أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» تقريرَ الحالة الإيرانية لشهر فبراير 2021م، مقدّمًا للقارئ عمومًا، والباحث خصوصًا، وصفًا دقيقًا للفترة الزمنيَّة محلِّ الرصد والتحليل، بهدف تشخيص الحالة الإيرانية وقياس أوضاعها وتفاعُلاتها المختلفة. ويشتمل التقرير على ثلاثة أقسامٍ رئيسية، يهتمُّ القسم الأول بالشّأن الداخلي الإيراني، والثاني بالشأن العربي، والثالث بالشأن الدولي.
في الشأن الداخلي، تناول التقرير أربعة محاور، تم تخصيص الملف الأيديولوجي لمناقشة علاقة الديني بالسياسي، فضلًا عن حقيقة فتوى تحريم السلاح النووي. وفي الملف السياسي، تمت مناقشة ثلاثة مواضيع، هي اتهام الحكومة والبرلمان بأنهما الأضعف في تاريخ النظام الإيراني، ومقاضاة المرشد علي خامنئي والرئيس السابق حسن روحاني بسبب جائحة كورونا، وقضايا الفساد بوزارة العمل الإيرانية. أما الملف الاقتصادي فقد ناقشَ طبيعة العلاقات الاقتصادية ما بين إيران وروسيا وأوكرانيا، وتداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية على إيران. فيما ناقش الملف العسكري ثلاثة مواضيع، هي: ميليشيات من إيران تشنُّ هجومًا على قوات الحدود الباكستانية، وغزو أوكرانيا ودور هذا الغزو في تضاؤل آمال إيران بتخفيف العقوبات، ثم تزايد ظاهرة انتشار السلاح بين المدنيين والمخاوف الأمنية من ذلك.
وفي الشأن العربي، نوقشت أربع ملفات رئيسية، تم تخصيص الأول منها للحديث عن التفاعلات الخليجية-الإيرانية، عبر مناقشة التوترات في أسواق الطاقة ودورها في تعزيز دور دول مجلس التعاون لدى الولايات المتحدة، فضلًا عن النشاطات الإيرانية في الجزر الإماراتية المحتلة. وخُصِّص المحور الثاني للحديث عن العلاقات الإيرانية مع الحوثيين باليمن، من خلال مناقشة دلالات تصنيف مجلس الأمن الميليشيات الحوثية جماعةً إرهابية، وتبايُن الموقف الإيراني مع الموقف الأُممي، ثم الانعكاسات المحتملة لقرار مجلس الأمن على المشهد اليمني. فيما تحدَّث المحور الثالث عن علاقات إيران والعراق في 3 قضايا رئيسية هي: إيران وأزمة الانسداد السياسي في العراق، إخفاق الجهود الإيرانية في رأب صدع البيت الشيعي، والضغوط الإيرانية تجاه الصدر لتشكيل حكومة تضم المالكي. أما الملف الرابع فهو للحديث عن الأزمة الروسية-الأوكرانية وحسابات الربح والخسارة في سوريا، وجهود إيران لتعميق الحضور الإداري بسوريا.
أما الشأن الدولي، فقد ناقش التفاعلات الإيرانية مع كلٍّ من الولايات المتحدة وأوروبا. وفيما يتعلق بالعلاقات الأمريكية-الإيرانية، تم التركيز على 4 محاور رئيسية، هي: التقدم على صعيد المفاوضات النووية، تراجع تأثير العقوبات الأمريكية، القضايا الخلافية القائمة، وأخيرًا التداعيات والنتائج. وحول العلاقات الإيرانية-الأوروبية تم رصدُ أهم التفاعلات بين الجانبين، والمتمثِّلة في مسار التفاوض النووي في إطار العلاقة مع أوروبا، والاحتجاج الإيراني على محكمة نوفمبر الشعبية، ومطالبة البرلمان الأوروبي بتعليق عقوبة الإعدام في إيران.
