صدرت عن المعهد الدولي للدراساتِ الإيرانية «رصانة»، دراسة «عقيدةُ الدفاعِ الأمامي الإيرانية .. برنامج الصواريخ والفضاء»، في وقتٍ دقيقٍ يشغلُ فيه موضوع التسلُّح والبرامج الصاروخية حيّزًا واسعًا من الاهتمامِ العالمي العسكري والسياسي. ولفتت الدراسة المكونَّة من عشرة أقسامٍ للباحث في الشؤون العسكرية في معهد «رصانة» نويد أحمد إلى أنَّ المخزون الهائل للأسلحةِ ستضعُ العالمَ على فوهة بركانٍ مشتعل. كما كشفت عن عقيدةِ إيران العسكرية وتبنيها نهج المواجهةِ في ساحةِ الأمن الإقليمي، وتفعيلها إستراتيجية «الدفاع الأمامي» بإبرازِ محافظة النظام الثيوقراطي على قبضته في السلطة، وإدارة تهديداتها باستخدامِ الطائرات المسيّرة والصواريخ من خلال وكلائها في المنطقة؛ مما ساهم في إنشاء منطقةٍ رماديةٍ للقيام بعملياتها العسكرية دون الدخول في حرب.
ونوَّهت الدراسة إلى استمرار إيران في تطوير صواريخها ورؤوسها الحربية النوويّة حتى أصبحت أكبر ترسانةٍ صاروخيةٍ في الشرق الأوسط، فيما لا يختلف برنامجها الفضائي عن برنامجها النووي ذي البُعد العسكري، مما يجعل هذا البرنامج مهدِّدًا أمنيًّا وشيكًا خصوصًا لدول الجوار الإقليمي. وبناءً عليه؛ استعرضت الدراسة تشكيلةً واسعةً من الصواريخ الباليستية والصواريخ المضادَّة للسفن وصواريخ «كروز» المتنوعة التي تمتلكها إيران. الجديرُ بالذكر أنَّ إيران تعمل على تطوير هذه الصواريخ باستمرار لتكون جاهزةً لاستيعاب حمولاتٍ مستقبلية، وذلك لعدم تمكنها من شراءِ صواريخ جديدة، نظرًا للعقوباتِ المفروضة عليها. وسردت الدراسة برنامج إيران الصاروخي منذ بداياته إبان الحرب الباردة وحتى الآن، إذ صاحب هذه الرحلة قلقٌ من تصميم إيران للصواريخِ والرؤوسِ النوويّة التي تزعم أنَّها تحتفظ بها للاستخدام التقليدي. وأشارت الدراسة إلى أنَّ كشف إيران عن نظام دفاعها الجوي؛ أثبت أنَّها مواصلةٌ في تعزيزِ وتوسيعِ قدراتها الدفاعية الجوية المُستنسخة، التي يُتوقَّع الاستمرار فيها طالما بقي حظر استيرادها للأسلحة قائمًا. كما ناقشت سعيّ إيران للوصولِ إلى أنظمةِ صواريخ تتمتَّع بدقةٍ أكبر بتطويرها قدراتٍ صاروخيةٍ، ودورها في عسكرةِ الفضاء.
فيديو يستعرض أبرز ما جاء في الدراسة:
وأفادت الدراسة بأنَّ الإستراتيجية العسكرية الإيرانية تركِّز على مكوناتٍ جيوسياسيةٍ، من ضمنها إعاقة الوصول إلى مضيق هرمز، في إطار تباهيها بقوّة أسلحتها المخصَّصة للمناطقِ المحظورة باستهداف نماذج «تشبيهية» لحاملاتِ طائراتٍ وسفنٍ أمريكية، ومع ذلك فإنَّ أمام إيران الكثير للوصولِ إلى أهدافها. وأوضحت الدراسة أنَّ برنامج الفضاء الإيراني يظلُّ مبهمًا ولكنها تسعى إلى تطويره بتعاملها في السوق السوداء مع كياناتٍ ودولٍ تلتفُّ على العقوباتِ الأمريكية.
وخلُصت الدراسة إلى أنَّ قوة إيران الصاروخية لن تمكِّنها من الانتصار في حربٍ على خصومها في الخليج وحلفائهم من الغرب، إذ يشوب قوتها ضعفٌ وقصور، نظرًا للاختلافات في موازين القوة التسليحية بين الدول، ولكنَّها كافية لرفعِ تكلفة الحرب ماديًّا وبشريًّا في حال إشعالها.
الدراسة كاملة متاحة بصيغة PDF على: