئة لمنظَّمة التعاون الإسلامي حول موضوع فلسطين، «أنَّ وحدة الدول الإسلامية مهمَّة للغاية».
وأوضح رئيسي: «الممارسات الوحشية للكيان الصهيوني في غزة ينطبق عليها تمامًا وصْف جرائم الحرب وجريمة ضد الإنسانية».
وتابع بشأن زيارته الراهنة إلى الرياض: «تأتي هذه الزيارة بدعوة من رئيس منظَّمة التعاون الإسلامي، التي يتولَّى الرئاسة الدورية لها العاهل السعودي المحترم. وتُعقَد الجلسة في الرياض، حول موضوع فلسطين. بعد أيام قليلة من بداية القضية الفلسطينية، طلبنا عقْد هذا الاجتماع بسرعة، إلّا أنَّه تأخَّر لأسباب مختلفة. ويُعقد اجتماع اليوم في الرياض بحضور زعماء الدول الإسلامية».
وأضاف: «إنَّه موضوع مهمّ جدًّا للأُمة الإسلامية والإنسانية. إنَّ صرخة الشعب الفلسطيني ضدّ قمْع الكيان الصهيوني ودعْم أمريكا للإبادة الجماعية، التي يرتكبها هذا الكيان، مدوِّية. الجريمة ضدّ الإنسانية في غزة هي خير مثال على جرائم الحرب. وفي الواقع فإن لم تكُن جرائم الكيان الصهيوني في غزة جرائم ضدّ الإنسانية، فما الذي يمكن أن ينطبق عليه هذا الوصف؟».
وتابع: «ترسل أمريكا دائمًا رسائل مفادها أنَّه لا ينبغي أن يتوسَّع نطاق الحرب، في حين أنَّها تمسك بزمام آلة الحرب في غزة. الأمريكيون هم من يقفون حاليًّا أمام وقْف إطلاق النار في غزة، واليوم يتعيَّن على العالم أجمع أن يعرف الوجه الأصلي والحقيقي لأمريكا».
وأكَّد: «يتعيَّن أن يتوقَّف قصْف غزة بسرعة، وأن يُرفَع الحصار عنها، وأن تُفتَح سُبُل إرسال المساعدات. اليوم وحدة الدول الإسلامية مهمَّة للغاية، وساحة غزة ليست ساحة كلام على الإطلاق، إنَّما يتعيَّن أن تكون ساحة عمل».
وكالة «إيسنا»
إيرواني مجددًا: إيران ليس لها أي دور في الهجمات على القوات الأمريكية
أكد سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة سعيد إيرواني، مرّةً أخرى، أنَّ إيران غير متورِّطة بأيّ تدخُّل في الهجمات على القوات الأمريكية بالمنطقة، وذلك خلال حديث له مع شبكة «سي إن إن» الأمريكية.
وأوضح إيرواني: «لقد ذكرنا صراحةً أنَّ إيران ليس لها أي دور في الهجمات على القوات الأمريكية».
وذكرت «سي إن إن» المقرَّبة من الديمقراطيين وحكومة بايدن، نقلًا عن السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، أنَّه «لم يكُن لطهران أيّ دور مباشر في عملية السابع من أكتوبر ضد إسرائيل».
وذكر إيرواني: «يوجد تعاون وتنسيق بين إيران وفصائل المقاومة، لكن إيران لا تصدر أوامر بتنفيذ أيّ عملية».
وبيَّن: «أيّ هجوم على القوات الأمريكية في العراق وسوريا هو قرار خاص بجماعات المقاومة».
كما قال: «لم تُجْرَ مباحثات مباشرة بشأن المعارك في إسرائيل مع نظيرنا الأمريكي في الأُمم المتحدة».
أمّا حول الحرب في غزة، قال: «لقد أكدت إيران أنَّها لا تريد توسيع نطاق جبهة الحرب هذه». وأضاف أنَّه ينبغي على الآخرين أن يمارسوا دورهم في هذا المجال، مشيرًا إلى أنَّ الحرب يمكن أن تتوسَّع في حال استمرار المعارك بغزة.
وكالة «إيرنا»
نيكبخت: تأسيس مناطق حرة مشتركة بين إيران وأفغانستان
أعلن وزير الزراعة ورئيس اللجنة الاقتصادية المشتركة الإيرانية-الأفغانية محمد علي نيكبخت، عن تأسيس مناطق حُرَّة مشتركة بين إيران وأفغانستان، على هامش توقيع اتفاقية التفاهم بين القطاعين الاقتصادي والصناعي الإيراني والوفد الاقتصادي الأفغاني.
وأوضح نيكبخت، أنَّه تقرَّر تشكيل خمس لجان تخصُّصية في الاجتماعات بين الطرفين، تعمل على إعداد وثائق الاتفاقيات ذات الصلة.
وأضاف: «نظرة الرئيس رئيسي تتلخَّص في أنَّ علاقاتنا مع أفغانستان هي علاقات لغة مشتركة ودين وجوار، ونأمل أن نستفيد من هذه الإمكانيات لتعزيز علاقاتنا مع أفغانستان».
وذكر: «تمتلك إيران قُدرات في مجالات الأدوية والتعليم والأجهزة الطبية والزراعية والصناعية والنقل، ويمكن نقلها إلى أفغانستان، وتُوجَد ثلاث محافظات حدودية مع أفغانستان هي خراسان الرضوية وخراسان الجنوبية وسيستان وبلوشستان، ولدينا الآن تبادُل تجاري مع أفغانستان عبر هذه الحدود، لكنّها ليست مقنعة، ونأمل تسهيل الأمور لتسهيل تعزيز العلاقات الاقتصادية، ورفع القرارات، التي تعيق هذا التطوُّر».
وعَدَّ وزير الزراعة الإيراني تأسيس مناطق حُرَّة مشتركة، وإقامة المعارض الفصلية، من البرامج الأخرى بين إيران وأفغانستان، مضيفًا: «لقد استثمر كثير من الأفغانيين في إيران، ويمارسون حاليًّا أعمالًا تجارية، وعلينا أن نعمل في مجال إنتاج المحاصيل الزراعية الأساسية في الزراعة خارج الحدود في الأراضي الأفغانية، والزراعة التعاقدية، وأن نشتري هذه المنتجات من أفغانستان، عِوَضًا عن استيرادها من دول بعيدة».
كما قال: «زار الوفد الاقتصادي الأفغاني مصانع الحديد والمطارات وميناء تشابهار، وجرى إيصال خط سكة حديد تشابهار-زاهدان إلى خراسان الرضوية، وستصل من هناك فورًا إلى ميلك، ومن ثمَّ إلى قندهار مستقبلًا. لقد توفَّرت الظروف نتيجة استتباب الأمن المقبول في أفغانستان ليتّخِذ الجانبان إجراءات مشتركة بعيدًا عن المشكلات، وفي حال إبرام هذه الوثائق، فستكون كافية لسيادة الأمن الدائم بين البلدين».
وكالة «إيرنا»