أكد رئيس غرفة التجارة في طهران مسعود خوانساري، أمس الاثنين، أنَّ خروج رؤوس الأموال من إيران وصل إلى 10 مليارات دولار سنويًّا، فيما تشير تقارير اقتصادية إلى أنَّه سيتجاوز هذا الرقم.
وفي شأن حقوقي، أعلنت تقارير إخبارية أنَّ الضغوط المفروضة على الصحفيين في إيران تتزايد، عقب اعتقال الصحفيين المعروفين مهدي قديمي وميلاد علوي.
وفي مسار الاحتجاجات، أحرق محتجون في عدد من المدن الإيرانية، أبرزها العاصمة طهران ويزد وسنندج، مساء أمس الاثنين، لافتات بالشوارع للمرشد علي خامنئي وللذكرى السنوية لقائد «فيلق القدس» السابق قاسم سليماني.
وعلى صعيد الافتتاحيات، استنكرت افتتاحية صحيفة «اعتماد» تصريحات لخطيب جمعة طهران أحمد خاتمي، حين قال إنَّ 80% من الإيرانيين يريدون الحجاب، طالبةً منه وضع الدين في مكانه الحقيقي بوصفه مظلَّة لا درعًا للنظام. وخالفت افتتاحية صحيفة «جهان صنعت» ما يراه إبراهيم رئيسي ومناصرو حكومته، إذ ترى أنَّ قطار الفقر في إيران أسرع كثيرًا من قطار التطوُّر.
«اعتماد»: الدين مظلَّة لا درع
تستنكر افتتاحية صحيفة «اعتماد»، عبر كاتبها الصحفي عباس عبدي، تصريحات لخطيب جمعة طهران أحمد خاتمي، حين قال إنَّ 80% من الإيرانيين يريدون الحجاب، طالبةً منه وضع الدين في مكانه الحقيقي بوصفه مظلَّة لا درعًا للنظام.
ورد في الافتتاحية: أثبتت تصريحات خطيب جمعة طهران «المحترم»، أحمد خاتمي، الأسبوع الماضي، أنَّ المسؤولين لا يزالون يحاولون إخفاء أنفسهم والنواقص الموجودة خلف موضوع آخر، مثل الدين، وتخطِئة المعارضين والمنتقدين عن طريق الالتصاق بالدين. هذا في حين أنَّ الحقيقة ليست على هذا النحو، لو كان المحتجون مناهضين للدين لما واجهوا ترحيبًا من عامة الناس، ولو لم يُرحَّب بهم ولو نسبيًّا لما استمروا حتى ليومٍ واحد. بالمناسبة، كان من بين المحتجين نساء ورجال يدُلّ ظاهرهم على أنَّهم متديِّنون، وبعض النساء كُنّ يلبسن العباءة (الشادور)، لكن ما الذي قاله أحمد خاتمي؟
قال خاتمي مشيرًا إلى الأحداث الأخيرة: «إنَّ 80% من الناس يريدون الحجاب، وفقط 20% منهم يُعرِضون عن المُقدَّسات…لا تشُكُّوا أنَّ جزءًا من هذا الغلاء سببه العدو. للمرة الأولى تُهان الولاية، وحدث ذلك خلال هذه الاحتجاجات، وهذا الأمر إهانة للدين ولخليفة الإمام المهدي. من قاموا بنزع العمائم أثبتوا أنَّهم ينوون تدمير الدين، لأنَّ العمامة رمز للدين، ونزع العمائم في الواقع نزعٌ للدين».
القضية الأولى هي: لماذا تتحدث عن نسبة 80%؟ إن كانت الأعداد والأرقام هي أساس حُكمك وإثبات أحقِّيتك، وقبلت بهذا الأساس، إذن يمكن بناءً عليه التحدُّث عن كثير من المجالات، لكن لتعلم أنَّ أكثر الناس يعارضون الحجاب الإجباري، وبكُلّ تأكيد إحصاءاتك ليست صحيحة، ولو تكرَّمت أخبرنا، ما مصدرك؟ وعلى أيّ حال، إن كان لديكم شكّ، يمكن حينها إجراء استطلاع للرأي بهذا الخصوص، وإعلان نتائجه بشكل رسمي.
من جهة أخرى، لماذا تقول إنَّ 20% من الناس يُعرِضون عن المقدَّسات؟ هذا الأمر يضرّ بالدين والسلوك الديني. كثيرٌ منهم متمسِّكون بمناسك وقِيَم الدين، لكن وفق نظرتهم، ولا يرون أنَّ المقدَّسات هي فقط ما تراه أنت مقدَّسًا، والقضية ليست أنَّهم يعلمون أنَّها مقدَّسات، ويضربون بها عرض الحائط. إن مثل هذا التوجُّه وهذا التلاعب غير الحقيقي بالأرقام يُثبِت أنَّك بعيد كلّ البُعد عن المجتمع.
القضية الثانية هي: ربط الإهانات أو نزع العمائم بإهانة المهدي المنتظر ونزع الدين. هل تعتقد أنَّك بمجرد ترديدك هذه العبارة لن يخطو أحدٌ بعد اليوم خطوة أخرى في هذا الاتّجاه؟ بالتأكيد هذا تفكير خاطئ. حتى لو قام أحدهم بنزع العمائم بهدف نزع الدين، فالعقل السليم يحكُم عليك أن تسمِّي ذلك نزع العمائم، لا نزع الدين.
لا تعتقد أنَّه يمكن إزالة حمل المسؤولية عن أكتاف السادة، بجعْلِكَ الدين درعًا. توجُّهك هذا يؤدِّي إلى أنَّ يصبح نزع الدين، وليس فقط نزع العمائم، أمرًا دارجًا. عجيبٌ أن يجعل البعض أنفسهم مساوين للدين، وأي شيء ضدَّهم يقدِّمونه على أنَّه معاداة للدين! بدلًا من أن تضعوا الدين في مكانه الحقيقي، وأن يكون مظلَّة، وتجعلوا من أنفسكم درعًا له، تسيرون في الاتّجاه المعاكس، فقد جعلتم الدين درعًا لأنفسكم، وأقل ما يمكن حدوثه هو أنَّ الناس سيدركون مزاعمكم بخصوص الدين، وسيستمرُّون في طريقهم، وفي أسوأ الحالات سيصدِّقون كلامكم، وسيستهدفون الدين ومَنْ يختبؤون خلفه سويةً.
النقطة الأخيرة هي حديثه بشكل مؤكد، وكأنَّه قد اكتشف أمرًا عجيبًا، عن أنَّ جزءًا من الغلاء سببه العدو. لكن حتى لو كان كلّ الغلاء وليس جزءًا منه سببه العدو، فهذا لا ينقص من مسؤولية الحكومة والسلطة شيئًا، بل سيزيد هذا مسؤوليتها، لأنَّها غفلت عن عاملٍ بهذا الأهمية. إنَّ هذا المفهوم الخاطئ يتكرَّر باستمرار، ليس فقط بخصوص الغلاء، وإنَّما بخصوص أحداث المئة يوم الماضية. إن قُلتم إنَّ العدو هو السبب فهذا يعني أنَّكم لن تفعلوا شيئًا في المستقبل، لأنَّ العدو سيقوم بإجراءات مشابهة في المستقبل. لو قُلتم لا علاقة لهذا بالعدو، فعلى الأقل ستبقون الأمل حيًّا بحل المشكلات. عدا عن ذلك، ما هذا العدو القوي الذي يتسلَّل إلى كل الأمور ويفعل ما يريد؟!
«جهان صنعت»: قطار الفقر يسبق قطار التطوُّر
يخالف الناشط الإعلامي محمد صادق جنان صفت، من خلال افتتاحية صحيفة «جهان صنعت»، ما يراه إبراهيم رئيسي ومناصرو حكومته، إذ يرى أنَّ قطار الفقر في إيران أسرع كثيرًا من قطار التطوُّر.
تقول الافتتاحية: عندما يتحدث إبراهيم رئيسي عن سرعة قطار التطوُّر الاقتصادي في النظام، كلّما حانت له الفرصة، ويعتقد في قلبه أو يذكر بلسانه أنَّ سبب الاحتجاجات في إيران هو وقف التقدُّم الذي حقّقته هذه الحكومة، وحين لا يزال أنصار الحكومة «المتطرِّفون» يلقون باللوم على الحكومة السابقة، للأسف نجد أنَّ الفقر في إيران يتقدَّم بسرعة. التقارير التي قدَّمتها إحدى المؤسسات الرسمية والحكومية تُشير إلى أنَّ العملية أصبحت عكسية، بدلًا من أن تنخفض سرعة سقوط الإيرانيين تحت خط الفقر، كما تزعم الحكومة الحالية، ازدادت هذه العملية سرعةً.
حتى لو افترضنا أنَّ الحكومة السابقة هي المسؤولة عن تنامي الفقر، يجب القول إنَّ رئيس الحكومة الحالية كان آنذاك رئيسًا للسلطة القضائية، وقاليباف كان رئيسًا للبرلمان، ولم يفعل أي منهما شيئًا. الحقيقة الواضحة للعيان هي أنَّ قطار نمو الفقر أسرع من قطار التطوُّر والتقدُّم، الذي يزعمه رئيسي.
حسب آخر التقارير الواردة من وزارة التعاون والعمل والرفاه الاجتماعي، فإن «خط الفقر -الذي يشير إلى الدخل الذي يحتاج إليه الفرد لتغطية الحد الأدنى من احتياجاته الأساسية- في عام 2021م، قد جرى تقديره. وبناءً عليه فإنَّ 30% من الإيرانيين، أو ما يعادل 25.6 مليون شخص، يعيشون تحت خط الفقر المطلق. بالطبع إنَّ خط الفقر في المناطق الريفية تجاوز وفق التقرير حاجز الـ35%. كما ارتفع معدل الفقر المتوسط في إيران خلال الأعوام الأربعة الماضية من 20% إلى 30%، وهذا يشير إلى أنَّ تردِّي الأوضاع الاقتصادية المتوسطة تزامن مع سقوط عدد أكبر من الإيرانيين في مصيدة الفقر، وهذا يتطلَّب إعادة نظر جادَّة في السياسات الاقتصادية».
نظرًا إلى أنَّ السياسات الاقتصادية المُتَّخَذة من قِبَل الحكومة والبرلمان ستواجه طريقًا مسدودًا على مسار السياسة الخارجية، ونظرًا إلى أنَّ الحكومة والمواطنين سيصبحون أكثر فقرًا مع استمرار العقوبات، لذا فإنَّ استمرار هذه العملية سيرسم أفقًا محزنًا أمام المجتمع، الذي يعاني من الفقر. للأسف، يجب تأكيد أنَّ هذه الحكومة ليس لديها القدرة المتخصصة والبيروقراطية للعبور بالاقتصاد من هذا الوضع المحزن، وبدلًا من تحسينها الأوضاع نجدها -على حد قول رئيس البرلمان السابق علي لاريجاني- تكتفي بوصفها.
الفقراء الإيرانيون ليس لديهم أيّ أمل بهذا الاقتصاد، الذي يغرق في الدوّامة، ويجب اتّخاذ خطة وبرنامج جديد. ما الذي يجب على المواطنين الإيرانيين فعله، حتى يشاهدهم النظام السياسي ويضعهم ضمن أولوياته؟ ما دامت السياسة الخارجية في المقدِّمة، والإيرانيون في المرتبة العاشرة، فإن العُقَد ستزداد تعقيدًا وصعوبة.
رئيس غرفة طهران: خروج رؤوس الأموال من إيران بلغ 10 مليارات دولار سنويًّا
أكد رئيس غرفة التجارة في طهران مسعود خوانساري، أمس الاثنين (02 يناير)، أنَّ خروج رؤوس الأموال من إيران وصل إلى 10 مليارات دولار سنويًّا، فيما تشير تقارير اقتصادية إلى أنَّه سيتجاوز هذا الرقم.
وأوضح خوانساري أنَّ «وجود الشباب النشِطين في مجال الشركات الناشئة وتوجيه معارفهم إلى القطاعين الصناعي والتجاري، يمكن أن يحسِّن الأوضاع الاقتصادية، وقال: «في ظل الوضع الحالي نشهد خروج النُّخَب من البلاد، في كل المجالات».
وحسب تقرير لوكالة «إيلنا»، أكد رئيس غرفة طهران أنَّ الظروف الاجتماعية والاقتصادية لإيران أصبحت صعبة، وأضاف أنَّ «اقتصاد إيران وتركيا عام 1979م (آخر عام من الحُكم البهلوي وعام تأسيس «الجمهورية الإسلامية»)، كانا قريبين بعضهما من بعض، لكن تركيا الآن تجاوزت الاقتصاد الإيراني بـ500 مليار دولار»، مشيرًا إلى أنَّ عدم قدرة إيران على بيع النفط بشكل طبيعي أضرّ بالاقتصاد، بأكثر من 100 مليار دولار.
وكانت وسائل إعلام إيرانية قد نشرت تقريرًا، الأسبوع الماضي، يُظهر أنَّه بين عامي 2011 و2021م غادر إيران ما لا يقل عن 97 مليار دولار من رؤوس الأموال.وذكرت مؤسسة في طهران تُدعى «المرصد الإيراني للهجرة»، تحلِّل وتدرس بيانات الهجرة الإيرانية، في تقرير لها مؤخرًا أنَّ «الأزمات والتطورات الاقتصادية السلبية عزَّزت بشكل كبير رغبة الناس في الهجرة».
وتُظهِر مراجعة للإحصاءات المنشورة في وسائل الإعلام الإيرانية، العام الماضي، أنَّ هروب رؤوس الأموال البالغ 10مليارات دولار، حسب رئيس غرفة طهران، يتعلَّق بالبيانات حول الأشهر التي سبقت وفاة مهسا أميني، إذ تمثِّل مرحلة جديدة في تطورات إيران.
كما تشير سلسلة من التقارير الإعلامية إلى أنَّه منذ انتشار قمع المحتجين، بالتوازي مع تدهور الأوضاع الاقتصادية لإيران، تشكَّلت موجات جديدة من خروج الإيرانيين من البلاد وتزايُد هروب رؤوس الأموال.
وشهِدت الأسابيع الأخيرة تراجعًا في قيمة العملة الإيرانية لأكثر من 40%، كما رسم التضخم المتفشي آفاقًا لمزيد من عدم الاستقرار الاقتصادي أمام الشعب الإيراني.
يُشار إلى أنَّ الإعلام الإيراني يعترف أنّ «أيّ شخص يملك إمكانية وإن كانت قليلة، أو سبيلًا لمغادرة البلاد بغرض الهجرة، يسعى لتحقيق هدفه، فالهجرة لم تعُد مقصورة على الطبقات الغنية والمتعلِّمة».
موقع «راديو فردا»
زيادة الضغط على الصحفيين الإيرانيين بعد اعتقال قديمي وعلوي
أعلنت تقارير إخبارية أنَّ الضغوط المفروضة على الصحفيين في إيران تتزايد، عقب اعتقال الصحفيين المعروفين مهدي قديمي وميلاد علوي.
وأكدت مصادر أمس الاثنين (02 يناير)، اعتقال الصحفي «المخضرم» مهدي قديمي في منزل والديه بمدينة فرديس في محافظة ألبرز، أول من أمس (الأحد)، ولا توجد تفاصيل عن الجهة التي قامت باحتجازه أو سبب اعتقاله.
كما جرى اعتقال الصحفي بصحيفة «شرق» ميلاد علوي، الأحد أيضًا، بعد مثوله أمام نيابة إيفين. وأثار اعتقال هذين الصحفيين ردود فعل واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتحدثت البرلمانية السابقة بروانه سلحشوري في تغريدة لها عن اعتقال قديمي وعلوي، والصحفيين بشكل عام، وكتبت: «حذَّرتُ مرارًا، لكن لم يُصِغ أحد، وفضَّلوا تنفيذ الإجراءات الأمنية على الحلول الاجتماعية». وذكرت أنَّ «أسلوب حُكم الجمهورية الإسلامية مثير للمشكلات، لأنه يجري إسكات أصوات الخبراء، ويجري التعامل مع المنتقدين والمتظاهرين بعنف».
موقع «صوت أمريكا»
محتجون يحرقون لافتات لخامنئي وذكرى سليماني في طهران ويزد وسنندج
أحرق محتجون في عدد من المدن الإيرانية، أبرزها العاصمة طهران ويزد وسنندج، مساء أمس الاثنين (02 يناير)، لافتات بالشوارع للمرشد علي خامنئي وللذكرى السنوية لقائد «فيلق القدس» السابق قاسم سليماني.
وردَّد المحتجون في عدة مناطق بطهران، مثل شارع فردوس وسعادت آباد، وزعفرانية، وبمدينة برديس، شمال شرق العاصمة، شعارات ليلية مناهضة للنظام الإيراني، مثل «الموت للديكتاتور» و«الموت لخامنئي» و«الموت للجمهورية الإسلامية»، و«الفقر، والفساد، والغلاء، نحن ماضون للإطاحة بالنظام».
وكانت مدينة مهاباد، التي شهِدت أمس مراسم الأربعين لمقتل المحتج شمال خديري بور، مسرحًا لاحتجاجات الشوارع، إذ أغلق المحتجون بعض الشوارع بإشعال النيران ورددوا شعارات مناهضة للنظام وشعارات مؤيدة لأهالي جوانرود، فيما يستمر الوضع الأمني في مدينة جوانرود بالانتشار الواسع لقوات الحرس الثوري، فضلًا عن اعتقال المحتجين.
وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي قيام عدد من المتظاهرين بإضرام النار في مدخل مكتب التبليغات الإسلامية بمدينة سنندج في محافظة كردستان، مساء أمس.
وشهدت مناطق مختلفة من طهران، مساء أمس، إحراق لافتات دعائية للنظام، خصوصًا اللافتات المتعلقة بذكرى مقتل قاسم سليماني. وفي شارع بني هاشم أضرم المحتجون النار في لافتة ذكرى سليماني المعلقة على أحد جسور المشاة، وفي منطقة جردن أحرقوا إحدى لافتات تلك الذكرى السنوية.
وفي مدينة يزد أضرم المحتجون النار في لافتة معلقة على جدار مجلس تنسيق التبليغات الإسلامية في يزد، فيها صورة للمرشد علي خامنئي وجزء من كلامه.
موقع «راديو فردا»