صدر عن المعهد الدولي للدراسات الإيرانية (رصانة)، كتاب «الحرس الثوري.. قتالٌ على حواف الحلم التوسُّعي»، للكاتب الإيراني الأصل أمريكي الجنسية نادر أوسكوي. ولأنَّ أوسكوي مستشارٌ عسكريٌّ بارز فقد جاء كتابه البالغ 320 صفحة حاملًا بين طياته شرحًا تفصيليًّا اعتمد على المعايير التي يمكن من خلالها تقييم الحرس الثوري وتحديد وزنه داخل النظام السياسي الإيراني، وتمدده في الإقليم خالقًا توتُّرًا متصاعدًا مُستمرًّا.
تناول الفصل الأول (إيران في صراعٍ مستمر) سعيها نحو بسطِ الهيمنةِ في الشرقِ الأوسط في سوريا والعراق واليمن ومشاركتها بعملياتٍ سريةٍ في أفغانستان، وجبهة إسرائيل الشمالية، ونشاط ميليشياتها على حدود المملكة العربية السعودية. وبحث الفصل الثاني (جيش التحرير الشيعي)، تكوين الميليشيات وتسليحها وتحولها لجيشٍ عسكريٍّ متعدّد الجنسيات خارج إيران، بتدريبها وإغرائها بالمال.
ويستعرض الفصل الثالث (سنواتُ الثورةِ والحرب) ما دار خلال الحرب الإيرانية العراقية ودور شيعة العراق، وولادة «حزب الله» في لبنان، والهجمات التي وظَّفها فيلق القدس على عددٍ من الأراضي خارج مناطق الحرب. كما ناقش الفصل الرابع (الطريق إلى أفغانستان والعراق) عمل كبار ضباط «فيلق القدس»، وقوات الحرس الثوري بعد أحداث 11 سبتمبر بجانب قادة «تحالف الشمال» في تخطيط العمليات على طالبان وتنسيقها.
وتناول الفصل الخامس (الثورات المدنيَّة والحروب الأهليَّة والتمرُّد) حرب سوريا الأهلية، المعركة من أجل العراق، خطوط الصدع الطائفية والعِرقية، العراق ما بعد داعش، وتخطيط قاسم سليماني لتولي حكومةٍ بقيادةٍ شيعية على حدود المملكة العربية السعودية. وفي الفصل السادس (جسرٌ بريٌّ في سوريا) قام الكاتب بشرح نشر التشيُّع في أرجاء الشرق الأوسط، لبلورة فكرة الأمة الشيعية المُوحَّدة تحت أيديولوجيةٍ ميليشياويةٍ معادية للغرب وإسرائيل.
وتناول الفصل السابع (الحملة العراقية)، دور قوات الحشد الشعبي وبقية الميليشيات في ميدان الحرب والمعارك المختلفة.
أما الفصل الثامن (نداء صنعاء)، فقد حلَّل تمرُّد الحوثيين على حكومة علي عبدالله صالح والعلاقة المُعقَّدة بينهما إلى سقوط صنعاء في يدهم، وغاراتهم على باب المندب، واستهدافهم بالصواريخ الباليستية الإيرانية مدنًا سعودية.
وتناول الفصل التاسع (المهام غير المُكتمِلة في أفغانستان)، دور فيلق القدس وطالبان في فترة ما بعد 11 سبتمبر، ودور الفيلق في تجنيد الأفغان. وشرح الفصل العاشر (تدبيرُ موارد حملاتِ «فيلق القدس» الإقليميّة)، اعتماد قوات الحرس الثوري على شبكة دعمٍ عسكريةٍ ولوجستية واسعة ابتداءً من قوة الصواريخ وحتى الإمكانات السيبرانية، وشبكة دعمٍ مالية تدرها عليها المؤسسات والمنشآت التجارية التابعة للحرس الثوري الإيراني.
وفي الفصل الحادي عشر والأخير (طريقٌ طويلٌ ومستقبلٌ غامضٌ)، كشف الكاتب عن التحديَّات التي تواجه فيلق القدس ودور إيران المتغيِّر في المنطقة، بأنَّ أي انتصارٍ للولايات المتحدة وإسرائيل أو الحكومات العربية السُنيَّة تعدّه إيران خسارةً لها والعكس صحيح.
وختامًا، فإنَّ هذا الكتاب الإستراتيجي نجح في تفكيك الرؤية الإيرانية بعينٍ تحليلية استشرفت ما ينتظر الحرس الثوري «فيلق القدس»، وأنَّ المشروع الثوري محفوفٌ بالمخاطر إذ أنَّ إيران في سبيل تحقيق التمدُّد والحلم التوسعي تتبع إستراتيجيةً عسكريِّةً تقليدية ومُربِكة على السواء في منطقةٍ متقلِّبةٍ ومُضطربة، مما قد يجرُّها إلى صراعٍ عسكريٍّ مع القوات الإقليمية والعالمية.
جدير بالذكر أن الكتاب متاح على متجر «جملون» الإلكتروني عبر الرابط:
وكافة فروع مكتبة جرير داخل المملكة وخارجها وعلى متجرها الإلكتروني عبر الرابط: